تعتبر آفة بق الحمضيات Planococus citri من الحشرات الاقتصادية التي تصيب عددًا هائلاً من النباتات وتفضل الحمضيات، كما أن هذه الآفة تسبب تدني الإنتاج الزراعي بصورة ملحوظة، وتشجع آفات أخرى لكي تصيب النباتات، فما هي مظاهر وعلامات الإصابة بآفة بق الحمضيات، وكيف يمكن مكافحة آفة بق الحمضيات؟
آفة بق الحمضيات الزراعية
في الحقيقة، تعد آفة بق الحمضيات من أهم الآفات التي تصيب أشجار الحمضيات بكل أنواعها. كما أن هذه الآفة متعددة العوائل إلى حد كبير، وتصيب اللوزيات، والعنب، ونباتات الزينة. كما أنها تصيب عددًا كبيرًا من النباتات والأشجار يصعب إحصاءها بدقة. تنتشر هذه الآفة في جميع المناطق سواء المدارية أو تحت المدارية حيث تنشتر زراعة الحمضيات والكرمة. كما يمكن أن توجد هذه الحشرة في شرق المتوسط (سوريا، لبنان، تركيا) وفي شبه الجزيرة العربية، وليبيا، ومصر، وقبرص. تعرف الآفة أيضًا باسم (بق الحمضيات الدقيقي) و (بق العنب الدقيقي).
الوصف
الوصف الشكلي العام للحشرة
تشبه هذه الآفة كثيرًا بقية أفراد فصيلتها من البق الدقيقي. إن جسم الأنثى ذو لون أصفر ليموني، بيضاوي الشكل متطاول. كما يبلغ طول الجسم حوالي ٢.٥- ٤.٥مم وعرضه ٢-٣مم. أيضًا يغطى الجسم بطبقة شمعية رقيقة ينتج عنها ١٧ زوج من الزوائد الشمعية. غالبًا ما تكون الزوائد متساوية في الطول باستثناء الزوج الخلفي فهو أكثر طولاً. أما قرن الاستشعار فهو مكون من ٨ عقل. بينما الذكر من الحشرة فهو بلون أصفر ولكن غامق أو بني فاتح. أجنحة الذكر الأمامية بلون أزرق خفيف، أما الخلفية فمتحورة إلى شوكتين صغيرتين.
الإصابة بآفة بق الحمضيات
تتجلى أعراض الإصابة من خلال امتصاص الحشرات للعصارة النباتية. في الحقيقة، لا تسلك هذه الآفة سلوك الحفارات وحافرات الأنفاق، بل سلوك بقية أفراد فصيلتها بامتصاص عصارة أنسجة النبات. تصيب الآفة الأوراق عند مناطق اتصالها بالأعناق، وتهاجم الأغصان والثمار أيضًا. بعد ذلك، تمتص الحوريات والحشرات الكاملة عصارة النبات فتفقد حبات العنب حلاوتها ومذاقها السكري. ينتج عن ذلك في أغلب الأحوال قلة مستوى السكريات في الثمار (الغلوكوز والفركتوز). كما أن مناطق الإصابة تتغطى بالفطر الأسود بسبب الندوة العسلية الغزيرة التي تفرزها الحشرة. مع تفاقم الإصابة، يزداد الضرر في المناطق مرتفعة الرطوبة. بينما على الكرمة يستفحل الضرر في أثناء الصيف مع عدم تقليم الأغصان.
خطورة آفة بق الحمضيات
تنبع خطورة آفة بق الحمضيات من أنها تضعف النبات، وتشجع بذلك آفات أخرى إلى البساتين والأشجار. يمكن أن تنجذب آفات البق الأسترالي والدفلة. كما يمكن أن تنجذب الحشرات القشرية (الحمراء، الأرجوانية، السوداء، حشرة الفواكه). مع تداخل الآفات في ما بينها، قد يضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية.
عوامل تشجع الإصابة
بطبيعة الحال، فإن هناك عوامل تشجع الإصابة بآفة بق الحمضيات. أهم العوامل:
- توافر الرطوبة المناسبة للحشرات في الحقول والبساتين.
- عدم تقليم أغصان الأشجار بصورة جيدة.
- زيادة كثافة النباتات الزراعية.
- كما أن وجود الأعشاب بصورة موبوءة في الحقل يشجع كثيرًا على الإصابة.
دورة الحياة
تتميز دورة حياة آفة بق الحمضيات عن غيرها من آفات كافة نمر الإجاص بعدد الأجيال الكبير. وفي ما يلي:
طبيعة النشاط
إن هذه الآفة في الحقيقة تفضل الرطوبة العالية، كما تفضل الحرارة المرتفعة. يستمر تكاثر الآفة في المناطق الدافئة طوال السنة، وينفخص النشاط بصورة ملحوظة مع انخفاض الحرارة والرطوبة. انطلاقًا من ذلك، يمكن العثور على هذه الآفة بكل أطوارها على مدار السنة.
وضع البيض
بعد التزاوج، تضع الأنثى حوالي ٤٠٠ بيضة خلال عدة أسابيع في الصيف، وتنخفض المدة في الشتاء. أما في المناطق الباردة فتمر الحشرة فصل الشتاء بطور الحشرات الكاملة التي تكون مختبئة في أعضاء النبات. قد تختبئ أيضًا في الجذور وقشور القلف. بعد ذلك، نضع بيضها بعد أن تتزاوج.
التغذية
بعد فقس البيض، تشرع الأطوار الفاقسة في التغذية على الأوراق والعناقيد الحديثة. قد تتغذى قليلاً ثم تبدأ الأنثى الأم في وضع البيض من جديد، ثم تخرج الحوريات الفاقسة إلى العناقيد الصغيرة لتتابع تغذيتها وتطورها.
أجيال آفة بق الحمضيات
عدد الأجيال غير معروف تمامًا ويختلف حسب الظروف البيئية. غالبًا ما يكون عدد الأجيال ٤-٧ في المناطق الدافئة حيث زراعة الحمضيات والموالح. أما عند زراعة الكرمة فينخفض عدد الأجيال ليصبح ٣-٤.
مكافحة آفة بق الحمضيات
سبل مكافحة هذه الآفة
من أجل مكافحة آفة بق الحمضيات تتبع جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية. وفي ما يلي:
مكافحة وقائية
تتم المكافحة الوقائية من خلال أن يزرع المزارع النباتات والأشجار بكثافة معقولة وخطوط ومسافات زراعة مناسبة. كما يجب على المزارع التخلص تمامًا من أي أعشاب ضارة موبوءة في الحقل. بالإضافة لذلك، يعتبر تقليم الأشجار وأغصانها خطوة هامة في الوقاية، لأنه يعرض الأشجار لأشعة الشمس والتهوية. بذلك، تنخفض قدرة الحشرة على الإصابة لأنها تفضل الرطوبة.
مكافحة علاجية استئصالية
تتم المكافحة العلاجية من خلال رش النباتات بأحد المبيدات الفوسفو- عضوية. يمكن استعمال المبيد باراثيون ميثيل Parathion- methyl. كما أن المبيد ديميتون ميثيل Dimeton- methyl يعطي نتائج فعالة. يراعي المزارع الرش قبل وجود الفطر الأسود على أماكن الإصابة. يمكن أيضًا استعمال المبيد ميثيداثيون (methidathion) في الربيع. بالإضافة لذلك، يمكن تعفير الكرمة بالكبريت المكروني للوقاية من البياض الدقيقي وكذلك مكافحة هذه الآفة على السواء.
إجراءات المكافحة الحيوية الزراعية
من أجل المكافحة الحيوية لآفة بق الحمضيات يمكن تربية أعداء حيوية خاصة في المخابر الزراعية وإطلاقها للقضاء على آفات المن والبق ومنها هذه الحشرة. كما أن هناك أعداء حيوية طبيعية موجودة ويمكن إكثارها لخفض أعداد هذه الآفة. ومن الأعداء الحيوية المفترس Cryptolaemus montrouzieri و Chilocorus bipustulatus. وكذلك الطفيل Leptomastix dactylopii.
بذلك؛ نكون قد تعرفنا على آفة بق الحمضيات وأضرارها الاقتصادية والعوامل التي تشجع على الإصابة بها. كذلك نكون قد أحطنا العلم بسبل المكافحة والوقاية الممكنة. ولأن درهم وقاية خير من قنطار علاج فقد كان لا بد للمزارع أن يعتني ببساتيه وأشجاره من مختلف الآفات التي تصيبها. كما قد تحدث بعض الآفات الزراعية أضرارًا لا تحمد عاقبتها ما لم تكافح بصورة جيدة.
عذراً التعليقات مغلقة