مرض التهاب الشريان الصدغي؛ الصداع الذي قد يؤدي للعمى

مرض التهاب الشريان الصدغي temporal arteritis؛ الصداع الذي  قد ينتهي بالعمى التام، تعرف معنا على أهم 10 أعراض له، مع العديد من المعلومات الهامة حول هذا الداء المخيف.

ما هو مرض التهاب الشريان الصدغي؟

يعرف التهاب الشريان الصدغي ذو الخلايا العملاقة Giant Cell Arteritis بأنه أحد أشكال التهابات الأوعية الدموية. عادةً ما يصيب الشرايين المتوسطة والكبيرة في الرأس. يحدث الالتهاب في بطانة (الطبقة الداخلية) الشريان الصدغي بشكل أساسي والموجود على جانبي رأسك أو قد يحدث كذلك في شرايين أخرى كالشرايين الهدبية الخلفية للعين، ولهذا يشتهر هذا المرض بكونه الصداع الذي يسبب العمى، إذا لم يتم تشخيصه وعلاجه بسرعة.

انتشار مرض التهاب الشرايين ذو الخلايا العرطلة

يعد التهاب الشرايين الصدغي أحد أكثر التهابات الأوعية الدموية شيوعًا، ولكنه يعتبر حالة نادرة نسبة لباقي الأمراض، حيث يصيب حوالي 5 من كل 10000 شخص. يحدث عادةً لدى البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 50 سنة، ويصيب النساء أكثر من الرجال. من الملفت ترافق هذا المرض مع أمراض المناعة الذاتية حيث وجدت الدراسات أن حوالي 2 من كل 5 أشخاص يعانون من  أعراض التهاب الشريان الصدغي مصابون أيضًا بألم العضلات الروماتيزمية المناعي (PMR)، وهو حالة التهابية تؤثر على الكتفين والورك والرقبة مؤدية إلى تصلب شديد وألم. هذه النسبة تعادل 30 %  من مرضى التهاب الشريان الصدغي الذين لديهم ألم عضلي روماتزمي.

أسباب الإصابة بمرض التهاب الشريان الصدغي

أسباب التهاب الشريان الصدغي غير معروفة بشكل جيد حتى الآن، ولا يوجد عوامل خطر مؤكدة لحدوثه، ولكن يمكننا القول أنه قد يكون أحد الأسباب هو الاستجابة المناعية الشاذة. يمكن لجهازك المناعي أن يهاجم جسمك عن طريق الخطأ. هذه الفرضية مبنية على ترافق هذا المرض مع أمراض المناعة الذاتية.

عوامل خطر الإصابة بمرض temporal arteritis

هناك عدة عوامل يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالتهاب الشرايين الخلوية العملاقة، وتتمثل ب:

• العمر المتقدم، عادةً الأكبر من 50 عامًا.
• الجنس المؤنث، حيث تصاب به النساء بنسبة مضاعفة عن الرجال.
• العرق الأبيض.
• المنطقة الجغرافية:
  حيث يعد التهاب الشرايين العملاقة هو الأكثر شيوعًا بين سكان شمال أوروبا أو المنحدِرِين من أصل اسكندنافي (Scandinavia).
• إصابتك بألم العضلات الروماتزمي تزيد خطر الإصابة بالتهاب الشرايين ذو الخلايا العملاقة.
• وجود هذا الداء في العائلة.

علامات وأعراض مرض التهاب الشريان الصدغي

تعتمد أعراض التهاب الشريان الصدغي على الشريان المصاب بشكل أساسي، فمثلًا إصابة شريان صدغي وحيد لا تسبب العمى أما تشارك الداء مع الشرايين العينية فقد تؤدي لفقد خطير بالرؤية. سنذكر الأعراض الأكثر شيوعًا لالتهاب الشرايين الصدغي وهي:

• صداع نابض شديد ومتكرر على جانبي الرأس أو جانب واحد.
• انتباج (انتفاخ) الشريان الصدغي المصاب.
• إيلام (ألم يتولد بجس المنطقة المصابة أو لمسها) وألم  فوق منطقة الصدغين.
• ألم الفك أثناء الأكل (المضغ) أو الكلام.
• حمى.
• الشعور بأعراض تشبه الإنفلونزا.
• فقدان الوزن غير المقصود مع فقدان الشهية.
• الاكتئاب.
• التعب.
• آلام عضلية في الورك أو الكتفين.
• مشاكل في الرؤية، مثال:
  الرؤية المزدوجة أو فقدان الرؤية المؤقت في عين واحدة أو كلتيهما وقد يتطور لفقدان البصر الدائم في حال عدم المعالجة.

مضاعفات مرض التهاب الشريان الصدغي

يعتبر مرض التهاب الشرايين ذو الخلايا العرطلة ذو نتائج مستقبلية مبشرة، إلا إذا كان المريض قد أصيب بالعمى. تنجم معظم المضاعفات المرتبطة بـ أعراض التهاب الشريان الصدغي لهوروتون عن استخدام العلاج بشكل مفرط أو غير مضبوط، وليس من المرض نفسه. إذا لم يتم تشخيص هذا المرض وعلاجه بالسرعة الكافية، يمكن أن يتسبب مرض التهاب الشريان الصدغي غالباً لدى مريض مسن:

• اضطرابات الرؤية كالعمى المفاجئ.
• تمزق الأوعية الدموية الملتهبة.
• ارتفاع خطر الإصابة بالسكتة الدماغية أو النوبات الإقفارية العابرة (TIA).
• ازدياد خطر النوبات القلبية.

تشخيص مرض التهاب الشريان الصدغي؟

قد يشك الطبيب بهذا المرض بمجرد رؤيته لموضع ألمك (جانبي رأسك)، ومن ثم قد يقوم بفحص رأسك للبحث عن ألم في فروة  الرأس أو انتفاخ في الشرايين الصدغية، ومن ثم سيتم إجراء اختبارات تشخيص التهاب الشرايين التخصصية، مثل:

• بعض الاختبارات الدموية مثل:
  معدل ترسيب كرات الدم الحمراء (سرعة التثفل)، والبروتين التفاعلي سي.
• الإيكو للشريان الصدغي.
• خزعة من الشريان الصدغي وذلك تحت تأثير مخدر موضعي:
  حيث يتم إزالة قطع صغيرة من الشريان الصدغي وفحصها بحثًا عن علامات التهاب الشرايين الصدغي، وهذا الإجراء هو أفضل طريقة لتأكيد تشخيص التهاب الشريان الصدغي.
• التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
• إذا كنت تعاني من مشاكل في الرؤية، فيجب فحص عينيك لدى أخصائي طب العيون.

علاج مرض التهاب الشريان الصدغي

يُعالج التهاب الشرايين الصدغية بأدوية الستيروئيدات القشرية، عادةً البريدنيزولون. يبدأ الأطباء العلاج قبل تأكيد الإصابة بمرض temporal arteritis، وذلك خوفًا من خطر فقدان البصر إذا لم يتم تدبيره بسرعة. يتلخص علاج التهاب الأوعية الدموية بمرحلتين:

1. جرعة بدئية عالية من الستيروئيدات لبضعة أسابيع للسيطرة على الأعراض.
2. جرعة أقل من الستيروئيد، بعد تحسن الأعراض تعطى بشكل طويل الأمد بحسب الحالة.

ملاحظة: قد يحتاج عدد قليل من المرضى إلى تناول الستيروئيدات لمدى الحياة.

الأدوية المستخدمة في علاج مرض التهاب الشريان الصدغي

سيتم إعطاء الأدوية لتحسين الأعراض وتخفيض خطورة مضاعفات مرض التهاب الشريان الصدغي، ولكن لا يوجد إلى الآن علاجًا دوائيًا شافيًا، سنذكر أهم الأدوية التي تفيد مرضى التهاب الشريان الصدغي:

• الستيروئيدات القشرية.
• دواء الأسبرين (Asprin) بجرعة منخفضة، لتقليل خطر الإصابة بسكتة دماغية أو نوبة قلبية.
• يمكن إعطاء فيتامين د والكالسيوم أثناء استخدام أدوية الستيروئيد، للوقاية من فقدان كثافة العظام.
• تريامسينولون (triamcinolone).
• تريسينس (Triesence).
• مثبطات مضخة البروتون (PPIs)، لتقليل خطر الإصابة باضطرابات في المعدة.
• البيسفوسفونات،  لتقليل مخاطر الإصابة بهشاشة العظام عند تناول الستيروئيدات القشرية.
• مثبطات المناعة مثل .

 تمت الموافقة على دواء جديد يسمى tocilizumab (ويسمى تجاريًا باسم دواء أكتيمرا – Actemra) كحقنة تحت الجلد، وذلك من قبل إدارة الغذاء والدواء FDA عام 2017 لعلاج التهاب الشرايين الصدغي.

الأسئلة الشائعة حول مرض temporal arteritis

سنورد لكم إجابة لأحد أهم الأسئلة حول مرض التهاب الشريان الصدغي هذا:

هل يمكن إعادة خزعة الشريان الصدغي؟

يعتبر هذا السؤال من أكثر هواجس المرضى، حيث يمكن لالتهاب الشريان الصدغي أن يكون ذو انتشار غير مستمر في بطانة الشريان ومن هنا قد يتم خزع الشريان بمنطقة سليمة لهذا يحبذ دومًا أخذ أكثر من خزعة لتأكيد المرض، وبالطبع يمكن إعادة الخزعة عدة مرات رغم أنها قد تسبب التندب.

تعرفنا في مقالنا هذا عن مرض التهاب الشريان الصدغي (temporal arteritis)؛ وبينا أهم أعراضه وعلاماته مع تفاصيل علاجه وعوامل خطورة تطوره مع ذكرنا لأهم أسبابه المقترحة وسبل تشخيصه الروتينية والمؤكدة، ولم ننس َ ذكر المضاعفات المستقبلية لهذا المرض إذا لم يعالج.