فوائد المليسا العلاجية؛ تعرف على الترنجان أو بلسم الليمون وخواصه الدوائية التي لا تصدق

سالم العلي
نشرت منذ أسبوعين يوم 15 أبريل, 2024
بواسطة سالم العليتعديل Kamar Mahmoud
فوائد المليسا العلاجية؛ تعرف على الترنجان أو بلسم الليمون وخواصه الدوائية التي لا تصدق

فوائد المليسا العلاجية (Melissa officinalis)؛ عشبة المليسة المخزنية، الترنجان المخزني، النعناع الصوفي، أو بلسم الليمون، من الأعشاب التي تتمتع بمسميات عديدة، وكذلك بفوائد علاجية واسعة النطاق! لقد تم استخدام التُّرُنْجان بداية من القرن الرابع عشر بواسطة الراهبات الفرنسيات، وأطلق عليه الفيلسوف براسيلسوس إكسير الحياة، ولا يزال يتربع على عرش الطب البديل نظرا إلى خواصه الدوائية التي لا تصدق، فهو مضاد للأكسدة، مضاد للتشنج، وللبكتيريا، وقد اكتشفت الدراسات الحديثة علاقة وطيدة بين بلسم الليمون والغدة الدرقية، وبين عُشبة المليسة والضغط، وكذلك تأثيرات علاجية عديدة لنبات المليسة والسكري. تعرف على هذه التأثيرات الدوائية، وكيف أن الترنجان دواء لأكثر من 11 مرض أهمها الاكتئاب؟

ما هي عشبة المليسا؟

المَلِّيسَة، ميليسا أوفيسيناليس، أو Lemon Balm من النباتات العشبية المعمرة، وينتمي الحبق الترنجاني إلى جنس المليسة، الفصيلة الشفوية، والقبيلة النعناعية Mentheae، والتي تنمو بشكل قريب من سطح الأرض. أوراقها تشبه شكل القلب، ولها رائحة منعشة تشبه رائحة الليمون. تعود أصول المليسا إلى حوض البحر الأبيض المتوسط، وغرب آسيا. يأتي الزيت العطري أو بلسم الليمون عن طريق تقطير الزهور، والأوراق بالبخار. كما تأتي النكهة الخلابة للنبات، وفوائد المليسا العلاجية كذلك من احتوائه على مركبات كثيرة مثل: terpenes citronellal ،citronellol وcitral geraniol.

تنمو على النبات زهرات بيضاء مليئة بالرحيق تجذب إليها النحل، ومن هنا جاء اسم جنس النبات باليونانية ميلسا، والتي تعني نحل العسل. كذلك تسمى بلسم النحل Bee balm، حشيشة النحل، وبلسم العسل Honey balm.

زيت المليسة والسكري

أظهرت الدراسات أن هناك علاقة وطيدة بين زيت المليسة والسكري، حيث إنه عامل مضاد لمرض السكر، ففي تجربة عام 2010 نشرتها المجلة البريطانية للتغذية، أظهرت خلالها مجموعة الفئران التي تم إعطاؤها زيت المليسا انخفاضا كبيرا في مستويات جلوكوز الدم، تحمل الجلوكوز، وارتفاع مستويات الأنسولين في الدم، وذلك كله يؤدي إلى خفض مستويات مرض السكري.

تشير النتائج إلى أن تناول زيت المليسا الأساسي بتركيزات قليلة فعال لخفض سكر الدم بسبب تعزيز امتصاص الجلوكوز، تحسين التمثيل الغذائي في الكبد والأنسجة الدهنية، وكذلك تثبيط تكوين الجلوكوز في الكبد.

المليسا لعلاج الاكتئاب

يساعد زيت المليسا في علاج نوبات الاكتئاب، لما له من خصائص مهدئة طبيعيا، ورافعة للمزاج والسعادة لأنه يساعد في زيادة معدلات هرمون السيروتونين. كما يساعد النعناع الصوفي على ارتخاء العضلات، الشعور بالاسترخاء، تحسين الحالة النفسية، وتخفيف المشاعر السلبية، ويولد إحساسا بالاستقرار العاطفي لهذا تسمى عشبة الحب.

وجدت دراسة تمت سنة 2013 بجامعة ملبورن أنَّ زيت المليسا يمكنه المساعدة في التخفيف من مشاعر القلق والاكتئاب. كما أنه خال من الآثار الجانبية المحتملة التي تخلفها الأدوية المهدئة التقليدية.

تعالج المليسا اضطرابات النوم، والأرق عندما تضاف إلى نبات الناردين، فقد نشر موقع ساينس دايركت أن الأطفال الذين تناولوا خليطا من المليسا، والناردين كان لديهم تحسن في اضطرابات النوم بنسبة تتخطى 70%.

الترنجان لعلاج الزهايمر

يعتبر زيت الترنجان من أكثر الطرق الطبيعية فاعلية في علاج مرض الزهايمر، حيث إنه يستهدف مباشرة الناقلات العصبية بالدماغ، كما يحسن الوظائف الإدراكية، ويقوي الذاكرة، وبالتالي يضاد الأعراض السلبية لمرض ألزهايمر.

أجريت تجربة سنة 2002 نشرتها مجلة الطب النفسي السريري، أوضحت النتائج أن الأفراد الذين تناولوا زيت المليسا كان لديهم انخفاض إكلينيكي في الانفعالات كالخرف، وذلك عكس الأفراد الذين تناولوا زيت عباد الشمس.

المليسة والضغط

يساعد زيت المليسا في علاج ضغط الدم المرتفع، حيث إنه يمتلك خصائص خافضة للضغط، مما يقلل من مخاطر إصابات النوبات القلبية، ونزيف الدماغ بسبب ارتفاع ضغط الدم. كما توضح دراسة 2016 في Pubmed، أن الجرعة الصحيحة لزيت المليسة والضغط مرتفع عند الفئران فهي تخفض معدل ضربات القلب، وضغط الدم، وبالتالي يمكنها أن ترفع من مقاومة القلب للإصابة.

فوائد النعناع الصوفي لعلاج الهربس

من فوائد المليسا العلاجية قدرتها على شفاء القروح الباردة والمزعجة التي يخلفها فيروس الهيربس، ليس هذا وحسب بل إن زيت المليسا مضاد للفيروسات، لذا فهو يحد من انتشار العدوى وتكون مزيدا من الحبوب التي تكون شديدة العدوى، لذا لا بد من التدخل سريعا لعلاجها بتطبيق زيت المليسا موضوعيا. وجدت دراسة في Phytomedicine سنة 2008 أن؛ تأثيرات زيت المليسا فعالة للقضاء على الهربس، وذلك بسبب طبيعته المحبة للدهون، والتي تجعله قادرا على اختراق الجلد.

بلسم الليمون والغدة الدرقية

يساهم بلسم الليمون في علاج حالات فرط نشاط الغدة الدرقية، والأعراض المتعلقة بها مثل: القلق، الأرق، ومرض جريف، فعندما يرتبط هرمون (TSH)، وهو الهرمون المحفز للغدة الدرقية، بالغشاء الخارجي لخلايا الغدة الدرقية، فإن ذلك يؤدي إلى استجابة cAMP داخل الخلية، بواسطة تنشيط إنزيم adenylate cyclase. يتداخل زيت الميليسا مع ارتباط TSH بمستقبل TSH من خلال أولا: التأثيرات الكهروستاتيكية المباشرة على TSH، وثانيا: التأثير المباشر على مستقبلات TSH.

كذلك تحتوي عشبة الميليسا على مشتقات حمض الفينول مثل: روزمارينيك، الأحماض الليثوسبيرميك، والكلوروجينيك، والتي تلعب دورا مثبطا لنشاط الغدة الدرقية، حيث يشكل حمض الروزمارينيك روابط مع TSH الداخلي بسبب التقارب الكهرومغناطيسي، مما يقلل من قدرته على الترابط مع مستقبلات TSH، وذلك يقلل من إنتاج الهرمون. كما تمنع ميليسا الأجسام المضادة الذاتية لـ Grave من الربط بمستقبلات TSH، وتعزز استجابات cAMP داخل الخلايا، وبالتالي تحد من تحويل الإشارات التي تحركها إنزيم الأدينيلات، وزيادة إنتاج هرمون الغدة الدرقية.

المليسة والقولون

يساعد النعناع الصوفي في علاج تقلصات الأمعاء، تشنجات المعدة، والمغص. يعزى ذلك إلى محتواه من مادة الأوجينول المضادة للتقلصات، كذلك فهو يطرد الغازات، ويعالج الإمساك، وعسر الهضم عن طريق تنشيط الجهاز الهضمي. كما يساعد شاي الميليسا على معالجة الغثيان، وقد وجد أن بعض قطرات من المليسا، النعناع، والكزبرة، يقلل ألم المعدة، والمشكلات الملازمة للقولون العصبي، كما أن عشبة المليسا مضادة للالتهاب تعالج التهاب القولون التقرحي.

في إحدى دراسات المركز الوطني للمعلومات التقنية الحيوية، التي تمت لاستبيان فوائد المليسا العلاجية، وجد أن الأفراد الذين تناولوا حلوى تحتوي على المليسا، قد قل لديهم التلبك المعوي، بشكل أكبر من الذين تناولوا الحلوى بدون الميلسا.

قد يهمك: فوائد الشمر الصحية؛ تعرف إلى فاعليته في خفض ضغط الدم والقضاء على البكتيريا


بلسم الليمون والسرطان

لقد أثبتت دراسة منشورة سنة 2014 في Cancer Investigation، أن من فوائد المليسا العلاجية المساعدة في علاج الورم الأرومي الدبقي متعدد الأشكال (GBM)، وهي أورام بالمخ تسبب سرطان الدماغ. يرجع ذلك إلى المواد المضادة للأكسدة والفينولات التي تحتويها المليسة. كما تشير النتائج المبدئية الواعدة أنها مسألة وقت وسوف يحدث زيت الميليسا ثورة في علاج السرطانات!

فوائد المليسة للصداع والأعصاب

يساعد النعناع الصوفي في علاج الصداع النصفي، لذا طالما استخدمه الأوروبيون في علاج الصداع، خاصة إن كان لسبب عصبي، ويتم ذلك عن طريق فرك بعض أوراق النعناع الصوفي بين الأصابع ودعكها على الجبهة.

كما يستخدم الأوروبيون والإيرانيون المليسا لعلاج الكثير من الأمراض العصبية مثل: الصرع. حينما طبق العلماء زيت المليسا على نماذج الصرع في المختبرات، وفي الفئران لاستكشاف إمكاناته المضاد للاضطرابات المتشنجة، منع زيت المليسا بشكل عكسي الأعراض الشبيهة بنوبات الصرع، وذلك يشير إلى التأثيرات المضادة للاختلاج وتأثيره على قناة الصوديوم ذات الجهد الكهربائي. كما قلل من الوفيات، خفف حدة النوبات، الخوف، الاكتئاب، العجز الإدراكي، الإجهاد التأكسدي، وفقدان الخلايا العصبية.

اطلع على: فوائد الجوز البرازيلي؛ اكتشف معنا منافعه الصحية والجمالية والغذائية


الأسئلة المتداولة عن فوائد المليسا العلاجية

فيما يلي إجابات لبعض الأسئلة المثارة حول فوائد المليسا العلاجية:

هل المليسة مفيدة للصدر؟

نعم، تساعد المليسه في علاج السعال وتهدئته، وطرد البلغم من الصدر. كما تحتوي على مواد مضادة للهيستامين تفيد في علاج حساسية الصدر، والربو وذلك بتدليلك الصدر بالزيت أو تناول شاي المليسا مع الليمون.

ماهي فوائد المليسا للهرمونات؟

يعالج زيت المليسا مشكلات الدورة الشهرية، والرحم مثل: انسداد تدفق الدورة الشهريةِ كما يعالج أعراض متلازمة ما قبل الحيض من تشنجات مؤلمة، أعراض التعب والغثيان.

هل عشبة اللويزة هي نفسها المليسة؟

لا، لكنه يطلق خطأ في الوطن العربي المليسة على شجرة الليبيا ( Lippia citriodora)، وفي الأصل هي نبات آخر ينتمي إلى الفصيلة اللويزية (Verbenaceae).

كيف استخدم عشبة المليسا؟

تستخدم المليسا بعدة طرق للاستفادة من فوائد المليسا العلاجية. أولا: غلي وريقات المليسة وتحليته بالعسل. ثانيا: استخدام زيت المليسا مباشرة على الجلد. ثالثا: تدليك جسم المريض بالزيت أو الأوراق الجافة بعد فركها.

قد يكون العودة إلى الطبيعة هو السبيل لتحسين جودة الحياة، ورفع المشاعر الإيجابية من جديد، وبعدما تعرفنا على فوائد المليسا العلاجية وخواصه الدوائية في تهدئة الأعصاب، وعلاج الاكتئاب، وعلى علاقة المليسة والضغط، ثم بلسم الليمون والغدة الدرقية. يمكننا القول إنها حقا منحة الأم الخضراء، لمزيد من السعادة.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة