مرض البورفيريا الحادة المتقطعة (Acute Intermittent Porphyria) حالة نادرة سببه مشكلة في تصنيع بروتين الخضاب. يأتي هذا الداء على شكل هجمات أو نوب تستمر لأيام عادةً أو أطول من ذلك إذا لم تعالج، ويكون المريض بلا أعراض بعد انتهائها. تعرف إلى أهم 7 مضاعفات لداء البورفيريا المتقطعة الحادة، وأعراضه، ومحرضات نوباته، وكيفية الوقاية منها.
ما هو مرض البورفيريا الحادة المتقطعة؟
| الاسم العلمي للمرض | البورفيريا الحادة المتقطعة |
|---|---|
| أسماء أخرى | البورفيرية الحادة المتناوبة |
| تصنيف المرض | أمراض وراثية |
| التخصص الطبي | المعالج طبيب الداخلية |
| درجة انتشار المرض | نادر |
| أعراض المرض ألم | ألم بطن، إمساك، اعتلال أعصاب |
| الأدوية المعالجة | غلوكوز أو هيماتين وريدي، مسكنات الألم والملينات ومضادات الإقياء |
يعد مرض البورفيريا الحادة المتقطعة (AIP) مرض وراثي، وينتقل إلى الأبناء بصفة جسمية سائدة، ويصيب طريق اصطناع الهيم. كذلك يعد أحد أنواع البورفيريا وهي مجموعة من الأمراض الوراثية التي تؤثر على طريق استقلاب الهيم، وتؤدي إلى إنتاج كمية مفرطة من البورفيرين وطلائعه. من الجدير ذكره أن الهيم عبارة عن مركب يحتوي على الحديد، ويدخل في تشكيل عدة بروتينات هامة في الجسم مثل خضاب الدم في الكريات الحمراء، ويعطي الدم لونه الأحمر. يظهر داء البورفيريَّة المتقطِّعة الحادة على شكل نوبات من الألم البطني، والاعتلال العصبي، والإمساك. كذلك فإنه لا يسبب طفح جلدي أو حساسية للضوء على عكس باقي أشكال البورفيريا الحادة.
علاوة على ذلك يحدث هذا المرض عند النساء أكثر من الرجال بحوالي 1.5 إلى 2.1 مرة. مع أن مرض البورفيرية الحادة المتقطعة وراثي إلا أن الأعراض تظهر غالباً بين عمر 18 إلى 40 سنة، وحدوثها قبل البلوغ أو بعد عمر ال40 نادر إلا إذا تعرض المريض لمحرض قوي. قد يؤدي عدم العلاج إلى حدوث الشلل الجزئي أو الوفاة.
أسباب الإصابة بمرض البورفيريا المتقطعة الحادة
إن سبب مرض البورفيريا الحادة المتقطعة هو مجموعة من العيوب الوراثية أو الطفرات في المورثات الجسدية، والتي تنتقل بصفة سائدة من الأبوين إلى الأبناء. بالإضافة إلى ذلك توجد بعض المحرضات المكتسبة للهجمات، والتي تؤثر فقط على حاملي الطفرات الوراثية. تصيب تلك الطفرات طريق اصطناع بروتين الهيم الذي يدخل في تركيب خضاب الدم (الهيموغلوبين). حيث تؤثر الطفرة تحديداً على أنزيم بورفوبيلينوجين ديميناز (يسمى أيضاً صانع هيدروكسيميثيلبيلين)، والذي يحول مادة البورفوبيلينوجين إلى هيدروكسيميثيلبيلين.
يؤدي ذلك إلى تراكم البورفوبيلينوجين وحمض أمينو ليفولونيك (ALA). من الجدير ذكره أن هجمات مرض البورفيريا المتقطعة الحادة تحدث بسبب الزيادة المفرطة في اصطناع طلائع البورفرين في محاولة للحصول على الهيم.
محرضات نوبات البرفيرية الحادة المتقطعه
مع أن الكثير من نوبات مرض البورفيريا الحادة المتقطعة تحدث دون وجود محرض واضح، إلا أن بعض النوبات تتحرض بالحالات والمواد الكيميائية التي تزيد اصطناع الهيم. قد تحدث بعض الهجمات بسبب تناول الأدوية التي تزيد نشاط نشاط أنزيم السايتوكروم p450 الكبدي مثل الإستروجين، والسلفوناميدات، والفينوباربيتال، والكحول. من أبرز الأدوية المحرضة لهجمات مرض البرفيريا الحادة المتقطعة ما يلي:
- ألكورونيوم.
- دلتيازيم.
- كلونيدين.
- باكلوفين.
- ألفادولون.
- هيوسين.
- سيكلوفوسفاميد.
- بوزولفان.
- ألبرازولام.
- كيتوكونازول.
- دانازول.
- بروموكربتين.
- أميودارون.
- لوكسابين.
- ديهيدرالازين.
- كلوروفورم.
- مينوكسيديل.
- فالبروات.
كذلك تشمل المحرضات الأخرى المحتملة لداء البرفريا الحادة المتقطعة ما يلي:
- الصيام والحمية القاسية قليلة البروتين والكربوهيدرات.
- التبدلات الهرمونية (تحدث الهجمات عند بعض النساء في النصف الثاني من الدورة الشهرية، ومن المحتمل أن ارتفاع البروجسترون هو السبب).
- الإنتان.
- الخضوع لعملية جراحية.
- التعرض للمذيبات العضوية مثل تلك الموجودة في الدهان، والمنظفات الجافة.
- التوتر.
- الإرهاق النفسي.
- التدخين.
علامات وأعراض مرض البورفيريا الحادة المتقطعة
تظهر علامات وأعراض نوبة البورفيريا الحادة المتقطعة على شكل هجمات متفرقة، تستمر عادةً ساعات أو عدة أيام (3 إلى 7)، وإذا لم تعالج قد تستمر أسابيع لشهور. من ناحية أخرى لا يعاني كثير من المرضى من أية أعراض، أو يحدث لديهم عدد قليل من الهجمات خلال حياتهم. تشمل الأعراض الاعتيادية أثناء نوبة البورفيريا الحادة الحادة المتناوبة ما يلي:
الألم البطني
يحدث ألم مرض البورفيرية الحادة المتقطعة عادةً في الشرسوف (epigastrium)، وهو أشيع الأعراض، ويكون شديد، وقولنجي الطبيعة، ومعمم عادةً، ويستمر لعدة أيام. قد يترافق الألم مع التقيؤ والإمساك، وتورم البطن، أو يحدث ألم ينتشر إلى الذراع، والساق، والظهر.
الأعراض النفسية
قد تظهر في مرض البورفيريا الحادة المتقطعة أعراض واضطرابات نفسية متنوعة جداً تحدث بالتزامن مع الأعراض البطنية والعصبية. كذلك يزداد احتمال الإصابة بالفصام، واضطراب ثنائي القطب عند المرضى. تشمل أهم الأعراض النفسية وأشيعها ما يلي:
- القلق.
- الإثارة والهياج.
- الأرق والضجر.
- الإعياء.
- الاكتئاب.
اعتلال الأعصاب المحيطية
تكون أعراض الاعتلال العصبي في داء مرض البورفيريا المتقطعة الحادة غالباً حركية، وقد تقلد متلازمة غيلان باريه. يبدأ الضعف العضلي عادةً في الطرف السفلي ثم يصعد إلى باقي الجسم، وقد تحدث مشاكل تنفسية، لكن اعتلال الأعصاب قد يظهر في أي مكان. كذلك قد تحدث أعراض اعتلال الأعصاب الذاتية مثل التعرق، وارتفاع الضغط، وتسرع القلب، وقد تحدث اضطرابات النظم القلبية.
بقية الأعراض
قد تحدث الحمى في مرض البورفيريا الحادة المتقطعة، كذلك بعض الأعراض البولية مثل السلس البولي، أو حبس البول، أو تغير لونه، أو تظهر أعراض عصبية مركزية مثل:
- اختلاجات.
- هذيان، وهلوسة.
- عمى قشري.
- سبات.
لا يعاني مريض البورفيرية الحادة المتناوبة من أية أعراض خارج النوب عادةً، ويكون سليماً تماماً، إلا أن 20% إلى 64% من المرضى يعانون من أعراض مزمنة تستمر خارج النوبة. تمثل أبرز تلك الأعراض الألم، والغثيان، والتعب، وعلامات الاعتلال العصبي (التنميل، والوخز)، وارتفاع الضغط.
مضاعفات البورفيريا المتقطعة الحادة
تختلف شدة الهجمات من مريض لآخر، لكن الحالات الغير مشخصة والتي لا تتلقى علاجاً مناسباً ستطور مضاعفات قد تكون مهددة للحياة. تشمل المضاعفات البعيدة الأمد في مرض البورفيريا الحادة المتقطعة ما يلي:
- ارتفاع ضغط الدم المزمن.
- اعتلال الأعصاب المزمن.
- سرطان الخلية الكبدية.
- تشمع الكبد.
- الشلل الجزئي.
- الداء الكلوي المزمن.
- الوفاة.
كيف يتم تشخيص مرض Acute Intermittent Porphyria؟
يعد تشخيص مرض البورفيريا الحادة المتقطعة صعباً، وأظهرت دراسة أن التشخيص يتأخر 15 سنة عند كثير من المرضى لذلك السبب. خلال تلك المدة يخضع العديد من المرضى لاستئصال الزائدة الدودية، والمرارة. تأتي صعوبة التشخيص من تشابه الأعراض مع أمراض كثيرة، لكن وجود قصة عائلية للإصابة بالبورفيريا يجعل التشخيص أسرع. عموماً يجب على الطبيب أن يستفسر عن الأعراض وطبيعتها، ويلاحظ ظهورها على شكل نوبات متفرقة، مع إجراء الفحص الفيزيائي.
كذلك يعد كشف زيادة كمية البورفوبيلينوجين في البول (أكثر من 6 ملغ/لتر) خلال الهجمة الحادة الخطوة الأساسية في التشخيص، فإذا كانت كميته طبيعية أثناء الهجمة (0 إلى 4 ملغ/لتر) يستبعد هذا المرض فوراً. علاوة على ذلك يساعد التحليل الجيني على تأكيد التشخيص ومعرفة نوع البرفيرية التي يعاني منها المريض. من العلامات المخبرية الأخرى اللانوعية لداء البرفيريا الحادة المتقطعة ما يلي:
- نقص صوديوم الدم.
- متلازمة الإفراز غير الملائم للهرمون المضاد للإدرار (SIADH).
- ارتفاع طفيف في الكريات البيضاء الدموية.
- نقص فعالية أنزيم بورفوبيلينوجين ديميناز.
علاج مرض البورفيريا الحادة المتقطعة
يعتمد علاج مرض البورفيريا الحادة المتقطعة على تقليل اصطناع الهيم، بالتالي تقليل إنتاج البورفرين وطلائعه، وعلاج الأعراض، وتجنب المضاعفات. تتضمن الخيارات العلاجية ما يلي:
- الجرعة العالية من الغلوكوز توقف اصطناع الهيم، لذلك يجب تسريب غلوكوز 5% في محلول ملحي 0.9% (لا يُعطى محلول الدكستروز فقط لمنع تفاقم نقص الصوديوم).
- في الهجمات الشديدة (خاصةً في الأعراض العصبية الشديدة) يجب إعطاء الهيماتين (الهيم) لمدة 4 أيام بدل الغلوكوز.
- تسيطر حاصرات بيتا على تسرع القلب وتحمي من حدوث اضطرابات النظم.
- تناول مسكنات الألم (المسكنات المخدرة هي الأكثر فعالية)، والملينات البرازية خلال هجمات مرض البورفيريا الحادة المتقطعة.
- يفيد دواء أولانزابين، أو لورازيبام، أو بروكلوربيرازين في علاج الغثيان والإقياء.
- تعالج نوبة الاختلاج بالغابابنتين لأن معظم مضادات الاختلاج تحرض هجمة البورفيريا.
- يجب تركيب قسطرة بولية إذا حدث احتباس البول.
- دواء غيفوسيران (Givosiran)، وهو عبارة عن RNA صغير متداخل يقلل اصطناع الهيم.
- لا يزال العلاج الجيني قيد الدراسة.
- قد تتطلب الحالة زرع الكبد إذا كانت الهجمات معندة للعلاج، ومهددة للحياة، وتؤثر على حياة المريض بشديدة.
من الجدير ذكره أن البورفيريا الحادة المتقطعة هي الشكل الشائع لمرض البورفيريا الحاد.
بعض النصائح الأخرى لمرضى البورفيريا المتقطعة AIP
يجب إيقاف كل مسببات هجمات مرض البورفيريا الحادة المتقطعة مثل الأدوية، كذلك يمكن إعطاء مشابهات الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية للنساء عندما تتعلق الهجمات بالدورة الشهرية. يعد تسريب الهيماتين الوقائي مفيداً أيضاً. كذلك يجب على المريض تناول حمية مرتفعة الكربوهيدرات خلال الهجمات، وإذا لم يكن قادراً على الأكل يجب تسريب الغلوكوز وريدياً. أما خارج الهجمات فإن تناول نظام غذائي متوازن أكثر أهمية من تناول الحية الغنية بالغلوكوز.
الإنذار في داء البورفيرية الحادة المتقطعة
لا يوجد علاج يشفي مرض البورفيريا الحادة المتقطعة باستثناء زراعة الكبد، لكن بقية العلاجات تريح من الأعراض وتمنع حدوث الاختلاطات. من الجدير ذكره أن التأخر في العلاج قد يكون مميتاً وتحدث أغلب وفيات مرضى البورفريا المتقطعة بسبب:
- الخطأ في تشخيص البرفيرية الحادة المتقطعة والذي يؤدي إلى تأخر العلاج فتصبح الحالة سيئة.
- وضع المريض على جهاز التهوية الآلية لمدة طويلة بسبب ضعف العضلات التنفسية.
- توقف القلب بسبب اضطرابات النظم.
كيفية الوقاية من مرض البورفيريا الحادة المتقطعة
لا يمكن الوقاية من حدوث مرض Acute Intermittent Porphyria، لكن يمكن الوقاية من تكرر هجماته من خلال:
- الحفاظ على تغذية جيدة، وتناول كمية كافية من الكربوهيدرات، وجنب الحميات الشديدة التي تنقص الوزن فجأةً.
- تجنب الأدوية المسببة، والتدخين، والكحول.
- الابتعاد عن الإرهاق والتوتر النفسي والجهد الفيزيائي.
هل مرض البورفيريا الحادة المتقطعة قابل للشفاء؟
يعد زرع الكبد العلاج الشافي الوحيد من مرض البرفريا الحادة المتناوبة المتقطعة، وهو يجرى لمرضى محددين.
هل البورفريا المتقطعة الحادة خطيرة؟
تختلف الحالة من شخص إلى آخر فبعض الأشخاص لا يعانون من أية أعراض، والبعض الآخر تحدث لديهم هجمات خطيرة ومضاعفات شديدة قد تكون مميتة.
أ تصيب البورفيريا المتقطعة الجلد؟
لا، لا يسبب هذا النوع من البورفيريا أي أعراض جلدية.
تحدثنا عن أبرز أعراض مرض البورفيريا الحادة المتقطعة، ومحرضات هجماته، وتشخيصه، وعلاجه. يعد مرض Acute Intermittent Porphyria حالة نادرة وهي جزء من مجموعة أمراض وراثية تسمى البورفيريا. كذلك يختلف هذا النوع من البورفريا عن بقية الأنواع بأن أعراضه عصبية بشكل أساسي، وهو لا يصيب الجلد فلا تظهر على المريض بثور أو فقاعات، ولا يحدث طفح. مع أن علاج هذه الحالة تطور كثيراً في العقود الأخيرة، إلا أن التأخر في التشخيص والعلاج قد يكون قاتلاً.
عذراً التعليقات مغلقة