تقرح الحمضيات

المهلب مرهج
نشرت منذ 3 أسابيع يوم 9 أبريل, 2024
تقرح الحمضيات

يعتبر تقرح الحمضيات واحدًا من أهم الأمراض البكتيرية والآفات الزراعية التي تصيب أشجار الحمضيات وتؤدي إلى تدني الإنتاج أو ضعف القيمة التسويقية للثمار وانخفاض جودتها، كما أن هذا المرض يشجع ظهور أمراض جديدة منها فطور وبكتريا وحشرات وفيروسات، فما هو هذا المرض، وما هي دلالات أو أعراض الإصابة بتقرح الحمضيات التي تظهر على الأشجار، وكيف يمكن مكافحة تقرح الحمضيات؟

مرض تقرح الحمضيات

في الحقيقة، إن تقرح الحمضيات هو مرض بكتيري ناتج عن بكتريا تحمل اسم Xanthomonas citri. يمكن أن تنتقل هذه البكتريا عن طريق الرياح بصورة أساسية، كما أنها تنتقل عن طريق التربة الملوثة، وكذلك تنتقل عن طريق الغراس، وعن طريق الجذور. يسبب هذا المرض تدني إنتاجية أشجار الليمون والبرتقال بصورة واضحة. كما أن المرض يصيب كافة أشجار الحمضيات (كليمانتين، يوسفي، كليوبترا، أبو ميلو، جريب فروت، ماير، مندرين…. إلخ). ينتشر المرض في مناطق انتشار الليمون والحمضيات في العالم، ويتواجد في دول شرق المتوسط، وآسيا، وأوروبا.

الإصابة بتقرح الحمضيات

مظاهر الإصابة بالتقرح البكتيري

من مظاهر الإصابة بتقرح الحمضيات البكتيري التقرحات التي تلاحظ بشكل واضح بالعين المجردة على أشجار الحمضيات. قد تأخذ التقرحات في حقيقة الأمر أشكالاً محددة، ولكن على الأوراق تكون التقرحات بنية محاطة بهالات صفراء. مع تفاقم الإصابة، تتحول التقرحات إلى اللون الأسود. كما أن المرض يصيب الأغصان والثمار. تظهر أعراض الإصابة على الأغصان كتقرحات بنية أو سوداء لكن من دون هالات صفراء. أما الإصابة على الثمار فهي بنفس المظاهر الخاصة بالإصابة على الأغصان. قد تصل نسبة الإصابة في محصول الحمضيات مع الإهمال وعدم اتخاذ الإجراءات العلاجية والوقائية إلى نسبة ٦٠% من الإنتاج.

خطورة تقرح الحمضيات

تنبع خطورة مرض تقرح الحمضيات من أنه يضعف الأشجار ويؤدي بذلك لانجذاب عدد كبير من الآفات إليها. من ضمن الآفات التي قد يصاب بها الحقل الذباب الأبيض، وكذلك البق الأسترالي، والحشرات القشرية، والفطور والأمراض البكتيرية الأخرى. مع تفاقم الإصابة، قد تتداخل الآفات كثيرًا في ما بينها، ويضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية. بالإضافة لما تقدم، يمكن للمرض أن ينتشر بمساعدة الرياح، ومع عدم وجود مصدات رياح، فينتقل إلى بساتين وحقول مجاورة ويهددها. انطلاقًا مما تقدم، وجبت مكافحة المرض حال التأكد من وقوعه.

متى نلجأ للمكافحة المتكاملة؟

في حقيقة الأمر، لا نلجأ للمكافحة المتكاملة لتقرح الحمضيات إلا حين يبلغ مستوى الضرر الحد الحرج أو العتبة الاقتصادية. يجب أن يلاحظ المزارع بنفسه من خلال مراقبته الدورية للأشجار وجود التقرحات من عدمها. في البداية تكون التقرحات قليلة، وصغيرة، ويمكن التخلص منها. رغم ذلك، مع تفاقم الإصابة، والإهمال، تصعب المكافحة. كما يراعي المزارع عدم اللجوء للمكافحة أو استعمال المبيدات إلا حين يحصل الضرر أو يتوقع بنفسه حصول الضرر، لأن أضرار المبيدات الحشرية ذات عواقب لا تحمد. أما المكافحة المتكاملة فيتم اللجوء إليها بمجرد وجود آفات أخرى وتداخل الآفات في ما بينها.

عوامل تشجع الإصابة

بطبيعة الحال، هناك عوامل تشجع الإصابة بتقرح الحمضيات البكتيري وهي عوامل زراعية، أو ميكانيكية، أو كيميائية. من أهم العوامل:

  • عدم توافر مصدات رياح في مناطق زراعة الحمضيات، مما يساعد في انتشار البكتريا عن طريق الرياح.
  • أيضًا فإن عدم العناية بتخليص الحقل من الأعشاب يزيد فرصة إصابة المرض والآفات.
  • كما أن زيادة التسميد الآزوتي يمكنها أن تشجع على الإصابة بالمرض، فلا يجب زيادته.
  • بالإضافة لذلك، تجب العناية بالتسميد المتوازن لأشجار الحمضيات بالبوتاس والفوسفور والآزوت.
  • زيادة رطوبة التربة تؤدي للإصابة بالمرض، لأن بكتريا التقرح تحب الرطوبة والماء.
  • أيضًا فإن مصدر العدوى من البساتين المجاورة يمكن أن يساهم في انتشار البكتريا.
  • وجود الحشرات المساعدة على انتشار البكتريا كحشرات الذباب يزيد فرصة الإصابة بالمرض.
  • كما أن تقليم الأشجار بصورة سيئة، وإحداث جروح عليها، يشجع كثيرًا الإصابة.

مكافحة تقرح الحمضيات

سبل مكافحة التقرح البكتيري

تتبع من أجل مكافحة تقرح الحمضيات البكتيري جملة من الوسائل الوقائية، والعلاجية، والاستئصالية. وفي ما يلي:

مكافحة وقائية

تتم المكافحة الوقائية من خلال الحرص على عدم جرح الأشجار أثناء تقليمها، كما يراعي المزارع عدم زيادة كمية مياه الري أو إتباع طرق ري سيئة كالري بالتطويف أو بالغمر. بالإضافة لذلك، يجب على المزارع التخلص من الأعشاب التي تعتبر بؤر لانتشار الآفات كأكال الورق والذباب الأبيض وغيرها. أيضًا، فعلى المزارع أن يجري التقليم في الظروف الجافة (الصيف وليس الشتاء)، وأن يقوم بالتخلص من بقايا التقليم. يراعي المزارع كذلك أن يكافح الحشرات المسببة لانتشار البكتريا.

مكافحة علاجية

أما الكافحة العلاجية فتتم من خلال كشط التقرحات على الفروع المصابة، ودهن مكان الكشط بأحد المبيدات الفطرية الجهازية التي قد تنفع مع البكتريا. يحرص المزارع على جمع نواتج الكشط وحرقها. يمكن أيضًا أن تستعمل مضادات حيوية متخصصة في القضاء على البكتريا من أمثال ناتمايسين، وبلاستسدين، وبولي أوكسين. رغم ذلك، لا ينصح باستعمال المضادات الحيوية إلا في حال تفاقم الإصابة.

المكافحة المتكاملة

لا يتم اللجوء إلى المكافحة المتكاملة لتقرح الحمضيات إلا حين تكون الإصابة شديدة، ويكون الحقل موبوءًا بالآفات بالفعل، ويحتاج حقًا إلى العناية الاستئصالية. تتم المكافحة المتكاملة من خلال الرش بمبيدات الحشرات الفوسفورية من أمثال ديامثوات Dimethoate، أو فوسفامديون phosphamedon. كما يتم الرش بالمبيد كارباريل (Carbaryl) من أجل مكافحة فراشات الأنفاق من أمثال حافرة أنفاق الحمضيات وغيرها. بالإضافة لذلك، يتم الرش الوقائي بالمبيدات في الخريف والربيع وخاصة المركبات النحاسية للوقاية من الأمراض الفطرية. يمكن أيضًا أن يتم استعمال مبيدات فطرية سطحية أو جهازية من أمثال كربينديزيم، ومانكوزيب.

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على مرض تقرح الحمضيات البكتيري وعلى خطورته في حال تفاقم الإصابة. كما نكون قد حددنا العوامل المشجعة على المرض، وكيف هي تساعد على انتشاره وانتشار الآفات في الحقل أو البستان. لا بد أن يكون المزارع حريصًا على أرضه، وعلى ما يزرع من أشجار. انطلاقًا من ذلك، فإن درهم وقاية خير من قنطار علاج، ولا بد من الوقاية قبل المكافحة.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق