مرض العضال الغدي (Adenomyosis)؛ عوامل خطورة الإصابة به وأسبابه وعلاجه

أحمد بكورة
نشرت منذ أسبوعين يوم 12 أبريل, 2024
بواسطة أحمد بكورة
مرض العضال الغدي (Adenomyosis)؛ عوامل خطورة الإصابة به وأسبابه وعلاجه

مرض العضال الغدي (Adenomyosis) هو توضع غير طبيعي لخلايا بطانة الرحم، والتي تكون موجودة ضمن الجدار العضلي الرحمي. قد يؤدي هذا المرض إلى تضاعف حجم الرحم، أو وصوله إلى ثلاث أضعاف الحجم الطبيعي، كذلك يؤدي إلى آلام شديدة. تعرف إلى أهم 6 نظريات تفسر حدوث الأدينومايوزيز، وأبرز عوامل خطورة الإصابة به، وأعراضه، وعلاجه.

ما هو مرض العضال الغدي؟

الاسم العلمي للمرض العضال الغدي
أسماء أخرى أدينومايوزيز
تصنيف المرض أمراض النساء
التخصص الطبي المعالج طبيبة النسائية
أعراض المرض الألم الحوضي، النزف الطمثي
درجة انتشار المرض نادر
الأدوية المعالجة مضادات الالتهاب، الأدوية الهرمونية

يحدث مرض العضال الغدي عندما ينمو نسيج بطانة الرحم داخل الطبقة العضلية في جدار الرحم. كذلك يستمر النسيج البطاني بالتصرف بشكل طبيعي داخل الجدار العضلي للرحم، أي أنه يتسمك ثم ينسلخ وينزف على مدار الدورة الشهرية. يؤدي ذلك إلى ظهور أعراض الأدينومايوزيز وتضخم الرحم. لا يعرف مدى انتشار هذا المرض بشكل دقيق، لأن كثير من حالاته تكون بلا أعراض، لكنه يشكل 2% إلى 5% تقريباً من أسباب الدورة الطمثية المؤلمة.

أسباب الإصابة بمرض أدينومايوزيز

لا يزال سبب مرض العضال الغدي مجهولاً إلى الآن. لكن توجد بعض الفرضيات التي تفسر حدوثه وهي:

  • نمو النسيج الغازي.

يعتقد بعض الخبراء أن الخلايا البطانية الرحمية الموجودة في الطبقة البطانية تغزو العضلات المشكلة لجدار الرحم. كذلك فإن الجروح والشقوق الجراحية التي تحدث أثناء بعض العمليات مثل القيصرية قد تحرض الغزو المباشر للخلايا البطانية إلى داخل الجدار العضلي.

  • المنشأ التطوري.

يعتقد خبراء آخرون أن الخلايا البطانية تكون موجود داخل الطبقة العضلية للرحم منذ تشكله في مرحلة الجنين.

  • التهاب الرحم المتعلق بالولادة.

تقول نظرية أخرى بأن التهاب بطانة الرحم في الفترة بعد الولادة قد تسبب تحطم الروابط الطبيعية بين الخلايا البطانية الرحمية. يؤدي ذلك إلى سهولة دخولها إلى الطبقة العضلية.

  • المنشأ من الخلايا الجذعية.

ظهرت نظرية حديثة تفسر حدوث العضال الرحمي بسبب الخلايا الجذعية. تقول تلك النظرية بأن الخلايا الجذعية في نقي العظم تغزو عضلية الرحم مسببة الأدينومايوزيز.

  • أسباب وراثية.
  • أسباب رضية.

بغض النظر عن سبب حدوث هذا المرض، فإن نموه يعتمد على مستوى الإستروجين في الدم.

العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالعضال الغدي الرحمي

يزيد خطر حدوث مرض العضال الغدي في بعض الحالات مثل:

  • العمليات الجراحية السابقة على الرحم مثل القيصرية، واستئصال الأورام الليفية، وعملية التوسيع والتجريف.
  • النساء فوق عمر 40 سنة.
  • الولادة مرة واحدة على الأقل.
  • المصابات بداء البطانة الغدية الهاجرة.
  • العلاج السابق بالتاموكسيفين لمرض سرطان الثدي.

يعتقد الباحثون أن العضال الغدّي هو مرض مزمن يعتمد على هرمون الأستروجين. لذلك تحدث معظم الحالات عند النساء في الأربعينات أو الخمسينات من العمر، ويفسر ذلك بتعرضهن الطويل للإستروجين مقارنةً مع النساء الأصغر سناً.

علامات وأعراض مرض العضال الغدي

العضال الغدي الرحمي هو حالة طبية تتميّز بالألم الشديد والنزف الزائد أو المطول أثناء الحيض. كذلك تميل أعراض مرض العضال الغدي لأن تصبح أسوأ مع الوقت، وتشمل ما يلي:

  • يكون نزف الدورة الطمثية غزير، أو يستمر لمدة طويلة.
  • عسر الطمث (ألم تشنجي شديد، أو ألم حاد مثل طعن السكين في الحوض أثناء أيام الدورة الشهرية menstrual days).
  • الألم الحوضي المزمن.
  • عسر الجماع (ألم أثناء ممارسة العلاقة الحميمة).
  • زيادة حجم الرحم (يؤدي إلى الشعور بامتلاء أو انتفاخ البطن).
  • الشعور بالضغط أسفل البطن.
  • الألم عند جس الرحم.
  • وجود خثرات دموية في دم الحيض.

مع ذلك لا يسبب مرض Adenomyosis أعراضاً دائماً، فأحياناً يكون بلا أعراض (كل 1 من 3 نساء لا تعاني من الأعراض)، أو يسبب انزعاج خفيف فقط.

مضاعفات داء أدينومايوزيز

يؤدي مرض العضال الغدي إلى حدوث بعض المضاعفات أحياناّ، فقد يسبب النزف الغزير أو المطول حدوث فقر دم وظهور أعراضه مثل التعب، والشحوب، والبرد، والدوار، وضيق النفس، وفقد الوعي. علاوة على ذلك فإن هذا المرض يؤثر على حياة المرأة بشدة، وقد يمنعها من أداء النشاطات المحببة بسبب الألم والخوف من النزيف. كذلك قد يؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب، والقلق. أخيراً إذا ترك هذا الداء دون علاج فإنه قد يسبب العقم، أو الإسقاط، أو الولادة الباكرة.

كيف يتم تشخيص مرض Adenomyosis؟

يعد تشخيص مرض العضال الغدي صعباً نوعاً ما بسبب تشابه أعراضه مع حالات نسائية أخرى مثل الورم الليفي العضلي، والبوليبات الرحمية، وداء البطانة الهاجرة. لذلك قد يطّرُ الطبيب لاستبعاد الحالات الأخرى المشابهة قبل تشخيصه. عموماً يعتمد الطبيب في تشخيص العضال الغدي الرحمي من خلال السؤال عن الأعراض وإجراء الفحص الحوضي الذي يكشف ضخامة الرحم، ووجود الألم عند جسه. كذلك يحتاج التشخيص إلى إجراء الإيكو الرحمي أو التصوير بالرنين المغناطيسي، وأحياناً خزعة الرحم.

علاج مرض العضال الغدي

يعتمد علاج مرض العضال الغدي على عمر المريضة، لأنه يزول ويختفي بعد حدوث الضهي (سن اليأس وانقطاع الطمث)، بسبب اعتماده على الإستروجين في نموه، الذي ينقطع بعد ذلك السن. لذلك يقرى الطبيب أفضل خطة علاجية تناسب حالة كل مريضة على حدى. تتضمن الخيارات العلاجية الملائمة ما يلي:

قد يصف الطبيب تناول مسكنات الألم مثل مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية (إيبوبروفين، ونابروكسين) للسيطرة عليه. حيث تأخذ المريضة مضاد الالتهاب قبل يوم أو يومين من موعد حدوث الطمث، وتستمر به خلال فترة نزول الدم. تساعد تلك الأدوية على تقليل نزيف الدورة الشهرية وتسكين الألم.

  • حمض الترانيكساميك وهو مضاد لحل الفيبرين، لذلك يقلل كمية النزف المهبلي.
  • العلاج الهرموني.

تساعد موانع الحمل الفموية المركبة (الحبوب التي تحتوي على الإستروجين والبروجيستين معاً) على تخفيف غزارة النزف وتسكين الألم. كذلك تفيد الحلقات المهبلية، واللصاقات الهرمونية في ذلك. علاوة على ذلك تعمل موانع الحمل التي تحتوي البروجستين فقط (حبوب أو لولب داخل الرحم) على إيقاف الطمث (انقطاع الدورة الشهرية)، الأمر الذي يسكن ألم مرض العضال الغدي. أخيراً فإن مشابهات هرمون مطلق لموجهة الغدد التناسلية (GnRH) مثل ليوبرولين تفيد في السيطرة على مستوى الإستروجين وتقليل الأعراض.

  • استئصال الأدينومايوزيز: تجرى عملية جراحية لاستئصال الأدينومايوزيز من الطبقة العضلية دون إزالته كامل الرحم.
  • تصميم الشريان الرحمي: يؤدي إلى قطع التروية الدموية عن العضال الغدي، بالتالي تقلص حجم وتقليل الأعراض.
  • استئصال الرحم.

يلجأ الطبيب إلى استئصال الرحم إذا كانت الأعراض شديدة وغير مستجيبة على العلاجات الأخرى، خاصةً إذا كانت المرأة قد أتمت خطتها الإنجابية. يعالج استئصال الرحم هذا المرض نهائياً ولا يوجد داعٍ لاستئصال المبيضين.

نصائح لعلاج المرضى العضال

كذلك تساعد النصائح الآتية في تخفيف الألم الحوضي والتشنجات المتعلقة بتلك الحالة:

  • المغاطس الدافئة.
  • استخدام الكمادات الحارة (heating pad) على البطن.
  • تناول مسكنات الألم مثل البروفين.

هل يتحول العضال الغدي إلى سرطان؟

لا، مرض العضال الغدي هو حالة حميدة، ولا يمكن أن يتحول إلى سرطان، ولا يسبب حدوث السرطان.

هل مرض العضال الغدي خطير؟

لا يعد مرض Adenomyosis خطير، لكن أعراضه مزعجة جداً، وإذا ترك دون علاج فإنه قد يسبب مضاعفات غير مرغوبة مثل صعوبة الحمل.

هل يؤثر العضال الغدي على الحمل؟

نعم، إذا ترك العضال الغدي دون علاج فإنه يؤثر على الحمل، ويجعل حدوثه أصعب، أو يمنع حدوثه. يؤدي عدم علاجه إلى حدوث العقم بسبب إعاقة الانغراس، وإذا حدث حمل قد ينتهي بالإسقاط، أو الولادة الباكرة.

تحدثنا عن أبرز وسائل علاج مرض العضال الغدي وهو مرض مزمن يعتمد على هرمون الإستروجين، وأسبابه، وعلاماته، وأعراضه، وتشخيصه. قد لا تعرف كل النساء المصابات بأنهن يحمل مرض Adenomyosis، لأنه لا يسبب أعراض دائماً. لكن عندما تحدث الأعراض فإنها تؤثر على حياة المريضة بشدة. كذلك توجد خيارات علاجية محددة كل منها مناسبة لمجموعة معينة من المرضى، حيث يحدد الطبيب العلاج الأفضل لكل مريضة. أخيراً يعد استئصال الرحم أفضل خيار للعلاج إذا كانت المريضة أنجبت أطفالاً من قبل ولا ترغب بالحمل مجدداً.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق