تربس الحمضيات؛ تعرف إلى علامات ومظاهر الإصابة وكيف يمكن المكافحة

المهلب مرهج
نشرت منذ أسبوعين يوم 9 أبريل, 2024
تربس الحمضيات؛ تعرف إلى علامات ومظاهر الإصابة وكيف يمكن المكافحة

يعد تربس الحمضيات Heliothrips haemorrhoidalis من الآفات الزراعية التي تصيب أشجار الحمضيات، وكذلك النباتات في الصوب والبيوت الزجاجية، ويسبب هذا التربس خسائر في الإنتاج الزراعي، تعرف إلى علامات ومظاهر الإصابة وكيف يمكن المكافحة.

آفة تربس الحمضيات

في الحقيقة، تعد حشرة تربس الحمضيات من الحشرات الاقتصادية التي تصيب أشجار الحمضيات بكل أنواعها (يوسفي، كليمانتين، مندرين، البرتقال الحلو، الليمون الحامض، أبو ميلو، إلخ). كما تهاجم هذه الحشرة النباتات في الصوبات البلاستيكية والبيوت الزجاجية. أيضًا فإن هذه الحشرة تصيب بعضًا من نباتات الزينة. تنتشر الآفة في مناطق زراعة الحمضيات في العالم، كأمريكا، وأوروبا، وآسيا، ودول شرق المتوسط.

الوصف

الوصف الشكلي العام للحشرة

إن حشرة تربس الحمضيات هي حشرة صغيرة مثل حشرات المن والبق الدقيقي. وفيما يلي وصف لتربس الحمضيات:

الحشرة الكاملة

إن الحشرة الكاملة لا يزيد طولها عن ١.٥مم. اللون العام أسود، وسطح الجسم مقسم كالشبكة. بينما الأجنحة والأرجل وقرني الاستشعار فلونها أصفر.

حوريات تربس الحمضيات

أما الحوريات أو الأطوار غير الكاملة فتكون بلون أبيض أولاً، ثم يتدرج متحولاً إلى اللون الأصفر. والحوريات أصغر من الحشرات الكاملة.

دورة الحياة

تتميز هذه الحشرة بتكاثر لا جنسي بصورة أساسية مما يميزها عن دورات حياة حشرات أخرى ماصات للعصارة من أمثال الأكاروس الأحمر، والنمر. وفيما يلي مراحل دورة حياة هذه الآفة:

التكاثر اللاجنسي

تضع الأنثى البيض بحوالي ٢٥- ٦٠ بيضة بصورة إفرادية ضمن النسيج النباتي تحت بشرة الأوراق. يمكن أن يوضع أيضًا داخل قشرة الثمار. بعد ذلك، يفقس البيض (بعد حوالي ٦ أسابيع أو أقل حسب درجات الحرارة والرطوبة). تخرج الحوريات وتبدأ في عملها.

متابعة التطور

تشرع الحوريات في امتصاص العصارة النباتية، ثم تتابع تطورها فتعطي الحشرات الكاملة. قد تعيش الحشرات الكاملة فترة تمتد من ٣-٦ أسابيع. كما تبين أن تطور هذا التربس يحتاج لرطوبة عالية بحوالي ٨٠-٨٥٪. أيضًا فإن العذراى تموت إذا انخفضت الرطوبة عن ٥٠٪.

أجيال تربس الحمضيات

يختلف عدد الأجيال، بطبيعة الحال، حسب درجات الحرارة، والظروف البيئية السائدة. عمومًا، فإن لهذا التربس حوالي ٤-٥ أجيال سنويًا.

الإصابة بتربس الحمضيات

تتجلى مظاهر وأعراض الإصابة بتربس الحمضيات، في صورة امتصاص للعصارة النباتية. لا تسلك الحشرات سلوك حفارات الأنفاق، أو حفارات القلف والخشب كالكابنودس أو الفراشات. إن الآفة تسلك سلوك ماصات العصارة النباتية والأنسجة. تهاجم الأطوار الكاملة وغير الكاملة طبقة البشرة للأوراق، ثم تتغذى بامتصاص عصارتها، مما يؤدي إلى اصفرار الأوراق والثمار.

كذلك يغطى سطح الأوراق والثمار بنقاط سوداء من مفرزات الحشرة وانسلاخاتها، فيعيق ذلك تنفس الأوراق وتتدهور القيمة التجارية للثمار. كثيرًا ما تشبه أعراض الإصابة بهذه الآفة أعراض الإصابة بالنمر. أيضًا، فمن أعراض الإصابة تشوه الورقة، وتركز الإصابة في مناطق التقاء الثمار وظهور حلقة حول قمة الثمرة. كما تشتد الإصابة في مناطق الزراعات المتقاربة أو ذات الرطوبة المرتفعة.

خطورة تربس الحمضيات

تنبع خطورة تربس الحمضيات، من أن هذه الآفة تضعف النبات في مكان الإصابة، مما يؤدي لانجذاب حشرات أخرى إلى البستان أو البيت البلاستيكي. نخص من الآفات التي يمكن أن تنجذب النطاطات، وحافرات الأوراق، وأكال الورق. كما يمكن أن تنجذب الدبابير، وغيرها من الحشرات الأخرى. يمكن أيضًا أن تنجذب آفات أخرى غير حشرية، كفطريات الذبول Fuzarium، وبكتيريا التقرح Xanthomonas. مع تداخل الآفات، وتفاقم الخطورة، قد يضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية.

عوامل تشجع الإصابة

هناك عوامل تشجع الإصابة بتربس الحمضيات. من أهم العوامل:

  • عدم عناية المزارع بالحالة العامة للحقل (تسميد، ري، تعشيب، عزيق).
  • استعمال المزارع لمبيدات باراثينوئيدية ضارة يشجع الآفات ويضعف البيئة والحقل.
  • استعمال مبيدات مشتقات الفحوم الهيدروجينية الضارة يشجع الآفات.
  • وجود الأعشاب الضارة في الحقل بصورة موبوءة.
  • تكرار استعمال نفس المبيد سنويًا يزيد مقاومة الآفات للمبيد لأنها تنتج سلالات جديدة مقاومة من نوعها.
  • وجود الذبابة البيضاء في البيت الزجاجي.

مكافحة تربس الحمضيات

سبل مكافحة هذه الآفة

من أجل مكافحة تربس الحمضيات، تتبع جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية. وفيما يلي أهم سبل المكافحة:

مكافحة وقائية

تتم المكافحة الوقائية من خلال استعمال المبيدات الفوسفورية وليس مبيدات الباراثينوئيد أو الفحوم الهيدروجينية. كما يتخلص المزارع من الأعشاب الضارة في الحقل بصورة تامة، ويعتني بري الحقل بطريقة متوازنة. أما في البيت البلاستيكي أو الزجاجي يقوم المزارع باستعمال تدفئة صناعية، أو تدفئة بنظام حراري مركزي. أيضًا، فإن زيادة الرطوبة تشجع الإصابة بالتربس، لذلك، يخفف المزارع الرطوبة قدر الإمكان.

مكافحة علاجية

تتم المكافحة العلاجية بمجرد أن تستدعي الخطورة استعمال المبيد. وتتم المكافحة من خلال أحد المبيدات الفوسفو-عضوية. يمكن استعمال المبيد دايمثوات Dimethoate. كما يعطي المبيد مالاثيون Malathion نتائج جيدة. يمكن أيضًا استعمال المبيد باراثيون ميثيل Parathion- methyl

إجراءات الإدارة المتكاملة

إن المقصود بالإدارة المتكاملة لتربس الحمضيات جملة من الإجراءات الزراعية والميكانيكية والعلاجية. كما يتم العناية بالحالة الفزيولوجية للنبات والحقل والبيت البلاستيكي أو الزجاجي. يعتمد المزارع على استعمال مصائد خاصة (فرمونية، بلاستيكية، زجاجية) ويعلقها على الأشجار أو يوزع مصائد خشب ملونة في الحقل لصيد فراشات الأنفاق. كما يعتمد المزارع على استعمال سماد بلدي متخمر لمدة لا تقل عن عشر سنوات. أيضًا، يستعمل المزارع مبيدات الكربمات للقضاء على الفطور. يراعي المزارع قدر الإمكان عدم تكرار استعمال المبيد في كل موسم، تجنبًا لقيام الآفات بتكوين سلالات مقاومة.

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على تربس الحمضيات ومدى خطورته في حال تفاقم الإصابة. كما نكون قد تعرفنا على  6 عوامل تشجع على الإصابة به، كذلك سبل المكافحة والوقاية والعلاج الممكن. تسبب بعض الآفات أضرارًا اقتصادية وتدني في الإنتاج الزراعي، لذلك وجبت الوقاية قبل المكافحة، كما وجبت الإدارة الواعدة والحريصة قبل حدوث الضرر.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق