مرض خلل الحركة المتأخر Tardive dyskinesia؛ من أصعب الأمراض تشخيصًا

ريما سعد
نشرت منذ 3 أسابيع يوم 18 أبريل, 2024
بواسطة ريما سعد
مرض خلل الحركة المتأخر Tardive dyskinesia؛ من أصعب الأمراض تشخيصًا

مرض خلل الحركة المتأخر (Tardive dyskinesia)؛ ما هو هذا الداء وما هي أعراضه ولماذا قد يصعب على الأطباء تشخيصه؟ تعرف معنا عليه وعلى أهم 10 عوامل خطورة لحدوثه.

ما هو مرض خلل الحركة المتأخر؟

خلل الحركة المتأخر (تسمى بالإنجليزية: Tardive dyskinesia)‏ هو اضطراب حركي مزمن، يتظاهر بحركات متكررة خارج إرادتك نفضية بعكس الحركات في داء باركنسون. يظهر عادة كأثر جانبي عصبي في المصابين بأمراض عصبية نفسية تستدعي الاستعمال المطول لأدوية تمنع تفعيل مستقبلات الدوبامين مثل الأدوية مضادات الذهان ودواء ميتوكلوبراميد.

الاسم العلمي للمرض خلل الحركة المتأخر (الآجل).
أسماء أخرى خلل الحركة الشيخوخي، عسر الحركة المتأخر.
تصنيف المرض الأمراض العصبية النفسية.
التخصص الطبي المعالج الداخلية العصبية والطب النفسي.
أعراض المرض حركات لا إرادية.
درجة انتشار المرض  شائع نسبيًا.
الأدوية المعالجة الفالبينازين، ديوتيترابينازين.

معدلات حدوث المرض

تبلغ المعدلات عند مرضى المشكلات النفسية المعالجين بالأدوية المضادة للذهان ولمدة طويلة عادة، حيث يصاب بهذا الأثر الجانبي حوالي 30% منهم. أفادت دراسة بأن 32% من الأشخاص يصابون بتشنجات لاإرادية مستمرة بعد 5 سنوات من استخدام الأدوية المتهمة، و57% بعد استخدامها بحوالي 15 عام، و68% بحلول 25 عامًا. أجريت دراسة أخرى على شيوع هذا الداء عند متناولي مضادات الذهان، حيث أصيب 26% من الأشخاص بمرض خلل الحركة المتأخر بعد عام واحد فقط من تناول الدواء، وهذه نسبة مخيفة! فيما طوّر حوالي 60% منهم الاضطراب بعد 3 سنوات.

أسباب الإصابة بمرض اضطراب الحركة الآجل

بالرغم من أن مرض خلل الحركة المتأخر معروف منذ سنوات عديدة، ولكن سببه المؤكد لم يكتشف بعد. بشكل عام، يبدو أن السبب هو تأثر نظام مستقبلات الدوبامين في الدماغ، خاصة تلك التي من النوع دي 2. سنذكر لكم أهم الأسباب المكتشفة لتطور عسر الحركة متأخر الظهور:

أهم سبب على الاطلاق هو تناول الأدوية التي تقلل مادة الدوبامين لفترة طويلة أ ي ما يقارب أكثر من ثلاثة أشهر، ومثالها: هالوبيريدول، فلوفينازين، ريسبيريدون، أولانزابين، الميتوكلوبراميد، بروكلوربيرازين. ويجدر بنا الإشارة إلى أن هذه الأدوية تستعمل لعلاج الاضطرابات العصبية النفسية وحتى بعض الحالات الهضمية.

ملاحظة: ليس جميع من يتناول هذه الأدوية سيصاب بمرض تعذر الحركة المتأخر.

العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالمرض

لأن ليس جميع المرضى المعالجون بالأدوية المضادة للدوبامين يطورون اضطراب الحركة الآجل، فكان لا بد لنا أن نذكر عوامل الخطورة التي تزيد فرصة تطوير هذا الداء:

  • النساء كبار السن أكثر من الرجال.
  • التقدم بالعمر أكبر من 55 عام.
  • التدخين، على الرغم من وجود دراسة لا تدعم ذلك.
  • شرب الكحول بكثرة.
  • مرضى الداء السكري.
  • مرضى إصابات الدماغ العضوية brain disease.
  • المرضى الذين يعانون من الآثار الجانبية العصبية الحادة الناجمة عن ستعمال عقار مضاد للذهان.
  • عوامل الخطر الجينية لمرض خلل الحركة المتأخر، مثل:
    تعدد الأشكال في الجينات التي تشفر أنواع من مستقبلات الدوبامين.
  • الذين يعانون من الأعراض السلبية لمرض انفصام الشخصية.
  • يمتلك الإفريقيون والأمريكيون الأفارقة ارتفاع معدلات من المرض بعد تناولهم لمضادات الذهان.

علامات وأعراض مرض Tardive Dyskinesia

سنورد أهم العلامات والأعراض المرافقة لاضطراب الحركة الآجل، والتي هي عبارة عن حركات لا إرادية غير متحكم بها وبلا هدف في الوجه والفك واللسان والأطراف وحتى في العين والشفتين عادة، مثال:

  • إخراج اللسان بشكل متكرر.
  • حركة الفك المتكررة.
  • الرمش السريع.
  • مص الشفاه المتكرر.
  • حركات سريعة غير هادفة في الأطراف أو ربما بطيئة.

ملاحظة: قد يزيد الإجهاد النفسي أو الجسدي  وحتى التوتر من شدة أعراض خلل الحركة المتأخر، في حين أن محاولة الاسترخاء لها تأثير معاكس.

مضاعفات مرض خلل الحركة المتأخر

عادة ما يصاب بهذا الداء كما ذكرنا مرضى يعانون من الأمراض النفسية بشكل أساسي ويعالجون، وخلل الحركية الآجل قد يحمل مضاعفات سلبية على  علاجهم من مرضهم الأساسي ويضيف لهم الانعزال الاجتماعي خوفًا من ظهور حركاتهم اللاإرادية أمام الآخرين. يزداد مع هذا المرض  خطر الإصابة باضطراب التشوه الجسمي (BDD) وتزداد صعوبات العمل والبقاء يقظًا، فهذه الحركات المستمرة والمتكررة ستتعب الجسم وتستهلك طاقته، قد يؤدي في نهاية المطاف إلى الانتحار.

تشخيص مرض خلل الحركة المتأخر

يعتبر هذا المرض صعب التشخيص نوعًا ما، والسبب في ذلك يرجع لعدم تزامن الأعراض مع تناول الدواء المتهم. تستغرق أعراض خلل الحركة المتأخر بعض الوقت لتظهر، فقد تظهر بعد جرعة واحدة وهذا الأمر نادر، وقد تتأخر لشهر من بدء استعمال المريض للدواء أو قد تستغرق عدة أشهر أو سنوات، وهذا يشكل تحديًا صعبًا في التشخيص. إذا كنت تعاني من هذا المرض فقد يطلب منك الطبيب الآتي:

  • القصة السريرية المفصلة مع ذكر كامل الأدوية التي تستخدمها والتي استخدمتها سابقًا.
  •  فحوصات جسدية تشمل قياس القدرة الحركية.
  • سيقوم الطبيب بقياسات تخص حركة جسمك اللاإرادية.
  • فحوصات مخبرية وشعاعية في حالات معينة، وخاصة تلك الماسحة (image scanner) للدماغ.

علاج خلل الحركة الشيخوخي

إذا كنت ممن يستخدم الأدوية المتهمة بإحداث خلل الحركة المتأخر، فسينصحك الطبيب باستعمال أقل جرعة ممكنة من الأدوية المضادة للدوبامين ولأقل فترة ممكنة، وقد يوقف لك الدواء إن كانت حالتك تسمح بذلك. يمكن للطبيب أن يستبدل الدواء المضاد للذهان المتهم بدواء كلوزابين.
قد تبقى الحركات اللاإرادية غير منضبطة لأيام أو أشهر أو قد تبقى للأبد حتى بعد إيقاف الدواء. سنذكر أدناه بعضًا من الأدوية التي قد تساهم في تخفيف هذا المرض. مع العلاج، يُلاحَظ لدى البعض تحسن الأعراض، بينما قد لا يظهر الفرق عند الآخرين ولأسباب مجهولة.

ملاحظة هامة: أشارت بعض الدراسات أن مضادات الذهان من الجيل الثاني (الأحدث) أقل إحداثًا لمرض خلل الحركة المتأخر، ولكنها بالمقابل قد تترافق معه، فيجب الحذر من كليهما.

الأدوية المستخدمة في علاج خلل الحركة المتأخر

قائمة بالأدوية التي من الممكن أن تساعد  في علاج مرض خلل الحركة المتأخر:

  • الفالبينازين (valbenazine).
  • ديوتيترابينازين (أوستيدو).
  • تيترابينازين، المستخدم في علاج رقص هنتنغتون.
  •  الزوفران.
  • البوتولينوم توكسين.

كيفية الوقاية من مرض خلل الحركة المتأخر

يمكن الوقاية من خلل حركة العضلات المتأخر باستخدام أقل جرعة فعّالة من مضادات الذهان ولأقصر فترة ممكنة. في حال كنت مصابًا بأحد أمراض الذهان المزمن مثل الفصام، عندها يجب أن تكون على دراية تامة بأن الجرعات المتزايدة من مضادات الذهان العلاجية أكثر فائدة لك في منع تكرار الذهان، وهذا قد يشكل تحديًا في منع التأثير الجانبي لهذه الأدوية. تشير بعض الدراسات إلى أنه يجب على الأطباء التفكير في استخدام مضادات الذهان غير النموذجية كبديل للمضادات النمطية للذهان للمرضى الذين يحتاجونها كعلاج أساسي طويل الأمد.

دراسات وقائية لمرض خلل الحركة المتأخر

اختبرت الدراسات طريقة للوقاية من خلل الحركة المتأخر، وذلك باستخدام جرعات عالية من الميلاتونين والفيتامينات ولا سيما فيتامين هـ  وفيتامين ب6  والجينكه بيلوبا مع مضادات الأكسدة المختلفة بالتزامن مع الأدوية المضادة للذهان. قل مع هذه الطريقة عدد المصابين بخلل الحركة الآجل، ولكن هذه الدراسة لا تزال بحاجة للمزيد من الأبحاث لتأكيدها فهي لم تثبت بعد.

الأسئلة الشائعة حول مرض عسر الحركة الآجل

سنجيب هنا عن السؤال الأكثر جدلًا حول مرض عسر الحركة الآجل:

هل يمكن أن يشفى مرض خلل الحركة المتأخر؟

بالطبع، كثير من الحالات شفيت ولله الحمد، ولكن بالمقابل فنجد حالات لم تشفى رغم جميع العلاجات.

تعرفنا في هذا المقال عن مرض خلل الحركة المتأخر؛ واستنتجنا أهم أعراضه والأسباب الكامنة وراءه، كما استطعنا أن نوضح السبب الجدلي حول صعوبة تشخيصه مع عدم إهمالنا لنسبة شيوعه بين المعالجين بمضادات الدوبامين المتهمة بإحداثه. تم التركيز على طرق الوقاية من مرض Tardive dyskinesia وعلاجه بأفضل السبل المتواجدة إلى الآن.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة