يعد مرض اللفحة المتأخرة Alternaria solani من أهم أمراض النبات الفطرية التي تصيب الزراعة الحقلية والزراعة المحمية على حد سواء. كما يؤدي هذا المرض إلى ضعف إنتاجية الخيار والبندورة وغيرها من المحاصيل الزراعية الأخرى، تعرف إلى خطورتها والعوامل التي تشجع الإصابة بها.
مرض اللفحة المتأخرة
في الحقيقة، إن مرض اللفحة المتأخرة واحد من أهم وأخطر أمراض النبات. يصيب هذا المرض المحاصيل بشتى أنواعها مفضلاً الخيار والبندورة والفليفلة والباذنجان. يحب هذا المرض مهاجمة المحاصيل التي تنتمي إلى العائلة الباذنجانية والقرعية. كما يصيب هذا المرض النباتات والمحاصيل في البيوت المحمية (البلاستيكية والزجاجية). أيضًا فإنه يسبب خسائر هائلة في الإنتاج الزراعي. وقدرت العتبة الاقتصادية أضرار هذا المرض بحوالي ٨٠٪ من الإنتاج العام عند تفاقم الإصابة.
شرح قراءه الأكواد ا…شرح قراءه الأكواد الغير متوافقة مع فهرس
الإصابة بمرض اللفحة المتأخرة
أعراض الإصابة بالمرض
تتجلى أعراض الإصابة باللفحة المتأخرة على البندورة والخيار من خلال مهاجمة الفطر للأوراق وأعناق الأوراق والساق والثمار. تظهر الأعراض على الورقة وتبدو صفراء باهتة. في البداية تكون الورقة مبقعة ببقع بنية محاطة بهالة صفراء شاهبة يزداد حجمها نحو المحيط. كما يمكن أن تصاب أعناق الأوراق وحينها تتلون باللون الأسود. أما على الساق فيمكن ملاحظة أعراض الإصابة على هيئة تقرحات ذات لون أسود. بينما على الثمار، تكون الأعراض في صورة بقع غير محددة الشكل، أو ذات لون بني، وغالبًا ما تشبه اللوحة المائية. بالإضافة لذلك، مع تفاقم الإصابة تتشقق الأوراق وتسقط تباعًا.
خطورة مرض اللفحة المتأخرة
تنبع خطورة اللفحة المتأخرة من أنه يضعف النبات إلى حد كبير. فكثيرًا ما تضعف المحاصيل المصابة في الحقول وكذلك الزراعات المحمية. نتيجة لذلك، تنتشر أمراض أخرى كفطور الذبول، وبكتريا التقرح. كما تشجع الإصابة بالمرض آفات أخرى حشرية كآفات الحالوش، والأكاروس الأحمر، والحافرات أو صانعات الأنفاق، وحفار الذرة الأوروبي. مع تفاقم الإصابة، ينتشر التهديد إلى حقول مجاورة مزروعة بالمحاصيل الحقلية. في الحقيقة، قد تتداخل الآفات وتتنافس فيما بينها، ويضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية.
6 عوامل تشجع الإصابة بالآفة
إن هناك عوامل تشجع الإصابة باللفحة المتأخرة. من أهم هذه العوامل:
- ارتفاع الرطوبة ضمن البيت البلاستيكي أو الزجاجي، أو رطوبة غير مناسبة في الحقل المزروع.
- عدم انتظام التسميد يشجع الإصابة بهذا المرض ويضعف مقاومة النبات.
- وجود بقايا النبات المصاب في البيت البلاستيكي والحقل يشجع الإصابة.
- غالبًا ما تحصل الإصابة بسبب عدم خبرة المزارع وعدم إلمامه بسبل العناية بالحقل والبيت المحمي.
- كما يمكن أن تحدث الإصابة نتيجة عدم اتباع المزارع لدورة زراعية مناسبة للحقل الذي يزرع فيه.
- استعمال المبيدات الحشرية والفطرية بصورة غير مدروسة، يشجع الآفات ويزيد الضرر على البيئة والمحيط
مكافحة مرض اللفحة المتأخرة
سبل مكافحة هذا المرض
من أجل مكافحة اللفحة المتأخرة تُتبع جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية. وفيما يلي أهم سبل المكافحة:
مكافحة وقائية
تتم المكافحة الوقائية من خلال اتباع المزارع لدورة زراعية لا تقل عن سنتين لكل حقل مزروع. والمقصود بالدورة الزراعية عدم زراعة نفس النباتات في كل موسم. كما ننصح المزارع بزراعة المحاصيل البقولية في الحقول التي يزرع فيها العائلة الباذنجانية، لكي يتم إنتاج الآزوت بشكل طبيعي في التربة، وبذلك تزيد مقاومة النبات للأمراض المختلفة.
كما يجب على المزارع التخلص تمامًا من كل الأعشاب المحيطة بالحقل وحرق الأجزاء المصابة من النبات بعيدًا. أيضًا يجب على المزارع أن يهتم بصورة أساسية بالتسميد البوتاسي لتقسية أنسجة النبات حتى تقاوم المرض. أما في البيت البلاستيكي فيجب على المزارع أن يهوي البيت بصورة منتظمة للحد من الرطوبة. في الحقيقة، وجد أيضًا أنه عند زراعة أصناف مبكرة النضج فإنها تنجو من الإصابة بهذا المرض.
مكافحة علاجية استئصالية
تتم المكافحة العلاجية بمجرد حدوث الإصابة وبلوغها الحد الحرج للعتبة الاقتصادية. يجب أن يراعي المزارع استعمال مبيدات جهازية متخصصة ومن أهمها مشتقات الكربمات، وكذلك مشتقات التيرازول والستروبيلين. يراعي المزارع عدم استعمال مضادات حيوية، وعدم استعمال مبيدات ضارة. كما يتم العمل على تنفيذ المكافحة بشكل مبكر قبل استفحال الإصابة. عادة ما تخصص مبيدات متخصصة لهذا المرض من أمثال مبيد مانكوزيب، ومبيد مانيب. يمكن أيضًا استعمال مبيد كربيندازيم. أيضًا يفضل استعمال المبيدات النحاسية فهي نافعة جدًا مع هذا المرض. يمكن بالإضافة لذلك استعمال المبيد بريفيكور ألييت. بعد ذلك، يكرر المزارع الرش كل سبعة أيام مرة، وبعدد ٣ مرات.
الإدارة المتكاملة للفحة المتأخرة
إن المقصود بالإدارة المتكاملة مع اللفحة المتأخرة، جملة من الإجراءات العنائية والزراعية. يفضل أن يستعمل المزارع المبيد إندوسلفان (endosulfan) ويقلبه بالتربة ويخلطه جيدًا كنوع من التعقيم والوقاية من آفات التربة. كما يمكن للمزارع أن يعلق مصائد بلاستيكية وزجاجية على الأشجار، وينثر فيها طعوم سامة، من أجل مكافحة بقية الآفات التي تسبب ضعف الحقل.
يوصى أيضًا أن يتم استعمال مبيدات فوسو-عضوية من أجل الحشرات، ومبيدات كربماتية من أجل الفطور. يحرص المزارع قدر الإمكان على العناية بالحالة العامة للحقل (ري، تسميد، تعشيب، توريق). بالإضافة لذلك، يجب القيام بعمليات التحضين للبندورة، والتفريع، وإزالة الأوراق. كما يتعلم المزارع بصورة منهجية كيفية زراعة النباتات على خطوط مناسبة تجنبًا للكثافة الزراعية الزائدة التي تعرض النباتات للإصابة بالآفات.
بذلك؛ نكون قد تعرفنا على مرض اللفحة المتأخرة ومدى خطورة هذا المرض عندما يصيب المحاصيل المزروعة والبيوت المحمية. كما نكون قد أحطنا العلم بالعوامل المشجعة على الإصابة، وسبل الوقاية والمكافحة، والتأكيد على أن الإدارة المتكاملة أنجح طريق للوقاية من أي أمراض. لا بد للمزارع أن يحرص على حقوله وبيوته المحمية من مختلف الآفات والأمراض الضارة.
عذراً التعليقات مغلقة