تعتبر دودة ثمار الدراق (Peach fruits insect) من الآفات الزراعية الخطيرة على أشجار الدراق، وتؤدي الإصابة بها إلى خسارة في الإنتاج الزراعي ومردود مزارعي ومربي بساتين الدراق إلى حد قد يكون كبيرا مع تجاهل المزارع وعدم المكافحة، تعرف إلى العوامل التي تشجع الإصابة بها على الأشجار.
الإبلاغ عن انتهاك ح…الإبلاغ عن انتهاك حقوق الطبع والنشر المزعوم
آفة دودة ثمار الدراق
إن دودة ثمار الدراق هي واحدة من الحشرات الاقتصادية التي تسبب الضرر لأشجار الدراق المثمرة التي تصيبها. تصيب هذه الآفة الدراق وتؤثر في زراعته، وتنتشر في بقاع العالم أينما يزرع الدراق، حيث توجد في اليابان، والهند الصينية، وباكستان، وأفغانستان، ودول حوض المتوسط كسوريا والأردن ولبنان.
الإصابة بدودة ثمار الدراق
تتجلى أعراض الإصابة بدودة ثمار الدراق على صورة ثقوب في الثمار تكون واضحة، حيث تشاهد الثقوب بشكل واضح سوداء على ثمار الدراق المصابة. عندما تهاجم اليرقات ثمار الدراق فإنها تتغذى بداخلها على النواة وحتى الوصول للبذرة، ومكان دخول اليرقة هو الذي يكوّن الثقب من الخارج. بعد ذلك، يتحول لون ثمار الدراق المصابة إلى البني المسود.
كما أن الضرر قد يصل إلى 40- 60% في بعض بساتين الدراق قليلة العناية والخدمة. كما أن الآفة تتلف عددًا كبيرًا من الثمار يترواح ما بين 50- 75% منها وهذا يسبب تدني في إنتاج أشجار الدراق. بالإضافة لما تقدم، فقد يصل الضرر مع تفاقم الإصابة وعدم الاهتمام بالمكافحة إلى 100% في بعض البساتين وقد يقضي على بستان دراق بأكمله، خاصةً إذا تواجد مع حفار ساق اللوزيات، وحفار جذور اللوزيات، أو سوسة اللوز، وديدان اللوز والثمار وغيرها.
“اقرأ أيضاً: دودة براعم السفرجل Quince Bud Worm“
وصف الدودة
وصف شكل الحشرة
الحشرة الكاملة للدودة
إن الحشرة الكاملة من دودة ثمار الدراق هي على شكل دبور متوسط الحجم. يبلغ طول الأنثى 7- 7.5مم، بينما يبلغ طول الذكر حوالي 5 مم. أما لون الجسم فهو أسود يميل للأرجواني، والأرجل يكون لونها فاتح أكثر من الجسم نفسه، كذلك يتميز الرأس والصدر بشكلهما العريض مع وجود نقر عديدة بنظام خاص. أما البطن فهو مغزلي الشكل، والأجنحة شفافة كعادة دبابير Hymenoptera في شكل أجنحتها، حيث يتواجد على كل منها بقعة بنية ويمكن بسهولة معرفة هذا الدبور ولكنه صغير الحجم فتتطلب ملاحظته بعض العناء.
يرقات دودة ثمار الدراق
أما اليرقات فهي حليبية كريمية بيضاء أو فضية اللون مقوسة وعريضة الشكل، ورأس اليرقة بني صغير ويختفي ضمن الحلقة الصدرية الأولى. قد لا يزيد طول اليرقة غالبًا عند النضج التام عن 6- 6.5 مم.
عذراء دودة ثمار الدراق
أما العذراء فهي بيضاء اللون وتوجد ضمن شرنقة حريرية خاصة شفافة، وهي تشبه الدبور الكامل كثيرًا وتكون مختبئة في بساتين الدراق بين الأعشاب أو على أجزاء الأشجار أو الأغصان أو بين القلف.
خطورة دودة ثمار الدراق
تنبع خطورة دودة ثمار الدراق، من أن مكان الإصابة نفسه (الثمار) يضعف الأشجار ويعرضها لآفات أخرى من أمثال نمر الإجاص، والأكاروسات وحلم البراعم، والدبور الأحمر، ودودة اللوز. أيضًا فإن ضعف الشجرة العام، يمكنه أن يشجع، بالإضافة لما سبق، آفات جديدة أخرى من أنواع الحفارات من أمثال كابنودس اللوزيات، وخنفساء قلف اللوزيات، وحفار ساق التفاح، والحشرات القشرية التي تصيب اللوزيات. كما أن الإصابة قد تتفاقم وتهدد بساتين دراق مجاورة، مما يضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات ضمن بساتين الدراق لوقايتها وإدارتها.
“اقرأ أيضاً: دودة براعم الزيتون Olive shoots worm“
العتبة الاقتصادية للحشرة
إن المقصود بالعتبة الاقتصادية لدودة ثمار الدراق مدى وجود داع لاستعمال المبيد في بساتين الدراق المصابة، بمعنى آخر الحد الحرج لتعداد المجتمع الحشري، فهل هو يضطر المزارع لاستعمال المبيدات أم أن المكافحة ستكون مكلفة دون وجود فوائد أو منافع من تطبيقها في بستان الدراق الواحد؟ ونميز ثلاث حالات عند الإصابة بهذه الحشرة:
- الحالة الأولى حين تكون أعداد المجتمع الحشري ضمن بساتين الدراق قليلة ولا تستدعي استعمال المبيدات وتكون الأضرار بحوالي 10- 15%، وعدد الثمار المصابة بالثقوب قليل جدًا.
- أما الحالة الثانية فهي عندما تصل أعداد المجتمع الحشري إلى مرحلة مهددة لإنتاجية أشجار الدراق وصحتها، وتتكاثر أعداد المجتمع الحشري بصورة تستدعي تدخل المبيد، وتكون الأضرار فوق 15% وتصل إلى 50% وتظهر الأعراض بوضوح على أماكن الإصابة، والثقوب السوداء في الثمار عددها لا يستهان به.
- بينما الحالة الثالثة فتعني أن الحشرة وصلت بالفعل للحد الحرج وتتطلب تطبيق المكافحة لأن الأضرار أصبحت خطيرة، ولكن رغم ذلك لا ينصح باستعمال المبيدات ضمن بساتين الدراق المصابة فتوجيهات المختصين والفنيين اتجهت نحو ميول أخرى أفضل كالمكافحة الحيوية، والمكافحة الوقائية من دون مبيدات، أو توجيهات لعناية المزارع ببستان الدراق.
عوامل تشجع الإصابة بالدودة
هناك عوامل تشجع الإصابة بدودة ثمار الدراق، ومن أهم هذه العوامل أربعة:
- إهمال المزارع للعناية العامة بشجرة الدراق (تقليم، تسميد، ري)، فهذا يضعف مناعة الشجرة، ويعرضها للإصابة بالدودة.
- كما أن الري المهمل بالزيادة أو بالنقصان لأشجار الدراق يشجع الإصابة بالآفات ومن ضمنها هذه الدودة.
- أيضًا فإن زيادة التسميد الآزوتي No3 تشجع الآفات القشرية والحلم والأكاروسات، وبالتالي تشجع ظهور الآفات كهذه الدودة على شجرة الدراق.
- كذلك، فإن التقليم السيء يعرض شجرة الدراق للصدمات الميكانيكية، خاصة عدم تقليم الأفرع المتشابكة والمتزاحمة، وبالتالي الإصابة بآفات مختلفة من ضمنها هذه الدودة.
دورة حياة الآفة
تمتاز دودة دودة ثمار الدراق بنشاط ربيعي- صيفي وهي تفضل المناخات المتوسطية والمعتدلة التي تمنحها البيئة المناسبة لها.
طور نشاط الدودة
إن طور النشاط يحصل في الجو الربيعي، حيث يتميز الدبور الكامل للدودة بنشاط ربيعي قوي مع أوائل أيار/ مايو في بساتين الدراق قليلة العناية. تتزاوج الحشرات الكاملة في ما بينها، ثم تضع البيض بحوالي 70 بيضة تقريبًا ضمن أجزاء شجرة الدراق من أغصان وفروع وقلف، وبعد ذلك يفقس البيض.
يتم وضع البيض من خلال آلة وضع البيض الخاصة بالحشرة ضمن الثمار الصغيرة الغضة من الدراق، وبعد حوالي 1-2 أسبوع يفقس البيض. اليرقات الخارجة من البيض تتجه مباشرة إلى الثمار ثم تحفر فيها وتتغذى، وقد تتلف اليرقة الواحدة أكثر من ثمرة دراق خلال وقت 7- 10 أيام، ثم يكتمل نمو اليرقات بعد حوالي عدة أسابيع.
طور سكون الدودة
ليس هناك طور سكون واضح للحشرة، لأنها تقضي فصل الشتاء كيرقات ناضجة ضمن الثمار الجافة من الدراق على الأشجار نفسها. تتابع اليرقات التغذية طوال الوقت، ولكن قد يكون هناك طور سكون لبعض اليرقات التي تسكن نتيجة عوامل مختلفة حتى 5 سنوات في شجرة الدراق اللوزية. تتحول اليرقة إلى عذراء بعد 2- 3 أسابيع، أي أنها تتحول لعذارى في بدايات الربيع مع آذار/ مارس، ثم تظهر الحشرات الكاملة مع إزهار الشجرة في نيسان/ أبريل. بعد ذلك، يحصل التزاوج من جديد للحشرة ضمن بساتين الدراق، ثم تعيد الحشرة دورة الحياة.
أجيال دودة ثمار الدراق
يختلف عدد الأجيال حسب العائل والظروف المناخية من ظروف الرطوبة والحرارة، وفي الأغلب، يكون للحشرة 1-3 أجيال في السنة ضمن بساتين الدراق سيئة الخدمة.
“اقرأ أيضاً: دودة ثمار الطماطم Tomato fruits worm“
مراقبة المزارع للبستان المصاب بالآفة
يجب أن يراقب المزارع البستان المصاب بدودة ثمار الدراق بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع دراق:
- مراقبة بساتين وأماكن زراعة الدراق بصورة دورية على دفعتين، الأولى في أيار/ مايو، والثانية في نيسان/ أبريل.
- مراقبة الثمار على أشجار الدراق بصورة ممنهجة ومواظبة يومية، وتسجيل أي إصابات محتملة من ثقوب سوداء واضحة أو مستديرة بقطر 10- 30 مم.
- أخذ المزارع لاستشارة من فني زراعي مختص أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات، وإطلاعه على بستان زراعة الدراق والحقل المشكوك في أمره وأخذ أي إرشادات على محمل الجد.
- تجنب اتخاذ أي إجراءات غير مدروسة في بستان الدراق كاستعمال مبيدات دون استشارة، أو مبيدات ضارة كالمبيد DDT أو المبيد لامبدا سايهالوثرين، والمبيدات المعتمدة علل الفحم المكلور، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة، وغيرها.
مكافحة دودة ثمار الدراق
سبل مكافحة هذه الدودة عندما تصيب الدراق
عند مكافحة دودة ثمار الدراق تتبع جملة من الإجراءات فمنها ما هو وقائي، ومنها ما هو علاجي.
مكافحة وقائية للدودة
تتم المكافحة الوقائية من خلال العناية بشجرة الدراق بالري خاصة، وكذلك التسميد المتوازن بالآزوت والفسفور والبوتاس فهذا يعطي مناعة لشجرة الدراق ضد الآفات ومنها الدودة. أيضًا يتبع المزارع طريقة صحيحة للري، مع عدم الري بالغمر أو بغزارة حول ترب أشجار الدراق فهذا يسبب لها التصمغ. كذلك،
تتم الحراثة بشكل سطحي لأشجار الدراق بعمق 10- 12 سم؛ كما يعتني المزارع بشكل جيد بالتقليم ويتم التقليم بترك 3-4 أفرع أساسية للشجرة وفي السنة التالية تقصر إلى 3 أفرع فقط، مع إزالة الفروع المتشابكة والمتزاحمة؛ تهدف عمليات التقليم لتأمين التهوية وهذا يقي الشجرة من الآفات.
“اقرأ أيضاً: دودة ثمار التين Ficus fruits worm“
مكافحة علاجية للآفة
تجمع الثمار المصابة من الدراق وتحرق تمامًا بعيدًا عن البستان المصاب، كما يمكن مكافحة الحشرة بأحد مبيدات الحشرات الفوسفورية العضوية عند تنقل الديدان على الأشجار بالرش على الفروع والأغصان. حيث ينصح باستعمال المبيد باراثيون ميثيل Parathion- methyl بالرش على أجزاء شجرة الدراق من ثمار وفروع وأغصان سواء فتية أو قديمة. كذلك فإن المبيد ديميتيون ميثيل Dimeton- methyl يعطي نتائج جيدة مع الأطوار الصغيرة المتحركة (اليرقات) على شجرة الدراق.
أيضًا يمكن استعمال دايمثوات Dimethoate الذي لا يقل فعالية عمن سبقوه شرط الرش على فروع الدراق والأوراق، ويراعى عند وجود النحل استعمال مبيدات لا تضر بالنحل الملقح للأزهار من أمثال مستخلص نبات القاصيا Quassia الذي يحمي نحل التلقيح.
حلقة استعمال المبيدات ضد الدودة
لتجنب تكوين الآفة لسلالات مقاومة ضمن بساتين الدراق، تتبع حلقة مبيدات خاصة، حيث يستعمل في الموسم الأول للإصابة المبيد باراثيون ميثيل Parathion methyl بالرش على ثمار وفروع الدراق. أما في الموسم التالي لإصابة الدراق فيستعمل المبيد ديمتون إس مثيل Dimeton-S-methyl بالرش على أشجار الدراق مستهدفًا الفروع الغضة خاصة. بينما في الموسم الثالث فالمبيد دايمثوات (Dimethoate) بالرش على أشجار الدراق من فروع وأغصان غضة ونموات فتية مع شهر أيار/ مايو ومرة في شهر نيسان/ أبريل، وتغير الحلقة نفسها بعد 8-9 أعوام وتستعمل مبيدات جديدة شرط أن يكون لها نفس الخواص والتركيب وأن تكون فسفو- جهازية التخصص.
“اقرأ أيضاً: دودة أوراق اللوز”
إجراءات الإدارة المتكاملة للآفة
من أجل الإدارة المتكاملة لدودة ثمار الدراق تتبع جملة من الإجراءات، وأهم الإجراءات:
- يحرص المزارع على التخلص تمامًا من بقايا المحاصيل السابقة بعد جني محصول الدراق، وخاصة الثمار والأغصان.
- كما يراعي المزارع عدم زراعة الخضار والمحاصيل الحقلية بين الأشجار المثمرة للدراق وقاية لها من الدودة ومن غيرها من آفات.
- يخصص المزارع حقل من أجل أشجار الدراق المثمرة، وحقل آخر من أخل الخضار والمحاصيل كالبندورة والخيار.
- أيضًا يعتني المزارع بمد التربة حول أشجار الدراق بكميات متوازنة من الأسمدة النتراتية والبوتاسية والفوسفاتية لتقوية مناعة الأشجار ضد الآفات.
- كما يجب على المزارع التخلص تمامًا من الأعشاب الضارة التي تتيح للعذارى الساكنة للدودة وكذلك اليرقات بالتواجد ضمنها مستعدة لشن الهجوم على أشجار الدراق.
- بعد ذلك يجري المزارع مراقبة دورية للأشجار في الربيع في أيار/ مايو ونيسان/ أبريل ويراقب أشجار الدراق ويسجل أي ملاحظات وإصابات على الثمار.
- مع بدايات الربيع يعلق المزارع مصائد بلاستيكية أو زجاجية ضوئية أو فرمونية على الأشجار لصيد الفراشات، حيث يوضع لكل 3 أشجار دراق مصيدة واحدة في البستان وهذا كفيل بصيد هذه الآفة وغيرها من آفات فراشات.
- بمجرد وجود إصابة يستعمل المزارع مبيدات فوسفو- عضوية جهازية أو اختيارية، بالرش على الأماكن المصابة من أشجار الدراق وهي الثمار، وأن يتم ذلك بالمبيد الاستئصالي وهو المبيد ديمتون متيل Dimeton Methyl.
بذلك؛ نكون قد تعرفنا على دودة ثمار الدراق وأضرارها على أشجار الدراق المثمرة وخطورتها عند تفاقم الإصابة، كما نكون قد أحطنا العلم بسبل الوقاية والمكافحة، حيث لا بد أن يكون المزارع ومربي أشجار الدراق المثمرة حريصًا على إنتاجية الشجرة، وكذلك حمايتها من مختلف الآفات التي تؤذيها كهذه الدودة الشرهة للثمار، التي تجب مكافحتها بمجرد الإصابة.
عذراً التعليقات مغلقة