فقدان الوزن غير المبرر أو غير المقصود حالة قد يكون مرحب بها لدى البعض، ولكن التساؤل عن الأسباب المحتملة مهم للغاية. فيمكن أن يكون لفقدان الوزن غير المفاجئ أسباب مرضية كامنة، ويستدعي ذلك إجراء فحص.
نظرة عامة على فقدان الوزن غير المبرر
يحدث فقدان الوزن غير المبرر عندما يفقد الناس الوزن دون تغيير نظامهم الغذائي أو ممارسة روتين رياضي محدد.
يدرك معظم الناس تمامًا العواقب الخطيرة لزيادة الوزن، وتركز العديد من المقالات على طرق إنقاص الوزن، ومع ذلك، يمكن أن يؤدي فقدان الوزن غير المبرر أيضًا إلى تعريض صحة الشخص للخطر أو الإشارة إلى حالة طبية كامنة.
وبالطبع ليس كل فقدان الوزن أمرًا خطيرًا، فقد يكتسب الناس أو يفقدون الوزن استجابة للتغيرات الموسمية أو عند مواجهة تغيرات مهمة أو مرهقة في الحياة، مثل الانتقال إلى المنزل أو بدء عمل جديد.
متى يجب عليك أن ترى الطبيب؟
يمكننا القول بأنه من المهم أن تكون حريصاً على نفسك وتستمر في طرح السؤال “لماذا”، وإذا كنت لا تشعر أن لديك تفسيرًا كافيًا. اطلب رأيًا متخصصاً إذا لزم الأمر.
ومن القواعد الأساسية لزيارة طبيبك إذا فقدت كمية كبيرة من وزنك – أكثر من 5 بالمائة من وزنك – في غضون 6 إلى 12 شهرًا. بالإضافة إلى ذلك، لاحظ أي أعراض أخرى للتحدث عنها مع طبيبك.
ولأنه يصعب تشخيص العديد من الحالات التي يمكن أن تؤدي إلى فقدان الوزن غير المبرر في المراحل المبكرة، لذا يستلزم الأمر إجراء عدد من اختبارات الدم أو دراسات التصوير لتحديد السبب أحياناً.
أسباب فقدان الوزن غير المبرر
هناك العديد من الأسباب لفقدان الوزن غير المبرر، وبعضها خطير وبعضها أكثر إزعاجًا.
في البالغين الأكبر سنًا (الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا)، يكون السبب الأكثر شيوعًا هو السرطان، تليها أمراض الجهاز الهضمي والعامل النفسي.
حوالي 40 بالمائة من المصابين بالسرطان يصرحون بأنهم قد عانوا من فقدان الوزن في وقت التشخيص
نظرة عامة على بعض الأسباب تشمل:
- حالات الغدد الصماء: حالات مثل:
- الالتهابات: العدوى بالفيروسات والبكتيريا والطفيليات ليست أسبابًا غير شائعة وتشمل أمثلة العدوى:
- السرطان: قد يكون فقدان الوزن العلامة الأولى للسرطان، ويمكن أن يحدث فقدان الوزن أيضًا عندما يتكرر الورم في مرحلة مبكرة (مثل سرطان الثدي)، ومن أمثلة السرطانات المسببة لفقدان الوزن:
- المشاكل المعوية؛ مثل:
- فقدان العضلات: يحدث فقدان العضلات، المعروف أيضًا باسم ضمور العضلات، عندما تتقلص العضلات أو تبدد. يمكن أن تسبب هذه الحالة فقدان الوزن غير المبرر. تشمل الأسباب المحتملة لفقدان العضلات ما يلي:
- مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD): يشمل مرض الانسداد الرئوي المزمن حالات مثل:
- المخاوف الفموية: مثل
- اضطرابات الأكل: يمكن أن يسبب فقدان الشهية العصبي والشره المرضي فقدان الوزن، وقد لا يدرك الأشخاص الذين يتعاملون مع هذه الحالات أهمية فقدان الوزن.
- سوء التغذية: نتيجة لسوء خيارات الطعام، أو نظراً لظروف مادية تحد من شراء الطعام (المجاعة).
- الحالات النفسية: مثل
- الأدوية: قد يسبب أي دواء تقريبًا من فقدان الوزن كمقابل أو كأثر جانبي، وقد تتسبب الأدوية في فقدان الوزن مباشرةً، أو تسبب الغثيان وفقدان الشهية مما يؤدي إلى فقدان الوزن.
- تعاطي المخدرات: ليس فقط عقاقير الشوارع مثل الميثامفيتامين، ولكن الأدوية التي تصرف بوصفة طبية مثل أديرال والأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية مثل المسهلات يمكن إساءة استخدامها.
- الحالات العصبية: مثل مرض باركنسون ومرض الزهايمر.
- السكتة القلبية.
- الفشل الكلوي.
- التدخين.
فقدان الوزن غير المبرر عند النساء مقابل الرجال
يمكن لأي شخص أن يعاني من فقدان الوزن غير المبرر، بغض النظر عن جنسه. ومع ذلك، سواء كان الشخص ذكرا أو أنثى يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بحالات معينة يمكن أن تسبب هذه الأعراض.
وفقًا لدراسة أجريت عام 2018 ، فإن النساء البالغات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 25-29 عامًا أو أكثر من 35 عامًا لديهن خطر أعلى بكثير من الرجال المصابين بمرض كرون.
بعد 45 سنة من العمر، يكون الرجال أكثر عرضة للإصابة بالتهاب القولون التقرحي من النساء.
بالمقارنة مع الرجال، فإن النساء أكثر عرضة للإصابة بفرط نشاط الغدة الدرقية و RA.
وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، أثر الاكتئاب على ضعف عدد النساء مقارنة بالرجال بين عامي 2013 و 2016.
ومع ذلك، فإن جمعية السرطان الأمريكية تنص على أن الرجال أكثر عرضة للإصابة بسرطان المعدة. كما أن الرجال أكثر عرضة للإصابة بسرطان البنكرياس من النساء.
السكري وفقدان الوزن غير المبرر
السكري أحد أسباب فقدان الوزن غير المبرر
في مرضى السكري، تتسبب قلة الأنسولين المفرز بالجسم في عدم وصول الجلوكوز من الدم إلى خلايا الجسم لاستخدامه لإنتاج الطاقة.
عندما يحدث هذا، يبدأ الجسم في حرق الدهون والعضلات من أجل الطاقة، مما يتسبب في انخفاض الوزن الكلي للجسم.
وغالبًا ما يُلاحظ فقدان الوزن غير المبرر، والسريع والغير متوقع لدى الأشخاص قبل تشخيصهم بمرض السكري من النوع 1، ولكنه قد يؤثر أيضًا على الأشخاص المصابين بمرض السكري من النوع 2.
الأعراض والعلامات ذات الصلة
تشخيص فقدان الوزن غير المبرر
إذا كان لديك فقدان الوزن غير المبرر، فسوف يأخذ طبيبك أولاً تاريخًا دقيقًا عنك، للبحث عن عوامل الخطر للعديد من الحالات الطبية، ثم سيجري فحصًا بدنيًا.
اعتمادًا على النتائج التي توصلت إليها ، قد توصي بإجراء المزيد من الاختبارات ودراسات الأشعة.
الاختبارات
تعتمد اختبارات الدم التي يطلبها طبيبك على العديد من العوامل، بما في ذلك أي أعراض تعانيها. تتضمن الاختبارات التي يتم إجراؤها بشكل شائع ما يلي:
- تعداد الدم الكامل (CBC): يمكن أن يكشف CBC عن وجود أدلة على الإصابة بالعدوى وفقر الدم (الذي يمكن أن يحدث بسبب العديد من الحالات التي تؤدي إلى فقدان الوزن غير المبرر)، وأكثر من ذلك.
- تحاليل الغدة الدرقية.
- اختبارات وظائف الكبد.
- اختبارات وظائف الكلى.
- سكر الدم (الجلوكوز).
- تحليل البول
- اختبارات الالتهاب: قد تشمل الاختبارات غير النوعية معدل التثبيط و / أو بروتين سي التفاعلي.
- الشوارد: قد يعطي الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم مؤشرات لمشكلة كامنة
التنظير، والتخطيط
- يمكن أن تبحث إجراءات التنظير الداخلي مثل تنظير الجهاز الهضمي العلوي أو تنظير القولون عن أدلة على أسباب الجهاز الهضمي لفقدان الوزن.
- مخطط صدى القلب، يمكن اعتباره بمثابة الموجات فوق الصوتية للقلب، وهو مفيد في تشخيص العديد من الحالات، بما في ذلك الالتهابات الموجودة في صمامات القلب (التهاب الشغاف المعدية).
الدراسات التصوير
تشمل اختبارات التصوير التي قد تكون مفيدة ما يلي:
أسئلة قد يطرحها طبيبك
- متى لاحظت لأول مرة أنك تفقد الوزن؟
- ما مدى سرعة فقدانك للوزن؟
- هل أجريت أي تغييرات على نظامك الغذائي أو جدول التمرين؟
- هل سبق لك أن خسرت الوزن مثل هذا من قبل؟
- كيف يزعجك فقدان الوزن؟
- لديك أي أعراض أخرى مثل الخفقان، وضيق في التنفس، واليرقان (تغير لون الجلد مصفر)، أو السعال المستمر، أو بحة في الصوت، أو العطش، أو الحساسية للبرد أو الحرارة؟
- تعاني من الإمساك أو الإسهال؟
- هل أجريت اختبارات فحص موصى بها لشخص في عمرك مثل التصوير الشعاعي للثدي أو تنظير القولون، وماذا كانت النتائج؟
- تعاني من غثيان أو قيء؟
- هل شعرت بالاكتئاب أو التوتر مؤخرًا؟
- كيف تصف صحتك العامة مقارنة بما كانت عليه قبل عام؟
- هل لديك أي مشاكل في الأسنان تسبب صعوبة في تناول الطعام؟
أهمية إجراء التشخيص
تشخيص فقدان الوزن غير المقصود مهم ليس فقط في البحث عن السبب الأساسي ولكن بسبب ما يعنيه فيما يتعلق بالصحة.
داء السرطان هو حالة فقدان الوزن غير المتعمد مقترنة ببعض المخاوف الأخرى وهي مسؤولة بشكل مباشر عن حوالي 20 في المائة من وفيات السرطان.
حتى مع مرض الشريان التاجي، فقد وجد أن النتائج كانت أسوأ بنسبة 62 في المائة للأشخاص الذين يعانون من فقدان الوزن غير المقصود.
يرتبط فقدان الوزن غير المقصود بارتفاع معدلات الاعتلال (تطور الأمراض)، وارتفاع معدل الوفيات وانخفاض نوعية الحياة للأشخاص الذين يعانون من العديد من الأمراض.
علاج فقدان الوزن غير المبرر
يتم توجيه علاج فقدان الوزن غير المقصود إلى الأسباب الكامنة، وأثناء ذلك العمل يتم اتخاذ بعض السبل لمنع المزيد من فقدان الوزن.
- قد يساعد بدء الدعم الغذائي مبكرًا على تجنب بعض المضاعفات المتعلقة بفقدان الوزن.
- نظرًا لأن الأنظمة الغذائية المقيدة غالبًا ما تكون غير مستساغة، فإن أحد التدخلات المبكرة هو إزالة القيود الغذائية (على سبيل المثال، القيود على تناول الملح أو الأطعمة عالية الكوليسترول). قد يُعطى مرضى السكري نظامًا غذائيًا أقل تقييدًا.
- في بعض الحالات، قد يعكس فقدان الوزن لدى هؤلاء المرضى المصابين بداء السكري التحكم المفرط في جلوكوز الدم. ومع ذلك، ينبغي متابعة مستويات السكر في الدم في مرضى السكري.
- قد تكون إضافة محسنات النكهة التي تزيد من شدة رائحة الطعام مفيدة في المرضى الذين يعانون من نقص سكر الدم.
- عندما يكون ذلك ممكنًا، يجب تشجيع التمارين البدنية وحتى العلاج الطبيعي لأنه ثبت أن زيادة النشاط تعزز الشهية وتناول الطعام.
- وجدت إحدى الدراسات، أن تناول السعرات الحرارية كان أكبر في المرضى الذين تلقوا المكملات الغذائية والتمارين الرياضية أكثر من المرضى الذين تلقوا المكملات الغذائية فقط.
الأدوية
- ثبت أن ميرتازابين (ريميرون) يزيد من الشهية ويعزز زيادة الوزن أثناء علاج الاكتئاب الكامن.
- درونابينول (مارينول) هو مخدر محدد لعلاج فقدان الشهية مع فقدان الوزن في المرضى الذين يعانون من متلازمة نقص المناعة المكتسب (الإيدز).
- تمت دراسة هذا الدواء أيضًا، مع بعض النتائج الواعدة، في المرضى الذين يعانون من مرض الزهايمر.
- بسبب الآثار الجانبية من الدوار والارتباك والنعاس، لا ينبغي استخدام الدرونابينول في المرضى الذين لم يتم تحديد عجزهم المعرفي بشكل جيد.
- تم استخدام ميجسترول (ميجاس) بنجاح لعلاج دنف في المرضى الذين يعانون من الإيدز أو السرطان.
- عند تناوله بجرعة لا تقل عن 320 ملغ في اليوم ، أنتج megestrol زيادة في الوزن، ولكن الآثار الجانبية للوذمة والإمساك والهذيان قد تحد من فائدته.
- سيبروهيبتادين (بيرياكتين) هو دواء مضاد للهيستامين ومضاد لوترونين يسبب زيادة طفيفة في الشهية.
- ميتوكلوبراميد (ريجلان)، وهو عامل حركي، قد يخفف من فقدان الشهية الناجم عن الغثيان، ومع ذلك، يمكن أن يسبب هذا الدواء خلل التوتر العضلي الشديد ويسبب أعراض باركنسون في المرضى المسنين.
- يمكن أن يزيد هرمون النمو البشري المؤتلف (سوماتوتروبين [سيروستيم]) من كتلة الجسم النحيل.
- هذا الهرمون مكلف للغاية، وآثاره السلبية تشمل متلازمة النفق الرسغي والصداع وآلام المفاصل والألم العضلي والتثدي.
فقدان الوزن غير المبرر له العديد من الأسباب الكامنة المحتملة، والتي تتراوح من الحالات الالتهابية إلى الاضطرابات النفسية. يمكن للأشخاص مساعدة طبيبهم في تحديد السبب الدقيق من خلال تسجيل أي أعراض إضافية يعانون منها.
عذراً التعليقات مغلقة