رهاب الأرقام، تعرف على 3 أسباب للخوف من الأعداد والأعراض وطرق العلاج

لانا الحريري
نشرت منذ أسبوعين يوم 14 أبريل, 2024
رهاب الأرقام، تعرف على 3 أسباب للخوف من الأعداد والأعراض وطرق العلاج

رهاب الأرقام أو فوبيا الأعداد، هو الخوف من الأرقام أجمع لمجرد التفكير بها، والخوف بشكلٍ عام يهبط من معنويات الإنسان بدلاً من رفعها، وقد تكون أنواع الرهاب غير مهمة نسبيًا، إلا في حالة واحدة فقط، وهيَ تدهور الفرد اجتماعيًا بسببها، مما يؤدي إلى منعه في النهاية من تأدية واجباته اليومية، ومن ثم عدم القدرة على ممارسة الحياة المهنية والخاصة بشكل جيد. فيما يلي تعرف على 3 أسباب للخوف من الأعداد والأعراض وطرق العلاج. وما سر الخوف من الأرقام “13” و”666″ و”4″ عند بعض الثقافات في العالم؟

تعريف رهاب الأرقام

رهاب الأرقام يُطلق عليه علميًا “Numerophobia” أو “Arithmophobia”، إنّ الكلمتان Arithmophobia و Numerophobia لهما أصول لاتينية / يونانية حيث تشير الكلمة الأولى Numero إلى الأرقام، و phobos هي كلمة يونانية تعني النفور العميق أو الخوف. ويمكن تعريفه على أنه:

  • هو الخوف المبالغ فيه والمستمر وغير العقلانيّ من الأرقام جميعها في أغلب الأوقات في روتين الفرد اليومي.
  • يمكن تعريف رهاب الأرقام أو الخوف من الرياضيات أو القلق من الرياضيات أيضا على أنه اضطراب يصاحبه قلق، حيث تكون الحالة المريضة برهاب الأرقام تخاف جداً من التعامل مع الأرقام أو المسائل الرياضية.

قد يخاف الكثير من الناس المصابين في شتى أنحاء العالم الأرقام جميعها، فهو أمر منتشر ويحدث فعلاً، ولكن قد يخاف بعضهم من أرقامٍ معينة، مثل:

  • الخوف من الرقم 13 (Triskaidekaphobia).
  • الخوفُ من الرقم 666 (Hexakosioihexekontahexaphobia).
  • الخوف من الرقم 8 (Octophobia) التي ترتبط عادةً بالحظ السيء والأرواح الشريرة وما إلى ذلك.

عادةً ما يكون لمثل هذا الخوف جذور ثقافية أو دينية غالبًا ما تتفاقم بسبب تأثير السوشال ميديا، وسنقوم بالتطرق إلى كلٍّ منها على حدىً لاحقًا.

مع هذا، الشخص المصاب برهاب الأرقام يخشى الأرقام جميعها دون استثناء، وتزداد الحالة أكثر عند التطرق لحل المسائل الحسابية المعقدة، حيث أنّ مجرد التفكير في حل معادلة حسابية صعبة في المدرسة أو إجراء حسابات في الحياة اليومية بإمكانه أن يسبب ذعرًا شديدًا لدى المصاب، وقد تتطور هذه الحالة لتؤثر على واقعه، في كثير من الأحيان قد يكون المصاب قادرًا على التعامل مع الأرقام، ولكن قد يواجه قلقًا عميقًا أثناء القيام بذلك، ولكونه أمرًا يخجل منه المرء، يمتنع المريض عن الاعتراف بالمشكلة التي تواجهه، مما يؤدي إلى انسحابه اجتماعياً.

شرح قراءه الأكواد ا…شرح قراءه الأكواد الغير متوافقة مع فهرس

أسباب الإصابة برهاب الأرقام

أسباب الإصابة بفوبيا الأعداد

تتعد أسباب رهاب الأرقام، ومنها ما يلي:

الطبيعة المعقدة لمفهوم الأرقام والوقت

يمكن اختصار هذه الفكرة من خلال القول، أنّ كون الأرقام لا نهاية لها ولا تنتهي أبدًا، وصعوبة إتقان حفظ الوقت قد تكون فكرة مرعبة للبعض. حيث يظن أغلب خبراء النفس أن هذا المرض قد بدأت مراحل ظهوره الأولى منذ بداية البشرية، عندما قام الإنسان بهذه الأمور:

  • عندما بدأ الإنسان لأول مرة في حفظ الوقت.
  • عندمَا بدأ أيضا بالحفاظ على التقويمات.
  • عندما بدأ أخيرا باستخدام النظم العددية.

ويأتي الخوف من الأرقام من الطبيعة المزعومة وتصورات الناس تجاهها، وغالبًا ما يُعتقد أن الأرقام والوقت معقدان وغير معروفين ومتفاوتين ويصعب فهمهما، مما يخلق هالة من الغموض. تدريجيًا، مع أنظمة التعلم المتطورة، بدأ الإنسان في مراقبة الوقت ليس فقط من خلال ملاحظة الظواهر السماوية ولكن أيضا في الحسابات العددية والتسلسل الزمني، وهذا ما يثبت حقيقة أن الأرقام والوقت معقدان وغير معروفان ومتفاوتان ويصعب فهمهما في أغلب الأوقات.

تجارب الماضي السيئة

قد يكون رهاب الأرقام قد حصل نتيجة صدمة وقعت في الماضي بسبب التعامل مع الأرقام بشكل خاص، حيث أن أغلب الصدمات التي تبقى ملازمةً للإنسان غالبًا ما تكون قد حدثت في الطفولة، حيث يعاني معظم الطلاب من مادة الرياضيات في المدرسة، ويعتبر الفشل أو الأداء السيء فيها هو بوابة العبور إلى هذه الفوبيا. وقد يتجلى هذا الرهاب من خلال عدة مواقف سلبية حدثت مع الأرقام، ومنها:

  • التعرض للسخرية أو الصفع أو التوبيخ أو التخويف لعدم أداء الطفل جيدًا في امتحان الرياضيات.
  • قد يغرس الآباء عن غير قصد الخوف من الأرقام في الأطفال، من خلال التفوه بعبارات مثل: “الرياضيات صعبة، ستفشل إذا لم تدرس”.

جميعنا نتفق أنّ مادة الرياضيات من أهم المواد، حيث يمارس الآباء ضغوطًا لا داعي لها على أطفالهم للتفوق فيها. هذا الضغط الإضافي يغرس في نفوسهم الخوف من الأرقام مستقبلاً.

عوامل أخرى

يمكن أن تؤدي عدة العوامل في بعض الأحيان إلى الإصابة بهذا الرهاب، ومنها:

  • العوامل الوراثية.
  • العوامل الجينية.
  • أخيرا، كيمياء الدماغ.

أيضا، كما ذكرنا سابقًا، يمكن أن يكون الرهاب من أرقام محددة مثل الخوف من:

  • الرقم 13.
  • الرقمُ 666.
  • الرقم 8.

ويتجلى هذا الخوف من هذه الأرقام (Numerophobia) على وجه الخصوص عن طريق المعتقدات الثقافية أو الدينية أو حتى البرامج التلفزيونية والأفلام المتعلقة بها.

أعراض رهاب الأرقام

أعراض فوبيا الأعداد

تشمل الأعراض النموذجية لرهاب الأعداد أو الأرقام في حال تعامل المصاب مع الارقام ما يلي:

  • نوبة قلق.
  • التعرق بغزارة.
  • الفرار أو الاختباء.
  • ارتفاع ضربات القلب.
  • التنفس السريع.
  • قد يشعر المصاب أيضا بالانفصال عن الواقع.
  • جفاف الفم.
  • الشعور بالخدر أو الارتباك.
  • عدم القدرة على التعبير عن أفكاره بوضوح أو عدم القدرة على نطق الكلمات أو الجمل.
  • الغثيان.
  • الارتعاش.
  • سلوك التجنب:

قد يبكي الطفل المصاب أو يصرخ عند التفكير في الذهاب إلى المدرسة (Didaskaleinophobia). غالبًا ما يكون غير قادر على التعبير عن هذه المخاوف التي تؤدي إلى التشخيص الخاطئ لسبب هذا القلق. قد يحاول البالغون الذين يعانون من رهاب الاعداد أيضا إيجاد طرق لتجنب الأرقام، مما قد يؤثر ذلك عليهم في حياتهم المهنية أو الشخصية. في كثير من الأحيان قد يكونون محرجين من مشكلتهم، فيضطرون إلى الكذب أو يخفون عدم قدرتهم على التعامل مع المشكلة، مما يؤدي إلى توتر العلاقات في نهاية المطاف.

مدى سوء رهاب الأرقام على المصاب

إنّ الخوف من الأرقام في مادة الرياضيات في المدرسة هو ليس الوحيد من نوعه، بل تتطور هذه الفوبيا عند المصاب في كل مرة يتعرض فيها للأرقام، حيث يعد هذا الرهاب ضار بشكل خاص على الإنسان، الذي يتعين عليه أن يشارك في عدد لا بأس به من الحسابات الرياضية في الحياة اليومية، مثل:

  • مواجهة الأرقام في التقويم أو الهاتف.
  • الملاحظات التي تحتوي على تواريخ.
  • التسوق في محلات البقالة حيث يتعين على المرء قراءة أسعار المنتجات.
  • تقديم البقشيش في المطاعم قد يكون مهمة صعبة بالنسبة للرهاب.

غالبًا ما يكون المصابون بهذه الحالة غير أكفاء اجتماعيًا، حيث يعتبر الأشخاص الجيدون في التعامل مع الأرقام هذه المسألة مشكلة تافهة، وهذا هو السبب تحديداً في أنه يمكن أن يؤدي إلى توقف النمو الاجتماعي وعقدة الدونية المستمرة لدى المصاب.

علاج رهاب الأرقام

علاج فوبيا الأعداد

بعد معرفة ماهية رهاب الأرقام وأسبابه وأعراضه، لعلك تتساءل إن كان يوجد علاج أو عدة علاجات لهذا الرهاب، يوجد عدة طرق متاحة للمساعدة في التغلب على القلق والخوف من الاعداد بشكلٍ فعال، تعرف على أكثر من 4 وسائل لعلاجه:

  • العلاج بالبرمجة اللغوية

من أكثر العلاجات شيوعاً هو العلاج بالبرمجة اللغوية العصبية، التي تساهم في إعادة برمجة الدماغ كي تجعل استجابته للأرقام طبيعية، بالإضافة إلى زيادة ثقة الشخص المصاب عند التعامل مع الأعداد بأي شكلٍ من الأشكال.

  • العلاج النفسي لفوبيا الأعداد

يعد العلاج النفسي خيرُ علاجٍ لهذه المشكلة، وذلك بمساعدة مدرب اختصاصي ذو خبرة، حيث سيعمل الأخير على تغيير نظرة المصاب إلى الاعداد وطريقة تفكيره فيها، كما سيتطرق إلى جعله يتعامل مع الأرقام ليواجه خوفه منها ويسيطر عليه، وذلك من خلال التقدم لحل الحسابات العددية البسيطة تدريجيًا إلى المعقدة.

  • الأدوية

بطبيعة الحال، فإن الأدوية هي طريقة العلاج الأخير لرهاب الأرقام لأنها لا تتسبب في الإدمان فحسب، بل إنها مليئة أيضًا بالآثار الجانبية. ومع ذلك، في حالة القلق الشديد الذي يؤثر على الحياة المدرسية أو العمل للطفل أو البالغ، يمكن أن تساعد مضادات الاكتئاب الخفيفة في حل المشكلة.

ولكن يجب أن يكون الهدف من هذا العلاج هو تقليل الاعتماد على الدواء ببطء وبشكل تدريجي وصولًا إلى مرحلة يمكن فيها للمرء التوقف عن الخوف أو الرعشة عند رؤية الأرقام أو التفكير فيها.

  • حلول أخرى لفوبيا الأرقام

قد يكون هناك مجموعة من الحلول الأخرى المثبتة لعلاج رهاب الأرقام ومنها:

  • الاستشارة.
  • العلاج بالكلام.
  • العلاج بالتنويم المغناطيسي.

في النهاية يجب علينا القول أنّ الرغبة في الشفاء من فوبيا الأعداد يجب أن تكون من الداخل. حيث يكون فهم المشكلة هو الخطوة الأولى، وتذكر دائمًا أنت سيد عقلك ويمكنك التغلب على رهابك بشكل فعال.

الخوف من الرقم 13

من الممكن أن يخاف بعض الأشخاص المصابين برهاب الأرقام من أرقام محددة دونًا عن غيرها. في مثل هذه الحالات، عادةً ما تكون هذه الفوبيا قادمةً من جذورٍ كالخرافات أو المعتقدات الدينية. كالخوف من الرقم 13، والذي يدعى أيضا (triskaidekaphobia). حيث تم ربط هذا الخوف بعدة أمور، مثل:

  • المسيحيينَ الأوائلَ، حيث يظهر الرقمُ 13 في العديد من التقاليدِ الكتابيةِ.
  • الرقمُ 13 هو رقم يجلب الحظ السيء في ثقافاتٍ عديدة.
  • لا تتطرق العديد من الفنادق إلى الطابقَ 13 والغرفةَ 13 خشيةَ الأذى الذي حصل سابقًا فيها.
  • الخوفُ أخيرا من يوم الجمعة الثالثَ عشر والذي يسمى (paraskevidekatriaphobia).

الخوف من الرقم 666

الرقم 666 هو رقمٌ يخشاه العديد من الناس في الثقافة الغربية. حيث يُقال إنه “رقم الوحش” كما تمت ترجمته إلى النسخ الإنجليزية من سفر الرؤيا العدد 18. والناس يأخذونه على محمل الجد حيث قام الرئيس السابق رونالد ريغان بتغير رقم شارع منزله في بيل إير لوس أنجلوس، من 666 إلى 668.

الخوف من الرقم 4

في آسيا على وجه التحديد، يعتبر الرقم 4 رقمًا سيئَ الحظ بشكل خاص. وذلك لأنه يشبه كلمة “الموت” في اللغات المحلية في دول مثل:

  • الصين.
  • فيتنام.
  • اليابان.

“قد يهمك: تجاوز الحزن والألم النفسي خلال الأوقات الصعبة أفضل 20 طريقة”

تمامًا كما هو الحال في الغرب، حيث تميل الفنادق إلى ترك الرقم 4 من طوابقها وأرقام غرفها وحتى أنه لا يوجد رقم 4 في المصاعد الكهربائية بل ينتقل الطابق من الثالث إلى الخامس دونَ المرور بالرابع. وقد اتبعت الشركات نفس الشيء، حيث أنّ:

  • الأرقام التسلسلية لكاميرات كانون (Canon) لا تتضمن الرقم 4.
  • لم تعد أيضا هواتف سامسونغ تستخدم طراز الرموز الرباعي.

قد يكون رهاب الأرقام مشكلة حقيقة عند البعض ويسبب تأخرًا اجتماعياً لهم، لفوبيا الأعداد الكثير من الأسباب والأعراض، ولكن لحسن الحظ لها عدة علاجات يمكن الاستعانة بها.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق