مرض أم الدم الأبهرية (aortic aneurysm)؛ تعرف على أسبابها وأعراضها وعلاجها

أحمد بكورة
نشرت منذ أسبوعين يوم 13 أبريل, 2024
بواسطة أحمد بكورة
مرض أم الدم الأبهرية (aortic aneurysm)؛ تعرف على أسبابها وأعراضها وعلاجها

مرض أم الدم الأبهرية (aortic aneurysm) شائع عند كبار السن وخطير. تتطور الأمهات الدموية في أي الشريان، لكن حدوثها في الشريان الأبهر له أهمية خاصة. أم الدم هي عبارة تمدد في جدار الشريان، ما يؤدي إلى زيادة قطره فينتفخ، وقد يؤدي ذلك إلى مشاكل خطيرة. تعرف على أهم 6 نصائح للوقاية من أم الدم في الشريان الأبهر، وأبرز أسبابها، وأعراضها، وعلاجها.

ما هو مرض أم الدم الأبهرية؟

الاسم العلمي للمرض أم الدم الأبهرية
أسماء أخرى لا يوجد
تصنيف المرض أمراض الأوعية الدموية
التخصص الطبي المعالج الجراحة الوعائية
أعراض المرض حسب مكان الإصابة
درجة انتشار المرض شائع
الأدوية المعالجة خافضات الضغط، أدوية السيطرة على الكولسترول

يحدث مرض أم الدم الأبهرية عندما يتوسع أو يتمدد جدار الشريان الأبهري، الأمر الذي يؤدي إلى ظهور انتفاخ بشكل أنبوبي أو مدور يشبه البالون على مسيره. يعد الشريان الأبهر أو الأورطي الشريان الرئيسي والأكبر في الجسم، وهو ينقل الدم المحمل بالأوكسجين من البطين الأيسر في القلب إلى كل أنحاء الجسم. كذلك يتميز هذا الشريان بمتانة جدرانه، لكن قد تضعف تلك الجدران لأسباب مختلفة ما يؤدي إلى ظهور المرض.

تقسم أمهات الدم الأورطية إلى نوعين حسب مكان الإصابة وهما ام الدم الابهرية البطنية والصدرية. تعد أم الدم الأبهرية البطنية (Abdominal aortic aneurysm) أشيع من الصدرية. كذلك فإنها أشيع عند الرجال أكثر من النساء وخاصةً بعمر 65 سنة وأكبر، وتحدث عند البيض أكثر من السود. بالمقابل فإن احتمال حدوث داء أم الدم الأبهرية الصدرية (Thoracic aortic aneurysm) متساوٍ عند الرجال والنساء، ويزاد هذا الاحتمال مع تقدم العمر. من الجدير ذكره أن المريض قد يصاب بكلا النوعين معاً.

علاوة على ذلك فإن القطر الطبيعي للشريان الأورطي عند البالغين هو 1.5 إلى 2.5 سم، أما في حالة أم الدم فيصبح قطره أكبر من 3 سم.

أسباب مرض aortic aneurysm

يكون سبب مرض أم الدم الأبهرية مجهول غالباً، ومن أبرز الأسباب المعروفة ما يلي:

  • أمراض والتهابات الأوعية.
  • التصلب العصيدي (تصلب الشرايين).
  • الإصابات والأذيات التي تصيب الأبهر سواءً كانت بالقثاطر، أو الجراحة، أو الرضوض الأخرى كحوادث السير والسقوط.
  • الإنتانات مثل السفلس.
  • داء كاواساكي، والتصلب الحدبي.
  • بعض الأمراض الوراثية التي تصيب النسيج الضام مثل متلازمة مارفان، وإهلرز دانلوس.
  • مرض الصمام الأبهري ثنائي الشرف، وتضيق الأبهر، ومتلازمة لويز ديتز (حالات وراثية تسبب أم دم أبهر صدري).

كذلك قد يوجد مرض أم الدم الأبهرية عند الأطفال منذ الولادة وتدعى الحالة بأم الدم الأبهرية الخلقية.

العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بأم دم أبهرية

يزداد احتمال حدوث مرض أم الدم الأبهرية إذا وجدت قصة عائلية (أي وجود أقرباء مصابون) للإصابة به وفي الأعمار المتقدمة فوق 65 سنة. كذلك فإن الإصابة بهذا المرض سابقاً يزيد احتمال حدوثه مرة أخرى. علاوة على ذلك توجد عدة أمراض وسلوكيات خاطئة تؤذي القلب والأوعية الدموية، وتزيد احتمال الإصابة مثل:

  • التدخين (أهم عامل خطر).
  • ارتفاع مستوى الكولسترول الدموي.
  • ارتفاع الضغط الشرياني.
  • السكري.

علامات وأعراض مرض أم الدم الأبهرية aortic aneurysm

تغيب أعراض أم الدم الأبهرية عندما تكون صغيرة، ولا تظهر أعراضها حتى تتمزق أو تصبح كبيرة، لذلك فإن أغلب الحالات لا عرضية. تنمو أمهات الدم ببطء (تقريباً 1 إلى 2 مم سنوياً)، فهي تبدأ صغيرة وقد تبقى كذلك، أو يزداد حجمها تدريجياً أي أنها تتطور على مدى سنين طويلة. تشمل أعراض أم دم الأبهر الصدري ما يلي:

  • ألم حاد ومفاجئ في الصدر وأعلى الظهر.
  • ضيق أو صعوبة في التنفس.
  • سعال.
  • ألم أو صعوبة البلع.
  • بحة صوت.
  • تورم اليد أو الرقبة أو الوجه.

علاوة على ذلك قد تسبب أم دم الأبهر البطني الشعور بوجود كتلة نابضة البطن وأعراضاً مثل:

  • الخفقان في البطن (حول السرعة).
  • الألم العميق في الظهر أو جانب البطن.
  • سماع نفخة دموية عند الإصغاء فوق الأبهر.
  • آلام في الأرداف (Buttocks) والمنطقة الإربية والساقين.
  • الشعور بالشبع بسرعة بعد وجبة صغيرة.
  • الغثيان والتقيؤ.

مضاعفات إصابة الشريان الأبهري بأمهات الدم

يعد التمزق من اختلاطات مرض أم الدم الأبهرية، ما يؤدي إلى حدوث نزيف داخلي وصدمة، وهي سبب هام للوفاة حيث تقدر الوفيات بنسبة 80%. يعد تمزق أم الدم حالة إسعافية يتطلب العلاج الفوري، وتشمل أعراضه ما يلي:

  • الدوار أو خفة الرأس والتقيؤ.
  • تسرع القلب.
  • ألم صدري أو بطني أو ظهري مفاجئ وشديد.
  • الشحوب، والتعرق، والشعور بالبرد.

كذلك يمكن أن يحدث تسلخ الشريان الأبهري، وذلك عندما تتمزق بطانة الشريان، الأمر الذي يسمح للدم بالتسرب إلى جدار الوعاء (بين البطانة وطبقته المتوسطة). يساهم هذا الأمر في تضيقه وتقليل أو قطع التروية الدموية عن أعضاء الجسم ما يؤدي إلى حدوث مشاكل مثل: احتشاء القلب، وقصور الكلية، والسكتة الدماغية. كذلك يرتفع الضغط داخل جدار الوعاء نتيجة تسرب السائل الدموي إليه ما يزيد احتمال تمزق ام الدم. أخيراً قد يسبب مرض أم الدم الأبهرية تشكل خثرات قد تنفصل عن مكانها لاحقاً معطيةً صمات تذهب إلى القدم أو الكلية، وتسبب انسداداً في أوعيتها.

كيف يتم تشخيص مرض أم الدم الأبهرية؟

تتطور معظم أمهات الدم الأبهرية دون ظهور أعراض، لذلك فإنها لا تكشف إلا صدفةً عند طلب صور شعاعية لتشخيص أمراض أخرى، أو حتى تظهر الأعراض والاختلاطات. يعطي تشخيص مرض أم الدم الأبهرية باكراً فرصة أكبر لشفاء المريض، لذلك يطلب الطبيب إجراء صور شعاعية إذا شك بوجودها. يمكن الكشف عن مرض تمدد الأوعية الدموية الخطير المعروف باسم أم الدم الأبهرية بأجهزة التصوير مثل:

  • الإيكو.
  • الطبقي المحوري CT.
  • التصوير الوعائي بالرنين المغناطيسي MRI أو الطبقي المحوري CT.
  • إيكو القلب (في حال إصابة الأبهر الصدري).
  • الصورة الشعاعية البسيطة.

علاج أم الدم الأبهرية

يقرر الطبيب مراقبة الحالة دون تدخل إذا كان المريض يعاني من أم دم أبهرية غير متمزقة، كذلك إذا كان الشخص يحمل خطورة عالية لتطوير أم دم مستقبلاً، وتتم المراقبة بالتصوير المنتظم. يهدف علاج مرض أم الدم الأبهرية إلى منع زيادة حجمها أو تمزقها أو تسلخ الأبهر. يستخدم الطبيب في الحالات التي تحتاج إلى علاج إما تغيير نمط الحياة أو الأدوية أو كلاهما معاً، كذلك قد يلجأ إلى الجراحة في الحالات الأشد. تشمل نصائح تغيير نمط الحياة ما يلي:

  • التوقف عن التدخين.
  • إحداث تغييرات في الحمية الغذائية، إذ يجب تقليل كمية الصوديوم والكولسترول. بالمقابل يجب تناول الفواكه، والخضار، والحبوب الكاملة، واللحم قليل الدسم والغني بالبروتين.
  • تجنب الأنشطة المجهدة مثل رفع الأثقال وتقطيع الحطب لأنها تزيد الضغط على أم الدم الموجودة، بالمقابل تفيد ممارسة الرياضة باعتدال.
  • ابتعد عن الانفعال والتوتر، لأن هذا يرفع ضغط الدم ويزيد احتمالية تمزق الوعاء المصاب.

الأدوية المستخدمة في علاج مرض أم الدم الأبهرية

يمكن استخدام الأدوية لعلاج أمهات الدم الأبهرية غير المتمزقة الصغيرة (أصغر من 5.5 سم). إذ تستخدم الأدوية التي تحسن الجريان الدموي والخافضة للضغط (حاصرات بيتا وحاصرات أقنية الكالسيوم) وأدوية السيطرة على الكوليسترول (الستاتينات مثل أتورفاستاتين، ولوفاستاتين، وسيمفاستاتين). تساهم تلك الأدوية في إبطاء نمو أم الدم وتقليل الضغط على جدار الوعاء. كذلك يجب مراقبة المريض بانتظام بالإيكو عند اختيار علاجه دوائياً لمعرفة مدى نمو أم الدم. من الجدير ذكره أن اتباع نصائح تغيير نمط الحياة يعزز الاستجابة للعلاج الدوائي والسيطرة على المرض.

جراحة أمهات الدم الأبهرية

توجد حالات يجب فيها علاج مرض أم الدم الأبهرية بالجراحة. تتطلب أمهات الدم الكبيرة (أكبر من 5.5 سم) التي تحمل خطورة التمزق والتسلخ إجراء عمل جراحي، خاصةً إذا سببت مشاكل خطيرة، أو كان حجمها يزداد بسرعة، أو أعطت أعراضاً. توجد طريقتان جراحيتان للعلاج هما:

  • الجراحة المفتوحة (الأكثر استخداماً).

يجري الطبيب شق جراحي تحت التخدير العام، ثم يستأصل أم الدم من الشريان الأورطي. يستخدم بعد ذلك طعماً بديلاً عن الجزء الذي أزاله ويخيط طرفي الشريان. كذلك قد يحتاج الجراح إلى استئصال الصمام الأبهري إذا كانت أم الدم قرب جذر الأبهر، وعندها سيضع صمام صنعي عوضاً عنه. تكون الجراحة المفتوحة ضرورية في حال التمزق أيضاً.

  • الإصلاح داخل الوعائي (داخل اللمعة) لمرض تمدد الأوعية.

يعد الإصلاح من داخل الوعاء إجراء أقل هجومية من الجراحة المفتوحة، وقد يحتاج تخدير عام أو لا، ويتم من خلال إدخال قثطرة في الشريان لوضع طعم داخل لمعته. يعمل الطعم على تدعيم وإصلاح الشريان المصاب بأم الدم، لكن لا يمكن علاج كل الحالات بالإصلاح داخل الوعاء.

يستغرق علاج مرض أم الدم الأبهرية بالجراحة المفتوحة 2 إلى 6 ساعات، ويبقى المريض في المشفى أسبوع قبل أن يعود إلى بيته، أما الشفاء الكلي والعودة إلى الأنشطة الطبيعية فيستغرق شهر أو أكثر. بالمقابل يبقى المريض في المشفى يوم أو يومين بعد الإصلاح داخل اللمعة، ويستغرق وقت أقل للشفاء الكلي (عدة أسابيع). تكون معظم النتائج إيجابية بعد الجراحة المفتوحة والإصلاح داخل الوعاء. على الرغم من ذلك قد تحدث اختلاطات بعد العملية مثل كل الجراحات، ومن أهم تلك الاختلاطات ما يلي:

  • تسريب الدم حول الطعم.
  • تحرك الطعم وتغير مكانه.
  • تشكل خثرة دموية.
  • الإنتان.
  • النزيف الغزير.

قد يصاب الرجال بمشاكل الانتصاب والقذف بعد الجراحة المفتوحة.

متى يجب الحصول على مساعدة طبية طارئة عند مرضى داء أم الدم الأبهرية؟

يجب عليك الحصول على المساعدة الطبية الطارئة إذا كنت تعاني من مرض أم الدم الأبهرية وحدثت معك الأعراض الآتية:

  • ظهور ألم شديد ومفاجئ في البطن أو الظهر أو الصدر.
  • فقد الوعي أو الغشي.
  • تسرع القلب.
  • انخفاض الضغط الشرياني.

كيفية الوقاية من مرض أم الدم الأبهرية

يمكن الوقاية من مرض aortic aneurysm من خلال المحافظة على صحة القلب والأوعية باتباع العادات الصحية المناسبة. من أهم النصائح للوقاية منه ما يلي:

  • تناول طعام صحي ومفيد للقلب.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  • الإقلاع عن التدخين ومضغ التبغ.
  • المحافظة على وزن صحي وطبيعي.
  • السيطرة على ضغط الدم ومستوى الكوليسترول فيه، كذلك ضبط الداء السكري.
  • التوقف عن شرب الكحول.

مشاهير أصيبوا بأمهات دم في الشريان الأورطي

يعد مرض أم الدم الأبهرية شائع، لذلك نجد أن العديد من المشاهير أصيبوا به على مر الزمن ومنهم:

  • جورج سي سكوت.
  • فاين ديلوريا جونيور.
  • جاك أوكي.
  • والتر هيوستن.
  • لويد غوغ.
  • إريك مونيوث.
  • زيرو موستيل.
  • نيل بارتلت.
  • ديك ماكغواير.
  • يان هورناك.

أيمكن الشفاء تماماً من تمدد الشريان الأبهر؟

نعم، يمكن ذلك من خلال الجراحة فقط.

هل من الممكن أن يُشفى الأبهر من أم الدم دون علاج؟

لا، لا يمكن أن تزول أم الدم في الشريان الأورطي دون علاج.

هل مرض أم الدم الأبهرية خطيرة؟

نعم، لأنها تحمل خطر التمزق الذي يؤدي إلى نزيف مهدد للحياة.

تحدثنا عن أسباب مرض أم الدم الأبهرية (aortic aneurysm)، وأعراضه، وكيفية تشخيصه، وعلاجه، وأسماء مشاهير أصيبوا به. يظهر مرض aortic aneurysm عندما يضعف جدار الشريان، ما يؤدي إلى ظهور انتفاخ أو تمدد في مسيره، وقد يسبب مضاعفات خطيرة، لكن يمكن الوقاية منه بالعلاج المناسب.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق