اعتلال عضلة القلب

في الواقع، إن مرض اعتلال عضلة القلب هو عبارة عن مرض خطير يبدأ بعد حدوث خلل في عضلة القلب. وفيه يصبح القلب غير قادر على ضخ الدم إلى بقية مناطق وأعضاء الجسم. ويمكن في النهاية أن يؤدي إلى فشل كامل في عضلة القلب. ويوجد منه أنواع مختلفة أشهرها هو تمدد عضلة القلب، واعتلال عضلة القلب الضخامي.

أعراض ضعف عضلة القلب

قد لا يظهر في البداية أيًا من أعراض أو علامات اعتلال عضلة القلب خاصة في المراحل المبكرة لحدوثه. لكن بمرور الوقت وتقدم الحالة المرضية تظهر بعض الأعراض والتي تتمثل فيما يلي:

ضيق شديد في التنفس خصوصًا عند ممارسة نشاط بدني أو حتى خلال وقت الراحة.
تورم شديد وملحوظ في كل من الساقين والكاحلين وأحيانًا القدمين كاملتين.
انتفاخ منطقة البطن ويحدث غالبًا نتيجة حدوث تراكم للسوائل.
السعال المستمر بمجرد الاستلقاء على الظهر.
صعوبة في الاستلقاء بشكل مريح أثناء النوم.
إعياء شديد.
زيادة ملحوظة في معدل نبضات القلب وتصبح أقرب للخفقان والرفرفة.
الشعور بثقل في الصدر.
الدوخة المستمرة مع الدوار والإغماء.

في الواقع، تبدأ تلك العلامات والأعراض المذكورة بالأعلى في التفاقم والزيادة ما لم يتم علاجها على وجه السرعة. كما يمكن أن تتطور الحالة بسرعة كبيرة لدى بعض المرضى. لكن قد تظل الحالة مستقرة عند البعض الآخر لفترة طويلة نسبيًا.

متى ترى الطبيب؟

متى ترى الطبيب

يُنصح دائمًا بالرجوع للطبيب إذا كان يوجد لديك أيًا من الأعراض والعلامات المذكورة بالأعلى. كما يجب عليك الإسراع بالتوجه إلى الطوارئ أو الاتصال بهم. وذلك إذا بدأت تعاني من صعوبة كبيرة في التنفس أو ألم شديد في الصدر يستمر لبضع دقائق، أو إذا كنت تشعر أنك على وشك الإغماء.

كما أن مرض اعتلال عضلة القلب يعتبر من الأمراض الوراثية التي يمكن أن تنتقل عن طريق العائلة. لذلك إذا كنت فرد من عائلة لديها تاريخ وراثي بهذا المرض فلا بد من المتابعة الدورية مع طبيب القلب.

أسباب ضعف عضلة القلب

في الواقع، إن السبب الرئيسي وراء حدوث اعتلال عضلة القلب ما زال غير معروف حتى الآن. لكن قد يكون معظم الحالات التي تم تشخيصها إما حدث ذلك نتيجة وجود تاريخ وراثي للمرض في العائلة. أو حدث كنتيجة لأي مرض آخر.

كما تتضمن تلك الحالات المرضية الأخرى التي قد تكون سبب مباشر في حدوث اعتلال عضلة القلب ما يلي:

ارتفاع دائم في ضغط الدم.
تلف شديد في أنسجة عضلة القلب نتيجة التعرض لنوبة قلبية.
زيادة عدد دقات القلب لفترة طويلة.
وجود بعض المشاكل في أيًا من صمامات القلب.
تاريخ مرضي للإصابة بعدوى COVID-19.
بعض الالتهابات التي تؤدي في النهاية إلى حدوث التهاب عضلة القلب.
خلل في عمليات التمثيل الغذائي.
بعض الأمراض مثل، السمنة أو أمراض الغدة الدرقية والسكري.
نقص شديد في نسبة الفيتامينات والمعادن الرئيسية في نظامك الغذائي، مثل نقص في نسبة الثيامين (فيتامين ب 1) في الجسم.
مضاعفات الحمل.
الإصابة بمرض ترسب الأصبغة الدموية، ويحدث نتيجة تراكم كميات كبيرة من الحديد في عضلة القلب.
خلل في النسيج الضام.
إدمان الكحول وشربه بكميات كبيرة على مدار سنوات عديدة.
استخدام مخدر الكوكايين (cocaine) والأمفيتامينات أو الستيرويدات سواء بطرق مشروعة أو غير مشروعة.
العلاج باستخدام أدوية العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي لعلاج مرض السرطان.

أنواع اعتلال عضلة القلب

توجد أنواع مختلفة لمرض اعتلال عضلة القلب تم تقسيمهم على حسب نوع الخلل الذي يحدث في القلب ومدى خطورته وفيما يلي توضيح لكل نوع منهم بالتفصيل.

تمدد عضلة القلب

في ذلك النوع الخطير من اعتلال عضلة القلب، يحدث تضخم كبير في البطين الأيسر. وبالتالي تزداد قوة ضخ الدم الرئيسية في القلب بشكل مرضي. كما يؤدي هذا إلى التأثير على قدرتها في ضخ الدم خارج القلب.

هذا النوع يمكن أن يحدث في الأشخاص في جميع المراحل العمرية. لكن يزداد حدوثه عند الرجال أكثر من النساء في منتصف العمر. يمكن أن يكون سببه وراثي، لكن السبب الأكثر انتشارًا هو الإصابة بمرض الشريان التاجي، أو التعرض لنوبة قلبية.

اعتلال عضلة القلب الضخامي

في هذا النوع، يحدث أن يزداد سمك عضلة القلب بشكل كبير جدًا. وهذا ما يجعل من الصعب على القلب أن يقوم بدوره بشكل مقالي. كما أنه يؤثر أكثر على العضلة الرئيسية المسؤولة عن عملية ضخ الدم المعروفة طبيًا باسم البطين الأيسر.

يمكن أن يحدث اعتلال عضلة القلب الضخامي في أي وقت من العمر. لكن تكون الحالات المرضية أكثر سوءًا إذا بدأ منذ الطفولة. كما أن معظم الأطفال الذين تم تشخيص إصابتهم باعتلال عضلة القلب الضخامي كانوا لديهم تاريخ عائلي بالإصابة بالمرض. لكن كان بعضهم نتيجة خلل في الطفرات الجينية وولدوا بهذا العيب الخُلقي.

ضعف القلب المقيد

في هذا النوع، يصف الأطباء عضلة القلب أنها أصبحت متيبسة كما أنها أقل مرونة عن الطبيعي. لذلك تجد صعوبة في أن تتمدد أو حتى القيام بوظيفتها الطبيعية وهي ملء وضخ الدم بين كل ضربة من ضربات القلب. يحدث هذا النوع بالطبع في أي عمر ولكن يزداد حدوثه مع كبار السن.

يحدث هذا النوع غالبًا لأسباب مجهولة الهوية، ويمكن أن يكون نتيجة ثانوية لمرض آخر في القلب، مثل الداء النشواني مثلًا.

عوامل تزيد خطر التعرض لضعف القلب

هناك عدد من العوامل والتي يمكن أن تزيد بشكل كبير خطر تعرضك لاعتلال عضلة القلب، ومن تلك العوامل ما يلي:

وجود تاريخ وراثي في العائلة بالإصابة بأمراض القلب أو الموت نتيجة السكتة القلبية المفاجئة.
ارتفاع ضغط الدم الدائم ولفترة زمنية طويلة.
أي حالة مرضية قد تؤثر على القلب بشكل سلبي مثل مرض الشريان التاجي أو نوع عدوى أو التهاب في عضلة القلب.
مرض السمنة المفرطة الذي يمثل إجهاد كبير على عضلة القلب.
إدمان الكحول لفترات طويلة.
تعاطي بعض أنواع العقاقير غير المسموح بها مثل الكوكايين.
العلاج الكيماوي أو الإشعاعي.

توجد أيضًا بعض من الأمراض التي تزيد خطر إصابتك بمرض اعتلال عضلة القلب مثل:

مرض السكري خصوصًا النوع الثاني.
تضخم الغدة الدرقية.
داء ترسب الأصبغة الدموية.
مرض النشواني.
مرض الساركويد.
خلل في النسيج الضام.

مضاعفات ضعف عضلة القلب

يمكن أن يؤدي الإصابة بمرض اعتلال عضلة القلب إلى حدوث بعض المضاعفات الخطيرة مثل:

فشل عضلة القلب

وفيها يصبح القلب غير قادر على ضخ الدم بالصورة الكافية لتلبية احتياجات الجسم. كما يمكن أن يكون هذا سببًا حتميًا للوفاة إذا لم يعالج. ويحدث أكثر الأوقات مع تمدد عضلة القلب.

تجلط الدم

نظرًا لصعوبة ضخ الدم بصورة سليمة، فيمكن أن تتكون بعض الجلطات الدموية في القلب. كما أنه إذا وصلت تلك الجلطات إلى مجرى الدم فقد تعيق وصول الدم للأعضاء الأخرى مثل المخ.

مشاكل في صمامات القلب

نظرًا لأن اعتلال عضلة القلب قد يؤدي أحيانًا إلى حدوث التضخم، فقد يعيق هذا قدرة الصمامات على الانغلاق بشكل سليم. وبالتالي يتدفق الدم في الاتجاه العكسي.

السكتة القلبية والموت المفاجئ

قد يؤدي هذا المرض إلى حدوث اضطراب ملحوظ في معدل ضربات القلب وقد تؤدي أحيانًا إلى الإغماء أو حتى الموت المفاجئ إذا توقف نبض القلب.

اقرأ المزيد:

في الواقع، مرض اعتلال عضلة القلب قد يكون مرض خطير، وقد يؤدي في النهاية إلى فقدان الحياة إذا لم يتم علاجه. ويوجد منه أنواع متعددة أشهرها وأكثرها خطورة هو تمدد عضلة القلب.