تربس الفلفل Pepper thrips؛ أهم 5 أسباب وعوامل تشجع الإصابة به في حقول الفليفلة الحدة والحلوة، ومعلومات للمزارع

المهلب مرهج
نشرت منذ أسبوعين يوم 10 أبريل, 2024
تربس الفلفل Pepper thrips؛ أهم 5 أسباب وعوامل تشجع الإصابة به في حقول الفليفلة الحدة والحلوة، ومعلومات للمزارع

يعتبر تربس الفلفل (Pepper thrips) من الآفات الزراعية التي تصيب محصول الفلفل أو الفليفلة الحلوة والحريفة وتضعف الإنتاج، ويسبب هذا التربس خسائر في مردود مزارعي الفليفلة إلى حد قد يكون كبيرًا مع إهمال المزارع للمكافحة والوقاية السليمة، فما هي علامات ومظاهر الإصابة بتربس الفلفل، وكيف يمكن مكافحة تربس الفلفل عند حدوث الضرر؟

آفة تربس الفلفل

تعد حشرة تربس الفلفل من الحشرات الاقتصادية التي تصيب محصول الفليفلة الحلوة والحريفة (الحدّة)، ويحصل هذا في مناطق زراعة الفليفلة المهملة خاصة. كما تهاجم هذه الحشرة النباتات الأخرى التي توجد في حقول الفليفلة كالعائلة الباذنجانية والقرعية وغيرها. تنتشر هذه الآفة في مناطق زراعة الفليفلة حول العالم، كأمريكا الشمالية والجنوبية، وأوروبا الشرقية والغربية، وآسيا الشرقية والغربية، ودول شرق المتوسط بصورة خاصة، لملائمة المناخ والظروف البيئية لهذه الحشرة وخاصة الرطوبة والحرارة.

وصف التربس

وصف شكل الآفة

إن حشرة تربس الفلفل هي حشرة صغيرة مثل حشرات المن والبق الدقيقي وتشبه مثيلاتها من حشرات التربس كتربس الأزهار وغيرها.

الحشرة الكاملة للآفة

إن الحشرة الكاملة لا يزيد طولها عن 2-3 مم. اللون العام برتقالي أصفر، وسطح الجسم مقسم ومتطاول كالإبرة العريضة وتشبه حشرة إبرة العجوز الأوروبية. بينما الأجنحة في هذا التربس والأرجل وقرني الاستشعار فبلون أصفر أقل غمقًا حيث يكون فاتح أو أبيض.

حوريات تربس الفلفل

أما الحوريات أو الأطوار غير الكاملة فتكون بلون باهت أو فاتح في البداية، ثم يتدرج متحولاً إلى اللون الأصفر الغامق مع التقدم في العمر، والحوريات أصغر من التربسات الكاملة.

الإصابة بتربس الفلفل

مظاهر الإصابة بالآفة

تتجلى مظاهر وأعراض الإصابة بتربس الفلفل، في صورة امتصاص للعصارة النباتية الخلوية بأنسجة أوراق الفليفلة بصورة خاصة. تهاجم التربسات الكاملة وغير الكاملة طبقة البشرة للأوراق، ثم تتغذى بامتصاص عصارتها، فتصفر الأوراق ونموات الفليفلة الغضة الفتية والحديثة عمرًا وتصيبها قروح بيضاء رمادية في ما يشبه لوحة من الحبوب الطولية المتكتلة الصغيرة.

تفاقم الإصابة بالحشرة

يغطى سطح أوراق الفليفلة والثمار المصابة بنقاط سوادء مبيضة من مفرزات التربسات وانسلاخاتها، فيعيق ذلك تنفس الأوراق وتتدهور القيمة التجارية لمحصول الفليفلة الكلي الناتج. أيضًا، فمن أعراض الإصابة تشوه الورقة المصابة وقد تتجعد وتلتف حوافها ثم تسقط أو تبقى في حالة مشوهة على النبات، كما تشتد الإصابة في مناطق الزراعات الكثيفة من الفليفلة وحيث لا يعنى المزارعون بمسافات الزراعة وخطورة الكثافة النباتية الزائدة.

خطورة تربس الفلفل

تنبع خطورة تربس الفلفل، من أن هذه الآفة تضعف نبات الفليفلة في أماكن الإصابة، مما يؤدي لانجذاب حشرات أخرى إلى الحقول المصابة كحافرة أوراق البندورة Tuta absoluta وفراشة الطماطم والعث والذباب وغيرها. نخص من الآفات التي يمكن أن تنجذب حفار الذرة الأوروبي والدودة السلكية المخططة. يمكن أيضًا أن تنجذب آفات أخرى غير حشرية، كالفطريات بياض دقيقي، بياض زغبي)، وفيروسات مثل فيروس الزعترة (تجعد واصفرار البندورة). مع تداخل الآفات، وتفاقم الخطورة ضمن حقول الفليفلة المصابة، قد يضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية IPM لوقاية محصول الفليفلة وتجنب الخسارة الاقتصادية، وبالتالي تجنب التكاليف الزائدة في حال تضرر المحصول والقضاء عليه.

دورة حياة الحشرة

تتميز حشرة تربس الفلفل بتكاثر لا جنسي بصورة أساسية، نظرًا لندرة الذكور.

التكاثر اللا جنسي للحشرة

تضع أنثى التربس البيض بحوالي 60- 75 بيضة بصورة إفرادية ضمن نسيج نبات الفليفلة تحت بشرة الأوراق المصابة. يمكن أن يوضع أيضًا في زوايا الأفرع المتشابكة والمتزاحمة القريبة من سطح التربة. يفقس البيض بعد حوالي 3-4 أسابيع أو أقل حسب درجات الحرارة والرطوبة المتوفرة في حقول الفليفلة والخضار، ثم تخرج الحوريات من البيض وتبدأ عملها في امتصاص عصارة النبات وإضعاف الأوراق والحالة العامة للمحصول.

متابعة تطور الآفة

تشرع التربسات الصغيرة أو الحوريات في امتصاص العصارة النباتية الخلوية وخاصة ما بين الأنسجة البرانشيمية لأوراق الفليفلة، ثم تتابع تطورها فتعطي التربسات الكاملة. قد تعيش الحشرات الكاملة فترة تمتد من 4-5 أسابيع أو لشهرين في حال توافر الظروف الملائمة. كما تبين أن تطور هذا التربس يحتاج لرطوبة عالية بحوالي 80- 85%. أيضًا فإن عذراى هذا التربس تموت إذا انخفضت الرطوبة عن 50% في حقول الفليفلة المصابة، وكذلك فهي تحتاج لحرارة مناسبة.

أجيال تربس الفلفل

يختلف عدد الأجيال، حسب درجات الحرارة، والظروف البيئية السائدة وخاصة الرطوبة عمومًا، فإن لهذا التربس حوالي 3-4 أجيال سنويًا في حقول الفليفلة المزروعة بعليًا، و 5 أجيال في الحقول المزروعة مطريًا.

عوامل تشجع الإصابة بالآفة

هناك عوامل تشجع الإصابة بتربس الفلفل، وأهم العوامل خمسة:

  1. إهمال مسافات الزراعة الملائمة لزراعة الفليفلة، كما تختلف المسافات بين الفليفلة الحلوة والفليفلة الحريفة (الحدّة).
  2. ارتفاع الكثافة النباتية في حقول الفليفلة نتيجة عدم إلمام المزارع بالطريقة السليمة للزراعة، وزيادة الكثافة النباتية.
  3. كما أن ارتفاع الرطوبة عن 50% في حقول الفليفلة يشجع هذا التربس كثيرًا لكي يصيب المحصول، وخاصة عند رطوبة 70- 80%.
  4. عدم عناية المزارع بالحالة العامة لحقل الفليفلة من تسميد، وري، وتعشيب، وعزيق.
  5. وجود الأعشاب الضارة في حقل الفليفلة بصورة موبوءة يشجع عذارى التربسات على التكاثر والتنقل بين المحصول.

مكافحة تربس الفلفل

مكافحة الآفة في حقول الفليفلة الحلوة والحدة

 

لمكافحة تربس الفلفل، تتبع جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية.

مكافحة وقائية للحشرة

تتم المكافحة الوقائية بتجنب المزارع للكثافة النباتية العالية في حقول الفليفلة، فهي تشجع تكاثر الآفات وانتقالها وتمنع التهوية والتنفس عن النباتات. أيضًا يجب أن تتم زراعة الفليفلة على مسافات مناسبة، وهي في حال الفليفلة الحلوة 70 سم بين السطور و 45 سم بين النباتات، وبالنسبة للفليفلة الحدّة 70 سم بين السطور، و 25-30 سم بين النباتات. كما يتخلص المزارع من الأعشاب الضارة في حقل الفليفلة بصورة تامة، ويعتني بري الحقل بطريقة متوازنة. أيضًا، فإن زيادة الرطوبة في حقول الفليفلة تشجع الإصابة بالتربس، لذلك، يخفف المزارع الرطوبة قدر الإمكان من خلال عدم زيادة الري عن حده، فيجب أن يكون الري منتظم (ويفضل استعمال الري بالتنقيط وأسلوب التسميد بالأسمدة الذوابة مع مياه الري) وبهذا تزداد مقاومة نباتات الفليفلة.

مكافحة علاجية للآفة

تتم المكافحة العلاجية بمجرد أن تستدعي الخطورة استعمال المبيد في حقول الفليفلة، أي ظهور أعراض الإصابة بما يزيد عن 20% حيث تتم المكافحة من خلال أحد المبيدات الفوسفو- عضوية. يمكن استعمال المبيد دايمثوات Dimethoate بالرش على أوراق وفروع الفليفلة. كما يعطي المبيد مالاثيون Malathion نتائج جيدة في حقول الفليلفة المصابة وخاصة في حال تداخل آفات أخرى مع التربس، ويمكن أيضًا استعمال المبيد باراثيون ميثيل Parathion- methyl أو ميتا سيستوكس بالرش على الأجزاء المصابة.

حلقة استعمال المبيدات ضد الآفة

حرصًا على منع مقاومة الآفات للمبيدات ضمن حقول الفليفلة يلجأ إلى تطبيق حلقة لاستعمال المبيدات، حيث في الموسم الأول للإصابة بالتربس يستعمل المبيد ديمتون إس مثيل Dimeton-S-Methyl. أما في الموسم التالي فيستعمل المبيد باراثيون ميثيل Parathion methyl بالرش على أوراق وثمار وأفرع الفليفلة وقواعد البراعم، وفي الموسم الثالث فالمبيد يكون مالاثيون (Malathion)، مع مراعاة الرش في منتصف الربيع في نيسان/ أبريل أو أيار/ مايو. بالإضافة لذلك، يجب تغيير الحلقة السابقة نفسها كل 9 سنوات من أجل مكافحة دقيقة ولكي لا تكوّن التربسات سلالات مقاومة في حقول الفليفلة المصابة والمتضررة.

إجراءات الإدارة المتكاملة للآفة

إجراءات أساسية لإدارة الآفة

إن الإدارة المتكاملة لتربس الفلفل تتم من خلال جملة من الإجراءات الزراعية والميكانيكية والعلاجية والعنائية. يعتمد المزارع على حراثة عميقة أولية لترب الفليفلة بحوالي 30 سم، يتبعها حراثة سطحية 10- 12 سم لتنعيم وتفتيت التربة والتخلص من عذارى وبيوض الآفات ومنها التربسات. كما يتم استعمال مصائد خاصة كرتونية أو خشبية توزع في حقل الفليفلة والخضار لصيد فراشات الأنفاق كحفار الذرة الأوروبي وحفارة أوراق البندورة Tuta absulota ودودة لوز القطن Helicoverpa armigera ودودة ثمار البندورة وغيرها.

إجراءات كمالية لإدارة الحشرة

يعتمد المزاع على استعمال سماد بلدي متخمر لمدة لا تقل عن 6-8 سنوات ثم نشره وتوزيعه في حقول الفليفلة، والتسميد بالآزوت على ثلاث دفعات فالفليفلة تحتاج للآزوت. أيضًا، يستعمل المزارع مبيدات فطرية للقضاء على الفطور التي تحب الرطوبة، لأن وجود التربس يشجعها، من خلال استعمال المبيد مانكوزيب Mancozeb funjacide على أوراق الفليفة والخضار الحقلية. كما يراعي المزارع قدر الإمكان تجنب الكثافة النباتية في حقول الفليفلة وإعطاء مساحة غذائية كافية لكل نبات منفردًا ليحصل على نصيبه من تهوية وغذاء وإضاءة وسماد وماء.

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على تربس الفلفل ومدى خطورته في حال تفاقم الإصابة ضمن حقول الفليفلة الحريفة الحدّة والحلوة. كما يكون المزارع قد تعرف على سبل المكافحة والوقاية والعلاج الممكن لهذا التربس وبرنامج الإدارة المطبق في حقل الفليفلة المصاب، حيث تسبب كثير من الحشرات أضرار اقتصادية وتدني في الإنتاج الزراعي وتجب مكافحتها لكي لا يخسر المزارع مردوده وإنتاجه.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق