مرض انفصام الشخصية (Schizophrenia)

فالدييف رستم
نشرت منذ أسبوع واحد يوم 18 أبريل, 2024
بواسطة فالدييف رستمتعديل Kamar Mahmoud
مرض انفصام الشخصية (Schizophrenia)

مرض انفصام الشخصية (Schizophrenia)؛ هو اضطراب عقلي حاد ومزمن، يؤثر على طريقة تفكير الشخص وسلوكه، كما يشوه طريقته في التعبير عن مشاعره وقدرته على التعامل مع الواقع ورؤية الوقائع.


نبذة عن مرض انفصام الشخصية

على الرغم من أن الفصام ليس شائعًا مثل الاضطرابات النفسية والعقلية الأخرى، إلا أنه المرض الأصعب من بين كل الأمراض النفسية الموجودة.

قد يبدو المصابون بالفصام وكأنهم فقدوا الاتصال بالواقع، وانعزلوا بخيالهم ظنًا منهم أنه واقعهم، مما يسبب لهم الكثير من المشاكل في أماكن العمل أو المدارس أو حتى في منازلهم لصعوبة التواصل مع باقي أفراد الأسرة.

قد يعتقد البعض أن مرض  انفصام الشخصية هو ازدواجيتها وهذا اعتقاد خاطئ، لأن الفصام عبارة عن اضطراب نفسي يجعل المصاب به عاجزًا عن التمييز بين الواقع والخيال.

بل من الممكن أن يفقد المصاب ارتباطه بالواقع تمامًا، حيث يعتقد أن العالم المحيط به هو خليط مكون من الكثير من الأفكار والصور والنغمات .

عادة ما يكون سلوك المريض غريبًا، بل مرعب أحيانًا حيث تطرأ تغييرات مفاجئة على شخصيته فتغير من سلوكه، وتجعله ينقطع تماماَ عن الواقع وتسمى هذه الحالة بالمرحلة الذهانية.

أسباب الإصابة بمرض انفصام الشخصية

لا يوجد سبب محدد يؤدي للإصابة بمرض انفصام الشخصية، ولكن المعروف أن مرض الفصام مرض أساس بيولوجي، لا ينشأ بسبب ضعف في الشخصية أو فشل تربوي من جهة الأهل، ولكن يوجد العديد من العوامل التي تساهم في تكون مرض الفصام:

الوراثة والبيئة

يعتقد العلماء أن العديد من الجينات المختلفة قد تزيد من خطر الإصابة بالفصام.

ولكن لا يوجد جين واحد يسبب هذا الاضطراب بحد ذاته. وليس من الممكن حتى الآن استخدام المعلومات الجينية للتنبؤ بالجهة التي ستطور مرض الفصام.

ويظن العلماء أيضًا أن التفاعلات بين الجينات وجوانب بيئة الفرد تساهم في تطوير الفصام. العوامل البيئية قد تشمل:

  • التعرض للفيروسات.
  • سوء التغذية قبل الولادة.
  • مشاكل أثناء الولادة.
  • العوامل النفسية والاجتماعية.

شذوذ في بنية الدماغ

يعتقد العلماء أن عدم التوازن في التفاعلات الكيميائية المعقدة والمترابطة للدماغ التي تشمل الناقلات العصبية (المواد التي تستخدمها خلايا المخ للتواصل مع بعضها البعض) الدوبامين والغلوتامات، وربما غيرها، تلعب دورًا مهمَا في مرض انفصام الشخصية.

كما يؤكد بعض الخبراء أيضًا أن المشكلات التي تحدث أثناء نمو المخ قبل الولادة قد تؤدي إلى خلل في الاتصال.

بالإضافة إلى خضوع الدماغ أيضًا لتغيرات كبيرة خلال فترة البلوغ، وقد تؤدي هذه التغييرات إلى ظهور أعراض ذهانية لدى الأشخاص المعرضين لخطر الوراثة.

أعراض مرض انفصام الشخصية

يبدأ ظهور أعراض الفصام عادة بين سن 16 و 30  ونادرَا ما يصاب بها الأطفال. وتنقسم أعراض الفصام إلى ثلاث فئات: إيجابية وسلبية وادراكية.

الأعراض الإيجابية

لا يعني مصطلح الأعراض “الإيجابية” أن الأعراض جيدة، إنما هي سلوكيات ذهانية لا تظهرع ادةَ للأشخاص الأصحاء، وإنما تظهر للمريض فقط وقد يفقد بعض الأشخاص التي تظهر عليهم الأعراض الإيجابية التواصل مع بعض جوانب الواقع حيث تشمل الأعراض:

  • الهلوسة: هي رؤية أو سماع أشياء غير حقيقية، ولكنها لها كامل التأثير على الشخص المصاب، كالتي تتسم بها الخبرات العادية. ومن الممكن أن تؤثر الهلوسات على جميع الحواس ولكن سماع الأصوات الغير موجودة هي الأكثر انتشارًا.
  • الأوهام: اعتقادات وهمية غير واقعية يعاني منها معظم المصابين بالفصام، كأن يعتقد أن لديه درة خارقة أو أنه يرى المستقبل.
  • اضطرابات الفكر: كصعوبة التفكير بشكل منطقي وتركيب جمل غير منطقية يصعب فهمها.
  • اضطرابات الحركة: كالبطء في الحركة، أو تكرار الحركات كالمشي في شكل دائري أو المشي ذهابًا وإيابًا.
  • عدم القدرة على اتخاذ القرارات.

الأعراض السلبية

لا تعني جملة الأعراض “السلبية” أن الأعراض سيئة بل تعني غياب الأعراض التي تظهر على الشخص المصاب بالفصام. حيث تشمل الأعراض:

  • انعدام التعبير عن المشاعر عبر تعبيرات الوجه أو نغمة الصوت.
  • انعدام الطاقة والدافعية.
  • المزاجية التي لا تتلاءم مع الموقف كالضحك عند سماع خبر سئ أو البكاء أثناء سماع نكتة.
  • الشعور بالفتور وغياب الحماس تجاه أي شيء.
  • فقدان الشغف بالحياة .
  • صعوبة بدء الأنشطة واستدامتها.
  • ضعف الأداء الوظيفي سواء في العمل أو المدرسة.
  • الميل للوحدة والانعزال.
  • قلة الكلام.

الأعراض الإدراكية

بالنسبة لبعض المرضى، تكون الأعراض الإدراكية لمرض انفصام الشخصية خفيفة وغير ملحوظة  لكن بالنسبة للآخرين ، فإنها أكثر حدة وقد يلاحظ المرضى تغيرات في ذاكرتهم أو في جوانب أخرى من التفكير. تشمل الأعراض:

  • ضعف الأداء التنفيذي.
  •  أي نقص القدرة على فهم المعلومات، واستخدامها في اتخاذ القرارات.
  • مشاكل الذاكرة العاملة أي القدرة على استخدام المعلومات فور تعلمها.
  • مشاكل في التركيز.

تابع أيضاً: التكيس العقدي؛ تعرف إلى الأسباب والأنواع والأعراض والتشخيص والعلاج


كيفية تشخيص مرض انفصام الشخصية

تهدف أول خطوة في التشخيص إلى استبعاد اضطرابات الصحة العقلية الأخرى والتأكد بأن الأعراض ليست بسبب تعاطي المخدرات أو الدواء أو حالة طبية. وقد يشمل تشخيص انفصام الشخصية:

فحص جسماني شامل

لاستبعاد المشكلات الأخرى التي قد تسبب نفس الأعراض، والتحقق من أي مضاعفات ذات صلة.

إجراء الفحوصات

قد تشمل هذه الفحوصات:

  • اختبارات للكشف عن الكحول والمخدرات.
  • التصوير بالأشعة السينية.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية.

اطلع على: اعتلال الدماغ الفيرنيكي wernicke’s Encephalopathy؛ تعرف على الأسباب وطرق العلاج


التقييم النفسي

حيث يقوم الطبيب أو أخصائي الصحة العقلية بفحص الحالة العقلية للمريض، من خلال مراقبة المظهر، والسلوك، والسؤال عن الأفكار، والحالات المزاجية، والأوهام، والهلاوس، وتعاطي المخدرات، والميول العدوانية، أو محاولات الانتحار. والذي يشمل أيضا السؤال عن التاريخ المرضي للأسرة .

علاج مرض انفصام الشخصية

يستوجب مرض انفصام الشخصية العلاج مدى الحياة؛ إلا إذا اكتشف باكرَا وتم اعتماد العلاج المناسب فمن الممكن أن تقل احتمالية تكرار النوبات.

ونظرًا لأن أسباب الفصام لا تزال غير معروفة، تركز العلاجات على القضاء على أعراض المرض. وتشمل:

العلاجات الدوائية

عادة ما تؤخذ الأدوية المضادة للذهان يوميا في شكل حبوب منع الحمل. ولكن بعض مضادات الذهان تكون على شكل حقن تعطى مرة واحدة أو مرتين في الشهر.

تظهر الأعراض الجانبية للأدوية على بعض المصابين عند البدء في تناولها، ولكن معظم الآثار الجانبية تزول بعد بضعة أيام. يمكن للأطباء والمرضى العمل معًا لإيجاد أفضل مزيج من الأدوية أو الدواء والجرعة المناسبة.

العلاجات النفسية والاجتماعية والتأهيل

تعتبر هذا النوع من العلاجات ضروري جدَا بعد تحديد الدواء المناسب للحالة.

حيث تساعد المصاب بالفصام على تعلم واستخدام مهارات التأقلم لمواجهة التحديات اليومية ومتابعة أهداف حياته وتحقيقها، مثل الذهاب إلى المدرسة أو العمل.

يعد الأفراد الذين يخضعون للعلاج نفسي والاجتماعي أقل عرضة للإصابة بالانتكاسات.

العلاج في المستشفى

حيث يتم حجز المصاب في المستشفى ليكون تحت الملاحظة ويتلقى العلاج والرعاية المناسبين.

العلاج بالصدمات الكهربائية

بالنسبة للبالغين المصابين بانفصام الشخصية الذين لا يستجيبون للعلاج بالعقاقير ، يمكن أن يكون العلاج بالصدمات الكهربائية ECT بديلَا للأدوية.

الوقاية من مرض انفصام الشخصية

للأسف لا توجد طريقة للوقاية من مرض انفصام الشخصية ولكن اكتشاف الأمر مبكرَا يساعد في تحسن الحالة، وإذا كنت تعرف شخص يعاني من الفصام فإليك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها لمساعدته:

  • شجعه على البدء في رحلة العلاج.
  • تذكر أن معتقداته أو الهلوسة تبدو حقيقية للغاية بالنسبة له فلا تسخر منها.
  • أخبره أنك تقر بأن لكل شخص الحق في رؤية الأشياء بطريقته الخاصة.
  • تحقق لمعرفة ما إذا كان هناك أي مجموعات دعم في منطقتك واجعله يلتحق بها.

وفي نهاية المقال أود أن أقول لك عزيزي القارئ أن مرض انفصام الشخصية–schizophrenia ليس بالأمر الهين فكن محترمًا لغيرك، داعمًا ولطيفًا معه فهو بحاجة لمساعدتك. ودمت سالمًا.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق