عثة الخوخ؛ 5 أسباب للإصابة بها على أشجار الخوخ في البساتين، وما يهم المزارع عن هذه الآفة

المهلب مرهج
نشرت منذ أسبوع واحد يوم 10 أبريل, 2024
عثة الخوخ؛ 5 أسباب للإصابة بها على أشجار الخوخ في البساتين، وما يهم المزارع عن هذه الآفة

تعتبر عثة الخوخ (Peach moth) من الآفات الزراعية التي تصيب الخوخ، وقد تؤدي هذه الآفة إلى أضرار كبيرة لا يستهان بها على الثمار وشجرة الخوخ وخفض الإنتاج الإزراعي والمردود، فما هي مظاهر الإصابة بعثة الخوخ، وكيف يمكن مكافحة عثة الخوخ؟

آفة عثة الخوخ

إن فراشة عثة الخوخ هي من الحشرات الاقتصادية التي تصيب أشجار الخوخ، وتنتشر هذه الآفة في أمريكا الشمالية والجنوبية، وأوروبا، وآسيا، وأفريقيا، ودول شرق المتوسط. كما تؤثر هذه الآفة على زراعة الخوخ وتضر بإنتاج المزارعين بما يقدر بحوالي 40% من إنتاج شجرة الخوخ الكلي.

الوصف

إن عثة الخوخ تشبه إلى حد ما حفار اوراق البندورة وبقية صانعات الأنفاق وفراشات الثمار، وفي ما يلي وصفها:

عثة الخوخ الكاملة

إن الحشرة الكاملة، أو الفراشة، هي حشرة صغيرة، يترواح طول الجناحين الأماميين بين 12- 14مم. أما اللون العام فهو الرمادي المبيض بالنسبة للأجنحة الأمامية، واللون البني المزرق بالنسبة للخلفية.

يرقة عثة الخوخ

بينما اليرقة فقرمزية اللون من الناحية الظهرية، وبنية من الناحية البطنية. يبلغ طول اليرقة عند نضجها حوالي 13 مم. بينما رأس اليرقة فهو صغير مدور ومسود يغلب عليه اللون البني أو الأسود، بينما الصدر الأمامي فذو لون بني.

العذراء

أما العذراء فهي صغيرة جدًا، وتشبه كثيرًا الفراشة الكاملة، ولكن الاختلاف هو الحجم وتدرج اللون، وقلما يمكن ملاحظة فرق في ذلك لأن الحشرة صغيرة جدًا.

الإصابة بعثة الخوخ

أعراض الإصابة بالآفة

 

تتجلى أعراض الإصابة بعثة الخوخ من خلال مهاجمة اليرقات لثمار الخوخ وحفرها أنفاق فيها، فتصبح مجوفة وتتساقط تباعًا. نتيجة لذلك، قد تظهر نشارة أو صموغ أو أخشاب أو بقايا نباتية خارجة من الثقب المحفور. في مناطق الحرارة العالية والمنخفضات والسهول تزداد الإصابة بهذه الآفة إلى حد ملحوظ، ويمكن أن تصل نسبة الفاقد من الثمار إلى 60% من إنتاج شجرة الخوخ.

خطورة عثة الخوخ

تنبع خطورة عثة الخوخ من أنها تؤدي لإتلاف الثمار في مكان الإصابة وسقوطها وبالتالي تدني المردود الزراعي. ينجم عن ذلك في كل الأحوال ضعف أشجار الخوخ، وانجذاب آفات أخرى للأشجار أهمها حفار الخوخ، ونمر الإجاص، ودودة براعم السفرجل، وحافرة أوراق التفاح. يمكن أن تنجذب آفات أخرى إلى الأشجار أهمها ذبابة ثمار الخوخ، والحشرات القشرية الماصة للعصارة النباتية. كما يمكن أن تنجذب آفات أخرى غير حشرية منها البكتيرية والفطرية وآفات الحلم كحلم الإجاص والخوخ واللوز. مع تداخل الآفات على أشجار الخوخ في البستان الواحد، قد يضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة لوقاية أشجار الخوخ وحمايتها.

عوامل تشجع الإصابة

إن هناك عوامل تشجع الإصابة بعثة الخوخ، و أهم العوامل خمسة:

  • لجوء المزارع لوسائل خاطئة في المكافحة كالاستعمال الجائر للمبيدات ومن دون حلقة خاصة، وجهل بنوع المبيد ونوع الآفة المستهدفة وكذلك نوع النبات، يشجع الآفات ويضعف أشجار الخوخ.
  • عدم تعقيم المزارع للتربة التي يزرع فيها أشجار الخوخ، حيث يمكن أن تتواجد عذارى الفراشة ضمن التربة في أنوية طينية مختبئة.
  • أيضًا فإن التسميد غير المتوازن يضعف مقاومة النبات للآفات المختلفة، وخاصة قلة تسميد الآزوت N أو زيادته عن حده، وكذلك عدم التسميد بالبوتاسيوم K والفسفور P والمغنزيوم Mg
  • وجود الظروف البيئية المناسبة للحشرة من انخفاض في الرطوبة وارتفاع في الحرارة في بستان الخوخ
  • كما أن وجود الأعشاب المحيطة ببستان الخوخ يسمح للعذارى بالاختباء فيها وانتشار الآفات الأخرى وتكاثر بيض الآفة وزيادة عدد البيض عن 50 بيضة للأنثى الواحدة.

دورة الحياة

طور السبات

إن طور السبات عند الحشرة يحصل في فصل الشتاء، حيث تقضي الآفة فصل الشتاء بطور اليرقات الناضجة ضمن شرانقها في مكان مخبوء بين الأعشاب أو شقوق شجرة الخوخ. غالبًا ما تكون اليرقات موجودة في أماكن أمينة بالنسبة لها كشقوق القلف غير المرئية (وسيلة من وسائل حماية عائلة Lepidoptera)، أو بين القلف، أو في التربة. تستعد اليرقات بعد ذلك وتجهز جسمها لكي تتطور إلى فراشات على أشجار الخوخ نفسها.

طور النشاط

أما طور النشاط فيحصل في الربيع مع بدايات نيسان/ أبريل، حيث تتحول اليرقات إلى عذارى في الربيع نيسان/ أبريل أو آذار/ مارس وقد يتأخر ذلك حتى أيار/ مايو. بعد ذلك، تعطي فراشات كاملة على أشجار الخوخ خلال شهر أيار/ مايو، ثم تضع الأنثى البيض بعد التزاوج على الأوراق أو ما بين الثمار. بعد حوالي 1-2 أسبوع، يفقس البيض ويعطي اليرقات الحفارة في ثمار الخوخ. يكتمل نمو اليرقات في شهر حزيران/ يونيو، ثم تتحول لعذارى فحشرات كاملة بعد شهر أو عدة أيام. أما فراشات الجيل 2 فتضع بيضها على ثمار الخوخ، ثم بعد نضج اليرقات، فإنها تلجأ لمكان أمين وتبني فيه الشرنقة المنيعة وتبقى فيها حتى الربيع القادم فتخرج من جديد في نيسان/ أبريل معيدة دورة الحياة.

أجيال عثة الخوخ

للحشرة جيلان في العام وكلاهما يحصلان على أشجار الخوخ وفي ظل الظروف المناسبة من حرارة ورطوبة.

مكافحة عثة الخوخ

مكافحة هذه الآفة

 

لمكافحة عثة الخوخ، تتبع جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية.

مكافحة وقائية

تتم المكافحة الوقائية من خلال عناية المزارع بري أشجار الخوخ المتوازن، وتعقيم ترب أشجار الخوخ للتخلص من العذارى الساكنة للعثة. عادة ما يتم التعقيم من خلال خلط التربة بمبيدات قوية كالمبيد فابام، والتقليب جيدًا وبعناية. بالإضافة لذلك، يمكن تعقيم التربة بالطاقة الشمسية من خلال أغطية من البولي إيتيلين توضع فوق مسقط تاج شجرة الخوخ، فترتفع حرارة التربة وتقتل الآفات من يرقات وعذارى وأجسام حجرية. يحرص المزارع قدر الإمكان على التعقيم بالطرق السابقة لأنه يقضي على العذراى ويقي شجرة الخوخ من أي إصابة محتملة، كما يحرص المزارع على التسميد المتوازن بالآزوت N والفسفور P والبوتاس K والمغنزيوم Mg. أيضًا يجب على المزارع أن يتخلص من الأعشاب الموبوءة في بستان الخوخ تمامًا وبذلك يمنع العذارى من التواجد.

مكافحة علاجية

تتم المكافحة العلاجية من خلال استعمال المبيدات، حيث يراعي المزارع قدر الإمكان عدم استعمال مبيدات ضارة كالمبيد DDT واختيار المبيدات الجهازية التأثير والاختيارية لكي لا تضر بنحل التقليح الذي يلقح الأشجار ويفيد المزارعين. يفضل استعمال مبيدات الحشرات الفوسفورية وأن تكون عضوية جهازية على أشجار الخوخ، حيث يمكن استعمال المبيد أسيتا مبريد Acetamiprid) insectacide). ويجوز استعمال المبيد أزنفوس ميثيل azinphos- methyl بالرش على أشجار الخوخ.

إجراءات الإدارة المتكاملة

تتم الإدارة المتكاملة لعثة الخوخ من خلال الحراثة السطحية للأرض قبل الزراعة، وتكون الحراثة لا تتجاوز 10- 12 سم عند زراعة الخوخ. يمكن أيضًا للمزارع أن يعتني بتقليم أشجار الخوخ بترك 2-3 أفرع رئيسية فقط وإزالة كل الفروع القريبة من سطح التربة، فيخفف الآفات الأخرى وخاصة الكابنودس وحفار الخوخ. يفضل أيضًا أن يعتني المزارع بالتخلص من بقية الآفات الفطرية والبكتيرية من خلال الرش بالمبيدات النحاسية وقائيًا والمبيدات الفطرية كالمبيد مانكوزيب Mancozeb funjacide. كما يمكن المزارع أن يستعمل مصائد الخاصة ومنها مصائد الطعوم الجاذبة، والفرمونية، والبلاستيكية، ومصيدة ماكفيل، ويعلقها على الأشجار لصيد نطاطات وفراشات الأنفاق مع هذه العثة.

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على عثة الخوخ ومدى خطورتها على أشجار الخوخ المثمرة، كما نكون قد أحطنا العلم بدورة الحياة لتحديد موعد المكافحة والمبيدات المستعملة، وسبل المكافحة والوقاية. إن شجرة الخوخ لها أهمية زراعية كبيرة ويجب العناية من الآفات ومن ضمنها هذه العثة.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق