مرض تعذر الجلوس أو التململ (Akathisia) أو أكاثيسيا هو اضطراب حركي يؤدي إلى إحساس بالتوتر وعدم قدرة المريض على البقاء ثابتاً دون حركة. كذلك يشعر المريض بحاجة ملحة للتحرك لا يمكن السيطرة عليها، ولا يزول هذا الشعور إلا بالبقاء في حالة حركة دائمة. علاوة على ذلك يرتبط هذا المرض مع استخدام بعض الأدوية. تعرف إلى أبرز 4 أنواع لهذا المرض، وأهم أسبابه، وأعراضه، وتشخيصه، وعلاجه.
ما هو مرض تعذر الجلوس؟
| الاسم العلمي للمرض | تعذر الجلوس |
|---|---|
| أسماء أخرى | أكاثيسيا، قلق الجلوس |
| تصنيف المرض | أمراض عصبية |
| التخصص الطبي المعالج | الطبيب النفسي والداخلية العصبية |
| أعراض المرض | عدم القدرة على البقاء ثابتاً دون حركة |
| درجة انتشار المرض | نادر |
| الأدوية المعالجة | حاصرات بيتا، مضادات الكولين |
مرض تعذر الجلوس هو عدم القدرة على البقاء ثابتاً فيزيائياً، بحيث أنه لا يستطيع الجلوس بهدوء بدون حركة. كذلك يعد هذا المرض متلازمة عصبية نفسية، واضطراباً حركياً يعزى لتأثير بعض الأدوية خاصةً مضادات الذهان. يشعر مرضى تعذر الجلوس بعدم القدرة على البقاء جالساً، أو الرغبة الشديدة للتحرك، خاصةً في القسم السفلي من الجسم. بالإضافة إلى ذلك تعد تلك المتلازمة أشيع الاضطرابات الحركية التي تترافق مع الأدوية النفسية خاصةً مضادات الذهان. يصاب 45% من المرضى الذين يتناولون مضادات الذهان الجيل الأول بهذه الحالة، بالمقابل تحدث عند 10% إلى 18% عند استخدام مضادات الاكتئاب. من الجدير ذكره أن الأطباء يصفون مضادات الذهان لتدبير حالات متعددة مثل:
- الاضطرابات السلوكية عند مرضى العته.
- ثنائي القطب.
- الاكتئاب.
- اضطرابات الأكل.
- القلق المعمم.
- الأرق.
- الوسواس القهري.
- اضطرابات الشخصية.
- الفصام.
- اضطراب بعد الصدمة.
أشكال مرض الأكاثيسيا
يقسم الأطباء مرض تعذر الجلوس إلى 4 أشكال وهي:
- قلق الجلوس الحاد.
- يحدث الشكل الحاد في المرحلة الباكرة من البدء باستعمال الدواء، أو بعد فترة قصيرة من زيادة الجرعة، ويستمر لأقل من 6 أشهر.
- مرض Akathisia المزمن.
- يتحول الشكل الحاد إلى الشكل المزمن إذا استمرت الحالة لأكثر من 6 أشهر، علماً أنها قد تدوم عدة أشهر لسنوات.
- متلازمة تعذر الجلوس المتأخرة.
- يحدث الشكل المتأخر بعد عدة أشهر (عادة 3 أشهر) من البدء بالدواء أو زيادة جرعته، ويترافق عادة مع خلل الحركة المتأخر.
- اكاثيسيا الانسحاب.
- يحدث هذا الشكل بعد إيقاف الدواء أو تقليل جرعته، فهو يعد من أعراض متلازمة الانسحاب لذلك سمي بهذا الاسم.
أسباب الإصابة بمرض أكاثيسيا
يرتبط مرض تعذر الجلوس مع استخدام بعض الأدوية، كذلك قد يحدث نتيجة بعض الحالات المرضية. لا يعرف الأطباء سبب هذه المتلازمة بالتحديد، لكنهم يعتقدون أنها تحدث بسبب حصر مستقبلات (Receptors) الدوبامين في الدماغ. يعد الدوبامين ناقل عصبي يلعب دوراً في عدة وظائف مهمة منها الحركة، وحصار عمله نهائياً يؤدي إلى حركات غير إرادية. من الجدير ذكره أن هذه المتلازمة تترافق مع عدة أدوية، وتظهر غالباً خلال عدة أيام من استخدامها، وتتضمن:
- مضادات الذهان (السبب الأشيع) مثل:
- كلوربرومازين.
- فلوفينازين.
- هالوبيريدول.
- لوكسابين.
- موليندون.
بيموزيد. - بروكلوربيرازين.
- ثيورديازين.
- ثيوثيكسين.
- تريفلوبيرازين.
- باليبيريدون.
- زيبرازيدون.
- مضادات الاكتئاب (أقل شيوعاً) مثل:
- مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (فلوكسيتين، وباروكسيتين).
- مثبطات أوكسيديز أحادي الأمين (إيزوكاربوكسازيد، وفينيلزين).
- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة (كلوميبرامين، وأميتريبتيلين).
- مضادات الإقياء (ميتوكلوبراميد).
- أدوية ارتفاع ضغط الدم (ريزيربين، وميتيل دوبا).
- حاصرات قنوات الكالسيوم (كانارزين، وديلتيازيم).
- المهدئات.
- أدوية الدوار.
- أزيثرومايسين (صاد حيوي).
- بوسبيرون (يستخدم لعلاج القلق).
- الأدوية الممنوعة (كوكائين، وميثأمفيتامين، وأمفيتامين).
لا يتطور مرض تعذر الجلوس عند كل المرضى الذي يستخدمون الأدوية السابقة، كذلك قد يحدث بسبب بعض الحالات المرضية مثل:
- داء باركنسون يسبب قلق الجلوس أو تعذر الجلوس.
- التهاب الدماغ.
- أذيات الدماغ الرضية.
العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بداء Akathisia
يزداد خطر حدوث مرض تعذر الجلوس في الحالات الآتية:
- تناول أدوية قوية من مضادات الذهان الجيل الأول.
- استعمال جرعات عالية من الدواء.
- زيادة الجرعة بسرعة أو بشكل كبير.
- المرضى في متوسط العمر والمسنين.
لذلك تعد أفضل وسيلة للوقاية من مرض قلق الجلوس هي البدء بأقل جرعة ممكنة من تلك الأدوية، وزيادة الجرعة قليلاً في كل مرة عند الحاجة.
علامات وأعراض مرض تعذر الجلوس
تظهر أعراض مرض تعذر الجلوس بعد البدء بمضادات الذهان مباشرة، أو بعد زيادة الجرعة. يعد الشعور الداخلي بالضجر والتململ العرض الأساسي لهذا المرض. تشمل أهم العلامات والأعراض الملاحظة على المرضى ما يلي:
- تشبيك الساقين ببعضها ثم فكها باستمرار.
- أرجحة الساقين باستمرار أثناء الجلوس.
- التبديل المستمر للقدم التي يستند عليها المريض أثناء الوقوف.
- الاهتزاز أثناء الجلوس.
- يعاني المريض من توتر شديد وضغط عندما يحاول البقاء ثابتاً مثل الانتظار في الصف.
- التململ باستمرار، والتحرك في كل أرجاء المكان.
- التنهد كثيراً.
يسبب الضجر الشديد لدى المريض حدوث القلق، والضيق، وعدم الصبر، والهلع، وقد يشعر بأنه سيقفز خارج جلده. كذلك يترافق الشكل المزمن مع ارتفاع خطر أذية النفس، والسلوك الانتحاري.
كيف يتم تشخيص مرض Akathisia؟
يعتمد الطبيب على المظاهر السريرية لتشخيص مرض تعذر الجلوس، ولا تجرى أي اختبارات أو تحاليل أو صور لذلك. يعد مقياس بارنيس لتقييم الأكاثيسيا وسيلة مفيدة وشائعة الاستخدام. كذلك يسأل الطبيب المريض عن أعراضه، وأمراضه السابقة، والأدوية الحالية التي يتناولها، ويراقب سلوكه وحركاته. لسوء الحظ يبقى هذا المرض دون تشخيص في معظم الحالات، لأنه يشابه أعراض أمراض أخرى مثل:
- الذهان.
- الهوس.
- اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.
- الاكتئاب الهياجي.
- متلازمة تململ الساق.
- خلل الحركة المتأخر.
علاج مرض تعذر الجلوس
يعتمد علاج مرض تعذر الجلوس الدوائي على تبديل الدواء أو تخفيض الجرعة، غير ذلك لا يوجد علاج مثبت لهذه الحالة. أظهرت بعض الدراسات أن الأدوية الآتية قد تساعد في علاج وتخفيف أعراض تلك الحالة:
- حاصرات بيتا.
- بينزوديازيبين.
- الجرعة المنخفضة من دواء ميرتازابين، او ترازودون (مضادات اكتئاب).
- مضادات الكولين.
- بعض أدوية داء باركنسون مثل الأمانتادين، لأنها تعزز مستوى الدوبامين في بعض مناطق الدماغ.
- الجرعة العالية من فيتامين B6.
يعد إنذاء مرض تعذر الجلوس جيداً إذا في حال التشخيص الباكر وإيقاف الدواء المسبب، أما ترك الحالة دون علاج يؤدي إلى نوعية حياة سيئة. كذلك فإن الوقاية منه أسهل من علاجه.
هل تحدث الأكاثيسيا مع الجيل الثاني من مضادات الذهان أكثر من الجيل الأول؟
لا، تحدث الأكاثيسيا مع الجيل الأول أكثر من الجيل الثاني من مضادات الذهان.
هل يزول تعذر الجلوس بعد إيقاف الدواء المسبب؟
نعم، يشفى المريض غالباً من نعذر الجلوس بعد إيقاف الدواء، وتبديله بدواء آخر، أو بعد تخفيض الجرعة. لكن قد تستمر بعض الحالات عند عدد قليل من المرضى لفترة أطول (6 شهور أو أكثر)، أو تتحول إلى تعذر الجلوس المتأخر.
ما الفرق بين مرض تعذر الجلوس والقلق؟
لسوء الحظ يشخص مرض تعذر القعود خطأ على أنه قلق أو هياج مستمر، لكنه يختلف عن ذلك. تعد متلازمة الأكاثيسيا اضطراباً حركياً، أما القلق فهو أحد الاضطرابات العقلية. على الرغم من تداخل بعض الأعراض مثل الضجر، وعدم القدرة على التحكم بالأفكار والتصرفات، إلا أن تعذر القعود هو رغبة شديدة بالتحرك المستمر، دون وجود مشاعر الخوف والقلق. علاوة على ذلك تسبب تلك الرغبة الغير إرادية في الحركة الضيق والقلق عند المصابين عادة.
تحدثنا عن أهم أسباب مرض تعذر الجلوس، وأبرز أنواعه، وأعراضه، وعلاجه. ينتج مرض Akathisia عن شعور داخلي شديد بالضجر، فيتحرك المريض مكرهاً (خاصةً الأطراف السفلية)، ويؤدي ذلك إلى الشعور بضيق شديد. يحدث عادةً بسبب الأدوية خاصةً تلك التي تستخدم لعلاج بعض الحالات النفسية والدماغية. إذا شعرت بعلامات وأعراض هذا المرض أخبر الطبيب بالسرعة القصوى.
عذراً التعليقات مغلقة