مرض القلاء الاستقلابي (metabolic alkalosis)؛ أعراضه ومضاعفاته وعلاجه وكيفية الوقاية منه

أحمد بكورة
نشرت منذ أسبوعين يوم 10 أبريل, 2024
بواسطة أحمد بكورة
مرض القلاء الاستقلابي (metabolic alkalosis)؛ أعراضه ومضاعفاته وعلاجه وكيفية الوقاية منه

مرض القلاء الاستقلابي (metabolic alkalosis) عبارة عن اضطراب الاستتباب الحمضي والقاعدي ناتج عن اضطرابات شاردية مختلفة. يعد الحفاظ على قيمة درجة الحموضة أو باهاء (PH) أوساط الجسم ضروري لصحته العامة، ويسبب الخلل فيه مشاكلاً كثيرةً مهما كان بسيطاً. تعرف على أهم 9 أسباب لداء القلاء الأيضي، وأبرز أعراضه، ومضاعفاته، وعلاجه، وكيفية الوقاية منه.

ما هو مرض القلاء الاستقلابي؟

الاسم العلمي للمرض القلاء الاستقلابي
أسماء أخرى القلاء الأيضي
تصنيف المرض اضطرابات استقلابية
التخصص الطبي المعالج طبيب الأمراض الداخلية، طبيب العناية
أعراض المرض الصداع، والدوار، وتباطؤ التنفس
درجة انتشار المرض شائع
الأدوية المعالجة المحلول الملحي، كلوريد البوتاسيوم

يعد مرض القلاء الاستقلابي عكس حالة الحماض، ويحدث عندما يصبح الوسط الكيميائي للدم زائد أو مفرط القلوية (تنقص الحموضة)، حيث إن الدَّم ﻓﻲ الحالة الطبيعية قلوي خفيف. يحدث نقص حموضة الدم أو القلاء الاستقلابي عندما يختل التوازن بين الشوارد والمواد الكيميائية الحمضية والقلوية لأسباب متعددة.

تكون قيمة PH الدم أكبر من 7.45 في حالة قلاء الدم الاستقلابي.

آلية حدوث مرض القلاء الاستقلابي

يتميز القلاء بتغيير في توازن الحمض والمواد القلوية في الدم. كذلك تحافظ الرئتين والكلية على التوازن المطلوب في الجسم، لذلك فإن الخلل في هذه الأعضاء يؤدي إلى الخلل في ذلك التوازن. القلاء الاستقلابي عبارة عن حالة تنتج عندما يزداد تركيز البيكربونات (مادة قلوية)، أو ينقص تركيز الحموض مثل شاردة الهيدروجين أو الكلوريد. أما نقص تركيز حمض الكربونيك (مادة حمضية) فهو سبب لحدوث القلاء التنفسي.

من الجدير ذكره أن حدوث مرض القلاء الإستقلابي يحرض استجابة من الجسم في محاولة لتصحيحه، وتكون تلك الاستجابة بجعل التنفس أبطأ. تسمى هذه العملية المعاوضة التنفسية، وهي تؤدي إلى حبس حمض الكربونيك لتعديل القلاء.

أنواع قلاء الدم الاستقلابي metabolic

يصنف الأطباء مرض القلاء الإستقلابي إلى نوعين، وقد يصاب المريض بكلا النوعين في نفس الوقت أو يصاب بأحدها فقط. يعتمد هذا التصنيف على علاقة القلاء بشاردة الكلور، وهي شاردة حمضية، تؤدي زيادتها إلى ارتفاع الحموضة، أما خسارتها فتسبب ارتفاع القلوية (قلاء). إليك نوعي القلاء الايضي:

  • مرض القلاء الاستقلابي المستجيب للكلوريد (Chloride-responsive alkalosis).

يحدث هذا النوع من القلاء عند خسارة شاردة الكلور في البول أو السبيل الهضمي، ويعالج بتعويض الكلور المفقود، لذلك سمي بالمستجيب للكلور.

  • القلاء المقاوم للكلوريد (Chloride-resistant alkalosis).

يحدث هذا النمط عند ارتفاع البيكربونات (−HCO3) في الدم وهي مادة قلوية (قاعدية أو أساسية التفاعل). لن يفيد إعطاء شوارد الكلور في هذه الحالة، لأن مستواه طبيعي، ولأنه ليس السبب وراء حدوث القلاء.

أسباب نقص حموضة الدم أو القلاء الدموي الأيضي

توجد عدة حالات تسبب مرض القلاء الاستقلابي مثل:

  • اضطرابات الشوارد مثل الكلور، والصوديوم، وعوز البوتاسيوم.

يحدث نقص البوتاسيوم في الجسم عند عدم كفاية الوارد من الغذاء أو صعوبة امتصاص البوتاسيوم من الجهاز الهضمي.

تعد هذه المتلازمة من أمراض الغدة الكظرية، ويحدث فيه فرط إنتاج الستيروئيد المعدني المسمى الألدوستيرون. تسبب متلازمة كون قلاء استقلابي، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الصوديوم، وانخفاض البوتاسيوم.

  • متلازمة كوشينغ.
  • خسارة الحمض المعدي سبب القلاء.

تحتوي عصارة المعدة على حمض الهيدروكلوريد hcl، وعند خسارة كمية كبيرة منها سيفقد الجسم كمية مهمة من الأحماض ويحدث قلاء دم أيضي. نشاهد هذا الأمر في الإقياء، وسحب مفرزات المعدة من خلال الأنبوب الأنفي أو الفموي المعدي، والإسهال الغني بالكلوريد.

  • المدرات من أسباب مرض القلاء الاستقلابي.

تزيد هذه الأدوية إنتاج البول، وخسارة الصوديوم. من الأمثلة عليها المدرات الثيازيدية (هيدروكلورثيازيد)، ومدرات العروة (فوروسيميد).

  • الانسمام الدوائي.

تحتوي بعض الأدوية على بيكربونات الصوديوم أو بيكربونات الكالسيوم، ويسبب الإفراط في تناولها حدوث قلاء استقلابي.

  • نقص حجم الدم الشرياني الفعال.

يشاهد هذا الأمر في حال قصور القلب وتشمع الكبد، ويحدث القلاء بسبب ضعف قدرة الجسم على طرح البيكربونات.

  • قصور القلب، أو الكلية، أو الكبد كلها تسبب مرض metabolic alkalosis، لأن ذلك يؤثر على قدرة الجسم على طرح ثنائي أكسيد الكربون والشوارد.
  • أسباب وراثية.

توجد بعض الأمراض الوراثية التي تؤدي إلى الإصابة بالقلاء الأيضي مثل:

    • الداء الكيسي الليفي (بسبب خسارة السوائل).
    • متلازمة جيتلمان.
    • متلازمة بارتر.
    • داء ليدل.

العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بمرض القلاء الإستقلابي

تزداد خطورة حدوث مرض القلاء الاستقلابي إذا كان المريض يعاني من واحد مما يلي:

  • بعض الأدوية مثل الستيرويدات والملينات وبعض المدرات.
  • تقيؤ متكرر.
  • إسهال شديد.
  • تدهور وظيفة الكلية باستمرار.
  • القصة العائلية للقلاء الاستقلابي.
  • الإفراط في استخدام بيكربونات الصوديوم سواءً بشكل مضاد حمض أو صودا الخبز (البيكنج صودا).

علاوة على ذلك يزيد سحب مفرزات المعدة من خطر الإصابة بهذا الاضطراب.

علامات وأعراض القلاء الاستقلابي

تشمل أعراض مرض القلاء الاستقلابي ما يلي:

  • تباطؤ التنفس واضطرابه.
  • الخدر والتنميل.
  • ضربات القلب سريعة أو غير منتظمة.
  • دوار.
  • الشعور بخفة الرأس.
  • صداع.
  • الرجفان.
  • التعب.
  • ازرقاق الجلد أو الأظافر.
  • تشويش الذهن أو الهياج.
  • التشنج العضلي والارتعاش.

كذلك ستظهر على المريض أعراض وعلامات السبب وراء هذا الاضطراب.

مضاعفات مرض القلاء الاستقلابي

يؤدي عدم علاج مرض القلاء الأيضي إلى حدوث مضاعفات خطيرة مثل:

  • اضطرابات نظم القلب (ضربات القلب سريعة أو بطيئة أو غير منتظمة).
  • السبات.
  • الصدمة.
  • الوفاة.
  • اضطرابات الشوارد مثل نقص البوتاسيوم ونقص الكالسيوم وما ينتج عنها من أعراض.

كيف يتم تشخيص مرض metabolic alkalosis؟

يأخذ الطبيب قصة مرضية مفصلة من المريض ويسأله عن أعراضه والأمراض التي يعاني منها، ثم يجري فحصاً سريرياً عاماً. كذلك يعتمد الطبيب على عدة اختبارات لتمييز الاضطراب الحاصل والتمييز بين نوعي القلاء الاستقلابي والتنفسي، ومن هذه الاختبارات:

  • غازات دم شرياني (ABG) لقياس PH الدم ومستوى الأوكسجين وثنائي أوكسيد الكربون.
  • تحليل دم.
  • تحليل بول.

يقيس هذا التحليل كمية الكلور والبوتاسيوم في البول. إذا كانت كمية الكلور قليلة عندها يمكن علاج المريض بالمحلول الملحي. أما إذا كان البوتاسيوم مرتفع فهذا يدل على أن المدرات هي سبب قلاء الدم بنقص البوتاسيوم.

  • تخطيط قلب كهربائي لنفي أو تأكيد وجود اضطرابات النظم.

بالإضافة إلى ذلك قد يجري فحوصاً لمعرفة السبب الذي أدى لحدوث مرض القلاء الاستقلابي.

علاج القلاء الاستقلابي

يعتمد علاج مرض القلاء الاستقلابي على نوعه والسبب الذي أدى إلى حدوثه، لأن علاج سبب قلاء الدم هو الأهم في تدبير الحالة ومنع تفاقمها. كذلك فإن علاج الاختلاطات ضروري مثل تصحيح نظم القلب. لا يحتاج المرضى المصابون بالقلاء الخفيف المستجيب للكلوريد إلا لزيادة الوارد من كلوريد الصوديوم (الملح). يتم ذلك من خلال زيادة الملح (Salt) في الطعام، أو شرب سوائل تحتوي على هذه الشوارد إذا كان المريض يعاني من الإقياء أو الإسهال. أما إذا كان المريض لا يستطيع تناول أي شيء عن طريق الفم، أو كان بحاجة إلى علاج فوري فيمكن إعطاء الملح بتسريب المحلول الملحي النظامي (saline) وريدياً.

من ناحية أخرى لا يمكن علاج مرض القلاء الاستقلابي المقاوم للكلور بتعويض كلوريد الصوديوم فقط، وفي بعض الحالات قد يزيد إعطاؤه للمريض من سوء الحالة. يعتمد علاج هذا النمط على علاج السبب، فإذا كان المريض تناول كمية كبيرة من بيكربونات الصوديوم يمكن إعطاؤه سوائل وريدية والفحم المنشط، مع أدوية اخرى لعلاج الأعراض. كذلك تتطلب حالات أخرى علاجات مختلفة مثل تعويض البوتاسيوم، أو تغيير الأدوية، أو تدبير الأمراض المزمنة. يمكن تعويض البوتاسيوم من خلال الحصول على كلوريد البوتاسيوم إما بشكل حبوب مرتين إلى 4 مرات يومياً حسب إرشادات الطبيب، أو بالطريق الوريدي.

من الجدير ذكره أنه تستجيب معظم الحالات جيداً للعلاج، لذلك فإن الإنذار جيد.

متى يجب الحصول على مساعدة طبية طارئة عند مرضى فرط قلوية الدم الاستقلابية؟

اتصل بالطبيب فوراً إذا أصبت بتشويش الذهن، أو كنت غير قادراً على التركيز، أو التقاط النفس. كذلك اذهب إلى الإسعاف إذا حدثت إحدى الحالات الآتية:

  • فقد الوعي.
  • تدهور أعراض القلاء بسرعة.
  • حدثت اختلاجات.
  • صعوبة تنفس شديدة.

كيفية الوقاية من مرض القلاء الاستقلابي الأيضي

إليك بعض النصائح التي تساعد على تقليل احتمال حدوث مرض metabolic alkalosis:

  • استشر الطبيب لتقليل جرعة بعض الأدوية أو توقف عن تناولها تماماً.
  • من تلك الأدوية الستيروئيدات، والملينات (مضادات الإمساك)، ومضادات الحموضة، والمدرات. لا تأخذ الأدوية السابقة أو تعدل جرعتها دون استشارة الطبيب.
  • تجنب حدوث التجفاف من خلال شرب الماء على مدار اليوم.
  • تناول الفيتامينات والمكملات الغذائية للمحافظة على مستويات طبيعية من الشوارد، وذلك بعد استشارة الطبيب.
  • تأكد من زيارة الطبيب بانتظام لمراقبة العلاج ومتابعة حالتك، إذا كنت تعاني من أمراض مزمنة مؤهبة للقلاء الاستقلابي مثل أمراض الكلى والقلب والكبد.

بالمقابل توجد بعض العادات التي تؤدي إلى حدوث القلاء الأيضي عليك تجنبها، وطلب مساعدة الطبيب إن دعا الأمر لذلك. من تلك العادات ما يلي:

  • استهلاك الكحول للحد الذي يؤدي إلى التقيؤ.
  • تناول الملينات لأجل تخفيض الوزن.
  • استخدام المدرات لعلاج التورم أو لإنقاص الوزن.
  • القيام بالتقيؤ عمداً بعد تناول الطعام كما يفعل مرضى النهام العصبي.

الأسئلة الشائعة حول مرض القلاء الاستقلابي

هل يسبب القلق حدوث قلاء استقلابي؟

لا، لكن قد يؤهب القلق والتوتر إلى حدوث قلاء تنفسي.

يعد مرض القلاء الاستقلابي شائع نسبياً، ويكون خفيف عادةً، ويزول بعلاج السبب. من ناحية أخرى قد يسبب هذا الاضطراب مشاكل خطيرة مهددة للحياة خاصةً عند حدوث نقص الكالسيوم. لذلك يجب على كل مريض يعاني من أعراض مرض metabolic alkalosis أن يراجع الطبيب فوراً لتقييم حالته وعلاجه مباشرةً.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق