تقرح الزيتون؛ 8 عوامل تشجع الإصابة به على أشجار الزيتون، وكل ما يهم المزارع عن هذا المرض

المهلب مرهج
نشرت منذ أسبوع واحد يوم 9 أبريل, 2024
تقرح الزيتون؛ 8 عوامل تشجع الإصابة به على أشجار الزيتون، وكل ما يهم المزارع عن هذا المرض

يعتبر تقرح الزيتون (Olive xanthomonas) من أهم الأمراض البكتيرية والآفات الزراعية التي تصيب أشجار الزيتون وتؤدي إلى تدني الإنتاج الزراعي أو ضعف القيمة التسويقية للثمار وانخفاض جودتها، كما أن هذا المرض يشجع ظهور آفات جديدة منها فطور وبكتريا وحشرات وفيروسات، تعرف على 8 عوامل تشجع الإصابة به على أشجار الزيتون، وكل ما يهم المزارع عن هذا المرض، وما هي دلالات أو أعراض الإصابة بتقرح الزيتون التي تظهر على الأشجار، وكيف يمكن مكافحة تقرح الزيتون؟

مرض تقرح الزيتون

إن تقرح الحمضيات هو مرض بكتيري ناتج عن بكتريا يمكن أن تنتقل عن طريق الرياح بصورة أساسية، كما أنها تنتقل عن طريق التربة والآفات، وكذلك تنتقل عن طريق الغراس، وعن طريق الجذور الملوثة والمريضة. يسبب هذا المرض تدني إنتاجية أشجار الزيتون، وتزداد الإصابة حسب الأصناف. كما أن المرض يصيب كافة أشجار الزيتون (خضيري، دعبيلي… إلخ). ينتشر المرض في مناطق انتشار الزيتون في العالم، ويتواجد في دول شرق المتوسط بصورة خاصة، والمغرب، وإسبانيا.

الإصابة بتقرح الزيتون

مظاهر الإصابة بالمرض

 

من مظاهر الإصابة بتقرح الزيتون البكتيري التقرحات التي تلاحظ بشكل واضح بالعين المجردة على أشجار الزيتون المصابة. على الأوراق تكون التقرحات بنية رمادية محاطة بهالات ومساحات صفراء. مع تفاقم الإصابة، تتحول التقرحات إلى اللون الأسود الشاحب. كما أن المرض يصيب الأغصان الفتية والمعمرة في ذات الوقت وكذلك الثمار. تظهر أعراض الإصابة على الأغصان كتقرحات بنية أو سوداء رمادية لكن من دون هالات صفراء. أما الإصابة على الثمار فهي بنفس المظاهر الخاصة بالإصابة على الأغصان مع تدني قيمة الثمار التسويقية. قد تصل نسبة الإصابة في محصول الزيتون مع الإهمال وعدم اتخاذ الإجراءات العلاجية والوقائية إلى نسبة 50% من الإنتاج.

خطورة تقرح الزيتون

تنبع خطورة مرض تقرح الزيتون من أنه يضعف الأشجار ويؤدي بذلك لانجذاب عدد كبير من الآفات إليها. من ضمن الآفات التي قد يصاب بها الحقل ذبابة ثمار الزيتون، وفراشة الزيتون النارية، وكذلك الحشرات القشرية (سوداء، نمشة، كأسية)، والفطور والأمراض البكتيرية الأخرى. مع تفاقم الإصابة، قد تتداخل الآفات كثيرًا في ما بينها، ويضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية ضمن بستان الزيتون الواحد. بالإضافة لما تقدم، يمكن للمرض أن ينتشر بمساعدة الرياح، ومع عدم وجود مصدات رياح، فينتقل إلى بساتين زيتون مجاورة ويهددها. انطلاقًا مما تقدم، وجبت مكافحة المرض حال التأكد من وقوعه لأنه خطير جدًا.

متى نلجأ للمكافحة المتكاملة؟

في حقيقة الأمر، لا نلجأ للمكافحة المتكاملة إلا حين يبلغ مستوى الضرر الحد الحرج الاقتصادي. يجب أن يلاحظ المزارع بنفسه من خلال مراقبته الدورية للأشجار وجود التقرحات على أشجار الزيتون من عدمها. في البداية تكون التقرحات قليلة، وصغيرة الحجم، ويمكن التخلص منها وإزالتها. رغم ذلك، مع تفاقم الإصابة، وإهمال الفلاح، تصعب المكافحة. كما يراعي المزارع عدم اللجوء للمكافحة أو استعمال المبيدات إلا حين يحصل الضرر أو يتوقع بنفسه حصول الضرر، لأن أضرار المبيدات المستخدمة بطريقة غير مدروسة ذات عواقب لا تحمد.

عوامل تشجع الإصابة

إن هناك عوامل تشجع الإصابة بتقرح الزيتون البكتيري وهي عوامل زراعية، أو ميكانيكية، أو كيميائية، تشمل أهم 8 أسباب للإصابة به على الزيتون:

  1. عدم وجود مصدات رياح في مناطق زراعة الزيتون، مما يساعد في انتشار البكتريا عن طريق الرياح
  2. أيضًا فإن عدم العناية بتخليص الحقل من الأعشاب يشجع إصابة المرض وانتشار الآفات
  3. كما أن زيادة التسميد الآزوتي لأشجار الزيتون يمكنها أن تشجع على الإصابة بالمرض، فلا يجب زيادته
  4. بالإضافة لذلك، تجب العناية بالتسميد المتوازن لأشجار الزيتون بالبوتاس والفوسفور والآزوت
  5. ارتفاع رطوبة التربة بسبب الري الزائد تؤدي للإصابة بالمرض، لأن بكتريا التقرح تحب الرطوبة والماء
  6. كذلك فإن مصدر العدوى من البساتين المجاورة الغير معتنى بها يمكن أن يساهم في انتشار البكتريا
  7. وجود الحشرات الحفارة والماصة للعصارة وصانعات الأنفاق المساعدة على انتشار البكتريا يزيد فرصة الإصابة بالمرض
  8. كما أن تقليم أشجار الزيتون بصورة سيئة، وإحداث جروح عليها، يشجع كثيرًا الإصابة

مكافحة تقرح الزيتون

سبل مكافحة المرض

 

تتبع من أجل مكافحة تقرح الزيتون البكتيري مجموعة من الوسائل الوقائية، والعلاجية، والاستئصالية.

مكافحة وقائية

تتم المكافحة الوقائية من خلال الحرص على عدم أذية أو جرح أشجار الزيتون أثناء تقليمها، كما يراعي المزارع عدم زيادة كمية مياه الري (الرطوبة) أو اتباع طرق ري سيئة كالري بالتطويف أو بالغمر. بالإضافة لذلك، يجب على الفلاح التخلص من الأعشاب الموبوءة التي تعتبر بؤر لانتشار الآفات. أيضًا، فعلى المزارع أن يجري التقليم في الظروف الجافة حراريًا (الصيف الحار وليس الشتاء البارد)، وأن يقوم بالتخلص من بقايا التقليم تمامًا. يراعي المزارع كذلك أن يكافح الحشرات والفطور والممرضات الأخرى المسببة لانتشار البكتريا.

مكافحة علاجية

بينما الكافحة العلاجية فتتم من خلال كشط التقرحات على الفروع المصابة، ودهن مكان الكشط بأحد المبيدات الفطرية الجهازية المتخصصة. يحرص المزارع على جمع نواتج الكشط وحرقها بعيدًا عن بستان الزيتون. يمكن أيضًا أن تستعمل مضادات حيوية متخصصة في القضاء على البكتريا من أمثال الناتمايسين، والبولي أوكسين. رغم ذلك، لا ينصح باستعمال المضادات الحيوية في حال توافر وسائل أخرى للمكافحة أكثر أمانًا.

المكافحة المتكاملة

لا يتم اللجوء إلى المكافحة المتكاملة لتقرح الزيتون إلا حين تكون الإصابة متفاقمة، ويكون البستان موبوءًا بالآفات، ويحتاج حقًا إلى العناية الاستئصالية. تتم المكافحة المتكاملة من خلال الرش بمبيدات الحشرات الفوسفورية من أمثال دايمثويت (Dimethoate)، أو فوسفاميديون phosphamedon الفسفوري- العضوي. كما يتم الرش بالمبيد كارباريل Carbaryl من أجل مكافحة فراشات الأنفاق من أمثال فراشة الزيتون العتة وغيرها. بالإضافة لذلك، يتم الرش الوقائي بالمبيدات في الخريف والربيع وخاصة المركبات النحاسية للوقاية من الأمراض الفطرية، أو الرش بمبيدات فطرية متخصصة.

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على مرض تقرح الزيتون البكتيري وعلى خطورته في حال تفاقم الإصابة. كما نكون قد حددنا العوامل المشجعة على المرض، وكيف هي تساعد على انتشاره وانتشار الآفات في الحقل أو بستان الزيتون المصاب. إن درهم وقاية خير من قنطار علاج، وأشجار الزيتون أشجار مباركة يجب على المزارع الحرص على نتاجها من الأمراض والآفات الضارة.

 

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق