الكيلب Kelp؛ تعرف إلى فوائده الصحية وأضراره وحقائق مميزة عنه

سلوى حيدر
نشرت منذ 6 أيام يوم 20 أبريل, 2024
بواسطة سلوى حيدر
الكيلب Kelp؛ تعرف إلى فوائده الصحية وأضراره وحقائق مميزة عنه

الكيلب Kelp، هو ليس نباتًا بل من أنواع الطحالب، ينمو أيضًا على شكل غابات، ما يجعله من أكثر النظم البيئية تنوعًا، وأكثرها غنى بالمواد الغذائية، ما يؤهله لتقديم الكثير من الفوائد الصحية، والخواص المضادة للأمراض، كما يساهم في إنقاص الوزن، لكن ينصح بعدم الإكثار منه، لتجنب أضراره المحتملة. تعرف إلى فوائده الصحية وأضراره وحقائق مميزة عنه، وأيضًا أبرز 4 طرق لتضمينه ضمن الغذاء.

ما هو الكيلب؟

نوع من أضخم أعشاب البحر وأسرعها نموًا، ينتمي إلى الطحالب البنية، المعروفة باسم فيوفيتا Phaeophyta ، والتي تنمو في المياه المالحة الضحلة، والغنية بالمغذيات، قرب الجبهات الساحلية حول العالم. يتباين قليلًا من نوع لآخر في اللون، والطعم، والمحتوى الغذائي. صحيح أنه يشبه نباتًا تحت الماء، من حيث الأوراق (السعفات) كالأشجار، والتركيبة، والنمو في مجموعات، يطلق عليها اسم غابات أيضًا، لكنه في الحقيقة ليس نباتًا، بل من الأحياء الأولية (protist)، نفس عائلة الكائنات الحية التي ينتمي إليها العفن والأميبا. في الواقع؛ تطورت كل نباتات العالم من الطحالب عبر ملايين السنين.

حقائق مميزة عن الكيلب وغاباته

يحتاج إلى المياه الباردة

ينمو الكيلب في المياه الضحلة، بسبب اعتماده على أشعة الشمس لعملية التركيب الضوئي. عمومًا، يزدهر في مياه تتراوح درجة حرارتها بين 42-72 فهرنهايت. لكن في درجات الحرارة الأعلى، تتراجع قدرته بسرعة على حمل المواد المغذية القيّمة. وهو يحتاج إلى مياه غنية بالمغذيات ليحيا، ما يجعله مقيدًا بمياه السواحل الباردة.

تنمو بعض أنواعه لأكثر من 3 قدمًا يوميًا

في ظروف مثالية، تنمو بعض أنواع الكيلب لأكثر من قدم في يوم واحد. أما بالنسبة للكيلب العملاق، يمكن لكيلب واحد فقط أن ينتج مئات السعفات، وبمقدور هذه السعفات النمو بمفردها لأكثر من 100 قدم. ما يسمح له بأن يستقر بكل أريحية تحت سطح المحيط، ويواصل في الوقت نفسه التنعم بفوائد أشعة الشمس في الأعلى.

ينمو على 20٪ من سواحل العالم

تتواجد غابات كيلب في مختلف أنحاء العالم على طول السواحل الشمالية والغربية لأمريكا، والطرف الجنوبي لأفريقيا واستراليا، والجزر قرب أنتاركتيكا. مثلًا، في شمال أمريكا، تنمو غاباته على ساحل المحيط الهادئ، من آلاسكا وكندا إلى مياه باجا كاليفورنيا. وتغطي أكثر من 20% من سواحل العالم، أو حوالي 570 ألف ميل مربع.

الكليب وتهدئة المياه الهائجة أثناء العواصف

تساعد سعفات الكيلب التي تشكل الغابات في وضع حد لتقدم الموجات. فقوة الموجات تضعف عند مرورها فوق غابة كليب، خاصة أثناء العواصف، الأمر الذي يساعد في حماية الشواطئ من كامل تأثيراتها الجانبية، وإبطاء عملية تآكل السواحل.

يستخدم أكياسًا هوائية مليئة بالغاز ليطفو

تقف غابات الكيلب تحت الماء شامخة، بسبب مثانات مليئة بالغاز تعرف باسم ” الأكياس الهوائية” pneumatocysts، هذه التجاويف الغازية تجعل سعفات عشب كيلب قابلة للطفو، ما يسمح له بالنمو عموديًا باتجاه سطح الماء، من أجل استقبال المزيد من أشعة الشمس التي يتطلبها للتكاثر.

حساس للمياه الدافئة

إن غابات الكيلب معرضة دائمًا لموجات الحر تحت الماء. تحمل المياه الأكثر دفئًا كميات أقل من المواد المغذية التي يحتاجها العشب ليستمر في الحياة، ويلقي ضغطًا إضافيًا على عملية التمثيل الغذائي للأعشاب البحرية.

يشكل طوافات طبيعية

عندما تنفصل خيوط عشب كيلب، فإنها تميل للتكتل مع بعضها، وتشكيل طوافات عائمة. يتم حمل الطوافات مع مخلوقات البحر الصغيرة مئات الأميال، ونقل أنواع مختلفة إلى أماكن جديدة. وقد سجل العلماء أن طوافات الكيلب التي وصلت إلى أنتاركتيكا حملت معها تشكيلة من الأنواع غير الأصيلة، ما ولد مخاوف جديدة حول قدرة هذا العشب على نشر أنواع غازية إلى مواطن جديدة.

يزرع كمحاصيل

يمكن زراعة الكيلب كمحصول، عادة ينمو قرب الساحل على سلسلة من الحبال تسمى الحبال الطويلة longlines. بدلًا من بناء مثبتات على أرضية المحيط، فإنه يرتفع لأعلى على الحبال العائمة. مثلًا يحصد في كاليفورنيا وحدها بين 100-170 ألف طن رطب سنويًا.

يفتقر إلى الجذور

لا يستخدم الكليب الجذور، في الواقع، هو لا ينمو تحت سطح الأرضرأرضأ إطلاقًا، بدلًا من ذلك، يتعلق كل واحد منه بصخرة أو بأي بنية صلبة، باستخدامه مثبتًا (وهو عبارة عن كتلة من أنسجة الكيلب شبيهة بالكرة، تثبت العشب بأرضية البحر.

استخدامات أخرى للكيلب

يدخل في منتجات الحمام، مثل الشامبو، ومعجون الأسنان، وتشكيلة واسعة من الأطعمة كالكيك، ومنتجات الألبان، والأطعمة المجمدة، والبودينغ. إلى جانب المواد الصيدلانية.

فوائد الكيلب الصحية

يندرج هذا الطحلب في خانة المواد الصحية، إلى جانب غيره من أعشاب البحر المختلفة، والتي تقدم العديد من الفوائد الهامة لصحة الإنسان، والتي تساهم بسبب غناها بالعناصر الغذائية في مقاومة الأمراض والحماية منها، إلى جانب مجالات أخرى، كالمساعدة في عملية إنقاص الوزن، وفي تحضير الأطباق الغنية واللذيذة.

التأثيرات الغذائية

يعرف معظم الناس مقدار حصصهم اليومية المطلوبة من الخضار، لكن ماذا حول خضراوات البحر؟ يعتبر هذا النوع من الطحالب البحرية، من أهم مكونات العديد من المطابخ الآسيوية، وكونه يمتص المواد المغذية من البيئة البحرية المحيطة. فهو مصدر طبيعي للفيتامينات، والمعادن، ومضادات الأكسدة. وأهمها:

  • فيتامين K1: بما يعادل 55٪ من القيمة اليومية DV.
  • الفولات: 45% من القيمة اليومية.
  • المغنيزيزم: 29٪ من القيمة اليومية.
  • الحديد: 16٪ من القيمة اليومية.
  • الكالسيوم، وحمض البانتوثينيك، وفيتامين A: تقريبًا 13٪ من القيمة اليومية لكل منهم.

ولهذه المغذيات فوائد صحية كثيرة، مثلًا، يلعب فيتامين K والكالسيوم دورًا رئيسيًا في صحة العظام، كما أن الفولات ضرورية لانقسام الخلايا.

تقول منظمة الصحة الوطنية (NIH)، إن الأعشاب البحرية كالكيلب، واحدة من أفضل وأغنى مصادر الغذاء باليود، المكون الرئيسي في إنتاج هرمون الغدة الدرقية. ويؤدي نقص اليود إلى:

  • عرقلة عملية التمثيل الغذائي (الأيض).
  • تضخم الغدة الدرقية.
  • مضاعفات مختلفة.

كما يمكنه:

  • رفع مستويات الطاقة.
  • تعزيز عمل الدماغ.

على كل حال؛ وحسب البحوث، تقود كميات اليود الكبيرة إلى مشكلات في الغدة الدرقية،. ويحدث ذلك عند تناول كميات كبيرة من الكيلب أو الكثير من متمماته الغذائية.

مقاومة الأمراض

تعد الالتهابات والضغط من أهم عوامل الخطر للعديد من الأمراض المزمنة. لذلك فإضافة الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة إلى النظام الغذائي قد يساعد في الوقاية منها. والكيلب من أغنى الأغذية بمضادات الأكسدة، خاصة الكاروتينات والفلافوندات، التي تساهم في محاربة الجذور الحرة المسببة للمرض.

تساعد المعادن المضادة للأكسدة، مثل المنغنيز والزنك، في مكافحة الإجهاد التأكسدي، وحماية صحة القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى الوقاية من السرطان.

اكتشفت دراسات حديثة، دور الخضراوات البحرية في سرطانات القولون وتلك المتعلقة بالاستروجين، وهشاشة العظام، إلى جانب حالات أخرى. كما وجدت النتائج أن الكيلب يبطئ من انتشار سرطان الثدي والقولون. فيما بينت دراسات على خلايا معزولة أن مركب الفوكويدان fucoidan الموجود في الكيلب، يساعد في منع انتشار سرطان الرئة، والبروستات. وعلى أي حال، لا يتوفر دليل قوي على تقليل الكيلب لخطر إصابة البشر بالسرطان.

خسارة الوزن

الكيلب قليل المحتوى بالدهون والسعرات الحرارية. كما ينتج مركبًا يسمى ألجين الصوديوم sodium alginate ، أكدت دراسة نشرتها مجلة Food Chemistry، أنه يساعد أنزيم الليباز (أنزيم يفكك ويهضم الدهون) بنسبة أكثر من 72٪، ويوقف الجهاز الهضمي عن امتصاص الدهون. كما يستخدم مصنعو الغذاء هذه الألجينات كعامل تثخين في في العديد من منتجات إنقاص الوزن، والمشروبات، والأطعمة كالآيس كريم، وخلطات تتبيل السلطات.

يفيد الكيلب أيضًا الذين يعانون من السمنة، ومرض السكري، رغم أن البحوث مازالت أولية. حيث بينت دراسة منشورة في مجلة Diabetes, Obesity, and Metabolism، أن مركب كاروتينويد المسمى fucoxanthin الموجود في البلاستيدات الخضراء لأعشاب البحر بنية اللون، يعزز خسارة الوزن عند الأشخاص البدينين، عند خلطه مع زيت الرمان. أيضًا اقترحت دراسات أخرى أن أعشاب البحر البنية تخفض مستويات الغلوكوز في الدم. ما يفيد مرضى السكري من النوع الثاني.

طرق تضمين الكيلب في النظام الغذائي

يمثّل الكيلب إضافة صحية جيدة لنظام غذائي أوسع نطاقًا، إلى جانب تشكيلة من الخضار الطازجة، وغيرها من المأكولات غير المعالجة، والكثيفة بالمغذيات. حيث ينصح دائمًا بالحصول على العناصر المغذية من المصادر الغذائية قدر المستطاع. مع ضرورة الانتباه إلى أضراره، والحرص على تجنبها، والإبقاء على الجوانب الإيجابية منه، يتوفر الطحلب بعدة أشكال:

  • خام.
  • مطبوخ.
  • مطحون.
  • كمتمم غذائي.

ويمكن استهلاكه بإحدى الطرق التالية:

  • إضافة الكيلب العضوي، المجفف إلى الحساء والشوربات.
  • استخدام عشب كيلب النيء، الذي يشبه النودلز في الأطباق الرئيسية، والسلطات.
  • رش رقائق عشبة كيلب المجففة على وجه الطعام.
  • تقديمه كطبق بارد مع الزيت وبذور السمسم.
  • خلطه مع عصير الخضراوات.

أضرار عشبة كيلب

صحيح أن فوائد الكيلب الصحية عديدة، لكن استهلاك كميات مركزة منه يمكن أن تضخ الكثير من اليود في الجسم. ما يؤدي إلى أضرار كيلب كبيرة وآثار جانبية عدة، مثلًا: يحفز اليود الزائد الغدة الدرقية بشدة. لذلك ينصح بتناول الكيلب باعتدال. ويجدرالانتباه أنه غير مناسب لمن يعانون من فرط نشاط الغدة الدرقية.

يستمد عشب كيلب وغيره من خضراوات البحر المعادن من المياه حيث يعيش. كما أظهرت دراسات أخرى أنه يمتص معادن ثقيلة، مثل الزرنيخ، والرصاص، والكادميوم، والتي تشكل خطرًا كبيرًا على الصحة. لذلك يفضل استشارة الطبيب الخاص قبل أي نية في استهلاك هذا الطحلب.

أخيرًا؛ تعد أعشاب الكيلب التي تشكل تحت الماء غابات متموجة، في عدة أنحاء من العالم، نظمًا بيولوجية مذهلة، غنية بمختلف الأنواع، لكن هذه الأسرّة المعشوشبة من أعشاب البحر، تختفي بشكل سريع مثل نظيراتها البرية. ما يسترعي المزيد من الاهتمام بها، ومحاولة الاستفادة قدر الإمكان من ميزاتها وفوائدها الصحية، مع الحرص على التقيد باستشارة الطبيب للحد من أضرار عشبة كيلب وآثاره الجانبية.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق