مرض تخثر الأوردة العميقة

محمد موسى
نشرت منذ أسبوع واحد يوم 17 أبريل, 2024
بواسطة محمد موسى
مرض تخثر الأوردة العميقة

تخثر الأوردة العميقة deep vein thrombosis هي حالة تتشكل فيها خثرة دموية داخل الأوردة العميقة في الرجل أو الذراع. ما يعرض المريض لمجموعة واسعة الطيف من الاضطرابات المترتبة.

معلومات عن مرض تخثر الأوردة العميقة

تخثر الأوردة العميقة أو الخثار الوريدي العميق أو تجلط الأوردة العميقة deep vein thrombosis أو DVT هي حالة تتشكل فيها خثرة دموية داخل الأوردة العميقة في الرجل أو الذراع.

ويأتي مصدر خطورة المرض من احتمالية تحرر الخثرة في الدوران الدموي ووصولها إلى القلب ومنه إلى الرئة، إذ تسد الشرايين الرئوية مسببة حالة تعرف بالصمة الرئوية.

أسباب مرض تخثر الأوردة العميقة

يوجد نوعان من الأوردة في الأطراف، الأوردة السطحية والأوردة العميقة. تتوضع الأوردة السطحية تحت الجلد مباشرة وهي سهلة الرؤية من الخارج.

بينما تتوضع الأوردة العميقة، كما يشير اسمها، في العمق تحت عضلات الطرف. وينتقل الدم من الأوردة السطحية إلى الأوردة العميقة من خلال أوردة تفاغرية صغيرة بينهما.

للأوردة الصغيرة والأوردة التفاغرية صمامات ذات اتجاه واحد تسمح بتدفق الدم باتجاه القلب فقط وتمنع عودته بالاتجاه المعاكس.

وليست الخثرة الدموية داخل الشبكة الوريدية العميقة بالخطرة بحد ذاتها. إنما يكون الخطر بتحرر جزء من الخثرة وانتقالها ضمن جهاز الدوران ووصولها إلى الشرايين الرئوية وسدّها، إذ تصبح هنا مهددة لحياة الإنسان باحتمال كبير.

يمنع الانسداد في الشرايين الرئوية تدفق الدم بشكل جيد إلى الرئتين، ويسبب قلة كمية الأوكسيجين الممتص إلى الدم والعائد بعدها إلى الجسم.

لا تشكل الخثرات في الأوردة السطحية أي خطر لإحداث صمة رئوية، إذ تلعب الصمامات على الأوردة التفاغرية دور الحارس الذي يمنع دخول الخثرة إلى إلى الشبكة الوريدية العميقة.

ولكن يجدر بالدم التدفق بشكل دائم، وإذا ما ركدت حركة الدم ضمن الأوعية فمن المحتمل تخثره. يشكل الدم الوريدي بشكل دائم خثرات مجهرية الحجم تكسّر عادة بشكل طبيعي من قبل الجسم.

وإذا ما اختل التوازن بين تشكيل الخثرات وتحطيمها فقد تحدث خثرات كبيرة الحجم. وقد تتشكل الخثرة في حال وجود واحد أو أكثر من الأسباب التالية:

  • الجمود أو الثبات أو عدم الحركة، إذ أن المسبب الأساسي لحركة الدم في الأوردة هو حركة العضلات التي تضغط على الأوردة عند تقلصها مسببة جريان الدم.
  • الرحلات طويلة المدة كالسفر بالطائرة أو السيارة أو القطار.
  • المكوث في المشفى.
  • الخضوع إلى جراحة.
  • صدمة في الطرف السفلي .
  • الحمل، يتضمن ذلك أول 6 إلى 8 أسابيع بعد الولادة.
  • البدانة.
  • تجلط الدم بمعدل أسرع من الطبيعي (فرط تخثر الدم).
  • الأدوية، كحبوب منع الحمل من نمط أدوية أورثونوفوم ،ومايكروجيستين، كيلنور والإستروجينات الأخرى.
  • التدخين.
  • قابلية جينية أو وراثية لتشكيل الخثرات.
  • زيادة عدد كريات الدم الحمراء (مرض كثرة الكريات الحمراء أو احمرار الدم).
  • السرطان.
  • صدمة للوريد.
  • كسور في الساق أو الذراع.
  • كدمات في الساق أو الذراع.
  • المضاعفات بعد إجراء جراحي على الوريد.

أعراض مرض تخثر الأوردة العميقة

ترتبط أعراض وعلامات تخثر الأوردة العميقة بانسداد مجرى الدم إلى القلب وتسببه بتجمع الدم في الرجل. وتتضمن الأعراض المعتادة:

  • ألم في الطرف الذي يحوي الخثرة.
  • تورم.
  • دفء.
  • احمرار.
  • تشنجات في الرجل تبدأ من الساق غالبًا.
  • ألم في الرجل يزداد حدة عند ثني القدم.
  • ازرقاق أو ابيضاض الجلد.

قد يختبر المريض جميع الأعراض أو قسمًا منها وقد لا يختبر أيًا منها. قد تشابه أعراض الحالة أعراض العدوى أو أعراض التهاب النسيج الخلوي للطرف العلوي أو السفلي.

مضاعفات الخثار الوريدي العميق

أشد مضاعفات التخثر الوريدي العميق هي الصمة الرئوية. والتي تترافق مع أعراض كألم الصدر وقصر التنفس، وهي حالة مهددة لحياة الإنسان.

غالبا ما يكون منشأ الصمة الرئوية من الساق. قد تتعرض الرجل أو الذراع المصابة للتورم بشكل مزمن ومؤلم، علاوةً على حدوث تغيرات لونية وتشكل قرحة حول القدم والكاحل.

تشخيص مرض تخثر الأوردة العميقة

يجرى التشخيص عادة من قبل الطبيب خلال وجود المريض في المشفى، وبالاعتماد على تاريخ المريض الطبي ووجود عوامل الخطر المحتملة ومخرجات الفحص الجسدي. بالإضافة إلى بعض الاختبارات مثل:

الأمواج فوق الصوتية

الأمواج فوق الصوتية هي الوسيلة الأساسية في تشخيص وجود تخثر الأوردة العميقة.

يمكن تحديد مكان وجود الخثرة في الذراع أو الساق باستخدام الأمواج فوق الصوتية. ويمكن باستخدامها كذلك لمعرفة ما إذا كانت الخثرة جديدة أو مزمنة.

ويمكن مقارنة عدة صور بالأمواج فوق الصوتية عند الضرورة، لتحديد ما إذا كانت الخثرة قد كبرت أو انحلت.

والأمواج فوق الصوتية أفضل في رؤية الأوردة المتوضعة فوق مستوى الركبة أكثر من الأوردة الموجودة تحت مفصل الركبة.

ولكن قد لا ترى الخثرات في الحوض أو الصدر باستخدام الأمواج فوق الصوتية.

اختبار المثنوي D أو D-Dimer

يستخدم اختبار المثنوي D للكشف عن وجود خثرة في الأوعية. وهي، أي المثنوي D، مادة كيميائية تنتج عند حل خثرة دموية تدريجيًّا في الجسم.

وهي على الأخص ناتج انحلال بروتين الفايبرين، وهو البروتين المشكل للخثرات الدموية، وينحل عند حل الخثرة.

ويستخدم الاختبار كمؤشر سلبي او إيجابي. فعندما تكون النتيجة سلبية فمن غير المرجح وجود خثرة.

أم عندما تكون النتيجة إيجابية فقد توجد خثرة، ولكن لا يعني ذلك بالضرورة وجود تخثر في الأوردة العميقة إذ تتوقع نتيجة إيجابية في أغلب الأحيان.

ذلك بأن أي كدمة أو خثرة دموية طبيعية قد تفضي إلى نتيجة إيجابية في الاختبار (كما الحال بعد الجراحة أو التعرض لسقطة أو الحمل أو وجود السرطان).

علاج مرض تخثر الأوردة العميقة

العلاج بتمييع الدم

يعتمد علاج تخثر الأوردة العميقة على منع تخثر الدم (أي على تمييع الدم) باستخدام الأدوية.

وتستغرق فترة العلاج الموصى بها لتخثر الأوردة العميقة هي ثلاثة أشهر. يستدعي الأمر إطالة فترة العلاج أكثر من ذلك بناء على حالة المريض والأوضاع الصحية الأخرى وعلى سبب حدوث تخثر الأوردة العميقة.

مع تمام الثلاثة أشهر يجدر بالمريض الخضوع للتقييم من قبل الطبيب من أجل تقدير احتمالية تشكل خثرات دموية في المستقبل.

ولتمييع الدم عدة من الأعراض الجانبية التي قد تؤثر سلبًا على صحة المريض عند وجود بعض الظروف الصحية الأخرى.

فالمرضى الذين يأخذون أدوية مميعة للدم في خطر أكبر لحدوث شكل من أشكال النزيف. ولذلك يجب الحفاظ على التوازن بين المنافع والمخاطر عند اتخاذ القرار بتطبيق هذا العلاج.

والأخذ بعين الاعتبار احتمالية حدوث نزيف ووضع خطة علاجية لعكس أثر مميعات الدم في حالات النزيف.

قد يكون لبعض المرضى موانع استعمال ضد العلاج بتمييع الدم، منها على سبيل المثال النزيف الدماغي أو الصدمات الكبيرة أو عملية معقدة قد أجريت مؤخرًا.

ويُلجأ في هذه الحالة إلى علاج بديل بتضمن إدخال مرشح دموي ضمن الوريد الأجوف السفلي (وهو الوريد الذي يجمع الدم من القسم السفلي للجسم) من أجل منع وصول الصمّات التي يمكن أن تنشأ إلى القلب والرئتين.

تعمل هذه المرشحات بكفاءة، لكنها تحمل خطر تشكل خثرات جديدة كذلك. ولا ينصح بها كذلك من أجل المرضى الذين يتناولون أدوية مميعة للدم.

الجراحة

قليلًا ما يلجأ الطبيب للجراحة لعلاج الخثار الوريدي العميق، وهي مطروقة فقط في علاج حالات التخثر الكبير في الساق لدى المرضى غير القادرين على أخذ أدوية مميعات الدم، أو المرضى الذين يتطور لديهم خثرات جديدة أثناء أخذهم مميعات الدم.

تترافق جراحة إزالة الخثرة مع عملية إدخال مرشح في الوريد الأجوف السفلي لمنع الخثرات المبكرة من التسبب بانصمامات رئوية.

تتشكل في حالة تدعى الالتهاب الوريدي الأزرق المؤلم خثرة في الوريد الحرقفي في الحوض وفي الوريد الفخذي في الرجل.

مغلقةً تقريبًا جميع سبل عودة الدم من الطرف السفلي إلى القلب، ومضعفة التغذية الدموية للرجل.

ويستدعي الوضع في هذه الحالة جراحة لإزالة الخثرة، وسيحتاج المريض أدوية مضادة للتخثر كذلك.

قد تستخدم دعامة لإبقاء الوريد مفتوحًا ولمنع التجلط. كما في حالة متلازمة ماي – ثرنر المعروفة باسم متلازمة ضغط الوريد الحرقفي، وهي من أسباب الالتهاب الوريدي الأزرق، حيث ينضغط الوريد الحرقفي ويتطلب الأمر دعامة لإبقائه مفتوحًا.

علاجات دوائية تستخدم في علاج مرض تخثر الأوردة العميقة

تستخدم أنواع مختلفة من الأدوية لمنع تخثر الدم وعلاج تخثر الأوردة العميقة، منها:

  • الهيبارين غير المجزأ.
  • الهيبارين منخفض الزون الجزيئي.
  • مضادات التخثر الفموية المباشرة.
  • الوارفارين.

تعمل مضادات التخثر المباشرة بشكل فوري في تمييع دم المريض ومنعه من التخثر. لا حاجة للتحاليل الدموية لمراقبة الجرعات كذلك. وتتضمن أدوية مضادات التخثر المباشرة المصرح بها لعلاج تخثر الأوردة العميقة:

  • أبيكسابان (إيليكويس).
  • ريفاروكسابان (زاريلتو).
  • إيدوكسابان.
  • دابيغاتران.

تستخدم هذه الأدوية كذلك لعلاج الصمة الرئوية. توصف كذلك لمنع التخثر لدى مرضى الرجفان الأذيني غير المترافق مع خلل في صمامات القلب، لمنع حدوث السكتة الدماغية والانسداد الجهازي.

طرق الوقاية من تخثر الأوردة العميقة

بسبب كون أغلب مسببات المرض أنشطة حياتية طبيعية أو يقوم المرء بها لسبب ما، فأغلبية ما يمكن فعله للوقاية من الإصابة بالخثار الوريدي العميق هو إدارة الوضع قدر الإمكان، ومن ذلك:

في حال المكوث في المشفى

يجب أن يوفر الطاقم الطبي وقاية من تخثر الأوردة العميقة لتخفيض احتمالية تشكل خثرة لدى المرضى قليلي الحركة.

في حال الخضوع للجراحة

يجب على المرضى الخاضعين النهوض من السرير والمشي، إضافة لإعطائهم جرعة خفيفة من الهيبارين أو الإنوكسابارين كعامل وقاية من تخثر الأوردة العميقة.

خلال السفر

يجدر بالمسافر النهوض والمشي قليلًا كل ساعتين خلال الرحلات الطويلة.

الإقلاع عن التدخين

وخصوصًا في حال أخذ حبوب منع الحمل أو العلاج الهرموني.

تجنب الصدمات

تجنب الأنشطة والممارسات التي تحمل خطر تعرض الذراع أو الساق لصدمة أو رضّ.

يأتي خطر تخثر الأوردة العميقة في حالة إغلاق الخثرات لمجرى الدم في الطرف بشكل كامل، لذلك يجدر أخذ الوقاية باجتناب عوامل الخطر المذكورة وإعلام الطبيب في حال ملاحظة أي من الأعراض.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق