عملية زراعة القرنية؛ متى يلزم إجرائها وما مخاطر إجراء الجراحة

سالم العلي
نشرت منذ أسبوعين يوم 19 أبريل, 2024
بواسطة سالم العليتعديل Howayda Sayed
عملية زراعة القرنية؛ متى يلزم إجرائها وما مخاطر إجراء الجراحة

زراعة القرنية – Corneal transplant هي إحدى الجراحات التي تستخدم لعلاج مشاكل العين، والتي تتضمن العديد من الإجراءات المختلفة تبعًا لحالة العين.

ما هي جراحة زراعة القرنية؟

عملية زراعة القرنية – Corneal transplant: والتي غالبًا ما تسمى بعملية باسم رأب القرنية أو تطعيم القرنية. هي عملية تتم لإزالة كل أو جزء من القرنية التالفة واستبدالها بأنسجة قرنية سليمة من متبرع، حيث يمكن استخدام هذه الجراحة لتحسين البصر وتخفيف آلام العين وعلاج العدوى أو التلف الشديد في العين.

أحد الأسباب الأكثر شيوعًا لعملية زراعة القرنية هو مشكلة تسمى بالقرنية المخروطية، والتي تؤدي إلى تغيير شكل القرنية.

ما هي القرنية وما وظيفتها؟

القرنية هي الطبقة الخارجية الشفافة التي تغطي مقلة العين والتي تعمل بمثابة نافذة للعين. كما يمكن رؤية مكونات العين مثل القزحية الملونة والبؤبؤ (النقطة السوداء في وسط القزحية) من خلال طبقة القرنية.

تعمل القرنية على تركيز أشعة الضوء على شبكية العين (الفيلم الحساس للضوء الموجود في الجزء الخلفي من العين)، ثم تنتقل هذه الصورة إلى الدماغ. عند حدوث أي تلف في القرنية، فقد يتغير شكلها أو أن تصبح أقل شفافية. مما يمنع وصول الضوء إلى شبكية العين ويسبب تشوه أو عدم وضوح الصورة المنقولة إلى الدماغ.

متى يلزم الخضوع للعملية؟

بالنسبة لإجراء عملية زراعة القرنية عادةً ما يتم إجراء عمليات زراعة القرنية لتصحيح مشاكل في النظر بسبب بعض الحالات الطبية. كما أنها تستخدم أحيانًا لتخفيف الألم في العين المتضررة، أو لعلاج بعض الحالات الطارئة مثل العدوى الشديدة أو تلف القرنية.

تشمل بعض الأسباب الأكثر شيوعًا ما يلي:

القرنية المخروطية

القرنية المخروطية: هي حالة تؤدي إلى تغير شكل القرنية وضعفها. وتؤثر هذه الحالة على ما بين 1 في 3000 إلى 1 في 10000 شخص. لا يوجد سبب واضح لحدوث هذه الحالة. فقد يكون هناك للعامل الوراثي تأثير، كم أنه أكثر شيوعًا في الأشخاص الذين يعانون من حالات حساسية مثل الأكزيما والربو.

تعتبر القرنية المخروطية هي أحد الأسباب الأكثر شيوعًا لزرع القرنية لدى المرضى الأصغر سنًا. حيث تبدأ هذه الحالة في الظهور بعد البلوغ، وعادة ما تكون حالات القرنية المخروطية خفيفة؛ ويمكن علاجها عن طريق استخدام العدسات اللاصقة أو النظارات. لكن في بعض المرضى يمكن أن تتطور الحالة حيث تكون عملية زرع القرنية ضرورية.

الأمراض التنكسية

قد تؤثر بعض الحالات على العينين وتتسبب في حدوث مشاكل ببطء بمرور الوقت. أحد الأمثلة على ذلك هو حثل فوكس، حيث يؤثر على عمل الخلايا المبطنة للقرنية ويؤدي إلى تدهورها. يحدث هذا بشكل أسرع مع التقدم في السن. حيث يؤدي ضعف الخلايا إلى تراكم السوائل الزائدة بدلًا من إزالتها، مما يؤدي إلى ضبابية في الرؤية.

أسباب أخرى

يمكن أيضًا إجراء عملية زرع القرنية في حالة:

  • حدث ثقب صغير في القرنية.
  • وجود عدوى في القرنية لا تستجيب للمضادات الحيوية.
  • وجود قرحة في العين بسبب عدوى أو إصابة.

كيف تتم عملية زراعة القرنية؟

ما قبل عملية زرع القرنيةعادة ما يعتمد نوع عملية زراعة القرنية التي سيتم إجرائها على أجزاء القرنية المتضررة التي يجب استبدالها.وتتضمن معظم عمليات زرع القرنية زرع القرنية كاملة السماكة. لكن بفضل التطورات الحديثة في التكنولوجيا يمكن أحيانًا زرع جزء فقط من القرنية.

زرع القرنية كامل السماكة

يسمى زرع كامل السمك برأب القرنية النافذ (PK). ويمكن إجراء هذه الجراحة تحت تأثير مخدر موضعي أو مخدر عام، وتستغرق عادةً مدتها حوالي 45 دقيقة. خلال هذا الإجراء، يقوم الجراح بإزالة قطعة دائرية من القرنية التالفة من مركز العين واستبدالها بقرنية المتبرع. في معظم الحالات، يتم استخدام أداة قطع دائرية تسمى التريفين لإزالة القرنية التالفة. ثم يقوم الجراح بتثبيت القرنية الجديدة في مكانها بواسطة غرز صغيرة، والتي قد تبدو باهتة بعد العملية.

إذا تم استخدام مخدر موضعي، فلن تتمكن من الرؤية بهذه العين أثناء العملية لأن المخدر يوقف عمل العين مؤقتًا، وعادة ما يضطر معظم الناس إلى البقاء في المستشفى لمدة ليلة بعد عملية زرع القرنية كامل السماكة.

عمليات زرع جزء من القرنية

في الآونة الأخيرة وبفضل التقدم التكنولوجي تم تطوير تقنيات تسمح بزراعة أجزاء من القرنية. لا تعتبر هذه التقنيات مناسبة لكل من يحتاج إلى زراعة القرنية ويمكن أن تستغرق وقتًا أطول لإنهاء الجراحة، ولكن غالبًا ما يكون وقت التعافي أسرع من العمليات الكاملة وخطر الإصابة بالمضاعفات أقل.

هناك العديد من التقنيات المختلفة التي قد يستخدمها الجراح، اعتمادًا على طبقات القرنية التي سيتم زرعها. بشكل عام، يمكن تقسيم هذه التقنيات إلى عمليات زرع تتضمن الجزء الأمامي من القرنية أو التي تنطوي على زراعة الجزء الخلفي. يتم تنفيذ معظم هذه الجراحات باستخدام أداة التريفين، على الرغم من استخدام الليزر في بعض الأحيان. كما يمكن إجراء هذه الجراحات باستخدام مخدر موضعي أو عام، وقد يتمكن المريض من العودة إلى المنزل في نفس يوم الجراحة.

زرع الجزء الأمامي من القرنية

تتضمن التقنيات الرئيسية لزرع الأجزاء الأمامية من القرنية ما يلي:

  • رأب القرنية الصفحي الأمامي (ALK)

تتضمن إزالة واستبدال الطبقات الأمامية أو الخارجية فقط من القرنية.

  • رأب القرنية الصفحي العميق (DALK)

يتم إزالة واستبدال الطبقات الخارجية والمتوسطة من القرنية، وترك الطبقات الداخلية أو الخلفية سليمة. كما هو الحال مع رأب القرنية النافذ، يتم استخدام الغرز لتثبيت القرنية المتبرع بها في كل من هذه الجراحات.

زرع الجزء الخلفي من القرنية

تتضمن التقنيات الرئيسية لزرع الأجزاء الخلفية للقرنية ما يلي:

  • رأب القرنية الصفائحي الخلفي (DSEK)

والذي يتضمن استبدال البطانة الداخلية للقرنية مع 20 ٪ من الأنسجة الداعمة للقرنية.

  • رأب القرنية الغشائي (DMEK)

حيث يتم استبدال الطبقة الداخلية فقط من خلايا القرنية.

تسمح هذه التقنيات باستعادة البصر بشكل أسرع كما أن مضاعفاتها أقل. ولا يتم استخدام الغرز أثناء أي من هذه الإجراءات. ولكن يتم تثبيت أنسجة القرنية المتبرع بها في مكانها باستخدام فقاعة هواء مؤقتة.

التبرع بالقرنية

تتم إزالة القرنية المستخدمة في عملية الزرع من العين السليمة للشخص الذي أراد التبرع بالقرنية بعد موته. يجب أن يكون الإذن قد تم منحه من قبل المتوفى قبل الوفاة أو من قبل أسرته. ثم يتم فحص القرنية بدقة بحثًا عن وجود أي مرض أو عدوى قبل زرعها.

مخاطر جراحة زراعة القرنية

كما هو الحال مع جميع أنواع الجراحة، هناك خطر حدوث مضاعفات ناتجة عن جراحة زراعة القرنية.يمكن أن تشمل هذه المخاطر:

  • حدوث عدوى أو مشاكل أخرى في الرؤية.
  • رفض الجسم للقرنية الجديدة والتي تتمثل في: احمرار، وألم في العين، وفقدان في الرؤية.

بعد عملية زراعة القرنية

ما بعد زرع القرنيةمن المهم أن الاعتناء جيدًا بالعين بعد الجراحة لتقليل مدة التعافي وتقليل خطر حدوث مضاعفات. يعتمد وقت الشفاء لعملية زرع القرنية على نوع عملية الزرع التي خضع لها المريض. ويستغرق الأمر حوالي 18 شهرًا للحصول على النتائج النهائية لعملية زراعة القرنية كاملة السماكة.عادةً ما يكون التعافي أسرع بعد استبدال الطبقات الخارجية والمتوسطة فقط. وتميل عمليات زرع البطانة (EK) إلى التعافي بشكل أسرع.

بعد الجراحة

  • يضطر معظم الناس إلى البقاء في المستشفى لمدة ليلة بعد عملية زراعة القرنية كاملة السماكة. وقد يتمكن من خضع لعملية زراعة جزئية العودة إلى منزله في نفس اليوم.
  • عادة ما يغطي الطبيب العين بعد الجراحة، ويتم إزالة هذا الغطاء في اليوم التالي للجراحة.
  • كذلك لا يجب أن يشعر المريض بألم شديد في عينه بعد العملية، ولكن قد يكون هناك بعض التورم والتشويش في الرؤية.
  • إذا كان الشخص قد خضع لعملية رأب القرنية البطانية والتي تثبت فيه القرنية بفقاعة هواء، فقد يُطلب منه الاستلقاء على ظهره في الأيام القليلة الأولى بعد الجراحة. يمكن أن يساعد ذلك في تثبيت الزرع في المكان الصحيح. ويتم امتصاص فقاعة الهواء هذه بعد بضعة أيام.

الاعتناء بالعين بعد الجراحة

إليك أهم 7 طرق للعناية بالعين بعد الجراحة:

  • عدم فرك العين.
  • تجنب ممارسة الرياضة أو رفع الأشياء الثقيلة في الأسابيع الأولى بعد الجراحة.
  • يمكن العودة إلى العمل بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من الجراحة إذا كان العمل لا ينطوي على إجهاد بدني.
  • إذا كانت العمل يتضمن عمل يدوي، فيجب الانتظار لمدة 3 إلى 4 أشهر.
  • تجنب الأماكن المدخنة أو المتربة حيث أن ذلك قد يسبب تهيج العين.
  • ارتداء النظارات الشمسية قبل الخروج.
  • تجنب دخول الماء في العين لمدة شهر على الأقل.

كما يجب عليك استخدام قطرات العين الستيرويدة أو المضادات الحيوية (Antibiotics) يوميًا. حيث تعمل القطرات على تقليل التورم والالتهاب، وتساعد على منع حدوث العدوى أو الرفض. عادة ما تكون هذه الأدوية مطلوبة لعدة أشهر، على الرغم من أن بعض الأشخاص قد يحتاجون إلى استخدامها لأكثر من عام.

عادةً ما يتم إعطاؤك رقعة لارتدائها ليلًا خلال الأسابيع القليلة الأولى بعد الجراحة للمساعدة في حماية عينك.

اقرأ المزيد:

تعتبر جراحة زراعة القرنية – Corneal transplant من الخيارات الجيدة لعلاج العديد من حالات العين، إذا كنت ممن يحتاجون هذه الجراحة فلا تتردد في سؤال طبيبك عن كل ما يدور ببالك قبل إجرائها.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة