يعتبر اكاروس العنب (Grape spider) من الآفات الزراعية الخطيرة على العنب أو الكرمة، ويصيب هذا الأكاروس المحصول أو النبات ويضعف مردود المزارع والغلة الكلية للعنب، وكذلك فإنه يؤدي إلى انجذاب آفات أخرى إلى بساتين الكرمة المصابة، فما هي دلالات وعلامات الإصابة باكاروس العنب، وكيف يمكن مكافحة اكاروس العنب؟
تسجيل جين رانك باست…تسجيل جين رانك باستخدام رابط دعوة
آفة اكاروس العنب
إن اكاروس العنب هو عنكبوت من مفصليات الأرجل، ويصيب هذا العنكبوت العنب، ويؤدي إلى ضعف الإنتاج الزراعي إلى مستوى يتراوح ما بين 30- 45% من الإنتاج الزراعي للكرمة. ينتشر هذا الأكاروس في مناطق زراعة العنب في أنحاء العالم، ويكثر بغزارة حيث تتواجد البيئة المناسبة له من رطوبة وحرارة، حيث يتواجد في أمريكا، وأوروبا، وآسيا الشرقية والغربية، وشمال أفريقيا.
وصف الأكاروس
إن اكاروس العنب عنكبوت صغير ودقيق بيضاوي الشكل متطاول، كما أن مقدمة الجسم أكثر عرضًا وثخانة من المؤخرة . أما لون الحيوان فهو الأرجواني الخمري القاتم، والذكر يكون أقصر من الأنثى وأقل في العرض نسبيًا.
الإصابة باكاروس العنب
أعراض الإصابة بالآفة على الأوراق
تتجلى أعراض الإصابة باكاروس العنب من خلال مهاجمة الحيوان الكامل وغير الكامل (الطور الضار) لأوراق وأغصان العنب. بعد ذلك، تمتص الأطوار الضارة العصارة النباتية الخلوية وخاصة ما بين أنسجة الخلايا البرانشمية، فتجف الأوراق وتشحب إلى حد كبير ويمكن للمزارع ملاحظة ذلك بسهولة. قد تتساقط الأوراق المصفرة المحترقة تباعًا من فروع وأغصان الكرمة. تتميز الإصابة بهذا الأكاروس بأن الأوراق تظهر كما لو أنها صدئة أو محترقة بلون أرجواني بني، أو محاطة بقشور بنية متماوتة. كما تنجم عن الإصابة حالة ضعف عامة للكرمة، فتتشوه الثمار نفسها وتصبح غير صالحة للتسويق والأكل والقطاف، ويقل مردود المحصول الكلي من العنب.
خطورة اكاروس العنب
تنبع خطورة اكاروس العنب من أربع أسباب رئيسية:
- هذا الأكاروس يعتبر آفة ماصة للعصارة النباتية الخلوية وبالتالي فهو يضعف النبات، وإنتاج الكرمة الكلي من الثمار الصافية، وبالتالي قلة مردود المزارع وحدوث الخسارة الاقتصادية.
- أيضًا فإن الثمار الناتجة تكون قليلة القيمة الغذائية لأن الأكاروس امتص عصارتها والمواد الغذائية الموجودة فيها.
- كما أن هذا الأكاروس يجذب آفات ماصة للعصارة أخرى للنباتات، من ضمنها حلم العنب والرمان، والحشرات القشرية، ونمر الإجاص وغيرها.
- كما تنجذب للكروم الضعيفة الحفارات الخشبية كحفار فروع الكرمة، والثاقبة ذات الست أسنان، وثاقبة الفروع المسننة وغيرها.
عوامل تشجع الإصابة بالأكاروس
هناك ثمانية عوامل رئيسية تشجع الإصابة بهذا الأكاروس وهي:
- ارتفاع درجات الحرارة المناسب لتطور الأكاروس وخاصة في فصلي الصيف والربيع؛ حيث يستطيع الأكاروس أن يعطي أجيال عديدة حين تتوفر الظروف الملائمة ويتكاثر بأعداد كبيرة.
- تقليم الفلاح السيء لأشجار العنب يزيد الإصابة بالآفات، كتقليم بعض الفروع وترك الآخر من دون تقليم، أو عدم إجراء عمليات التقليم من الأساس، أو استخدام مقص غير معقم.
- عدم إزالة المزارع لبعض الأوارق أسفل العنقود المثمر عند تقليم العنب، أو عدم إجراء عملية التوريق للكرمة التي تعتبر هامة لمد النبات بالعناصر الغذائية (إيصال الغذاء للثمار والعناقيد).
- أيضا عدم اهتمام المزارع بعمليات تفريع الكرمة (إزالة بعض الأفرع) والتقليم الإثماري (إزالة الأفرع المتشابكة وكذلك الأغصان المتزاحمة) تشجع الإصابة.
- كما أن إهمال التسميد المعدني المتوازن NPK لأشجار الكرمة والعنب يشجع الإصابة بالأكاروس، وخاصة إهمال التسميد بالبوتاس K الذي يقوي الجذور والمجموع الخضري، والفوسفور P الذي ينظم وينقل نتاج العمليات الحيوية والطاقة في أجزاء النبات.
- كذلك فإن زيادة التسميد بالآزوت N للكروم تضعف النباتات وتجعل النمو الخضري غض وهش وضعيف وهذا هو ما يفضله الأكاروس.
- كما أن الري السيء، أو عدم انتظام الري لكروم وبساتين العنب، يشجع الإصابة بهذا الأكاروس.
- وجود آفات أخرى في الحقل من ضمنها ماصات العصارة كحلم الرمان والعنب و حشرات التربس، والحفارات كحفار فروع الكرمة والثاقبة المسننة Sinoxylon sexdentatum.
دورة حياة اكاروس العنب
إن دورة حياة اكاروس العنب في المناطق المتوسطية والباردة غير معروفة بدقة. غالبًا ما يشتي الأكاروس بطور الحيوان كامل النمو، ثم تضع الأنثى في أيار/ مايو وحزيران/ يونيو حوالي 50- 70 بيضة حول الفروع والأوراق في الكرمة. نتيجة لذلك، تزداد أعداد الأكاروسات كثيرًا خلال فصل الصيف وتنتشر الآفة ويزداد ضررها في الوقت الجاف والحار من العام على بساتين الكرمة، وقد يشمل الضرر بساتين مجاورة.
مكافحة اكاروس العنب
سبل مكافحة هذه الآفة
تتم مكافحة وعلاج اكاروس العنب من خلال رش فروع وأغصان الكرمة بالمبيد بروموبروبيلات Bromopropylate. كما يمكن للفلاح استخدام المبيد فوسفميدون (ديمكرون) phosphamedon، أو المبيد الجيد ديميتون ميتيل Dimeton methyl الذي ينفع مع الأطوار الصغيرة عمرًا من الأكاروس. يراعي المزارع تكرار الرش بعد 1- 2 أسبوع عند الحاجة أو عند الإصابة الشديدة. كما يمكن استعمال المبيد العنكبوتي المتخصص كلوروبينزيلات (أكار) chlorobenzilate والمختص بالأكاروسات أو تتراديفون tetradifon (تديون). أيضًا يمكن أن يستخدم المبيد دايكوفول dicofol (كلثان)، ويفضل أن تكون جميع المبيدات جهازية متخصصة بالأكاروسات- العناكب.
حلقة المبيدات
يتبع المزارع لمكافحة هذا الأكاروس حلقة مبيدات لكي يكافح الآفة بدقة. يستعمل في العام الأول من الإصابة المبيد بروموبروبيلات (Bromopropylate)، ثم في العام التالي المبيد تديون tetradifon، وبعدها في العام الثالث وقاية بالرش بالمبيد ديميتون إس ميثيل Dimeton-S-Methyl.
إجراءات الإدارة المتكاملة
إن إجراءات الإدارة المتكاملة للبستان المصاب باكاروس العنب تتم على الشكل التالي:
- يجري الفلاح حراثة سطحية لترب كروم العنب على عمق حوالي 12 سم فقط.
- ثم يقلب المزارع الأسمدة المعدنية NPK بتربة الكرمة المصابة بكميات متوازنة.
- يضيف المزارع حوالي 30 غرام آزوت N، و 40 غرام فوسفور P، و20 غرام بوتاس K لشجرة الكرمة الواحدة لإعطاءها مناعة ومقاومة ضد الآفات الزراعية.
- تزداد الكميات إلى أربع أضعاف الكميات السابقة عند دخول الكرمة والعنب بطور الإثمار وظهور العناقيد الثمرية أو تفتح البراعم.
- ثم يراقب المزارع أشجار الكرمة بصورة دورية للتأكد من خلوها من الآفات ويتأكد من ظهور حوريات الأكاروس الصغيرة بملاحظة الأعراض المذكورة في فقرة الإصابة السابقة.
- يجري الفلاح عمليات الرش ضد الأكاروس كما ذكر تمامًا في فقرة المكافحة، ثم يراقب الكروم لمدة لا تقل عن 2-3 أسابيع.
- يحرص مربي بساتين الكرمة والعنب على استعمال المبيدات المنصوح بها والمتخصصة بالعناكب والحوريات الصغيرة، والبعد عن المبيدات الضارة بالبيئة كالمبيد دي دي تي DDT.
- يجري المزارع عمليات تقليم الكرمة والتوريق والتفريع بصورة جيدة، مع تعقيم مقص التقليم.
- كما يعقم المزارع ترب أشجار الكرمة بتقليبها بالمبيد فوسفاميدون phosphamedon أو دايمكرون، وهذا للتخلص من الآفات الأخرى وعذارى حفار فروع الكرمة Schistocerus bimaculatus وثاقبة الفروع المسننة Sexdentatum Saloxylon.
- يمكن كذلك التعقيم بالطاقة الشمسية لترب أشجار الكرمة بتمديد أغطية بلاستيكية فوق مسقط تاج الشجرة، ورفع حرارة التربة إلى 50- 60 مئوية وقتل الآفات بهذه الطريقة.
- يهتم المزارع بالحالة العامة للكروم من ري وتقليم وتعشيب ومراقبة دورية وتسجيل الملاحظات واستشارة فنيين زراعيين بصورة دائمة.
بذلك؛ نكون قد تعرفنا على اكاروس العنب ومدى خطورته كآفة زراعية ضارة بالكرمة. كما يكون الفلاح والمزراع قد ألم بدورة الحياة وسبل مكافحة وحلقة المبيدات المستخدمة بدقة ضد هذا الأكاروس والعوامل المشجعة على الإصابة به في البستان. لا بد أن المزارع يجب أن يكون حريصًا على كروم العنب من الآفات الضارة ومنها هذا الأكاروس الذي يهددها.
عذراً التعليقات مغلقة