مرض غريفز أو Grave’s disease هو مرض يسبب فرطًا في نشاط الغدة الدرقية، ما ينعكس على وظائف جسم المريض بتغيرات عديدة وخطرة. تعرف معنا على أسبابه وأعراضه وتشخيصه وطرق الوقاية منه.
معلومات عن مرض غريفز
مرض غريفز أو Grave’s disease هو مرض يسبب فرطًا في نشاط الغدة الدرقية، وهو من أمراض الاختلال المناعي الذاتي. وتحدث هذه الحالة عندما يصنع جهاز المناعة جسمًا مضادًا يدعى الغلوبولين المناعي المنشط للغدة الدرقية أو TSI.
يدفع هذا الجسم المضاد المعروف ب TSI بالغدة الدرقية إلى إنتاج كميات كبيرة من الهرمونات الدرقية (التيروكسين T4 وثلاثي يود التيرونين T3). ويسبب فرط إفراز التيروكسين وثلاثي يود التيرونين تسريع الكثير من وظائف الجسم كالاستقلاب ونبض القلب.
أسباب مرض غريفز
كما هو الحال مع غالبية أمراض اختلال المناعة الذاتية (عندما يهاجم جهاز المناعة أنسجة الجسم نفسه) فلم يعرف سبب مرض غريف على وجه الدقة. ويشك الباحثون في كونها خليطًا من الأسباب الجينية إضافة إلى عدة من العوامل الأخرى. وفيما يلي أبرز 5 أسباب لـGrave’s disease:
- اضطرابات اختلال المناعة الذاتية الأخرى
لدى الأشخاص المصابون بأمراض أخرى من فئة أمراض الاختلال المناعي الذاتي خطر أكبر للإصابة بمرض غريفز. وتتضمن هذه الأمراض: الذئبة الحمامية وفقر الدم الخبيث وداء أديسون والداء الزلاقي والسكري من النمط الأول. وكذلك فقد يكون للأشخاص ذوي التاريخ العائلي مع مرض غريفز احتمال أكبر للإصابة به.
- الشدة النفسية أو الجسدية
قد يقدح الضغط الشديد أو الصدمات زناد مرض غريفز. وقد يزيد في الأعراض سوءًا لدى المصابين بالمرض كذلك.
يقترح بعض العلماء وجود دور تلعبه العدوى في تطور مرض غريف.
قد يسبب الحمل مرض غريف لدى بعض النساء.
يزيد التدخين من خطر الإصابة بمرض غريفز. ويوصي الأطباء المرضى المشخصين بمرض غريف بالإقلاع عن التدخين، إذ يسبب التدخين ظهور أعراض أكثر ويزيد في وخامة الحالة.
أعراض مرض غريفز
لدى المصابين بمرض غريف Grave’s disease أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية تقريبا، والتي تتضمن:
- فقدًا في الوزن.
- قلق، عصبية، وسرعة في الاستثارة.
- رعاش في اليدين أو الأصابع.
- حساسية للحرارة.
- زيادة في التعرق.
- انفتاح في الشهية.
- تضخم في الغدة الدرقية.
- حركات معوية متكررة.
- نبض قلب سريع أو غير منتظم.
- ضعف الانتصاب لدى الذكور.
- عدم انتظام في الدورة الشهرية لدى الإناث.
- نقص في الرغبة الجنسية.
- ألم في الصدر.
- صعوبة تنفس.
- ضعف عضلي.
- صعوبة في النوم.
- إعياء.
- صعوبة في التحكم بالسكري.
اعتلال غريفز العيني
حالة خاصة من مرض غريفز تؤثر على العين، إذ يسبب مرض غريف تراكم السكريات في العضلات والأنسجة خلف العينين، ما يقود إلى ما يعرف باعتلال غريف العيني. ويعتبر التدخين مصدر الخطر الأكبر للإصابة بهذه الحالة، وإذا لم يعالج اعتلال غريف العيني فقد يؤدي إلى أذية عصبية أو قد يسبب العمى.
وتتضمن أعراض اعتلال غريف العيني:
- انتفاخ العينين.
- تمزق.
- ألم أو ضغط في العين.
- شعور بالتبرغل في العين.
- احمرار أو التهاب في العين.
- انتفاخ في الجفون.
- تراجع في الجفون.
- حساسية تجاه الضوء.
- رؤية مزدوجة.
- فقد الرؤية.
مضاعفات مرض غريفز
بسبب فرط إفراز الهرمونات الدرقية التي تسرع وظائف الجسم بشكل كبير جداً، إذا لم يعالج مرض غريف فقد يسبب مشاكل صحية كثيرة. منها:
قد يسبب المرض لدى بعض المرضى اضطرابات في نظم القلب كالرجفان الأذيني أو التغيرات في بنية القلب أو في عمل العضلة القلبية، وقد يسبب كذلك فشل القلب الاحتقاني.
- اهتياج الغدة الدرقية
يحدث في هذه الحالة زيادة مفاجئة في الهرمونات الدرقية، وهي حالة مهددة لحياة الإنسان. اهتياج الغدة الدرقية نادر الحدوث، لكنه يمكن أن ينتهي بفشل قلبي أو وذمة رئوية إذا ما حدث. كذلك فقد يسبب الحمى، الإسهال، الإقياء، الهذيان، الاختلاج، اليرقان، انخفاض ضغط الدم الشديد، الغيبوبة. وتتطلب حالة الاهتياج الدرقي تدخلًا طبيًّا عاجلًا.
- مشاكل في الحمل
كالإجهاض والولادة المبكرة وضعف نمو الجنين أو خلل في عمل الغدة الدرقية لديه، فشل قلب الأم أو تسمم الحمل (وهو ارتفاع ضغط الدم خلال الحمل)، كلها مضاعفات ممكنة لمرض غريف خلال الحمل. عادة ما تتحسن حالة المريضة خلال الأشهر الأولى بعد الولادة، لكن الأعراض تسوء بعدها.
يمكن أن يثبط مرض غريف قدرة الجسم على إدخال الكالسيوم في العظام، ما يسبب هشاشة العظام.
- مشاكل في الخصوبة
تواجه نصف النسوة المصابات بمرض غريف صعوبة في الحمل بسبب تداخل مرض غريف مع الدورة الجنسية الأنثوية وإخلال انتظامها.
تشخيص مرض غريفز
يعتمد تشخيص مرض غريفز Grave’s disease بشكل عام على الأعراض التي يبديها المريض، ويؤكد بالتحاليل المخبرية.يقيس الطبيب خلال الفحص الجسدي النبض وضغط الدم ويعاين العينين والغدة الدرقية ويتفحص المنعكسات ويستقصي وجود الرعاش لدى المريض. وتتضمن الفحوصات المخبرية المجراة لقياس نسبة الهرمونات الدرقية في الدم:
- تحليل الهرمون المنشط للغدة الدرقية TSH (هرمون تفرزه الغدة النخامية لتنشيط إفراز الغدة الدرقية).
- هرمون التيروكسين T4 الحر.
- هرمون ثلاثي يود التيرونين الحر T3.
وقد يلجأ الطبيب لاختبار الأجسام المضادة للغدة الدرقية، والذي يستخدم لتفريق أمراض الغدة الدرقية المناعية عن بقية أمراض الدرق الأخرى.
وتتضمن التحاليل والتقنيات التصويرية متبعة لتشخيص مرض غريف كذلك:
امتصاص اليود المشع
في اختبار امتصاص اليود المشع يعطى المريض قدرًا قليلًا من اليود المشع إما على شكل حقن أو على شكل حبوب. وبعد مضي عدة ساعات (قد تصل إلى 24 ساعة) تقاس كمية اليود الذي ساتهلكته الغدة الدرقية باستخدام منظار إشعاعي خاص. تمتص الغدة الدرقية عادة معظم اليود الموجود في الجسم، والهدف من هذا الاختبار هو معرفة مدى سرعة امتصاص الغدة الدرقية لليود المشع المعطى للمريض. فعند وجود مرض غريف، يتوقع ان تمتص الغدة جرعات أعلى من اليود، وهو دليل إيجابية الاختبار.
الأمواج فوق الصوتية
يظهر التصوير بالأمواج فوق الصوتية ما إذا كانت الغدة الدرقية متضخمة أو بها كتل أو عقد شاذة. يستخدم التصوير بالأمواج فوق الصوتية أشيع الأمر لتشخيص مشاكل الغدة الدرقية لدى النساء الحوامل والمرضى الذين يكون إجراء اختبار امتصاص اليود المشع غير آمن بالنسبة لهم.
تقنيات تصوير أخرى
يستخدم التصوير المقطعي وتصوير الرنين المغنطيسي غالبا لتشخيص اعتلال غريف العيني.
علاج مرض غريفز
تهدف علاجات مرض غريف Grave’s disease إلى تقليل كميات الهرمونات الدرقية المنتجة من الغدة الدرقية. وتتضمن بعض الخيارات العلاجية لمرض غريف:
علاجات غير دوائية
اليود المشع
يستخدم اليود المشع لعلاج فرط نشاط الغدة الدرقية منذ ما ينوف عن 60 عامًا ويعتبر الشكل الأشيع من أشكال العلاج. إذ يأخذ المرضى اليود المشع بشكل فموي وتمتصه الغدة الدرقية بعد ذلك. وخلال عدة أسابيع أو أشهر بعد ذلك، يدمر النشاط الإشعاعي لليود الخلايا الدرقية مفرطة النشاط مسببًا تقلص الغدة الدرقية.
قد يتعرض المريض لازدياد مؤقت في الأعراض في بداية مرحلة أخذ اليود المشع. ولكن لا يوصى باليود المشع دائمًا، إذ يحظر استخدامه على النساء الحوامل أو المرضعات أو المرضى الذين لديهم مشاكل عينية حادة. وسيصاب المرضى الذين يختارون العلاج باليود المشع بعد ذلك بقصور نشاط الدرقية، لكن هذه الحالة أقل خطورة وأسهل على العلاج وأقل تسببًا بالمشاكل الصحية من فرط نشاط الغدة.
العملية الجراحية
قد يوصى في بعض الحالات باستئصال جزء من الغدة الدرقية أو كامل الغدة عبر الجراحة (Surgery). ويبقى المرضى على العلاج بالهرمونات الدرقية بعد الجراحة، إذ يصاب أغلبهم بعدها بقصور نشاط الغدة الدرقية. قليلة هي مخاطر هذه الجراحة، ولكن قد تتسبب بضرر في الحبال الصوتية والغدد جارات الدرقية التي تتحكم بمستويات الكالسيوم في الدم والعظام.
علاجات دوائية تستخدم في علاج مرض غريفز
الأدوية المضادة للهرمونات الدرقية
وهما دواء تابازول وبروبيلثيوراسيل، وتتحسن الأعراض بشكل عام خلال 6 إلى 12 أسبوعًا بعد البدء بأخذ الدواء. ولكن قد يضطر المرضى للاستمرار بأخذ الدواء لمدة عام أو أكثر للحصول على أفضل نتيجة. ولكن لهذه الأدوية عدة آثار جانبية يجب الانتباه لها. وتتضمن الآثار الجانبية للأدوية المضادة للهرمونات الدرقية ردود الفعل التحسسية وقلة عدد خلايا الدم البيضاء وفشلًا كبديًّا في بعض الحالات القليلة. كلا الدواءين (تابازول وبروبيلثيوراسيل) مقترن مع احتمالية أكبر لظهور العيوب الخَلقيّة لدى الوليد في حال أخذها خلال الحمل، وخصوصا خلال الأشهر الثلاثة الأولى.
حاصرات بيتا
لا تعالج حاصرات بيتا مرض غريفز بحد ذاته، إنما تقلل من تأثير الهرمونات الدرقية في الجسم، وغالبا ما تستخدم لعلاج سرعة نبض القلب والقلق والتعرق المفرط لدى مرضى غريفز. ولكن قد تتسبب هذه الأدوية نوبة ربو أو تتداخل مع علاج السكري. وبينما تترافق معظم علاجات مرض غريفز مع آثار جانبية أخرى، من المهم ذكر أن تأخير علاج الحالة قد يفضي إلى مشاكل صحية خطرة كاهتياج الغدة الدرقية وفشل القلب.
طرق وقاية من مرض غريفز
في حال وجود تاريخ عائلي مع المرض أو وجود أمراض مناعية أخرى فمن الصعب تجنب الإصابة بمرض غريفز.
ولكن يمكن في بقية الحالات تجنب عوامل الخطر، ومن ذلك:
- تجنب التدخين.
- التعامل مع الضغط النفسي والجسدي.
مرض غريفز أو Grave’s disease هو حالة من فئة أمراض الاختلال المناعي الذاتي، ولا يعد مرض غريفز بحد ذاته هو مصدر الخطر، إنما هي المشاكل الصحية التي قد يسببها في حال تأخر علاجه.
عذراً التعليقات مغلقة