البياض الدقيقي في القمح

يعد مرض البياض الدقيقي من أكثر الأمراض التي تصيب القمح على مستوى العالم، وتعد قيداً على إنتاج القمح عالمياً لما تسببه من نقص وقلة المحصول. وتبدأ أعراض ظهور مرض البياض الدقيقي في القمح في الأماكن الأكثر رطوبة حيث يجب مكافحته في مراحله الأولى والقضاء عليه مبكراً.

ما هو مرض البياض الدقيقي؟

البياض الدقيقي هو مرض يصيب كل المزروعات بصفة عامة، والقمح بصفحة خاصة. وهو مستوطن في أجزاء كثيرة من العالم وقد تم التعرف عليه عالمياً كمشكلة مرضية مدمرة. فهو يقلل من قدرة النبات على عملية التمثيل الضوئي، ويقلل من مؤشر امتصاص الأوراق، ويؤثر سلبًا على مكونات محصول الحبوب.

ومرض البياض الدقيقي ينتقل من الأوراق السفلية للأوراق العلوية. ويمكن أن يصيب النبات في أي مرحلة من مراحل النمو. حيث يظهر كبقع بيضاء تظهر على أوراق وسيقان النبات ثم تتحول إلى اللون الرمادي القصديري. بعد ذلك وكلما ارتفعت الرطوبة زاد الفطر واكتملت دورة حياته.

يمكن أن يؤثر البياض الدقيقي على حوالي 40% من المحصول الكلي للنبات. وتكون الإصابة أشد إذا حدثت العدوى قبل الإزهار.

مناطق انتشار الفطر

يظهر مرض البياض الدقيقي في القمح والشعير في المناطق التي تسقط فيها الأمطار في وقت مبكر من الموسم، حيث تكون درجات الحرارة منخفضة نسبياً، مثلما هو الحال في المناطق ذات المناخ البحري، وفي المناطق الأكثر برودة ذات المناخ القاري الرطب.

يظهر أيضاً البياض الدقيقي في المناطق الأكثر برودة في الصين واليابان ومناطق أخرى في آسيا، وفي شمال وشرق أفريقيا في مصر وبلاد المغرب العربي، وفي شمال أوروبا وشرق أمريكا الشمالية.

كما أنه يظهر أيضاً في المناطق الدافئة والرطبة ذات الشتاء المعتدل، حيث يُزرع القمح في الخريف، وذلك في أجزاء من المخروط الجنوبي لأمريكا الجنوبية وجنوب شرق الولايات المتحدة، في المواسم التي يكون فيها المطر متكرراً وغزيراً.

أعراض ظهور المرض في القمح

إصابة سنابل القمح بمرض البياض الدقيقي

من أعراض مرض البياض الدقيقي في نبات القمح ما يلي:

ظهور جراثيم الفطر على شكل مسحوق أبيض يميل للرمادي على سطح الأوراق.
في البداية يكون عبارة عن نقط صغيرة، وبعد فترة تتحول إلى لُطع (جُزر) كبيرة، ما تلبث أن تلتحم مع بعضها البعض، لتغطي كامل الأجزاء الخضرية من النبات.
تتكون على النبات أشرطة صفراء تتحول إلى اللون البني ثم تموت الأوراق بعد ذلك.
تتحول البقع الرمادية بعد ذلك لبقع صغيرة سوداء وتكون هي ثمرة الفطر.
قد يؤدي هذا غالباً إلى موت النباتات المريضة بشدة أو عدم امتلاء الحبوب.

دورة الإصابة بمرض البياض الدقيقي

تظهر الإصابة بمرض البياض الدقيقي في القمح على الأوراق والسيقان والسنابل على شكل بقع بيضاء غير منتظمة حيث تتحد مع بعضها البعض وتكون ملمساً قطنياً ثم يتحول اللون الأبيض إلى الرمادي بتقدم الإصابة، ويصاحب ذلك اصفرار الأوراق وتظهر نقط سوداء في حجم رأس الدبوس وتكون تلك الحبوب هي ثمرة الفطر.

يساعد ارتفاع نسبة الرطوبة على نمو الفطر وتكاثره، حيث ينمو الفطر مع درجة حرارة من 15 إلي 22 درجة مئوية، ويساهم في ذلك كثافة النبات حيث لا تجد الأوراق فرصة للجفاف. ولكن ارتفاع درجات الحرارة إلى 25 درجة مئوية من شأنه القضاء على نمو البياض الدقيقي. كذلك يؤدي زيادة التسميد النيتروجيني (Nitrogenous fertilizers) أكثر من (75 كجم/ هكتر) إلى زيادة شدة المرض.

يعيش الفطر على بقايا المحاصيل والقش والحشائش النجيلية والقمح، كما تنتشر تلك الجراثيم التي ينتجها الفطر من خلال الرياح وتهاجم كامل النبات.

مكافحة مرض البياض الدقيقي في القمح

يجب استخدام أصناف قمح مقاومة للمرض في الأماكن المعرضة للإصابة (ذات الرطوبة العالية).
استخدام الحرث في إزالة بقايا المحاصيل المريضة، بالتزامن مع دورات زراعية لمحاصيل أخرى غير القمح تكون مقاومة للمرض لمدة عامين على الأقل.
البدء في استخدام المكافحة الكميائية عندما تكون الإصابة بالمرض مبكرة بحد أقصى إصابة 10% من الأوراق السفلية.
استخدام المبيدات الفطرية في حال الإصابة المتأخرة وخاصة في المناطق التي تطول فيها مدة الرطوبة.
عدم المغالاة في كمية التقاوي والتسميد الآزوتي.
فحص أنواع القمح تحت ظروف طبيعية في المكان الذي تحدث فيه الأوبئة، واختيار أنواع القمح الأكثر مقاومة وأقل حساسية لمرض عفن البياض الدقيقي.

اقرأ المزيد:

إن مرض البياض الدقيقي هو فطر مدمر لمحاصيل القمح إذا لم يتم اكتشافه مبكراً، وهو يقضى على نسبة كبيرة من المحصول ولا يجب زراعة القمح بعد القضاء على الفطر لمدة عامين متتاليين حتى تتخلص التربة نهائيًا من الفطر.