التعامل مع المريض؛ أهم النصائح والخطوات الهامة لأي مقدم رعاية

محمد فرحات
نشرت منذ 4 أسابيع يوم 11 أبريل, 2024
بواسطة محمد فرحات
التعامل مع المريض؛ أهم النصائح والخطوات الهامة لأي مقدم رعاية

التعامل مع المريض (Dealing with patient)؛ من المعروف أن المريض يعاني من الألم الجسدي مع الألم النفسي، ولتخفيف ذلك يجب على الطبيب المعالج وأطقم التمريض التعامل الجيد الصحيح مع مرضاهم، كما يجب على الأهل مراعاة عدد من الأمور التي تعطي المريض الإحساس بالراحة النفسية اللازمة لسرعة التعافي من المرض. في هذا المقال سوف نتعرف على أهم مهارات التعامل مع المرضى، وكيفية التعامل مع المريض النفسي العنيد، وكيف تتعامل مع المريض المحبط، وكيفية التعامل مع المريض الصعب.

فن التعامل مع المريض

هناك عددًا من المهارات المطلوبة عند التعامل مع المريض، ويطلق عليها مهارات فن التعامل مع المرضى (patients) وسوف نتعرف في التالي على أهم 7 مهارات للتعامل الصحيح والفعال:

التعاطف مع المريض

في العادة يُطلق على الطبيب اسم “المعالج”أي الشخص الذي يعالج أوجاع الآخرين. قد لا تعلب العاطفة دورًا هامًا في أغلب الوظائف والمهن، لكنها هامة في مهنة الرعاية الصحية والتي تعتمد في جوهرها على الذكاء العاطفي عند التعامل مع المرضى. بالتالي على الطبيب وضع نفسه مكان المريض الذي يعالجه من أجل اتخاذ القرارات الصائبة بشأن صحته.

أيضًا فالطبيب ليس وحده هو الذين يحتاج لتنمية هذه المهارة، فكل من يرعى المريض عليه ذلك سواء كان ذلك الممرضات وغيرهم من الممارسين الصحيين وحتى الأهل القائمين على رعاية المريض.

يعتبر التعاطف هو أساس في بناء العلاقة مع المريض، حيث يبني ثقة مشتركة ويعزز من التواصل بين المريض والفريق القائم بالرعاية.

الاستماع الجيد إلى المريض أساسي ضمن Dealing with patient

عند التعامل مع المرضى، من المهم الاستماع بعناية لهم والسماح لهم برواية قصصهم الخاصة. يعد الاستماع ثاني أهم فن من فنون التعامل مع المريض. من خلال التعاطف والاستماع الجيد للمريض، يمكنك المساعدة في تخفيف المخاوف لديه وجعله يتقبل خطة العلاج المقررة.

من فن التعامل مع المريض ابق هادئا

الحفاظ على الهدوء أثناء المواقف الفوضوية أمرًا ضروريًا كما هو معلوم، وإذا كنت ترغب في الحفاظ على علاقة جيدة مع مرضاك هناك بعض النصائح لمساعدتك على التزام الهدوء، وهي:

  • تذكر أن المريض لا يهاجمك شخصيًا، بل يتصرف وفقًا لأعراضه.
  • يجب أن تكون على دراية بأعراض المريض وأي مضاعفات محتملة.
  • عد أنفاسك وتنفس من خلال أنفك لإرخاء عقلك وجسمك.
  • إذا أصبحت الأمور صعبة للغاية، عليك أخذ قسطًا من الراحة.

الالتزام بالموضوعية

تعد الموضوعية مهارة مهمة للممارسين الطبيين عند التعامل مع المرضى، وهذا يعني الحفاظ على نبرة صوت ودية وفهم وجهة نظر المريض مع توفير المعلومات الدقيقة والواقعية له، مع تقييم الموقف بموضوعية ومراعاة مشاعر المريض ومخاوفه، وأيضًا الرد على أي شكاوى بطريقة موضوعية ومحترمة من أجل منع أي عواقب سلبية قد تنشأ.

أشعره بالاهتمام

إشعار المريض بالرعاية والاهتمام والتعامل معه بطريقة ودية هو أحد أساليب التعامل معه بشكل صحيح، فمن المهم الانتباه لمشاعر المريض والتحدث معه بنبرة لطيفة ومهدئة. يجب على الطبيب أيضًا أن يتجنب الصوت العالي أو القسوة في التعامل، وعليه أن يحترم آراءهم حتى لو كانت تختلف عن آرائه.

للتعامل مع المرضى استخدم الابتسام ولغة الجسد

الابتسام ولغة الجسد من فنون التعامل مع المرضى بطريقة صحيحة، حيث يمكن أن يساعد الاتصال بالعين والابتسامة الصادقة على تهدئة المرضى، ويمكن أن تُظهر لغة الجسد الاهتمام والفهم والدعم أثناء المحادثات مع المرضى. من خلال إتقان فن الابتسامة ولغة الجسد، يمكن للمهنيين الطبيين خلق بيئة من الثقة والراحة مع مرضاهم، وهذا بالطبع يساعد كثيرًا في رحلة العلاج.

بين له خطأ رأيه بشكل مناسب

إذا كانت حالة المريض الصحية تتطلب عدم الموافقة على رأي المريض الشخصي، فيجب فعل ذلك باحترام مع توضيح أنك تحترم رأيه وبين له أن رأيه سيضره. أيضاً حاول الشرح له أن رأيك قائم على آراء طبية وأبحاث وتجارب حقيقية، وأن الهدف منه مصلحتك، وهذا الفعل منك سوف يبني الثقة أو يزيدها بينك وبين الطبيب.

مهارات أخرى هامة عند التعامل مع المريض

بالإضافة لما سبق، يلزم على طاقم رعاية المريض الالتزام بالتالي:

  • احترام آراء المريض وتقبل ثقافته ومعتقداته والتعامل معه بإنسانية.
  • الحفاظ على خصوصية المرضى في المستشفيات.
  • تفهم كافة حقوق المريض بشكل جيد مع الالتزام بتوفيرها وتحقيقها له.
  • يمكن للأهل قراءة بعض الكتب عن رعاية المريض، ومنها: كتاب المسك الأخلاقي في التعامل مع المريض.
  • أيضًا من ضمن فن التعامل مع المريض: تقديم الدعم والتحفيز النفسي الدائم للمريض.
  • التحكم بالمشاعر بكافة أنواعها عند التعامل مع المرضى.
  • التثقيف الصحي: اهتم بتثقيف المريض بخصوص مرضه وطريقة التعامل الصحيحة معه.
  • عدم إخبار المريض بأي خبر قد يؤثر سلبًا على نفسيته ومعنوياته، وفي حالة الاضطرار لذلك يجب أن يتم هذا بتعقل وحكمة.
  • الاهتمام بدور الأسرة والأشخاص المحيطين بالمريض في مواجهة الأمراض النفسية التي يعاني منها.
  • تجنب أي شيء يقلل الروح المعنوية للمريض، وتجنب المجادلة التي لا فائدة منها مع المريض.
  • الاهتمام بما يصدر من المريض من الشكاوى والتعامل المباشر السريع معها.
  • التعامل مع المريض الغاضب بحكمة وعقل.

من الهام التحلي بالصبر عند التعامل مع المريض بقدر الإمكان، مع الابتسامة على الوجه بطريقة مستمرة حتى تمنح المريض الإحساس بالراحة النفسية. كما يلزم أن نتعامل مع الشخص المريض بعاطفة ورحمة.

كيفية التعامل مع المريض الصعب

عند التعامل مع المريض الصعب، من المهم أن تكون هادئ، أي أن تحافظ على أعصابك وردة فعلك. للقيام بذلك، يجب أن تراعي النصائح التالية:

  • لا تفقد السيطرة على أعصابك.
  • استمع بعناية لما يقوله المريض.
  • لا تتفاعل على الفور مع كلامه أو فعله، وفكر جيدًا فيما ستقوله أو تفعله.
  • الاعتراف بخطئك في حالة وقوع ذلك.
  • اطرح أسئلة مفتوحة تسمح للمريض بسرد مشكلته أو شكواه بكلماته الخاصة.
  • انتظار الوقت الكافي للمريض للاستجابة مع العلاج والرعاية.
  • لا تأخذ تعليقات المريض على محمل شخصي.
  • لا تضع افتراضات حول ما يفكر فيه المريض أو ما يشعر به، بل عليك الاستماع له جيدًا قبل إصدار أحكام على فكره ومشاعره.

كيفية التعامل مع المريض النفسي العنيد؟

من المهم عند التعامل مع مريض نفسي عنيد فهم السبب الحقيقي وراء سلوكهم هذا، ويجب أيضًا على الشخص مقدم الرعاية الصحية لهم أن يتعامل مع هذا الموقف بالتعاطف والصبر والحكمة. من المهم كذلك أن تظل هادئًا في حالة أي مشادة كلامية أو مواجهة مع المريض النفسي العنيد.

في نفس الوقت قد يكون من المفيد ضمن كيفية التعامل مع المريض النفسي العدواني القيام بتوفير مكان آمن لهذا المريض حيث يمكنه التعبير عن مشاعره دون إصدار أحكام مسبقة عليه، كما لا تنسى خلق جو من التفاهم حيث يمكن للشخص المريض وقتها أن يشعر بالراحة في التحدث عن آرائه. بشكل عام، من الهام تقديم الدعم بأي طريقة ممكنة عند التعامل مع المريض العقلي العنيد، وفي حالة العجز عليك الوصول إلى المتخصصين في الصحة العقلية والنفسية.

بشكل عام يجب التعامل مع حياة المريض نفسياً بحكمة وحذر وهدوء، مع اللجوء الدائم للطبيب المختص.

التعامل مع المريض المحبط

بصفتك مقدم رعاية صحية، سوف تجد مريض غير سعيد أو محبط بسبب مرضه، ومن المعروف أن الحالة النفسية السيئة تؤثر بالسلب على المريض وقد تمنع أو تؤخر الشفاء، وهذا الشيء من المواقف الصعبة التي يواجهها الطاقم الطبي المعالج للمريض. فيما يلي بعض النصائح للتعامل مع هذه المشكلة:

  • استمع بعناية للمريض:

عندما يشعر المريض بالضيق، قد يكون من الصعب التركيز على ما يقوله، بالتالي سيساعدك الاستماع له بانتباه على فهم وضعه وشعوره بشكل أفضل، وبالتالي وضع حلول لتقديم أفضل رعاية ممكنة له.

  • احترام خصوصياته:

قد يفضل بعض المرضى مناقشة وضعهم مع الطبيب على انفراد، كما قد يقوم بعض المرضى بإخبار الطبيب المعالج عن بعض الأسرار لديهم التي سببت لهم المرض؛ بالتالي يجب احترام خصوصية المريض وعدم إفشاء ما باح به للأهل والآخرين.

  • تذكر أن كل شخص مختلف:

بعض المرضى قد يتفاعل مع نفس الموقف بشكل مختلف عن غيرهم، لذا تحلى بالصبر وحاول أن تفهم سبب هذا الشعور السيئ الذي يشعر به.

  • معالجة المشكلة وجهاً لوجه:

إذا كان المريض محبطًا، فحاول تهدئته قبل معالجة المشكلة المطروحة، وحاول طمأنته أن الأمور سوف تكون بخير، وأن الكثيرين تعافوا من هذا المرض.

  • اشكره على تعاونه:

يمكن أن يؤدي شكر المريض على تعاونه مع الطاقم الطبي إلى استعادة مشاعر الرضا لديه، كما يمكن أن يكون ذلك دافع إيجابي للمزيد من التعاون.

من الطبيعي أن يشعر المريض بالإحباط خصوصًا لو كان مرضه صعب أو مزمن؛ ومن الهام عند التعامل مع المريض إخراجه من مشاعر الإحباط واليأس.

نصائح للتعامل مع المريض

في التالي سوف نتعرف على أهم نصائح للتعامل مع المريض:

  • التحلي بالصبر بقدر الإمكان عند التعامل مع المريض.
  • استخدام الابتسامة على الوجه وهذا يكون بطريقة مستمرة؛ حتى تمنح مريضك الإحساس بالراحة النفسية.
  • القيام باستخدام الكلمات المدعمة للمريض، مع إخباره بقصص مرضى آخرين تغلبوا على المرض.
  • يجب الحرص على تغيير حالة المريض النفسية، وهذا من خلال اصطحابه (أن كان يقدر على ذلك) لبعض الأماكن المفضلة لديه.
  • عدم الحديث معه بشكل أو بطريقة تشعره أنه أضعف من الأشخاص الآخرين.
  • القيام بتغيير المكان الذي يجلس به المريض باستمرار في المنزل (home).
  • القيام باستخدام الكلمات الإيجابية الداعمة له لتخليصه مما يعانيه من المشاكل المرضية.
  • تشجيعه على القراءة والاطلاع حول المرض لتجنب المشاكل والمضاعفات التي قد تلحق به من هذا المرض من خلال تعلم كيفية التعامل الصحيح والتأقلم مع المرض.

أمر هام عند التعامل مع المريض

في نهاية الحديث عن التعامل مع المريض، من الهام تفهم أن هناك تفاصيل في التعامل تكون بحسب طبيعة المرض الذي يعاني منه المريض، فما يصلح لمريض قد لا يصلح لآخر على حسب نوع المرض لديه، فالتعامل مع مريض فيروس كورونا يختلف في جزئيات وتفاصيل عن التعامل مع مريض الاكتئاب، ويختلف عن الخدمات المقدمة لمريض الشلل النصفي أو السرطان وهكذا.

بالتالي يجب على الشخص القائم برعاية المريض تفهم هذه النقطة الهامة وعليه الإلمام بطريقة التعامل الصحيحة مع مريضه، سواء أكان ذلك الدواء أو التمارين أو الطعام أو المضاعفات والمخاطر المحتملة.

كيف التعامل مع المريض العنيد؟

من الهام التحلي بالصبر والتفهم عند التعامل مع أي مريض عنيد. في البداية حاول فهم مشاعره، وحاول فهم وجهة نظره في الأمر، ثم قم بشرح وجهة نظرك له باحترام، وحلل رد فعله، وبناءًا على رد الفعل هذا حدد طريقة التعامل الأفضل للمريض، وإذا لزم الأمر، فقم بإشراك طرف ثالث للمساعدة في حل الموقف.

لماذا يبكي المريض النفسي؟

قد يبكي المريض النفسي لعدة أسباب، ومن هذه الأسباب التلاعب بمن حولهم، أو للتعبير عن المشاعر التي لا يستطيعون التعبير عنها بأي طريقة أخرى. من المهم هنا أن نعرف أن  المريض النفسي لا يعاني من العواطف بنفس الطريقة التي يعاني منها معظم الناس، وبالتالي قد يتم تفسير ردود أفعاله بشكل مختلف.

كيف اواسي شخص مريض نفسي؟

تكون مواساة شخص مريض نفسي بالدعم النفسي له، وإشعاره بالحب والأمان، يمكنك أن تقول له:

  • أعلم أنك تشعر بالإرهاق الآن.
  • من المهم أن تتذكر أنك لست وحدك في الحياة، وأن هناك أشخاصًا يهتمون بك ويريدون المساعدة.
  • هل هناك أي شيء يمكنني القيام به من أجلك للمساعدة في تسهيل الأمور عليك؟

تعرفنا في هذه المقالة على التعامل مع المريض “Dealing with patient” بمهارات فعالة وكيفية التعامل بشكل صحيح معه، حيث تعرفنا على أهم وأفضل النصائح والخطوات الهامة لأي مقدم رعاية، كما تعرفنا على كيف يمكن التعامل مع المريض الصعب. فن التعامل مع المريض تفاصيله كثيرة، وأهم شيء فيه التعاطف والاحترام والفهم والصبر، وهو يهدف لنجاح عملية الشفاء والتعافي من المرض.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة