الكبت النفسي من الاضطرابات النفسية التي يعاني منها الكثير من الأشخاص لأسباب صحية ونفسية، حيث يتم تذكر كل المشاعر والذكريات والأحداث المؤلمة في أوقات معينة، وهناك من يلجأ للكتمان، فما هو الكبت النفسي، وما هي أنواع وأعراض الكبت النفسي؟ ما هي المصطلحات التي تفسر آثار الكتمان؟
شرح قراءه الأكواد ا…شرح قراءه الأكواد الغير متوافقة مع فهرس
ما هو الكبت النفسي؟
يعتبر الكتمان أو الكظم بمصطلح آخر عملية استبعاد خاصة تتحكم فيها مشاعر الإنسان بشكلٍ كبير لتتحكم في تذكر الأحداث والذكريات، والمشاعر المؤلمة المتعلقة بالماضي وكان لها تأثير كبير على صحته النفسية. لذلك يتم استدعاء بنقل هذه الذكريات والمشاعر السلبية والأفكار من دائرة الشعور إلى دائرة اللاشعور من دائرة الوعي إلى منطقة اللاوعي. كما ينتج عن الكبت إصابات بالقلق والعصبية. عند عودة هذه الذكريات والمشاعر لمنطقة الوعي والشعور مرة أخرى يجب اللجوء إلى التحليل النفسي لمعرفة السبب وراء هذه المشاعر المكبوتة، والمفاهيم التي توضح دوافعها.
أنواع الكبت النفسي
أنواع الكبت النفسي
أوضحت الدراسات التي قام بها مؤسس التحليل النفسي سيجموند فرويد، أن الكبت ينقسم لأنواع من ضمنها ما يلي:
الكبت النفسي الأساسي
يتضمن هذا النوع من الكبت إخفاء الذكريات والمشاعر غير المرغوب في وصولها للعقل الواعي، بمعنى أن الشخص يكون في حالة من اللاواعي الكامل لكنه يحاول الوصول إلى مرحلة الوعي بطريقة خفية غير مباشرة.
الكبت النفسي الصحيح
يتضمن هذا النوع إدراك الشخص للمشاعر والذكريات السلبية المكبوتة، لكنه في محاولة لإزالتها عن قصد من العقل الواعي ونقلها للعقل الباطن (اللاواعي).
أسباب الكبت النفسي
للكظم النفسي أسباب متعددة من ضمنها:
التربية القاسية
التربية عن طريق مصطلحات شائعة على سبيل المثال: لا تبكي، لا يجب أن تبوح بمشاعرك، لا تعبر عن رأيك، كل هذه التفاصيل والمصلحات غير الصحيحة في التربية تؤثر على سلوك الأفراد. لتصنع من الشخص العدو الأول والأخير لنفسه، وعادة ما يلجأ هذا الشخص إلى كبت مشاعره والتعرض للقمع. الإصابة بالاضطرابات النفسية خوفًا من المواجهة نتيجة التربية السلبية التي نشأ عليها.
المبالغة بالاعتداد بالنفس
يقع الكثيرون من الأشخاص في أوهام نفسية، على سبيل المثال: وهم حب الذات، وهم الغرور، تفخيم الصورة الاجتماعية. لذلك يتعرضون للإصابة بالكبت النفسي، لأنهم يفقدون السيطرة على التعبير عن دواخلهم بمنتهى الحرية. عادة ما يفقد الإنسان مبادئه ويتحول إلى روبوت بلا روح.
السعي وراء المنطقية
يعتقد البعض أن الحديث عن المشاعر أمر غير ضروري. لذلك دائما ما يقللون من شأنها في حياة الجميع، لأنهم معتقدين أنها أمر ثانوي لا يستحق الحديث أو الذكر. إن الاهتمام بالعمل لا بد أن يسبق الاهتمام بالمشاعر، وهذا الأمر قد يحرض على كبت المشاعر. لذلك يجب المعرفة التامة بأن التواصل مع الآخرين وتكوين علاقات اجتماعية مليئة بالمشاعر هي الجوهر الأساسي للحياة.
التعرض للتجارب السلبية
إن التعامل مع أشخاص سلبين، والتعرض لتجارب سلبية عديدة يؤدي إلى محاولة الهرب من تكوين العلاقات، وتجنب الحديث عن المشاعر. لذلك يميل هؤلاء الأشخاص للكبت والكتمان.
ما هي أعراض الكبت النفسي؟
ما هي أعراض الكبت النفسي؟
أوضحت الدراسات بأن للكتمان أعراض عديدة على صحة الإنسان من ضمنها ما يلي:
الابتعاد عن الذات الحقيقة
الإسراف في الكتمان يجعل من الشخص شخص آخر يميل كل الميل إلى آراء الآخرين في شخصيته وسلوكه ناسيًا ذاته الحقيقة، لأنه دائمًا ما يميل إلى كسب رضا الآخرين.
إدمان السلوكيات القهرية
إن التعبير المتراكم عن الضغوطات النفسية دون محاولة التعبير عنها. لذلك يلجأ الأشخاص بطريقة غير واعية إلى إدمان سلوكيات قهرية على سبيل المثال: إدمان التدخين، المخدرات، التسوق، الكحول. لذلك يشعر الإنسان برغبة شديدة ولا يستطيع السيطرة عليها للقيام بالسلوكيات السلبية.
الأمراض الجسدية
أوضحت الدراسات بأن الكتمان أحد العوامل المسببة في حدوث الأمراض الجسدية، على سبيل المثال: مرض الضغط، وأمراض القلب، ومرض السكري، والصداع، والتهابات المعدة، وصعوبات التنفس (breathing difficulties).
الأعراض النفسية
مريض الكتمان دائما ما يشعر بالقلق والتوتر والخوف. لذلك ما يكون حساس بطريقة زائدة، وعصبي بطريقة مبالغ فيها. سلوكياته غير سوية مع الآخرين، فيميل إلى النفاق الاجتماعي دون الإفصاح عن نواياه الحقيقة.
ما هي آلية حدوث الكتمان؟
للتطرق في آلية حدوث الكبت لا بد أولًا أن نتعرف على جوانب بناء الشخصية التي أوضحها العالم النفسي سيجموند فرويد، وعلاقتها بحدوث الكبت، وهي:
الأنا
تعتبر الأنا الوسيط بين متطلبات الواقع، والجانب المثالي، والجانب اللاواعي للشخصية.
المعرف
يُعبر عن المخزون اللاواعي من الرغبات والدوافع والاحتياجات الأساسية المحفزة للسوك.
الأنا العليا
تعبر عن الجانب الأخلاقي والمثالي الذي يشتمل على: القيم، الأفكار المتقدمة من قِبل مقدمي الرعاية والمجتمع. لذلك يعد الكتمان هو أحد آليات الدفاع التي تمنع الإنسان من إدراك واستعادة الذكريات. الأفكار المزعجة لمرحلة الوعي، لتقليل من مشاعر القلق التي تنتاب المرء. كما أن الجانب اللاواعي يعمل على تغذية الأفكار غير المقبولة، وفي مقابل ذلك تقوم الأنا العليا بفرض الحس الأخلاقي على سلوك المرء. لذلك تسعى الأنا إلى تحقيق التوازن بينهما.
كما تؤدي هذه المنافسة في كثيرٍ من الأحيان بين الأنا العليا واللاواعي إلى شعور الأنا بالقلق مما يدفعها إلى كبت الأفكار والمشاعر والصراعات. حينها يصبح الكبت فعالًا لمعظم الوقت، لكنه في النهاية يؤدي إلى القلق من المستقبل.
هل المشاعر المكبوتة صحيحة؟
هل المشاعر المكبوتة صحيحة؟
نظرية الكتمان أدت إلى اكتشاف عدة مشاكل تتمثل فيما يلي:
- إن ذكريات الطفولة المبكوتة غير صحيحة
في معظم الأحيان يتم زرع ذكريات خاطئة في الأشخاص. يعتقد الكثير من علماء النفس أن وجود الذكريات المكبوتة نادرًا ما يحدث.
- كبت الذاكرة نادرًا ما يحدث
من المحتمل بالنسبة للأشخاص اللذين تعرضوا لصدمة قوية في حياتهم، أن يعانوا من الكبت النفسي. لذلك ما يلجأون لكبت الذاكرة لاستمرار في حياتهم الطبيعية. لذلك قد تعمل الصدمة النفسية على تقوية الذاكرة لاستعادة الذكريات.
- الأشخاص المائلون لكبت الأفكار والمشاعر يواجهون مشاكل عديدة في استعادة الأحداث لذلك يلجأون لكبت مشاعرهم وذكرياتهم.
ما هو علاج الكتمان؟
يتم علاج الكبت النفسي عن طريق تحليل العملية العقلية للمريض لفهم المشاعر المكبوتة وما السبب الرئيسي وراء حدوث ذلك. ثم بعد ذلك يتم تفسير هذه المشاعر للمريض ليكون على علمٍ. ويحاول تفسير سبب هذه المشاعر المكبوتة ليتصالح مع هذا الصراع القائم بداخله بدلا من محاولة تجنبه، وهذا ما يساعد على إزالة المرض.
يستطيع الطبيب المعالج الاستدلال على وجود الكبت النفسي من خلال السلوك الذي يظهر على المريض بطرق متعددة، على سبيل المثال: التعرض لمرض الاكتئاب، الشعور بالقلق.
علاج الكبت في علم النفس المعاصر
استخدم علماء النفس المعاصرون مصطلح الكبت عند الإشارة إلى الذكريات المكبونة. كما استخدم الأطباء مجموعة من الوسائل العلاجية من ضمنها: التنويم المغناطيسي، حيث تم استخدام التنويم المغناطيسي في أواخر القرن العشرين لمساعدة الأشخاص على تذكر أحداث معينة من فترات حياتهم.
كما أوضحت النتائج بأن هناك اقتراحات دون قصد من قبل الأطباء عبارة عن ذكريات لا علاقة لها بالواقع للأشخاص الخاضعين للتنويم المغناطيسي. لذلك أكد علماء النفس بأن الذكريات المكبوتة غير شائعة وإنه عند فقدان الذاكرة لا يستطيع الشخص استردادها.
علاج الكبت النفسي ذاتيًا
لعلاج الكتمان ذاتيًا والتعبير عن المشاعر بطريقة صحيحة، وللتخلص من المشاعر والذكريات السلبية، يمكنك القيام بالتالي:
- التقرب إلى الذات لأنها أصدق من ستجد، وستُنصت إليك جيدًا في كافة أحوالك.
- اكتشاف الدروس المستفادة من التجارب السلبية ومحاولة التعلم منها للقادم.
- الاستعانة بالورقة والقلم للتعبير عن المشاعر وبناء عادات إيجابية للتخلص من الكبت النفسي.
- التركيز على الجانب الإيجابي للكبت الذي يعلمك الثابت الانفعالي.
- عدم التركيز على الجانب السلبي الذي يدفعك إلى كبت مشاعرك.
- التسامح الدائم يطهر القلب ويبسط من الحياة.
- كسر الروتين عن طريق ممارسة بعض التمارين الرياضية.
- كن شجاعًا ولا تأجل مهامك، وابتعد عن التسويف في كبت مشاعرك.
- لا تسمح للغرور وحب الذات أن يسيطروا عليك.
أسئلة شائعة عن الكبت النفسي
هل الكبت مرض نفسي؟
يعد الكبت من الاضطرابات النفسية.
ما العلاقة بين الكتمان والكبت النفسي؟
الكتمان والكبت النفسي وجهان لعملة واحدة.
الكبت النفسي عبارة عن كتم المشاعر والذكريات المؤلمة، ويظن البعض بأن الكبت النفسي أمر شائع لكنه لا يحدث في بعض الأحيان.
عذراً التعليقات مغلقة