اختبار تحمل اللاكتوز؛ أهم دواعي استخداماته ونتائجه الإيجابية

سالم العلي
نشرت منذ 3 أسابيع يوم 12 أبريل, 2024
بواسطة سالم العلي
اختبار تحمل اللاكتوز؛ أهم دواعي استخداماته ونتائجه الإيجابية

اختبار تحمل اللاكتوز يساعد في الكشف عن عدم قدرة المريض على هضم سكر اللاكتوز الموجود في منتجات الألبان. ويتم الكشف عن هذا السكر من خلال إنزيم اللاكتاز (Lactase) الموجود طبيعيًا في الأمعاء. فيُجرى عدة اختبارات عندما يشك الطبيب المعالج من نقص إنزيم اللاكتاز. فما هو اختبار عدم تحمل اللاكتوز؟ وما هي أهم دواعي استخداماته ونتائجه الإيجابية؟

ما هو سكر اللاكتوز (lactose)؟

سكر اللاكتوز هو سكر معقد جزيئيًا قبل أن يُمتص ويستخدم في الجسم. فهو يتحلل إلى سكر أبسط في التركيب الجزيئي مثل الجلوكوز والجلاكتوز (سكريات أحادية).

كيف يحدث عدم تحمل اللاكتوز؟

يبدأ هضم منتجات الألبان بواسطة إنزيم اللاكتاز الذي ينتج عن خلايا معوية تُبطن جدار الأمعاء الدقيقة. ولكن إذا لم يُنتج ما يكفي لهضم الألبان من إنزيم اللاكتاز، فإن سكر اللاكتوز يظل غير مهضوم ويمر من الأمعاء الدقيقة إلى الأمعاء الغليظة. ومن ثم تبدأ البكتيريا المعوية بتحليل سكر اللاكتوز فينتج غاز الهيدروجين وحمض اللاكتيك؛ وذلك يؤدي إلى زيادة إمتصاص الملح والماء. فيسبب الإسهال، وتقلصات البطن، والانتفاخات، والغثيان.

أنواع اختبار تحمل اللاكتوز

تساعد اختبارات تحمل اللاكتوز في تشخيص حالات حساسية اللاكتوز والتمييز بينها وبين حساسية الألبان. إذ تتشابه أعراضهما في بعض الحالات، ويتضمن الكشف عن عدم تحمل اللاكتوز على عدة اختبارات معملية يسهل إجراؤها وفيما يلي 4 طرق لإجراء هذا الفحص:

اختبار تحمل اللاكتوز عن طريق تنفس الهيدروجين (Hydrogen breath test)

هو اختبار يُستخدم لتشخيص حالات عدم تحمل اللاكتوز. إذ تؤخذ عينة تنفس من المريض (عن طريق النفخ في كيس أو بالون معقم) خلال فترات زمنية محددة (كل 15 -20 دقيقة). ويستمر ذلك لمدة ثلاث ساعات. وذلك بعد أن يشرب المريض محلول يحتوي على كمية محددة من سكر اللاكتوز.

في حالة عدم تحمل اللاكتوز يتحلل سكر اللاكتوز غير المهضوم عن طريق البكتيريا في الأمعاء. فينتج عنه غاز الهيدروجين، ومن ثم ينتقل الهيدروجين إلى الدم ويخرج مع هواء الزفير أثناء التنفس. لذلك يشير وجود تزايد في نسبة غاز الهيدروجين في التنفس على وجود عدم تحمل للاكتوز.

  • الإجراءات اللازمة قبل الاختبار:

لا ينبغي إجراء اختبار تنفس الهيدروجين بعد إجراء تنظير القولون أو في حالة تلقي حقن الباريوم (الشرجية) أو عند أي فحص آخر يتطلب أخذ محاليل من شأنها تفريغ الأمعاء لتصويرها. علاوة إلى ذلك يجب الامتناع عن تلقي أي مضادات حيوية أو دواء بيبتوبيزمول لوقف الإسهال. لأن جميع هذه الإجراءات تؤدي إلى تنظيف وتفريغ الأمعاء من البكتيريا المعوية. لذا يجب الانتظار لمدة تصل إلى أربعة أسابيع قبل إجراء هذا الاختبار وذلك للسماح للبكتيريا بالنمو من جديد.

يجب على المريض أن يمتنع عن التدخين في يوم الاختبار أو قبل الاختبار ب 24 ساعة. لأن ذلك يؤثر في نتائج الاختبار، أما قبل موعد الاختبار بثمانِ ساعات؛ يجب على المريض الصيام عن الطعام والشراب حتى الماء.

  • النتائج المرتفعة والطبيعية للفحص:

ويمكن توضيح نتائج فحص تنفس الهيدروجين إذا أصبح معدل الهيدروجين في هواء الزفير خلال الثلاث ساعات ما يلي:

أقل من 12 PPM متردد أو إيجابي ضعيف.
من 12 -39 PPM مرتفع أو إيجابي.
0 طبيعي.

اختبار تحمل اللاكتوز عن طريق الدم (Lactose tolerance test)

يسمى هذا الاختبار أيضًا باسم (اختبار تحمل اللاكتوز الفموي)؛ لأن خلاله يجعلك أخصائي المختبر تتناول كمية محددة من محلول يحتوي على تركيز عالي من سكر اللاكتوز. ففي حالة عدم تحمل اللاكتوز، يتجزء سكر اللاكتوز المهضوم إلى سكر الجلاكتوز وسكر الجلوكوز في الأمعاء الدقيقة. ومن ثم يُمتص من الأمعاء وينتقل إلى الدم.
تؤخذ من المريض ثلاث عينات دم بعد 30 دقيقة، وساعة، و 120 دقيقة. وذلك لمدة ساعتين بعد تناول محلول اللاكتوز لقياس مستوى الجلوكوز في الدم.

ترتفع نسبة الجلوكوز في الدم بسبب امتصاصه من الأمعاء في حالة تحمل اللاكتوز الطبيعية. لكن إذا لم ترتفع نسبة الجلوكوز في الدم فهذا يشير إلى أن جسم المريض لا يهضم اللاكتوز.

  • الإجراءات اللازمة قبل الاختبار:

يجب امتناع المريض عن الطعام والشراب قبل موعد الاختبار بثمانِ ساعات. كما يجب الامتناع عن التدخين لمدة 24 ساعة؛ لأن ذلك يعطي نتائج خاطئة للاختبار. ولا بد من معرفة الطبيب ما إذا كان المريض يتلقى أي أدوية أو مكملات غذائية فهي قد تؤثر في نسبة الجلوكوز في الدم. لذا قد يطلب الطبيب إيقافها قبل الاختبار بمدة قليلة.

  • النتائج المرتفعة والطبيعية للفحص:

يمكن شرح نتائج اختبار تحمل اللاكتوز عن طريق تغير معدل الجلوكوز في الدم خلال ساعتين من تناول محلول اللاكتوز من خلال الجدول التالي:

أكبر من 29 ملليجرام/ديسيلتر. طبيعي.
أقل من 20 ميللجرام/ديسيلتر dl. مرتفع أو إيجابي.

لا يُفضل إجراء كلا من اختبار تحمل اللاكتوزعن طريق التنفس بالهيدروجين أو الدم لمرضى السكري. لأن تناول محاليل اللاكتوز تؤدي إلى ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم بنسبة أعلى من المعدل الطبيعي فتعطي نتائج اختبار خاطئة.

اختبار حموضة البراز (Stool acidity test)

يعد هذا الاختبار أحد أنواع اختبار تحمل اللاكتوز الهامة. يُجرى هذا الاختبار خاصة في حالات الرضع وبعض حالات مرضى السكري. إذ يتطلب أخذ عينة براز من المريض بعد تناول كمية كافية من الحليب أو حليب الأم. ففي حالة إيجابية عدم تحمل اللاكتوز يصبح البراز حمضيًا بسبب عدم امتصاص سكر اللاكتوز في الأمعاء وينتقل إلى الأمعاء الغليظة غير مهضوم.

  • النتائج الطبيعية والمرتفعة للاختبار:

يمكن توضيح نتائج اختبار تحمل اللاكتوز عن طريق حموضة البراز كما يلي:

أقل من 6.5 ph في البالغين.

أقل من 5.5 ph في الرضع (أى أن البراز حمضيًا).

مرتفع أو إيجابي.
من 6.5 – 7.5 ph في البالغين.

من 5.5 – 7 ph في الرضع (أى أن البراز قلويا أو قاعديًا).

طبيعي.

يبدأ تكوين إنزيم اللاكتاز في مراحل نمو الجنين الأولى ويكتمل قبل ولادته. لذلك إذا حدث خلل في تكوين إنزيم اللاكتاز يولد الطفل ولديه عدم تحمل لاكتوز خُلقيًا.

اختبار وراثي

تجرى بعض الاختبارات الوراثية والتي يمكنها أن تحدد ما إذا كان المريض لديه إنزيم اللاكتاز أم لا في التركيب الجيني لجسمه.

يعد اختبار تحمل اللاكتوز ذو أهمية كبيرة، وتكمن أهميته في التشخيص المبكر لحالات حساسية اللاكتوز ومتابعة مدى تحسن المريض.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة