مرض التهاب وتر العرقوب (Achilles Tendinitis) هو حالة التهابية في الوتر الذي يربط عضلة الساق بعظام العقب التي تشكل مؤخرة القدم . يحمل هذا الوتر عدة تسميات هي وتر أشيل، أو أخيل، أو اكيلس، أو الوتر العرقوبي. يعد هذا المرض سبب شائع لألم وتر اخيل، والذي يؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يعالج. تعرف على أهم 8 نصائح للوقاية من التهاب وتر أكيلس، وأبرز أسبابه، وأعراضه، وكيفية تشخيصه، وعلاجه.
ما هو مرض التهاب وتر العرقوب؟
| الاسم العلمي للمرض | التهاب وتر العرقوب |
|---|---|
| أسماء أخرى | التهاب وتر اكيلس، التهاب وتر أخيل |
| تصنيف المرض | أمراض التهابية |
| التخصص الطبي المعالج | طبيب المفاصل والروماتيزم |
| أعراض المرض | الألم والتورم |
| درجة انتشار المرض | شائع |
| الأدوية المعالجة | مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية والمسكنات الأخرى |
الأوتار هي أنسجة ليفية قوية وطويلة تشبه الحبال، وهي تثبت العضلات على العظام. يعد وتر العرقوب أكبر وأقوى أوتار جسم الإنسان، ويتوضع خلف عقب القدم، ويصل بين عضلة الساق (التي تسمى الربلة) وعظام العقب. يساعد هذا الوتر على المشي، والجري، والقفز، لأنه يساهم في تحريك القدم برفع العقب عن الأرض. على الرغم من أنه قوي جداً، إلا أن الجهد المفرط يؤثر فيه ويؤدي إلى حدوث ألم قد يكون شديد ناتج عن تهيج أو التهاب فيه. يعرف مرض التهاب وتر العرقوب بأنه تورم وتر اكيلس وحدوث الألم، وقد يظهر المرض فجأةً أو يكون حالة مزمنة في الوتر.
كذلك يعد التهاب وتر اكيلس رد فعل الجسم تجاه الأذيات المختلفة. يجب علاج هذا الداء لأنه دون العلاج سيتحول إلى حالة مزمنة ما يؤدي إلى صعوبة المشي. من الجدير ذكره أن عامة الناس يطلقون اسم كعب القدم للإشارة إلى مؤخرتها، إلا أن الاسم العلمي هو العقب. يشير مصطلح الكعب في اللغة الطبية إلى النتوء الموجود في نهاية الساق وأعلى القدم، حيث يوجد كعبين لكل قدم أنسي ووحشي. سنستخدم في هذا المقال مصطلح كعب بالإضافة إلى عقب للدلالة على مؤخرة القدم.
أنواع التهاب وتر اكيلس
يقسم مرض التهاب وتر العرقوب إلى نوعين حسب مكان إصابة الوتر وهما:
- التهاب الوتر الاندخالي.
يحدث الالتهاب الاندخالي أسفل الوتر مكان اتصاله واندخاله في الكعب. يصاب أي شخص بهذا النمط حتى وإن لم يكن نشيط، لكنه يحدث غالباً عند فرط استعمال الوتر مثل حالة الجري لمسافات طويلة.
- التهاب الوتر غير الاندخالي.
يحدث هذا النوع في منتصف الوتر نفسه، حيث تبدأ الألياف بالتخرب والتورم والتسمك. يحدث هذا النمط عند الشباب النشيطين.
أسباب الإصابة بالتهاب وتر أخيل
يسبب الاستخدام المفرط والجهد الشديد وتحميل الوتر ضغط أكثر من اللازم حدوث تمزقات دقيقة فيه الأمر الذي يؤدي إلى الالتهاب. إليك أهم أسباب مرض التهاب وتر العرقوب:
- الاستخدام المفرط لعضلة الساق.
- الركض أو القفز على أرض صلبة أو غير مستوية.
- الزيادة المفاجئة في كمية أو كثافة الأنشطة.
- بعض الأدوية مثل المضادات الحيوية (فلوروكينولون) والستيروئيدات.
- ارتداء الأحذية التي لا تناسب قدمك ولا تدعم الكاحل.
- وجود نتوءات مكان اتصال الوتر بالعظم.
- عضلة الساق المشدود، أو المتشنجة، أو المصابة.
- عدم إحماء العضلات جيداً قبل التمرين.
- القيام بجهد عضلي كبير فجأةً.
- الاختلافات التشريحية بين القدمين، والكاحلين، والساقين يضع ضغط أكبر على جهة أكثر من الأخرى.
- القدم المسطحة.
- بعض أنواع التهاب المفاصل.
العوامل التي تزيد من خطر حدوث التهاب وتر اكيلس
يعد هذا المرض شائع لدى الرياضيين والأشخاص النشيطين عموماً، وتتضمن عوامل خطورة حدوث مرض التهاب وتر العرقوب ما يلي:
- الرياضيون عموماً.
- ممارسة الرياضة التي تتطلب الانطلاق والتوقف فجأةً.
- العداءون والراقصون.
- الجنس (أشيع لدى الذكور).
- العمر، إذ يزداد حدوثه مع التقدم بالعمر.
- البدانة.
- ممارسة التمارين الرياضية على أرض مسطحة ومستوية.
- ضعف عضلات الساق.
- المصابون بالصداف، وارتفاع ضغط الدم، والسكري.
علامات وأعراض مرض التهاب وتر العرقوب
تكون علامات وأعراض مرض التهاب وتر العرقوب واضحة وصريحة، إلا أنها تتشابه مع أعراض أمراض أخرى لذلك يجب إجراء تقييم سريري دقيق للتأكد من التشخيص. إليك أبرز أعراض التهاب وتر أكيلس:
- الألم في مؤخرة القدم أو فوق مكان التقاء الوتر بالعظم، ويزداد سوءً في الحالات الآتية:
- بعد الحركة أو في اليوم التالي للتمرين.
- عند صعود الدرج أو التلال.
- في الصباح مع تحسن خلال النهار.
- تورم الكعب أو عضلة الساق.
- تيبس وصلابة عند الكعب وعضلة الساق.
- ضعف الساق.
اتصل بالطبيب في حال حدث ما يلي:
- ظهرت الحمى.
- أصبح التورم أو الألم أسوأ.
- سمعت أو شعرت بفرقعة مفاجئة قرب الكاحل.
- لا تستطلع ثني الكاحل أو تحميل ساقك أي ضغط.
- لديك سؤال عن حالتك.
مضاعفات مرض Achilles Tendinitis
من المحتمل أن يسبب مرض التهاب وتر العرقوب تمزق الوتر، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث ألم حاد كأن المريض تلقى ضربة على كعبه بالعصا. يعد الإصلاح الجراحي ضروري في هذه الحالة على الرغم من أن نتائجه لن تكون ناجحة كالعادة لان التمزق هنا حدث في وتر متأذٍ مسبقاً.
كيف يتم تشخيص مرض التهاب وتر العرقوب؟
يفحص الطبيب منطقة مؤخر القدم وعضلة الساق باحثاً عن التورم والأعراض الأخرى لداء التهاب وتر أخيل، كذلك قد يحرك قدمك أو الكاحل ليتحرى وجود الألم، ويقيم مدى الحركة والليونة. أخبر الطبيب متى بدأت الأعراض وما هي الأنشطة التي تجعل الألم أشد. كذلك قد يطلب الطبيب إجراء صورة شعاعية بسيطة، أو تصوير بالإيكو، أو الرنين المغناطيسي MRI ليبحث عن وجود النواتئ العظمية أو تمزق وتر أخيل، ولنفي الحالات المشابهة الأخرى.
ما هو علاج مرض التهاب وتر العرقوب؟
يهدف علاج مرض التهاب وتر العرقوب إلى تسكين الألم، وتقليل التورم، ويعتمد العلاج على شدة الحالة، وفيما إذا كان المريض رياضياً محترفاً أم لا. توجد عدة أساليب للعلاج غالباً يتم الجمع بينها لتحقيق أفضل نتيجة، وتلك الأساليب هي:
- الأدوية لتقليل الألم والتورم.
- الأجهزة الداعمة مثل الجبائر (splint) والأربطة الضاغطة. تساعد تلك الدعامات على تخفيف الضغط عن الوتر وتسكين الألم.
- العلاج الفيزيائي؛ حيث يعلمك المعالج الفيزيائي بعض التمارين لتحسين حركة وقوة الوتر، وتقليل الألم.
- حقن الستيروئيدات مثل الكورتيزون لتقليل تورم عرقوب المريض. يترافق هذا الإجراء مع خطر تمزق الوتر، لذلك يجب إجراؤه بتوجيه الإيكو لتقليل حدوث ذلك.
- حقن الصفيحات أو كريات الدم الحمراء في وتر أخيل.
- العلاج بالتيار الكهربائي لتقليل الألم والتورم في حال فشل ما سبق.
يستغرق التهاب وتر عرقوب المريض عدة أيام إلى 6 أسابيع حتى يتحقق الشفاء التام. من ناحية أخرى تعد الجراحة الوسيلة المختارة إذا لم تنجح الوسائل السابقة في علاج مرض التهاب وتر العرقوب، أو حدثت مضاعفات نتيجة الإهمال أو نتيجة شدة الحالة، أو استمر الألم أكثر من 6 شهور. يُصلح الجراح الوتر المتمزق، أو يستأصل الجزء الملتهب والمتخرب منه خلال العمل الجراحي، كذلك يزيل النواتئ العظمية إذا كانت هي السبب في التهابه.
قد لا يستطيع المريض العودة إلى ممارسة الرياضات التنافسية لمدة 12 شهراً على الأقل، وقد لا يستطيع العودة إليها مطلقاً.
الأدوية المستخدمة في علاج مرض التهاب وتر العرقوب
تستخدم الأدوية المسكنة للآلام في علاج هذه الحالة مثل مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية والمواد المحمرة للجلد. من أهم الأدوية المستعملة في علاج مرض التهاب وتر العرقوب ما يلي:
- ميلوكسيكام.
- نابروكسين.
- إندوميثاسين.
- ساليسيلات ترولامين موضعي.
- سولنداك.
لا يجب استعمال تلك الأدوية دون استشارة الطبيب خاصةً مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية، لأنها تؤثر على مرضى الربو وأمراض الكلية والكبد.
نصائح لمرضى التهاب وتر اكيلس
إليك بعض النصائح التي تساعدك على تدبير مرض التهاب وتر العرقوب، وتسريع الشفاء، ومنع النكس:
تساعد الراحة على تخفيف التورم وتمنع التهاب الأوتار من أن يصبح أسوأ، وتعطيه الفرصة ليُشفى. تعتمد نوعية الراحة المطلوبة على شدة الإصابة، ويستطيع الطبيب تقرير ذلك. في الحالات الخفيفة يكفي تقليل كثافة التمارين، أما الحالات الشديدة فيجب عليك إيقافها تماماً ريثما تتحسن حالة الوتر.
طبق الثلج على الوتر مدة 15 إلى 20 دقيقة كل ساعة أو حسب إرشادات الطبيب. يمنع الثلج من تلف الأنسجة ويسكن الألم ويقلل التورم.
- ارتدِ رباط ضاغط.
سيعلمك الطبيب طريقة وضع الرباط الصحيحة وعليك الالتزام بها. يساعد الرباط الضاغط على تخفيف التورم والألم، ويقدم دعماً للوتر.
- ارفع قدمك فوق مستوى القلب قدر الإمكان، وضع وسائد أو بطانيات تحتها لتبقى مرتاحاً.
- مارس التمدد وتمارين إحماء العضلات دوماً عند العودة إلى برنامجك الرياضي بعد الشفاء من مرض التهاب وتر العرقوب.
- ارفع كثافة ومدة التمرين تدريجياً، ولا تبدأ بالتمارين الكثيفة أو تتمرن لأوقات طويلة في بداية عودتك لممارسة الرياضة.
- قم بتمارين إسقاط الكعب الثنائي.
يساعد هذا التمرين على تقوية وتر أخيل، لكن لا تبدأ به قبل استشارة الطبيب للتأكد أنه آمن عليك. يتم التمرين كما يلي:
-
- قف على حافة الدرج وأمسك بالدرابزين للتوازن.
- ضع القيم الأمامي للقدم على حافة الدرج، ودع القسم الخلفي يتدلى على الدرجة.
- ارفع كعب القدم للأعلى ثم أعدها للأسف عدة مرات ببطء، لأن السرعة قد تجعل إصابتك أسوأ. كرر التمرين لمدة 20 دقيقة أو حسب إرشادات الطبيب.
كيفية الوقاية من مرض التهاب وتر العرقوب
لا يمكن الوقاية من مرض التهاب وتر العرقوب تماماً، لكن يمكن تقليل خطر حدوثه من خلال معرفة أسبابه المحتملة وتجنبها. إليك أهم النصائح للوقاية منه:
- تنويع التمارين، إذ لا بد من التبديل بين التمارين المجهدة والتمارين الخفيفة دورياً بحيث يخف الجهد على الوتر في بعض الأيام.
- تجنب أو قلل من بعض التمارين مثل صعود التلال والجري على أرض غير مستوية.
- الحفاظ على نشاط العضلات ومرونتها.
- ارتداء الأحذية المناسبة وتبديلها عندما تبلى.
- استخدام قوس داعم داخل الحذاء.
- زيادة شدة التمرين تدريجياً.
- القيام بالإحماء وتمارين التمدد قبل وبعد ممارسة الرياضة للوقاية من حدوث مرض Achilles Tendinitis.
- تقوية عضلة الساق وزيادة مرونتها.
كم يستغرق علاج التهاب وتر العرقوب؟
يختلف زمن الشفاء حسب شدة الحالة والعلاج المتبع، حيث يستغرق شفاء الحالات التي تعالج دون جراحة 6 أسابيع وسطياً، أما الشفاء بعد العلاج الجراحي فيستغرق وقتاً أطول.
أين يقع وتر العرقوب؟
يقع في الناحية الخلفية للساق، حيث يبدأ وتر العرقوب من منتصفها وينتهي بكعب القدم (ينتهي بعظم العقب).
لماذا سمي وتر أكيليس بهذا الاسم؟
سمي بذلك نسبةً لشخصية يونانية قديمة أسطورية تدعى أخيل أو أكيليس. حيث يعتقد أن المحارب الأسطوري أخيل كان محصناً من الموت بعد أن غمسته أمه في نهر الحياة ستيكس، إلا أنها لم تغمس عرقوبه لأنها كانت تحمله من قدميه. لذلك لم يكن محصناً في منطقة العرقوب الأمر الذي أدى إلى مقتله في إحدى المعارك بعد أن تلقى سهماً مسموماً في تلك المنطقة. طبعاً تبقى تلك القصة أسطورة، لكن الوتر لا يزال يسمى أكيلس إلى اليوم.
اقرأ المزيد:
- مرض رهاب الزواج؛ ما أسباب هذا الرهاب وأعراضه النفسية والجسدية
- ألم الكلى؛ أهم علامات المرض والأعراض، وكيفية الوقاية والعلاج
- مرض ساركوما يوينغ Ewing sarcoma؛ أسباب الإصابة وأهم الأعراض
تحدثنا عن مرض التهاب وتر اخيل، وأسبابه، وعوامل خطورة الإصابة به، وأعراضه، وعلاجه. يصل وتر العرقوب عضلات الساق بعظم الكعب. كذلك يعد التهاب وتر العرقوب من أكثر الأشياء المؤلمة في إصابات قدم الرياضيين، وهو خطير إذا لم يعالج لذلك يجب على مثل هؤلاء الأشخاص زيارة الطبيب فور شعورهم بالأعراض. كلما تأخرت في علاج هذه الحالة كلما استغرق الوتر وقتاً أطول للشفاء، ويعتمد الشفاء على شدة الإصابة كعامل آخر.
عذراً التعليقات مغلقة