متلازمة ليما؛ تعرف على أهم 7 حقائق عنها يمكن أن تصيب الإنسان

كريم عصام
نشرت منذ أسبوعين يوم 14 أبريل, 2024
بواسطة كريم عصام
متلازمة ليما؛ تعرف على أهم 7 حقائق عنها يمكن أن تصيب الإنسان

متلازمة ليما؛ تعدّدت المتلازمات والاضطرابات النفسية على مر التاريخ، منها الشائع ومنها النادر. ومقالنا هنا يتحدث عن متلازمة من النوع النادر والمُعقّد نسبياً، ألا وهي متلازمة ليما. والتي توضح لنا كم هو الإنسان مليء بالأسرار. والتي هي معروفة أيضاً بأنها النقيض لمتلازمة ستوكهولم. فما حكاية تلك المتلازمة؟ سنتعرف هنا على متلازمة ليما بالتفصيل، كذلك أعراضها وأسبابها وكيف يمكن علاجها.

تعريف متلازمة ليما

يُمكن تعريفها على أنها حالة من التعاطف والشفقة التي تظهر من الجاني أو الخاطف ناحية المجني عليه. وذلك كأن يرعى الخاطف ضحيته ويحرص على ألا يصيبها أي سوء. فتنشأ رابطة إيجابية بين الخاطف والمخطوف، تنتهي في النهاية بأن يطلق الجاني سراح الأسير في ظاهرة هي الأغرب من نوعها.

الجدير بالذكر أن ما يحدث في تلك المتلازمة هو نفسه ما يحدث في متلازمة ستوكهولم ولكن بالعكس. فمتلازمة ستوكهولم تُعرف على أنها تعاطف من ناحية الأسير تجاه خاطفه، لكن في متلازمة ليما الخاطف هو من يتعاطف مع الأسير. وعامةً تُعتبر متلازمة ليما من المتلازمات النادرة جداً، لذا لا يوجد معلومات كافية لدراستها بالشكل الوافي.

قصة متلازمة ليما

لقد اكتسبت المتلازمة اسمها عام 1996، عندما اقتحمت مجموعة توباك أمارو الثورية حفلاً في السفارة اليابانية في “ليما” عاصمة البيرو، وأسروا عدد من الشخصيات الهامة. وذلك بهدف أن تُطلق الحكومة سراح أصدقائهم المساجين. استمر الأسر أسبوعاً حتى أخلى الثوريون بشكل غير متوقع سبيل نصف الرهائن بغض النظر عن أهميتهم.

بعد مدة اقتحمت الحكومة البيروفية السفارة واستطاعت القضاء على الثوريين جميعاً. واللافت أن الثوريين لم يؤذوا أحد من الرهائن، بل عاملوهم بلطف كما أقر الرهائن فيما بعد. ومن حينها تم إطلاق مُسمى متلازمة ليما على من يتعامل مع ضحاياه بهذا الشكل، نسبةً لمكان اكتشافها الأول “ليما” عاصمة البيرو.

تفسير متلازمة ليما

من التفسيرات المنطقية لتلك المتلازمة، أن الإنسان بالفطرة عنده غريزة (Instinct) تعاطفية مع غيره من البشر. وتتولد تلك الغريزة مباشرةً عندما يلاحظ الإنسان العجز التام والحالة الرثة لإنسان غيره. بالتالي سيظهر التعاطف التام معه على الفور، خاصةً إذا كانت الضحية امرأة أو طفل صغير. فعلى سبيل المثال لو خطف رجل امرأة ووجدها في موقف صعب كهذا، فعلى الأرجح سيقع في حبها أو يتعاطف معها.

كما أنه غالباً ما يشعر الإنسان بالذنب تجاه من يختطفه ويرى بأنه لا فائدة من احتجاز رهائن ليس لهم أي ذنب فيما يحدث. ولربما هذا ما حدث بين مجموعة المسلحين والسياسيين. أو حتى ربما شعر أولئك المسلحين أن السياسيين أشخاص رفيعي المستوى ولا يستحقون تلك المعاملة البشعة. وأدركوا بأن هناك فارق في المكانة فيما بينهم، وبالتالي قرروا تحريرهم.

من التفسيرات أيضاً أنه بطبيعة الحال، كلما ازدادت مدة بقاء شخص مع شخص آخر كلما ازداد التعلق فيما بينهما وازداد كذلك الاهتمام المُتبادل. كما وتزداد المحبة ويزداد التآلف وتنشأ اهتمامات مُشتَركة بين الطرفين. وتستمر العلاقة بينهما بالتطور مع مرور الوقت حتى تصبح صداقة.

أعراض متلازمة ليما

التقرب من الأسير والتحدث معه من أعراض متلازمة ليما

تظهر مجموعة من التصرفات والمشاعر على الجاني تجاه الأسير تتمثل في الآتي:

  • التعاطف التام تجاه الأسير.
  • الاهتمام بصحة الأسير النفسية والبدنية.
  • تلبية كل مطالب الأسير ومعاملته كأنه حر، والحرص على راحته التامة.
  • تقديم الدواء والرعاية الصحية اللازمة للأسير.
  • الحرص التام على عدم وقوع أي مكروه للأسير.
  • تقديم الطعام الصحي والشراب للأسير.
  • يشارك الخاطف الأسير بعضاً من قصصه الشخصية.
  • تنشأ علاقة صداقة بين الخاطف والأسير.
  • يقوم الجاني بتهدئة المخطوف بأن يقول له بعض الجمل المُسالمة مثل “كل شيء سيكون على ما يرام” أو “لا تقلق لن أقوم بأذيتك”.
  • يشارك الخاطف الأسير بعضاً من اهتماماته وخطته المستقبلية.
  • الخوف الشديد على الأسير من أن يصيبه أي سوء.
  • من الممكن أن ينتهي الأمر بأن يطلق الخاطف سراح الأسير.

صفات الشخص المُعرض لمتلازمة ليما

العدائية في البداية من صفات مرضى متلازمة ليما

بتحليل الأسباب التي تؤدي إلى تلك متلازمة، فقد تم وضع مجموعة من الصفات يتصف بها مرضى متلازمة ليما وهي كالآتي:

  • غالباً ما يكونوا من الشباب أو المراهقين.
  • ليس لديهم تاريخ إجرامي سابق.
  • تكون غالباً أول محاولة اختطاف لهم.
  • ليس لديهم خبرة سابقة في أساليب الخطف أو القتل أو أي نشاط إجرامي آخر.
  • غالباً ما يكون لديهم دافع معين للاختطاف وليس في نيتهم إيذاء أحد.
  • هؤلاء الأشخاص يندمون ويشعرون بالذنب بسرعة حتى لو كانوا عدائيين بعض الشيء في البداية.
  • ليس من الضروري أن يكون الخاطف شخصية مُعادية للمجتمع.

أسباب متلازمة ليما

تم وضع مجموعة من الأسباب التي من المحتمل أنها تجعل الخاطف يتعاطف مع ضحيته بهذه الطريقة وهي:

  • من الممكن أن ذلك الخاطف ليس خاطفاً فعلاً، وإنما تم إجباره على القيام بعملية الخطف تلك بواسطة مجموعة من المجرمين.
  • لربما كانت هناك أسباب قهرية أجبرت الجاني بأن يخطف أحدهم مثل حاجته إلى المال. أو أنه يعاني من اضطراب نفسي مثل اضطراب الشخصية المُعادية للمجتمع أو أي اضطراب آخر، ولكن في النهاية يُدرك خطأه.
  • شعور الخاطف بأنه كان قاسي مع ضحيته، وأن طريقة الخطف كان مُبالغ فيها.
  • إدراك الجاني بأنه في ورطة، وأنه هالك لا محالة، وذلك بسبب ارتكابه لجريمة الخطف التي عقوبتها كبيرة.
  • نوع الجنس يُعتبر عامل أيضاً، فلو كان الخاطف امرأة مُجرمة فإن فرصة تعاطفها مع الضحية ستكون أكبر.
  • شعور الجاني بالذنب والندم والتوتر، وإدراكه بأن الضحية في حالة رثة وأنه لا يستحق كل ما يحدث معه.
  • قد يكون الخاطف قليل الخبرة، أو أنها أول مرة له بأن يخطف أحدهم، فلا يعرف كيف يتصرف مع ضحيته، فيقوم بإطلاق سراحها.
  • قد يختلف الخاطفون في الرأي، فتنشأ بينهم نزاعات تنتهي بإطلاق سراح الرهائن في النهاية.

علاقتها بمتلازمة ستوكهولم

الرابطة الإيجابية التي تربط متلازمة ليما بمتلازمة ستوكهولم

متلازمة ليما ومتلازمة ستوكهولم يمكن اعتبارهما وجهان لعملة واحدة. فمتلازمة ستوكهولم من ضمن الأسباب التي تؤدي إليها. فعندما يتعاطف الضحية مع من خطفه ويظهر له المحبة فهو هنا يقوم بجذب اهتمام الخاطف ناحيته، ويجعله يهتم به ويعامله كصديق، بالتالي تنشأ متلازمتنا، فإذا نشأت متلازمة منهما في مكان ما، فهناك احتمال بأن تتولد الأخرى نتيجة لها. فهي عملية تجاذب مُتبادلة بين الطرفين، الخاطف والمخطوف.

علاج متلازمة ليما

بسبب ندرة حدوث مثل تلك المتلازمة، فإن المعلومات عنها غير كافية لوضع علاج معين لها. كذلك فإنها متلازمة غير مفهومة نوعاً ما، ومن غير المعروف كيف تؤثر على صاحبها. وبسبب ندرتها فإنه من الصعب الحصول على عدد كافي من الخاطفين الذين عانوا من متلازمة ليما لدراستهم. لكن يمكن معالجة الأسباب النفسية أو القهرية التي غالباً ما تكون موجودة، وهي ما أدت إلى عملية الاختطاف من البداية.

يتم وضع الجناة لجلسات نفسية منتظمة وتقييم كل واحد منهم على حدة، وذلك لتحديد مشكلته الأساسية، ومحاولة تحديد علاج يناسبها.

أخيرا، نكون قد تعرفنا على كل ما يتعلق بمتلازمة ليما، واكتشفنا أنها من المتلازمات المعقدة والغير مفهومة، والتي توضح لنا غرابة العقل البشري ولكن يمكن اعتبارها إيجابية. كذلك تعرفنا على أهم أعراضها وأسبابها والقصة وراء تلك المتلازمة.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق