تربس القطن؛ أهم 4 أسباب وعوامل تشجع إصابة محصول القطن به، وكل ما يهم المزارع

المهلب مرهج
نشرت منذ 3 أسابيع يوم 10 أبريل, 2024
تربس القطن؛ أهم 4 أسباب وعوامل تشجع إصابة محصول القطن به، وكل ما يهم المزارع

يعتبر تربس القطن (Cotton thrips) من الآفات الزراعية التي تصيب محصول القطن وتضعف الإنتاج، ويسبب هذا التربس خسائر في مردود مزارعي القطن إلى حد قد يكون كبيرا مع إهمال المزارع للمكافحة والوقاية السليمة، فما هي علامات ومظاهر الإصابة بتربس القطن، وكيف يمكن مكافحة تربس القطن عند حدوث الضرر؟

آفة تربس القطن

تعد حشرة تربس القطن من الحشرات الاقتصادية التي تصيب محصول القطن، ويحصل هذا في مناطق زراعة القطن المهملة خاصة. كما تهاجم هذه الحشرة النباتات الأخرى التي توجد في حقول القطن كالفليفلة والبندورة وغيرها. تنتشر هذه الآفة في مناطق زراعة القطن حول العالم، كأمريكا الشمالية والجنوبية، وأوروبا الشرقية والغربية، وآسيا الصغرى، ودول شرق المتوسط بصورة خاصة، لملائمة المناخ والظروف البيئية لهذه الحشرة.

الوصف

وصف هذه الحشرة

 

إن حشرة تربس القطن هي حشرة صغيرة مثل حشرات المن والبق الدقيقي وتشبه مثيلاتها من حشرات التربس كتربس الخيار وغيرها.

الحشرة الكاملة

إن الحشرة الكاملة لا يزيد طولها عن 2 مم. اللون العام برتقالي ليموني، وسطح الجسم مقسم ومتطاول كالإبرة العريضة. بينما الأجنحة في هذا التربس والأرجل وقرني الاستشعار فبلون أصفر أرجواني.

حوريات تربس القطن

أما الحوريات أو الأطوار غير الكاملة فتكون بلون باهت أو فاتح في البداية، ثم يتدرج متحولاً إلى اللون الأصفر الليموني مع التقدم في العمر، والحوريات أصغر من الحشرات الكاملة من التربس.

الإصابة بتربس القطن

تتجلى مظاهر وأعراض الإصابة بتربس القطن، في صورة امتصاص للعصارة النباتية الخلوية بأنسجة القطن. تهاجم التربسات الكاملة وغير الكاملة طبقة البشرة للأوراق، ثم تتغذى بامتصاص عصارتها، مما يؤدي إلى فتصفر الأوراق ولوز (جوز) القطن وتصيبها قروح بيضاء رمادية في ما يشبه لوحة من القشور المتكتلة الصغيرة. يغطى سطح أوراق القطن والثمار بنقاط سوادء مبيضة من مفرزات التربسات وانسلاخاتها، فيعيق ذلك تنفس الأوراق وتتدهور القيمة التجارية لمحصول القطن الكلي الناتج. أيضًا، فمن أعراض الإصابة تشوه الورقة المصابة وقد تتجعد، كما تشتد الإصابة في مناطق الزراعات الكثيفة من القطن وحيث تتوفر الرطوبة المحببة عند التربس.

خطورة تربس القطن

تنبع خطورة تربس القطن، من أن هذه الآفة تضعف نبات القطن في أماكن الإصابة، مما يؤدي لانجذاب حشرات أخرى إلى الحقول المصابة كدودة لوز القطن والدودة القارضة السوداء والدودة القارضة الشتوية وغيرها. نخص من الآفات التي يمكن أن تنجذب حافرات أوراق البندورة، وحفار الذرة الأوروبي. يمكن أيضًا أن تنجذب آفات أخرى غير حشرية، كالفطريات، والبكتريا للتقرح وفيروسات القطن. مع تداخل الآفات، وتفاقم الخطورة ضمن حقول القطن المصابة، قد يضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية IPM لوقاية محصول القطن وتجنب الخسارة الاقتصادية، وبالتالي تجنب التكاليف الزائدة.

دورة الحياة

تتميز حشرة تربس القطن بتكاثر لا جنسي بصورة أساسية، نظرًا لندرة الذكور.

التكاثر اللا جنسي

تضع أنثى التربس البيض بحوالي 65 بيضة بصورة إفرادية ضمن نسيج نبات القطن تحت بشرة الأوراق المصابة. يمكن أن يوضع أيضًا داخل جوز القطن الصغير ولوزه. يفقس البيض بعد حوالي 5-6 أسابيع أو أقل حسب درجات الحرارة والرطوبة المتوفرة في حقول القطن، ثم تخرج الحوريات من البيض وتبدأ عملها في امتصاص عصارة النبات وقتله بالتدريج.

متابعة التطور

تشرع التربسات الصغيرة أو الحوريات في امتصاص العصارة النباتية الخلوية وخاصة ما بين الأنسجة البرانشيمية لأوراق القطن، ثم تتابع تطورها فتعطي التربسات الكاملة. قد تعيش الحشرات الكاملة فترة تمتد من 4-5 أسابيع. كما تبين أن تطور هذا التربس يحتاج لرطوبة عالية بحوالي 80%. أيضًا فإن عذراى هذا التربس تموت إذا انخفضت الرطوبة عن 50% في حقول القطن المصابة.

أجيال تربس القطن

يختلف عدد الأجيال، حسب درجات الحرارة، والظروف البيئية السائدة وخاصة الرطوبة عمومًا، فإن لهذا التربس حوالي 3-4 أجيال سنويًا في حقول القطن المزروعة بعليًا، و 5 أجيال في الحقول المزروعة مطريًا.

عوامل تشجع الإصابة

هناك عوامل تشجع الإصابة بتربس القطن، وأهم العوامل أربعة:

  1. ارتفاع الكثافة النباتية في حقول القطن نتيجة عدم إلمام المزارع بالطريقة السليمة لزراعة، وإهمال مسافات الزراعة.
  2. كما أن ارتفاع الرطوبة عن 50% في حقول القطن يشجع هذا التربس كثيرًا لكي يصيب المحصول.
  3. عدم عناية المزارع بالحالة العامة لحقل القطن من تسميد، وري، وتعشيب، وعزيق.
  4. وجود الأعشاب الضارة في حقل القطن بصورة موبوءة يشجع العذارى على التكاثر والتنقل بين المحصول.

مكافحة تربس القطن

سبل مكافحة الآفة

 

لمكافحة تربس القطن، تتبع جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية.

مكافحة وقائية

تتم المكافحة الوقائية بتجنب المزارع للكثافة النباتية العالية في حقول القطن، فهي تشجع تكاثر الآفات وانتقالها وتمنع التهوية والتنفس عن نباتات القطن. أيضًا يجب أن تتم زراعة القطن على مسافات مناسبة، كما يتخلص المزارع من الأعشاب الضارة في حقل القطن بصورة تامة، ويعتني بري الحقل بطريقة متوازنة. أيضًا، فإن زيادة الرطوبة في حقول القطن تشجع الإصابة بالتربس، لذلك، يخفف المزارع الرطوبة قدر الإمكان من خلال عدم زيادة الري عن حده، فيجب أن يكون الري منتظم (ويفضل استعمال الري بالتنقيط وأسلوب التسميد بالأسمدة الذوابة مع مياه الري).

مكافحة علاجية

تتم المكافحة العلاجية بمجرد أن تستدعي الخطورة استعمال المبيد في حقول القطن؛ أي ظهور أعراض الإصابة بما يزيد عن 15% وتتم المكافحة من خلال أحد المبيدات الفوسفو- عضوية. يمكن استعمال المبيد دايمثوات (Dimethoate) بالرش على أوراق ولوز القطن. كما يعطي المبيد مالاثيون Malathion نتائج جيدة في حقول القطن المصابة وخاصة في حال تداخل آفات أخرى مع التربس، ويمكن أيضًا استعمال المبيد باراثيون ميثيل Parathion- methyl أو ميتا سيستوكس.

إجراءات الإدارة المتكاملة

إن الإدارة المتكاملة لتربس القطن تتم من خلال جملة من الإجراءات الزراعية والميكانيكية والعلاجية والعنائية.

الإدارة بالعمليات الزراعية

يعتمد المزارع على حراثة عميقة أولية لترب القطن بحوالي 30 سم، يتبعها حراثة سطحية 10- 12 سم لتنعيم وتفتيت التربة والتخلص من عذارى وبيوض الآفات. كما يراعي المزارع قدر الإمكان تجنب الكثافة النباتية في حقول القطن وإعطاء مساحة غذائية كافية لكل نبتة قطن لتحصل على نصيبها من تهوية وغذاء وإضاءة.

المكافحة المتكاملة

من أجل هذه الغاية يتم استعمال مصائد خاصة كرتونية أو خشبية توزع في الحقل لصيد فراشات الأنفاق كحفار الذرة الأوروبي وحفارة أوراق البندورة Tuta absulota ودودة لوز القطن Helicoverpa armigera ودودة ثمار البندورة وغيرها. كما يعتمد المزاع على استعمال سماد بلدي متخمر لمدة لا تقل عن 6-8 سنوات ثم نشره وتوزيعه في حقول القطن. أيضًا، يستعمل المزارع مبيدات فطرية للقضاء على الفطور التي تحب الرطوبة، حيث وجود التربس يشجعها، من خلال استعمال المبيد مانكوزيب Mancozeb funjacide. كما يراعي المزارع قدر الإمكان تجنب الكثافة النباتية في حقول القطن وإعطاء مساحة غذائية كافية لكل نبتة قطن لتحصل على نصيبها من تهوية وغذاء وإضاءة

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على تربس القطن ومدى خطورته في حال تفاقم الإصابة ضمن حقول القطن المزروعة. كما يكون المزارع قد تعرف على سبل المكافحة والوقاية والعلاج الممكن لهذا التربس، حيث تسبب كثير من الحشرات أضرار اقتصادية وتدني في الإنتاج الزراعي في حقول القطن ووجبت مكافحتها بالوقاية قبل العلاج.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة