الخراج في الجسم (abscess in the body)؛ أبرز أنواعه وأعراضه وكيفية علاجه والوقاية منه

أحمد بكورة
نشرت منذ أسبوع واحد يوم 17 أبريل, 2024
بواسطة أحمد بكورة
الخراج في الجسم (abscess in the body)؛ أبرز أنواعه وأعراضه وكيفية علاجه والوقاية منه

الخراج في الجسم (abscess in the body) من الأمراض الشائعة خاصةً ذلك الذي تصيب الجلد. قد يظهر الخراج في أي مكان من الجسم بما في ذلك الأعضاء الداخلية، ويجب الحذر في هذه الحالة من أذية العضو المصاب. تعرف على أهم 3 أنواع للخراجات التي تصيب البشر، وكيفية علاج الخراج، والوقاية منه.

ما هو الخراج في الجسم؟

الاسم العلمي للمرض خراج
أسماء أخرى لا يوجد
تصنيف المرض إصابة إنتانية
التخصص الطبي المعالج حسب مكان الخراج (أطباء الجلدية، والأسنان، والجراحة العامة)
أعراض المرض ألم، حمى
درجة انتشار المرض شائع
الأدوية المعالجة صادات حيوية

الخراج في الجسم عبارة عن كتلة طرية مكونة من الصديد (القيح)، والبكتيريا، والحطام الخلوي قد تحدث الخراجات في أي مكان سواءً داخل الجسم أو في الجلد. يكون خراج الجلد سهل الجس ومحاط عادةً بمنطقة ملونة (من الوردي إلى الأحمر الغامق)، أما الخراجات الداخلية فهي لا ترى، لكنها قد تسبب أذية العضو المصاب.

على عكس باقي الإنتانات البكتيرية لن تفيد الصادات الحيوية وحدها في علاج الخراج، بل يحتاج الأمر إلى فتحه وتصريف الصديد منه. لنتعرف على أبرز أنواعه، وأعراضه، وكيفية علاجه.

أسباب الإصابة بالخراجات

تنشأ الغالبية العظمى من الخراريج بسبب الإنتانات (عدوى بكتيرية غالباً، وقد تكون فطرية، أو طفيلية، أو فيروسية)، وتعد الإصابة بالجراثيم العنقودية أكثر الأسباب. يحدث الخراج في الجسم عندما تصاب منطقة أو نسيج في الجسم بالإنتان، ويحاول الجهاز المناعي محاربته واحتوائه. تعبر كريات الدم البيضاء جدران الأوعية الدموية في المنطقة المصابة وتتجمع هناك، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث الالتهابات. كذلك يظهر الصديد خلال عملية مقاومة البكتيريا، وعندها يكتمل ظهور الخراج. يتألف الصديد من السوائل، وخلايا الدم البيضاء الحية والميتة، والنسيج الميت، والبكتيريا أو المادة الغريبة المسببة.

من الجدير ذكره أن وجود أذية جلدية يسهل من دخول البكتيريا وتشكيل الخراج الجلدي، كذلك يحدث الدمل عند انسداد قناة الغدد الدهنية، أو العرقية، أو جريب الشعرة. علاوة على ذلك قد يسبب وجود جسم غريب داخل النسيج نفس تأثير الإنتان في جلب الكريات البيضاء وتشكيل خراج. تحدث الخراجات الداخلية عادةً كاختلاط لمرض آخر (إنتان في مكان آخر من الجسم غالباً)، مثلاً تنتشر الجراثيم بعد انفجار الزائدة الدودية (بسبب التهابها) إلى أجزاء بطنية أخرى، الأمر الذي يؤدي إلى ظهور خراج في البطن. كذلك قد تظهر تلك الخراجات بسبب الأذيات العميقة، أو بعد الجراحة.

العوامل التي تزيد خطر الإصابة بخراج الجسم

توجد عدة عوامل تزيد خطر حدوث الخراج في الجسم مثل:

  • ضعف الجهاز المناعي (كما يحدث عند مرضى الإيدز، والمُعالجين بالكيميائي).
  • السكري.
  • التماس مع أشخاص مصابين بعدوى جلدية، أو لديهم حالات جلدية مزمنة مثل حب الشباب والأكزيما.
  • الإصابة بالسرطان.
  • الداء المنجلي.
  • آفات الأوعية المحيطية.
  • داء كرون.
  • الحروق أو الرضوض الشديدة.
  • البدانة.
  • حامل البكتيريا العنقودية.
  • إدمان الكحول أو المخدرات الوريدية.
  • أمراض التهابية مثل التهاب الغدد العرقية القيحي.
  • قلة النظافة الشخصية.
  • العضات الحيوانية أو البشرية.
  • انحشار جسم غريب في النسيج.

تنتج بعض أنواع العنقوديات ذيفان يدعى لوكوسيدين بانتون فالانتين، وهو من مؤهبات تكرار الخراج في الجسم.

أنواع الخراج

تعد أنواع الخراج كثيرة جداً، لأنه يظهر في أي مكان، لكن يمكن تقسيمه عموماً إلى 3 أنواع.

خراج الجلد.

قد يتطور الخراج في الجسم تحت الجلد مباشرةً ويدعى عندها بخراج الجلد (Skin abscesses)، وهذا النوع شائع وسهل العلاج، كذلك فهو يقسم إلى عدة أنواع فرعية وهي:

يتجمع الصديد في الحفرة الإبطية ما يؤدي إلى ظهور خراج الإبط. يعد التهاب الغدد العرقية القيحي أحد الأسباب الشائعة لذلك.

يؤدي عدم علاج العدوى في الثدي إلى ظهور هذا النوع، وهو شائع عند المرضعات.

  • الخراجات الشرجية المستقيمية (يتوضع هذا النوع تحت الجلد حول الشرج أو المستقيم).
  • خراج كيس الشعر (يظهر أسفل العمود الفقري).
  • خراجات المنطقة الإربية (groin).
  • خراج المهبل (خراج بارثولين).
  • الدمامل (خراجات جريبات الأشعار).

الخراج في الجسم؛ خراجات الفم

يصيب هذا النوع الأسنان، واللثة، والحلق. تحدث الخراجات السنية حول الأسنان، وقد تظهر في قمة جذر السن (خراج قمي) نتيجة إصابات وفجوات الأسنان، أو في العظام والأنسجة التي تدعمه (خراج دواعم السن) نتيجة التهاب دواعم السن أو أمراض اللثة. كذلك يعد الخراج اللثوي أحد أنواع خراجات الفم، وهو يحدث في اللثة ولا يصيب الأسنان عادةً. من الأنواع الأخرى لخراج الفم:

  • خراج اللوزتين (يحدث خلف اللوزة وهو شائع في المراهقين).
  • الخراج حول اللوزة أو خراج كوينزي (بين اللوزة وجدار البلعوم).
  • الخراج خلف البلعوم.

الخراجات الداخلية

تعد الخراجات الداخلية من أنواع الخراج المهمة، وهي أقل شيوعاً من الأنواع السابقة الخارجية، ويكون تشخيصها وعلاجها أصعب. من أهم أنواعها:

  • خراجات البطن (تصيب هذه الخراجات الكبد، والبنكرياس، والكلية، ومختلف الأعضاء، والأماكن في تجويف البطن).
  • الخراجات الصدرية (مثل خراجة الرئة).
  • خراج النخاع الشوكي.
  • الخراجات الدماغية.

علامات وأعراض الخراج في الجسم

تختلف أضرار الخراج في الجسم حسب مكانه، لكن تشترك كل أنواعه بحدوث الألم غالباً. تكون الخراجات الجلدية سهلة الرؤية، وتبدو كمنطقة محمرة، ومرتفعة، ومتورمة، ودافئة، ومُمضة، ونلاحظ أن الجلد المحيط سميك عادةً. قد يبدو الخراج أبيض أو أصفر بسبب تجمع الصديد تحت الجلد، ومن الأعراض الأخرى الألم، والحمى، والقشعريرة، وخروج سائل صديدي أحياناً. تعطي خراجات الفم الأعراض الآتية:

  • ألم الخراج شديد.
  • تورم اللثة، أو الفك، أو أرضية الفم، أو الخدين.
  • الحمى.
  • حساسية الأسنان.
  • صعوبة البلع.
  • صعوبة فتح الفم.

أما بالنسبة للخراجات الداخلية، وتلك التي تحدث عميقاً تحت الجلد فلا تكون أعراضها واضحة تماماً. تعطي تلك الخراجات أعراضاً حسب مكانها وأخرى عامة، ومن أبرز الأعراض العامة ما يلي:

  • التعب.
  • حالة عامة سيئة.
  • الألم.
  • الحمى والقشعريرة.
  • التعرق الغزير.
  • فقد الشهية.
  • خسارة الوزن.

قد تسبب خراجات الكبد يرقان، أما خراجات الرئة فقد تسبب السعال وضيق النفس.

مضاعفات الخراج

قد يسبب الخراج في الجسم مضاعفات شديدة أحياناً مثل:

  • الحمى وتورم العقد اللمفية.
  • انتشار العدوى.
  • إنتان الدم.
  • التهاب شغاف القلب.
  • ذات عظم ونقي.
  • تموت النسيج في منطقة الخراج.
  • الجمرة (مجموعة دمامل).

كيف يتم تشخيص الخراج في الجسم؟

تُشخص الخراجات الجلدية من خلال الفحص السريري، ويسأل الطبيب عن الأعراض. كذلك قد يأخذ الطبيب عينة من القيح لفحصها وتحديد نوع البكتيريا المسببة بدقةً، ما يساعد على تحديد أفضل علاج للحالة. أما الخراجات العميقة فهي صعبة التشخيص لأنها غير مرئية، لذلك يستعين الطبيب بالإجراءات الآتية للتشخيص:

  • الإيكو
  • التصوير المقطعي المحوسب CT (طبقي محوري).
  • الرنين المغناطيسي MRI.

علاج الخراج في الجسم

تُشفى الخراجات الصغيرة، والخراجات القريبة جداً من الجلد عفوياً دون علاج. يعتمد علاج بقية الخراجات الجلدية على استخدام الصاد الحيوي المناسب، مع إجراء شق جراحي وتصريف القيح من الخراج. يقوم الطبيب بتخدير المنطقة المصابة موضعياً، وإحداث شق صغير يسمح بخروج الصديد المحتبس، ويترك الخراج مفتوحاً لمنع تجمع القيح ثانيةً. بعد خروج كل القيح يجب غسل جوف الخراج بالمحلول الملحي، ثم توضع قطع الشاش فوق الخراج وقطعة ضماد نظيفة لتغطيته، وسيشفى الجرح تلقائياً بعد عدة أيام تاركاً ندبة مكانه. تفيد المضادات الحيوية أيضاً بالنسبة لخراجات اللثة، كذلك سيُجري الطبيب تصريف جراحي للخراج، وقد يتطلب الأمر إجراء معالجة لبية أو قلع الأسنان المصابة أيضاً.

نصائح لعلاج الخراج في الجسم منزلياً

يمكن علاج الخراج في المنزل إذا كان صغير الحجم (أقل من 1 سم) باستخدام الكمادات الدافئة، من خلال وضعها على المنطقة المصابة 10 دقائق 4 مرات يومياً. كذلك تفيد بعض الأدوية التي لا تحتاج وصفة طبية مثل كريمات الصادات الحيوية الموضعية التي تطبق على الجلد، لكن لا يجب محاولة تصريف القيح منزلياً. علاوة على ذلك تجنب عصر الخراج حتى لا تنتشر البكتيريا إلى المناطق الأخرى من الجلد. لا تدخل إبرة أو أي أداة حادة داخل الخراج، حتى لا تؤذي البنى الواقعة تحته مثل الأوعية الدموية، أو تنشر العدوى إلى الأماكن المجاورة.

علاج الخراجات الداخلية العميقة

أخيراً يُعالج الخراج في الجسم الذي يظهر في الأعضاء الداخلية برشف محتوياته بالإبرة. يدخل الطبيب إبرة بزل إلى جوف الخراج، وذلك بتوجيه الإيكو أو الCT، بعد التخدير الموضعي أو العام، ثم يسحب القيح المتجمع. علاوةً على ذلك قد يدخل الطبيب قثطرة إلى جوف الخراج من خلال شق صغير في الجلد لسحب الصديد باستمرار، وتبقى القثطرة أسبوع أو أكثر. كذلك تستخدم الصادات الحيوية للقضاء على الإنتان ومنع تكرار الخراج. أخيراً تعد الجراحة من الطرق الأخرى للتخلص من الخراج الداخلي، ويلجأ الطبيب لها في الحالات الآتية:

  • الخراج كبير جداً ولا يمكن بزله بالإبرة.
  • لا يمكن إدخال الإبرة إلى جوف الخراج بأمان.
  • لم تكن الإبرة كافية في تفريغ الصديد.

متى يجب على مرضى الخراج الحصول على مساعدة طبية طارئة؟

يجب على المريض الذي لديه الخراج في الجسم طلب المساعدة الطبية الطارئة إذا انطبقت عليه إحدى الحالات الآتية:

  • يعاني من ضعف المناعة.
  • يتلقى العلاج الكيميائي.
  • خضع لعملية زرع الأعضاء.
  • الخراج الكبير الذي لم يشفى خلال أسبوعين مع وجود الحمى.
  • انتشار الخراج إلى أماكن أخرى بالجسم.
  • إذا أصبح الخراج أكثر ألماً أو سبب خفقان القلب.
  • الجلد حول الخراج متورم أو أحمر بشدة.

كذلك يجب إخبار الطبيب فوراً إذا حدث الخراج عند مريض كان مقبولاً في المشفى منذ فترة قريبة.

كيفية الوقاية من حدوث الخراجات

تساعد بعض الإجراءات في الوقاية من تكرار الخراج في الجسم مثل:

  • إيقاف التدخين.
  • عدم مشاركة المناشف، وشفرات الحلاقة، وفرشاة الأسنان مع أحد.
  • غسل اليدين بانتظام.
  • الحفاظ على نظام غذائي صحي.
  • تجنب خدش الجلد أثناء الحلاقة.
  • حافظ على نظافة الجسم.
  • الحفاظ على نظافة وصحة الأسنان.
  • اعتنِ بالجروح وحافظ على نظافتها وعقامتها.

تكون الخراجات الداخلة غالباً مضاعفات لأمراض أخرى، والوقاية منها معقدة وصعبة.

مشاهير أصيبوا بخراجات في الجسم

عانى بعض المشاهير من الخراجات مثل:

  • توم هانكس.
  • باريس جاكسون.
  • راي جاي.
  • فيرن ماكان.
  • فيفيك داهيا.
  • كريسي روك.

الأسئلة الشائعة عن الخراج في الجسم

هل الخراج مرض معدي؟

نعم، لذلك ينصح بتجنب التماس مع الأشخاص المصابين بالخراج، وتجنب استعمال أشيائهم الشخصية مثل شفرة الحلاقة وفرشاة الأسنان والمناشف.

ختاماً يعد ظهور الخراج في الجسم حالة طبية شائعة جداً، وتختلف خطورة الحالة حسب نوع الخراج، وموقعه، وحجمه، وحالة المريض الصحية. سارع إلى زيارة الطبيب عندما تكتشف وجود خراج في جلدك، أو تشعر بأعراض الخراجات الداخلية لكي تتلقى العلاج المناسب.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق