النظام الغذائي لمرضى سرطان الرحم

رقية طحان
نشرت منذ أسبوعين يوم 12 أبريل, 2024
بواسطة رقية طحانتعديل فاطمه بلال
النظام الغذائي لمرضى سرطان الرحم

يمثل النظام الغذائي لمرضى سرطان الرحم أهمية قصوى للمصابات به، فهو ليس مجرد إضافة صحية تضفي رونقها على الملتزمات بها، بل وسيلة ضرورية لإزالة عوامل الخطر التي أدت إلى ظهور الورم من خلال حمية غذائية متخصصة ذات فوائد على صحة وتغذية المرضى.

 

أهمية النظام الغذائي لمرضى سرطان الرحم

كما هو الحال مع العديد من أنواع السرطان، يبدو أن خطر الإصابة بسرطان الرحم مرتبط بتناول كميات أكبر من الأطعمة الموجودة في النظم الغذائية السريعة وغير الصحية (المنتجات الحيوانية، الكربوهيدرات المكررة). تكون مخاطر الإصابة بسرطان الرحم أقل بين النساء اللواتي يحتوي نظامهن الغذائي على نسبة عالية من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبقوليات. قد يكون انخفاض المخاطر لدى الأشخاص الذين يتناولون نظاما غذائيا نباتيا مرتبطا بانخفاض كمية الهرمونات الحرة المنتشرة في الدم أو مرتبطة بالتأثير الوقائي للمغذيات الدقيقة الموجودة في هذه الأنظمة الغذائية.

تأثير السمنة على سرطان الرحم

كذلك تكمن أهمية النظام الغذائي الصحي في الحفاظ على الوزن والقضاء على السمنة. حيث تمثل السمنة أكثر من 50٪ من جميع حالات سرطان بطانة الرحم. ويرجع ذلك على الأرجح إلى التحول المحيطي للأندروجينات إلى هرمون الاستروجين في الأنسجة الدهنية. مما يؤدي إلى زيادة تركيزات الاستروجين الذاتية لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة. بالمقارنة مع النساء ذوات الوزن الطبيعي. وبالتالي يعمل هرمون الاستروجين على تهييج خلايا الرحم ليخرجها إلى طورها السرطاني.


الأغذية المرتبطة بزيادة خطر الإصابة بسرطان الرحم

توجد عدد من الأغذية التي وُجد ارتباط بينها وبين زيادة نسبة الإصابة بسرطان الرحم، ومن تلك الأغذية:

اللحوم الحمراء

حددت دراسات الحالات والشواهد زيادة خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم المرتبط باللحوم الحمراء على وجه الخصوص. فقد ظهرت روابط بين مكونات اللحوم (حديد الهيم والدهون المشبعة) وسرطان الرحم. وقد وجد فريق التصوير الشعاعي علاقات مهمة بين كل من حديد الهيم (الموجود في كل من اللحوم الحمراء والبيضاء) واستهلاك الكبد وسرطان بطانة الرحم. يوجد احتمالان لتفسير سبب ارتباط اللحوم الحمراء بسرطان الرحم:

الحقن بالهرمونات

تحقن الحيوانات بالهرمونات لغرض زيادة دهنها. حيث يكون لهذه الهرمونات تأثير منشط لزيادة انقسام الخلايا بشكل غير منتظم. خاصة، على خلايا بطانة الرحم مما يؤدي إلى تشكل الورم في أغشية الرحم.

مركب الهيم

تحتوي اللحوم الحمراء على مركب الهيم في الميوجلوبين. وعند هضمه تتشكل مركبات كيميائية يشك الباحثون بأنها تعزز من ظهور سرطان بطانة الرحم.

الأطعمة الدهنية

خلص تحليل الاستجابة للجرعة من تناول الدهون وسرطان بطانة الرحم إلى أن زيادة تناول الدهون الكلية بنسبة 10٪ من السعرات الحرارية زاد من خطر الإصابة بهذا السرطان بنسبة 5٪. ومع ذلك ، فإن زيادة تناول الدهون المشبعة بمقدار 10 جم / 1000 كيلو كالوري كان مرتبطا بمخاطر أكبر بكثير (17٪). هذا يعني أن تأثير الدهون المشبعة على زيادة خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم هو أكثر من ثلاثة أضعاف لتأثير الأنواع الأخرى من الدهون.

سبب ارتباط الدهون بسرطان الرحم

تؤثر الدهون على زيادة إفراز الهرمون الأنثوي الاستروجين. والذي يعمل على تنشيط تجدد خلايا بطانة الرحم بصورة مستمرة وطبيعية، لكن زيادة مستويات هذا الهرمون والتي تنعكس على مستويات تنشيط وتحفيز خلايا أغشية الرحم قد يؤدي إلى خروج الخلايا إلى طورها السرطاني، خصوصا إذا ترافق مع عوامل خطر أخرى.

منتجات الألبان لمرضى سرطان الرحم

كيفية تغذية مرضى سرطان الرحم

يفضل استبعاد الألبان غير العضوية من النظام الغذائي لمرضى سرطان الرحم او استبدالها بالمنتجات العضوية. فقد وجدت بعض الدراسات خطرا أكبر بنسبة 40٪ للإصابة بسرطان بطانة الرحم لدى الذين استهلكوا 3 حصص أو أكثر من منتجات الألبان يوميا. مقارنة مع أولئك الذين يستهلكون أقل من ذلك.

تفسير ارتباط الألبان بسرطان الرحم

تشير بعض الأدلة إلى أن هذا الارتباط يرجع إلى تأثير الدهون الغذائية على السمنة، وبالتالي على هرمون الاستروجين المنتشر، كذلك قد يكون هذا التأثير بسبب حقن الحيوانات بالهرمونات المعززة لإنتاج الألبان وتكدس الدهن والتي تنتقل إلى النساء مسببة تهيج خلايا الرحم التي تستجيب بطريقة خاطئة للهرمونات.

الأطعمة السكرية

وجدت دراسة أن خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم أكبر بنسبة 78٪ لدى النساء اللائي تناولن أكثر المشروبات المحلاة بالسكر، مقارنة بمن استهلكن أقل كمية. حيث أن السكر الفائض عن حاجة الجسم يخزن في هيئة دهون، تتحول بعض هذه الدهون إلى الهرمونات الأنثوية التي تهيج الانقسام غير الطبيعي لخلايا الرحم.


الفواكه لمرضى سرطان الرحم

فوائد وأهمية حمية سرطان الرحم

أشارت الدراسات السابقة إلى أن تناول الفاكهة والخضروات قد تترافق مع انخفاض في خطر الإصابة بسرطان الرحم بنسبة تصل إلى 50-60٪. فإن من أهمية فوائد حمية الفواكه على صحة وتغذية مرضى سرطان الرحم، ما يلي:

  • تعمل الفواكه على ضبط التوازن الهرموني في جسم المرأة.
  • تؤثر الفواكه على الكيفيات الهضمية من خلال احتوائها على الألياف مما ينعكس على الصحة العامة للمرأة.
  • تساعد الفواكه على إنقاص الوزن مما يقلل من الفرط الهرموني المهيج لبطانة الرحم.
  • تساهم الفواكه في تعزيز الجهاز العصبي الذي يتحكم بضبط الهرمونات الأنثوية.
  • تحتوي الفواكه على مضادات الأكسدة التي تعمل على تقييد الشوارد الحرة التي تتلف الخلايا.
  • تعتبر الفواكه منجما للعناصر الغذائية التي تعمل على إصلاح الحمض النووي أو حمايته من الطفرات.
  • تحتوي الفواكه على عدد من المنشطات الطبيعية التي تضمن التجدد الصحي لبطانة الرحم.
  • تمد الفواكه الجسم بالسوائل الغنية بالمعادن التي تحافظ على مرونة بطانة الرحم وحمايته من التكتلات الورمية.

ومن الفواكه ذات الأهمية الصحية ولها فوائد غذائية والتي يوصى بدمجها في حمية سرطان الرحم ما يلي:

التفاح الأخضر

حيث يوصى المصابات بسرطان الرحم أو اللاتي يخشين التعرض لها بتناول التفاح كل صباح، كفطور خفيف. حيث يحتوي على مضادات أكسدة قوية من شأنها أن تحبط الانتشار الخبيث لسرطان الرحم أو تقمع تطوره وتضع حدا لشراسته. تعمل مضادات الأكسدة في التفاح على تحييد التأثيرات المهيجة للشوارد الحرة والتي يعتمد عليها ورم الرحم لكي ينتعش أو ينشط. كما يعمل التفاح من خلال غنى محتواه من الألياف على تطهير الأمعاء من جميع النفايات المحتبسة والتي تبعث السموم وتهيئ البيئة لنمو الورم أو تطوره.

التوت الأحمر

يفضل تناول التوت خلال اليوم أو بين الوجبات. فإن من أهمية فوائد حمية التوت الأحمر على صحة وتغذية مرضى سرطان الرحم احتواءه على مضادات أكسدة فعالة ضد نمو سرطان الرحم أو انتشاره. علاوة عليه فإنه يحتوي على عناصر معدنية تعمل على إصلاح الأعصاب المعصبة للرحم والتي تتحكم بحركته وتنشيطه بحيث تكسبه مرونة تساعد في طرد الطمث أو التخلص من بقايا الدم بعد الولادة. حيث أن بقاء الدم الفاسد يساهم في تطور الورم.

الرمان لمرضى سرطان الرحم

يعمل الرمان بشكل خاص على علاج فقر الدم من خلال وفرت الحديد في تركيبته الكيميائية، والذي يستخدم في تخليق الهيم الناقل للأكسجين الدموي، حيث أن ضعف الأكسدة في الدم قد يتسبب في ضعف التروية للرحم خصوصا بعد الطمث أو النفاس، مما يتيح للورم أن ينمو وينتشر مستغلا الضعف والالتهاب في أنسجة الرحم المتجددة بشكل دوري.

فول الصويا لسرطان الرحم

أظهر التحليل أن تناول كميات كبيرة من الصويا يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم بنسبة 20 ٪ تقريبا. قد يكون السبب هو أن فول الصويا يوقف تحويل المنشطات الأخرى مثل التستوستيرون إلى هرمون الاستروجين أو يتصرف كمثبط للأروماتيز.

القهوة والشاي لمرضى سرطان الرحم

وُجد أن النساء اللواتي يستهلكن كمية أكبر من القهوة لديهن مخاطر أقل بنسبة 20٪ للإصابة بسرطان بطانة الرحم مقارنة بأولئك الذين تناولوا أقل كمية. ووجد أن مستهلكي القهوة بكميات كبيرة ممن لم يتم علاجهم بعلاج هورموني Hormone therapy بديل أقل بنسبة 40٪. وبالمثل، فإن من يشربون الشاي الأخضر لديهم مخاطر أقل بنسبة 20٪ للإصابة بسرطان بطانة الرحم في أعلى نسبة مقارنة مع أقل مجموعة تناول.

تفسير القدرات الجزيئية للقهوة والشاي على الحد من سرطان الرحم

قد تكون هذه التأثيرات بسبب قدرة الكافيين والميثيل زانتين الأخرى في القهوة على زيادة الجلوبيولين المرتبط بالهرمونات الجنسية (SHBG). وزيادة حساسية الأنسولين للارتباط بالسكر. بالنسبة للشاي الأخضر فإن من أهمية فوائد حمية الشاي الأخضر على صحة وتغذية مرضى سرطان الرحم:

  • تعزيز موت الخلايا المبرمج.
  • إيقاف دورة الخلية السرطانية.
  • التنظيم الأعلى للجلوتاثيون- S- ترانسفيازات التي تعطل المواد المسرطنة.
  • تأثيرات مضادة للأستروجين.

اقرأ المزيد:


يمثل النظام الغذائي لمرضى سرطان الرحم أهمية للمصابين به، من خلال استئصال مسببات الورم التي تعمل على تهييجه باستمرار، وتمده بالعوامل اللازمة لنموه وتطوره، كما أنه يرفع مناعة الجسم ويزيد من مقاومته لئلا ينتشر بسهولة في أنحائه، حيث أن النظام الغذائي لمرضى سرطان الرحم عبارة عن حمية غذائية متخصصة ذات فوائد على صحة وتغذية أبدان المرضى. بحيث تستهدف العناصر الغذائية المثبطة للورم وتتجنب العوامل المشجعة له.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق