هوس الطعام الصحي؛ أسباب الإصابة به وكيفية التغلب عليه

سالم العلي
نشرت منذ 7 أيام يوم 13 أبريل, 2024
هوس الطعام الصحي؛ أسباب الإصابة به وكيفية التغلب عليه

هوس الطعام الصحي أو مرض الأرثوركسيا وبالإنجليزية يسمى Orthorexia، ما أعراض هوس الطعام الصحي؟ وكيف يمكن تشخيصه، ما  الآثار الجانبية لهوس الغذاء الصحي؟ وهل يمكن التغلب على هوس الطعام الصحي؟

شرح قراءه الأكواد ا…شرح قراءه الأكواد الغير متوافقة مع فهرس

نبذة عن هوس الطعام الصحي

هوس الطعام الصحي، أو هوس الغذاء الصحي العصابي، هو اضطراب مرضي يعبر عن هواجس غير صحية، لكنها مرتبطة بالأكل الصحي، على عكس اضطرابات الأكل الأخرى، فإن هوس الطعام الصحي يركز في الغالب على جودة الطعام وليس كميته.

عادة لا يهتم مرضى هذا الاضطراب بفقدان الوزن. بدلاً من ذلك، يكون لديهم هواجس الاستفادة من الأكل الصحي، وإصرار شديد على انتقاء الأطعمة الخاصة بهم.

أسباب الإصابة بهوس الغذاء الصحي

قد يبدأ شخص ما في إجراء تغييرات في نمط حياته، عن طريق تغيير نظامه الغذائي لتحسين صحته. لكن، في حالة مرضى هوس الأكل الصحي يصبح هذا التغيير أكثر تطرفاً.

مازالت الأبحاث حول أسباب مرض هوس الغذاء الصحي نادرة، لكن الميول الوسواسية، واضطرابات الأكل السابقة أو الحالية قد تكون عوامل خطر.

تشمل عوامل الخطر أيضاً:

  • السعي نحو الكمال.
  • القلق الشديد.
  • الرغبة في السيطرة.

تشير العديد من الدراسات أيضاً إلى أن الأفراد الذين يهتمون بصحتهم من أجل الحياة الوظيفية، قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب. تشمل الأمثلة: مغني الأوبرا، راقصي الباليه، الرياضيين.

قد يؤثر أيضاً العمر، والجنس، ومستوى التعليم، والحالة الاجتماعية والاقتصادية. لكن مازالت هناك حاجة للمزيد من الأبحاث حول ذلك.

كيف يمكن تشخيص هوس الغذاء الصحي؟

هوس الطعام الصحي

للتفرقة بين نمط الحياة الصحي، وهوس الأكل الصحي، تم وضع معايير تشخيصية مكونة من جزئين.

الجزء الأول هو الهوس المبالغ فيه باختيارات الطعام الصحية، ويشمل ما يلي:

  • السلوكيات والأفكار: أفعال إلزامية، وانشغالات عقلية بالخيارات الغذائية التي يتعقد أنها تعزز الصحة.
  • القلق: قد يتسبب كسر القواعد الغذائية التي يفرضها على نفسه في القلق، والخوف من المرض، والشعور بالذنب والخزي تجاه نفسه.
  • القيود الشديدة: تتزايد القيود الغذائية بمرور الوقت، ويمكن أن تشمل: الصوم، والتخلص من أنواع معينة من الأطعمة.

الجزء الثاني هو السلوكيات القهرية التي تتداخل مع الحياة اليومية، ويمكن أن يسبب هذا:

  • المشاكل الصحية: قد يعاني مريض هوس الغذاء الصحي من سوء التغذية، وفقدان الوزن الشديد، وغيرها من المضاعفات.
  • خلل في نمط الحياة: غالباً ما يعاني الشخص من مشاكل اجتماعية، أو أكاديمية نتيجة المعتقدات المتعلقة بالأكل الصحي.
  • اضطرابات الشخصية: يحدث ذلك عندما يصبح تقدير الذات، والرضا عن النفس مرتبط ارتباطاً كلياً بالقواعد الغذائية المفروضة ذاتياً.

الآثار السلبية لهوس الغذاء الصحي

تندرج الآثار الصحية المرتبطة بهوس الأكل الصحي تحت إحدى الفئات الثلاث التالية:

الآثار الجسدية

على الرغم من محدودية الدراسات المتعلقة بهذا الاضطراب، إلا أنه من المحتمل أن تؤدي هذه الحالة إلى العديد من المضاعفات الطبية، على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي النقص في العناصر الغذائية الأساسية -الناتج عن التقيد في الأكل- إلى:

  • سوء التغذية.
  •  فقر الدم.
  • انخفاض معدل ضربات القلب.
  • اضطرابات الهضم.
  • اختلال الهرمونات.
  • ضعف العظام.

من الممكن أن تهدد هذه المضاعفات حياة الشخص، ولا ينبغي الاستهانة بها.

الآثار النفسية

غالباً ما يشعر المصابون بهوس الغذاء الصحي بإحباط شديد عند كسر قواعدهم الغذائية. يمكن أن يتسبب كسر القواعد في الشعور بالذنب، أو كره الذات. إضافةً إلى ذلك، يتم قضاء وقت كبير في التدقيق فيما إذا كانت الأطعمة نظيفة بما فيه الكفاية أم لا. قد يكون ذلك بسبب الخوف من التعرض للمبيدات الحشرية، أو النكهات الصناعية، أو المواد الحافظة.

أيضاً من المحتمل أن يتم تخصيص وقت إضافي للبحث عن الطعام وفهرسته، أو وزنه، أو التخطيط للوجبات المستقبلية، وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن هذا الانشغال المستمر بالغذاء والصحة، عادةً ما يرتبط بذاكرة ضعيفة، وتركيز أقل.

الآثار الاجتماعية

غالباً ما يرغب الشخص الذين يعاني من هوس الغذاء الصحي في السيطرة عندما يتعلق الأمر بالطعام، وقد تؤدي القواعد الصارمة التي يتبعها إلى صعوبة المشاركة في الأنشطة الاجتماعية العادية التي ترتبط بالطعام، مثل: حفلات العشاء، أو تناول الطعام بالخارج.

إضافة إلى ذلك، قد تتسبب الأفكار المتطرفة فيما يخص الطعام، في شعورهم بأنهم الأفضل. قد ينتج عن ذلك الكثير من التعقيدات الاجتماعية، غالباً ما ينتهي الأمر بالعزلة الاجتماعية، والتي يبدو أنها شائعة بين مصابي هذا الاضطراب.

هل يمكن التغلب على هوس الطعام الصحي

من الممكن أن تكون عواقب هوس الطعام الصحي وخيمة، إذا تركت دون علاج.

الخطوة الأولى في التغلب على المشكلة، هي تحديد وجودها أولاً. قد يكون الأمر صعباً، لأن الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب عادةً ما يفشلون في إدراك أي من آثاره السلبية.

بمجرد التعرف على المشكلة، ينبغي طلب المساعدة من متخصصين، كالطبيب النفسي، وأخصائي التغذية، وأخيراً، البحث حول طرق التغذية السليمة علمياً، قد يساعد الأشخاص المصابين بهوس الطعام الصحي على تغيير معتقداتهم حول الطعام.

اقرأ المزيد:

يعد اتباع نظام غذائي صحي أمراً جيداً بوجه عام. مع ذلك، هناك خيط رفيع بين الطعام الصحي، وهوس الغذاء الصحي، إذا كان النظام الغذائي الصحي لشخص يؤثر على صحته، أو حياته الاجتماعية، فقد يتحول من أمر صحي إلى اضطراب، الأمر الجيد هو أنه من خلال مساعدة أخصائي، يمكن التغلب على هذا هوس الطعام الصحي.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق