اضطراب الشخصية الاضطهادية؛ لنتعرف على الأسباب، الأعراض، العلاج

عبير حسن
نشرت منذ 5 أيام يوم 14 أبريل, 2024
بواسطة عبير حسن
اضطراب الشخصية الاضطهادية؛ لنتعرف على الأسباب، الأعراض، العلاج

إن كنت شاهدت فيلم (آسف على الإزعاج) أو (على جستي) للممثل أحمد حلمي وضحكت وهو يُخيل له إن الجميع متآمرون، وكل من حوله يسبه، ويتحدثون عنه بسوء، حتى زوجته وابنه في ذاك الأخير. لدرجة أنك شككت في من حوله أنهم يفعلون ذلك حقًا. فقدت شاهدت جانب من اضطراب الشخصية الاضطهادية أو الشخصية البارانوية بشكل كوميدي، لكن الواقع تراجيدي وأخطر من ذلك بكثير. لنتعرف على الأسباب، الأعراض، العلاج.

شرح قراءه الأكواد ا…شرح قراءه الأكواد الغير متوافقة مع فهرس

ما هو اضطراب الشخصية الاضطهادية؟

اضطراب الشخصية الاضطهادية أو البارانويا paranoid personality disorder هو أحد اضطرابات الشخصية العشرة، والذي يتنمى للفئة (A)، هي مجموعة اضطرابات غريبة وشاذة، وذلك وفقًا للتصنيف الإحصائي للجمعية الأمريكية للطب النفسي. البارانويا هي شعور غير منطقي ولا أساس له من الصحة، ومستمر من قبل المريض بأن الجميع “يسعى لإيذائه” أو أنه محور حديث الآخرين، وشعور دائم بالخوف مما حوله، والريبة والشك المفرط في كل شيء وأي شخص.

أعراض البارانويا

أعراض البارانويا

يجب التنويه إلى أن الأعراض قد لا تجتمع كلها في نفس الشخص، كما أنها قد تتراوح أعراض البارانويا من خفيفة تلاحظ في مواقف بعينها، إلى شديدة وأي شخص يتعامل مع المصاب يستطيع ملاحظتها، وذلك يعتمد على سبب وقوة الإصابة. وفيما يلي أهم 13 عرض:

  1. يفسر الحديث على غير موضعه.
  2. من أكبر أنصار نظرية المؤامرة.
  3. يظل دائما في موقف دفاعي.
  4. ممتاز في قلب الحقائق.
  5. أي نقد أو ملاحظات من الآخرين تجاهه إهانة لديه.
  6. أي أفعال أو نظرات أو أحاديث جانبيه يفسره بمؤامرة تحاك ضده.
  7. شكاك جدًا ولا يثق بالآخرين، حتى المقربين منه.
  8. عدائي وعدواني، ولا يستطيع أي شخص مجاراته في الجدال.
  9. من الصعب، إن لم يكن من المستحيل أن يغفر وينسى.
  10. دائرة علاقاته وأدواره الاجتماعية سيئة على الأغلب.
  11. يعتقد أن العالم مليء بالتهديد المستمر، ويشعر بالاضطهاد من قبل العالم بأسره.
  12. لديه شعور دائم أن لا أحد يقف معه ويدعمه، أو يسانده في مختلف شؤون الحياة.
  13. يخشى الإدلاء بأي معلومات شخصية وإن كانت غير خاصة؛ لخوفه من استخدام أي كلمة ضده أو عليه.

هناك تشابه بين أعراض اضطراب الشخصية الفصامية، وأعراض البارانويا فقد أفادت بعض الدراسات وجود رابط بين الاضطرابين. إن أصحاب ھذا الاضطراب عرضة أكثر من غيرهم للإصابة بالانهيار Depression وإدمان المخدرات وفوبيا الساح (مرض الخوف من الساحات والفضاءات) Agoraphobia.

ما أسباب البارانويا؟

أسباب الشخصية البارانوية

في حقيقة الأمر أسباب البارانويا غير واضحة لليوم، وتعتمد تفسير الأسباب على عدة نظريات كتالي:

الجينات الوراثية

البحث بخصوص هذا الشأن قليل وغير حاسم. تشير بعض الدراسات إلى وجود رابط جيني لدى بعض الحالات، بينما بعض الحالات الآخرة لا تملك تاريخ مرضي. كما أنه من غير المؤكد ما إذا كان الاستعداد الوراثي -إن وجد – مورثًا للاضطراب أم لا.

كيمياء الدماغ

المواد الكيميائية في الدماغ أو (الناقلات العصبية) هي المسؤولة عن كل ما نفكر ونشعر به. بعض العقاقير مثل الكوكايين والماريجوانا والأمفيتامينات (Amphetamine) تتسبب في تغير كيمياء الخلية العصبية لدماغ، ويمكن أن تجلب أفكارًا ومشاعر وسلوكيات مصحوبة بالبارانويا. هذا يقود بعض الباحثين إلى الاعتقاد بأن الشخصية البارانوية قد تكون اضطرابًا بيوكيميائيًا في الدماغ.

أحداث الحياة الصادمة

قد تؤدي الإساءة في الطفولة أو الصدمات النفسية والأحداث العنيفة، أو التربية القاسية والغير سوية في مراحل الطفولة المختلفة إلى تشويه نفسية الطفل والطريقة التي يفكر بها ويشعر بها طوال حياته.

الإجهاد والضغط الدائم

وجدت بعض الدراسات والأبحاث في هذا الشأن، أن احتمالية الإصابة بالبارانويا، لدى الأشخاص الذين وجهوا ضغوطات شديدة ومستمرة، مثل أسرى الحروب أو من عايشوها لفترات طويلة. لكن في حقيقة الأمر الآلية التي يؤدي بيها التوتر والضغط إلى الإصابة بالبارانويا غير واضحة. يمكن أن تكون أسباب البارانويا مزيج من العوامل الوراثية والبيئية التي تعمل معًا تسبب الإصابة باضطراب الشخصية الاضطهادية.

تشير الإحصائيات أن ھذا الاضطراب يصيب بين 1 إلى 2% من البالغين في الولايات المتحدة، وهو رقم ضخم. أما المنطقة العربية فلا توجد إحصائيات بخصوص هذا الأمر.

علاج البارانويا

علاج اضطراب البارانويا

على الرغم من عدم وجود علاج مطلق للحالات التي تصاب بالبارانويا، لكن يمكن للعلاج أن يساعد الشخص المصاب على التكيف مع أعراضه، وعيش حياة أكثر سعادة وإنتاجية. لكن تكمن مشكلة المصاب بالبارانويا أنه شخص مرتاب دائمًا، ولا يعترف أن لديه مشكلة؛ ولذلك من الصعب، إذا لم يكن من المستحيل أن يبادر المصاب باضطراب الشخصية الاضطهادية للعلاج بنفسه، ويعتمد العلاج على نوع الحالة وشدت أعراضها كتالي:

العلاج بالأدوية

دائمُا ما يصحب البارانويا القلق، والتوتر وقلة النوم، مما يؤدي للاكتئاب، يمكن للأدوية المضادة للقلق أو العقاقير المضادة للذهان أن تخفف بعض الأعراض. ومع ذلك، قد يرفض الشخص المصاب بالبارانويا في كثير من الأحيان تناول الدواء خوفًا من أن يلحق به أذى.

العلاج النفسي

يمكن أن يسهم العلاج النفسي المصاب باضطراب الشخصية الاضطهادية، على التعامل مع أعراضه وقد يحسن قدرته على العمل، وطرق العلاج النفسي المناسبة للبارانويا كثيرة مثل:

  • العلاج الإدراكي السلوكي فعال في هذه الحالة لإصلاح التفكير المنحرف، وتعلم سلوكيات تكيفية.
  • العلاج الجماعي (يستقبل المعالج النفساني جماعة دفعة واحدة معتمدًا على تأثير مفعول الجماعة).
  • التحليل النفسي الدینامیكي (المنبثق عن النظرية الفرويدية).

مهارات التأقلم

هناك الكثير من العلاجات الأخرى التي تهدف إلى مساعدة المصاب على اكتساب مهارات التواصل مع ذاته، والتعامل مع أعراضه بشكل أفضل، وتحسين قدرة الشخص على العمل اجتماعيًا. مثل العلاج بالاسترخاء، وتقنيات تقليل القلق، وتعديل السلوك.

دخول المستشفى

في حالات الأعراض الشديدة والمزمنة، والتي يصبح فيها الشخص خطر على نفسه ومن حوله، هنا يحتاج الشخص المصاب إلى البقاء في المستشفى حتى تستقر الحالة ويستطيع التخلص من أوهامه ولو بشكل جزئي.

من غير المرجح أن يتحدث الشخص المصاب بالبارانويا بصراحة وحرية إلى المعالج؛ ولذلك يكون التقدم في حالة اختيار العلاج النفسي بطيئًا للغاية.

في النهاية وبعد أن قدمنا أسباب وأعراض وعلاج اضطراب الشخصية الاضطهادية، يجب التنويه إلى أن الاضطرابات النفسية عمومًا إذا كانت أعراضها خفيفة أو الشخص نفسه اعترف بمشكلته، يمكن علاجها والتعايش معها بشكل طبيعي تمامًا.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق