كورونا COVID-19؛ الجائحة التي بدأت من الصين ومنه إلى باقي العالم

غادة أحمد
نشرت منذ أسبوعين يوم 10 أبريل, 2024
بواسطة غادة أحمد
كورونا COVID-19؛ الجائحة التي بدأت من الصين ومنه إلى باقي العالم

بعد كورونا COVID-19 الجائحة التي بدأت من الصين ومنه إلى باقي العالم، فالآن مجددًا الصين هي بطلة الموقف، تفسير جديد عن كيف يهاجم فيروس كورونا جسم الإنسان فهل ستثبت صحته؟ تعرف إلى أهم المعلومات التي تخصه.

ما هو فيروس كورونا ؟

الفيروس الذي يشبه شكل التاج، والذي انتقل من الخفاش للإنسان، والذي أُطلق عليه سارس 2، أو ما يُسمى كورونا COVID-19 والتي تعني المرض المسبب بهذا الفيروس، ظهر بداية في الصين مسببًا التهابًا رئويًا للمرضى لم تفلح معه الأدوية المعتادة لعلاج الالتهاب الرئوي، يصاحب هذا الالتهاب حمى وسعال، لكن الأدهى في الأمر أنه تسبب في وفاة البعض، الأمر الذي دفع الكثير من الباحثين والأطباء في التنقيب عن لقاح أو مصل لهذا الكائن الجديد.

فيروس كورونا سارس 2

كورونا COVID-19 بين العامة والعلماء

التكهنات التي صدرت حول كورونا COVID-19

منذ ظهور الفيروس المجهول كورونا COVID-19 زأر الساسة والعامة بكلمات واحدة هي: سلاح بيولوجي، البعض اتهم الصين، والبعض الآخر اتهم أمريكا بأنها هي أو تلك صاحبة هذا البلاء، وهي التي ضحت بآلاف من البشر لتحقيق مآرب سياسية، وامتلأت وسائل التواصل الاجتماعي باجتهادات المجتهدين، وخيالات المغردين، وتحليلات ليس لها نهاية تصب كلها في بوتقة “سلاح بيولوجي”، أبرز التحليلات التي صدرت وكان لها أدلة واقعية هي:

رواية عيون الظلام الأمريكية

  • الأمر الأهم الذي ساقه القدر لنا هو رواية عيون الظلام “the eyes of darkness” التي صدرت عام 1980، والتي جعلت من الكاتب الأمريكي دين كونتز هو بطل الأحداث، رواية خيال علمي تتحدث حول سلاح بيولوجي (فيروس مصنع سُمي باسم ووهان 400) تم تطويره في الصين، وتحديًا في معمل في مدينة ووهان الصينية، والذي تسبب في جائحة بدأت من الصين، ومنها للعالم بأسره.
  • لكن الواقع الذي لم ينتبه له أحد من هؤلاء الذين ركبوا أعلى الأمواج هو أن الرواية كانت في البداية تدور أحداثها في روسيا، مكان صناعة الفيروس هناك، وكان اسمه يوركي 400، وهذه النسخ الأولى منها متوفرة على جوجل بوكس.

التحليل الأقرب لصحة الرواية

  • فسر البعض السبب في تغيير الأسماء في الرواية إلى أن: وقت كتابة الرواية كان الصراع على أشده بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي فيما أطلق عليه المؤرخين بعد ذلك باسم الحرب الباردة، لكن عقب انتهائها لم يعد هناك حاجة لإعلان العداء من قبل إحدى الدولتين، فكان يجب تغيير اسم البلد المصنع للفيروس، لكن من الضحية الجديدة؟
  • الضحية الجديدة لا بد أن تكون دولة علاقتها مع أمريكا ليست جيدة، في الوقت ذاته لديه القدرة العلمية والإمكانات لفعل مثل هذه الأمور، وكان الاختيار وقتها هو الصين، فتم تغيير اسم البلد المصنع، وتسمية الفيروس حينها باسم ووهان 400.

الفيلم الأمريكي Contagion

  • مجددًا أمريكا والصين، لكن هذه المرة في فيلم سينمائي ثم إنتاجه في عام 2011، تنبأ مسبقًا بوجود فيروس سيجتاح العالم وسيقضي على ملايين البشر، الفيلم الذي لم يحقق في وقته مرتبة مرموقة حيث وضعته بعض المجلات المهتمة بتصنيف الأفلام السينيمائية في مرتبة بعد المائتين، الآن بعد اجتياح كورونا COVID-19 لنا وضعته هذه المجلة في المرتبة الثامنة.
  • قصة الفيلم تدور حول امرأة أمريكية تذهب إلى الصين، ثم تُصاب بعدوى فيروسية قاتلة انتقلت إليها من مصافحة طاهٍ لامس حيوان الخنزير، بعد عودة هذه السيدة إلى بلدها أمريكا تمرض لدرجة الموت، ثم يحلق بها ابنها، لكن يبقى زوجها حيًا لقوة جهازه المناعي.
  • بعد ذلك تقوم الحكومة الأمريكية بإجراءات العزل مثلما نشاهد الآن لمكافحة انتشار هذا الوباء.

جهود العلماء والباحثين

بينما الجميع يردد كلمة سلاح بيولوجي، انكب العلماء لمعرفة ما هو كورونا COVID-19 وكيف نشأ؟ كيفية تشخيص الإصابة به، محاولات كثيرة لإيجاد علاج.

نشأة SARS 2 أو كورونا المستجد

  • صدرت بعض الدراسات العلمية التي تفترض سيناريوهات عدة لتفسير كيفية تطور فيروس كورونا الجديد، تم عزل الفيروس وعمل تحليل PCR لمعرفة تركيبه.
  • أثبتت الدراسات التي قامت حول الفيروس الجديد أنه لديه تشابه كبير مع فيروس كورونا سارس الذي عرفناه كتهديد عالمي في عام 2003، والذي تسبب في حدوث التهاب رئوي حاد يودي بحياة المصابين، وبدأ انتشاره تحديدًا في الصين وفي بعض دول آسيا.
  • سردت هذه الدراسة العلمية كيفية تطور كورونا الجديد، فيروس ذو أصل حيواني تطور في حيوان الخفاش من سارس إلى سارس 2 الذي يسبب مرض كورونا COV-19 ثم انتقاله إلى الإنسان.

كيفية تشخيص الإصابة بالفيروس؟

تتشابه أعراض الإصابة بفيروس كورونا سارس 2 مع أعراض الإنفلونزا الموسمية أو أعراض البرد في بعض الأحيان المتمثلة في:

  • كحة.
  • سعال.
  • ارتفاع في درجة الحرارة.
  • قد تتطور الحالة إلى حدوث التهاب رئوي.

إذًا ما الفيصل؟ ظهرت تحاليل مختلفة لفيروس كورونا للكشف عنه معمليًا هي:

  • فحص PCR وهو أدق الفحوصات، لكنه مكلف ويستغرق بعض الوقت.
  • تطورت الأمور وتم إنتاج تقنية الفحص السريع المتمثلة في تحليل الأمصال (IgG – IgM)، وهذه تكشف عن وجود الإصابة حتى لو لم تظهر عليك أعراض المرض.

محاولات للعلاج منها دواء كلوروكين

  • في لحظة ينتظرها الجميع ألا وهي: الإعلان عن اكتشاف دواء، أعلن الرئيس الأمريكي أن دواء الكلوروكين الذي استخدمه الأطباء كعلاج لمرض الملاريا سيتم تجربته كعلاج لكورونا، وقد أثار هذا ضجة كبيرة.
  • بعض الدول تحفظت على الدواء وذلك لأن له الكثير من الآثار الجانبية، أيضًا النتائج لم تكن في صالح نجاح الدواء كثيرًا، فقد حقق تحسنًا طفيفًا لكنه ليس المرجو.
  • دواء كلوروكين ليس هو المحاولة الأولى لعلاج كورونا COVID-19 بل هناك محاولات كثيرة سبقته، ولا زال الميدان مفتوحًا.

الطريقة التي يهاجم بها فيروس كورونا الجسم

طريقة مهاجمة فيروس كورونا المعروفة

رسم العلماء طريقًا لفيروس كورونا COVID-19 وأوضحوا كيفية مهاجمته للإنسان، إلى أن يتسبب في حدوث التهاب رئوي قد يودي بحياة المريض تتلخص هذه الطريقة في التالي:

  • لدى الفيروس مسار واضح ومحدد ألا وهو: جهازك التنفسي وبخاصة الرئتين، يتسلل هذا الكائن عبر المجرى التنفسي وتحديدًا الخلايا المبطنة له؛ ليصل إلى تيار الدم الذي سينقله إلى مكان عمله المفضل وهو رئتيك.
  • يحاول اختراق الخلايا في الحويصلات الهوائية الموجودة في الرئتين، فيبحث عمن يدخله، إنه يبحث عن مستقبلات ACE أي مستقبلات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، يلتصق بها وتحمله إلى داخل الخلايا.
  • داخل الخلايا يتكاثر فيروس كورونا COVID-19 (بحاجة لبيئة حامضية)؛ لينتج العديد من النسخ الأخرى منه التي تنطلق لممارسة مهامها التي تعني تدمير مزيد من خلايا الحويصلات الهوائية (Pulmonary alveolus).
  • هنا يأتي دور جهازك المناعي، تهاجم خلايا الدم البيضاء الفيروس، يدخلان معركة شرسة قوة جهازك المناعي هي من ستحدد الفائز.
  • يحاول الجسم التخلص من آثار المعركة، التي تتمثل في مخلفات الفيروس الذي يعيش بداخلك عن طريق البول، والدم، أما الفيروس الحي فإنه يخرج عن طريق السعال، أو العطس الذي يمثل وسيلة لانتشار العدوى لمرضى آخرين.
  • أخيرًا كمحاولة من جسمك للقضاء على الفيروس الذي يكاد ينتصر عليه ترتفع درجة حرارتك، وذلك لأن الفيروس بحاجة لدرجة معينة لكي يتكاثر، فهنا يرفع الجسم الحرارة لمنع تكاثر الفيروس، لكن رغم هذا قد لا يحتمل جهازك المناعي المقاومة أكثر من ذلك، لتنتهي المعركة بانتصار الفيروس الذي يسبب امتلاء خلايا الحويصلات الهوائية بالماء، والذي يعني التهاب رئوي قد يؤدي بحياتك ما لم تجد تدخلًا طبيًا يساعدك على النجاة.
  • مرضى الضغط والسكر قد يتناولون أدوية خاصة بهم تحتوي على مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، وهذا يجعل من مستقبلات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين منتشرة بشكل أكبر، وهي بعينها التي يبحث عن عنها فيروس كورونا COVID-19 وهذا يفسر سبب زيادة الإصابة والخطورة لدى هؤلاء.

تفسير جديد لكيفية مهاجمة فيروس كورونا الجسم

دراسة بحثية جديدة أخرجها لنا باحثين صينين، لكنها دراسة محل نظر، ليس لأنها خاطئة بل لأنها بحاجة لتدعيم عملي ونتائج معملية تدعمها وتثبت صحتها، أو تنفيها، هذه الدراسة خلصت إلى التالي:

  • فيروس كورونا COVID-19 يهاجم بداية خلايا الدم الحمراء، تحديدًا مادة الهيم والتي هي عبارة عن مادة البروفيرين مرتبطة بالحديد، يطرد الفيروس الحديد ليرتبط هو بالبروفيرين.
  • الحديد الموجود في مادة الهيم هو من يحمل الأكسجين، كما نعلم يتم التبادل الغازي في الجهاز التنفسي، وتحديدًا في الحويصلات الهوائية بين غاز الأكسجين ليدخل إلى الجسم، وثاني أكسيد الكربون ليخرج خارجًا، إذًا في النهاية الدم الذي سيدخل إلى الرئتين ويكمل الطريق خالي من الأكسجين بسبب غياب حامله، وهذا ما يؤدي لحدوث ضيق التنفس.
  • وفقًا لهذه الدراسة فهناك تفسير لموت الحالات التي توضع على جهاز التنفس الصناعي، فمن المألوف أن التنفس الصناعي هو حل مؤقت لمرضى الالتهاب الرئوي، لكن المشكلة تكمن في نقص الحديد الذي يقوم بتوصيل الأكسجين، ولست في قلة الأكسجين.
  • بما أن الحديد قد تحرر من الهيم، فهذا يعني انخفاض في نسبة الهيموجلوبين لدى مرضى كورونا COVID-19 وهذا وفق الدراسة الجديدة.
  • أيضًا زيادة تراكم الحديد المتحرر من الهيم في الدم هذا يمثل ضرر؛ يؤدي هذا إلى رد فعل من الجسم متمثلًا في ارتفاع الألبيومين و C reactive protein، وإنتاج المزيد من الفيريتين الذي سيرتبط مع الحديد المتحرر لتقليل الضرر الناجم عنه؛ إذ أن الحديد الحر يعمل على أكسدة الكثير من المواد بداخل الجسم (هذه عملية ضارة).
  • مرضى السكر لديهم نسبة عالية من الهيموجلوبين السكري، وهذا يفسر زيادة فرص تعرض هؤلاء لمخاطر الوفاة، وفقًا لهذه الدراسة.

إن ثبتت صحة هذه الدراسة فهذا يعني أننا كنا نسير في طريق خاطئ، وسيتغير مسار البحث عن علاج لفيروس كورونا COVID-19 كليًا، لكن مما يجب الانتباه له أن هذه الدراسة التي خرجت حول كيف يهاجم فيروس كورونا الجسم لا زالت مجرد وجهة نظر أكاديمية بحاجة للإثبات أو النفي وفق تجارب علمية.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق