أسباب مقاومة الأنسولين؛ تعرف معنا على كيفية علاجه والوقاية منه

فالدييف رستم
نشرت منذ 4 أيام يوم 15 أبريل, 2024
مرض مقاومة الأنسولين؛ تعرف على أعراض ومضاعفات وطريقة علاج هذا الاضطراب

أسباب مقاومة الأنسولين مختلفة ومعرفة هذه العوامل هي أهم خطوة للوقاية والعلاج. الإنسولين هو هرمون مهم يتحكم في العديد من العمليات الجسدية. لذلك، فإن وجود أي خلل في هذا الهرمون يؤدي إلى الإصابة بالعديد من الحالات الصحية. والآن تعرف معنا على كيفية علاجه والوقاية منه.

ما هو الأنسولين

الأنسولين: هو هرمون يفرزه البنكرياس، ويتمثل دوره الرئيسي في تنظيم كمية العناصر الغذائية المتداولة في مجرى الدم.

على الرغم من أن وظيفة الأنسولين الأساسية هي التحكم في مستويات سكر الدم، إلا أنه يؤثر أيضًا على استقلاب الدهون والبروتين.

كيف تستجيب الخلايا للأنسولين

  • عند تناول وجبة تحتوي على الكربوهيدرات، تزداد كمية السكر في الدم في مجرى الدم.
  • عندها تستشعر خلايا البنكرياس هذه الزيادة وتفرز الأنسولين في الدم.
  • ينتشر الأنسولين في مجرى الدم، ويرسل أوامر إلى خلايا الجسم لالتقاط السكر من الدم.
  • تؤدي هذه العملية إلى انخفاض مستويات السكر في الدم.

ولكن في بعض الأحيان قد تتوقف الخلايا عن الاستجابة للأنسولين بشكل صحيح. وهذا ما يسمى بمقاومة الأنسولين.

في هذه الحالة، ينتج البنكرياس المزيد من الأنسولين لخفض مستويات السكر في الدم، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات الأنسولين في الدم، ويسمى ذلك بفرط الأنسولين.

مع مرور الوقت، قد تصبح الخلايا مقاومة أكثر للأنسولين، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات الأنسولين وسكر الدم.

في نهاية المطاف، قد يتلف البنكرياس، مما يؤدي إلى انخفاض إنتاج الأنسولين. وبعد أن تتجاوز مستويات السكر في الدم حد معين، قد يتم تشخيص مرض السكري من النوع 2.

تعتبر مقاومة الأنسولين هي السبب الرئيسي لهذا المرض الشائع الذي يصيب حوالي 9 ٪ من الناس في جميع أنحاء العالم.

يمكن أن يكون لارتفاع نسبة السكر في الدم بشكل خاص آثار سامة، مما يتسبب في ضرر شديد ويحتمل أن يؤدي إلى الوفاة إذا لم يعالج.

ما هي مقاومة الأنسولين

مقاومة الأنسولين – insulin resistance: هي حالة شائعة تتوقف فيها خلايا الجسم عن الاستجابة للأنسولين. في الواقع، قد يعاني أكثر من 32.2٪ من سكان الولايات المتحدة من هذه الحالة.

اعتمادًا على المعايير التشخيصية، قد يرتفع هذا الرقم إلى 44٪ لدى النساء المصابات بالسمنة وأكثر من 80٪ في بعض مجموعات المرضى المصابين بحالات مرضية أخرى.

كما أنه قد يعاني حوالي 33% من الأطفال والمراهقين المصابين بالسمنة من مقَاومة الخلايا للأنسولين أيضًا.

ومع ذلك، يمكن أن يؤدي اتباع نمط الحياة السليم والصحي إلى تحسين هذه الحالة بشكل كبير.

الفرق بين مقَاومة الأنسولين وحساسية الأنسولين

مقَاومة الأنسولين وحساسية الأنسولين وجهان لعملة واحدة، حيث أنه

  • إذا كنت تعاني من مقاومة الأنسولين، فإنك تعاني أيضًا من الحساسية المنخفضة للأنسولين.
  • على العكس من ذلك، إذا كنت حساسًا تجاه الأنسولين، فإن لديك مقاومة منخفضة للأنسولين.

في حين أن مقاومة الأنسولين تعتبر ضارة بالصحة، فإن حساسية الأنسولين مفيدة.

أهم أسباب مقاومة الأنسولين

أسباب مقاومة الأنسولين

توجد عوامل عديدة تساهم في مقاومة الخلايا للأنسولين منها:

الأسباب الرئيسية

زيادة مستويات الدهون في الدم

تظهر العديد من الدراسات أن الكميات العالية من الأحماض الدهنية الحرة في الدم تتسبب في توقف الخلايا عن الاستجابة بشكل صحيح للأنسولين.

السبب الرئيسي لارتفاع الأحماض الدهنية الحرة في الدم هو تناول الكثير من الدهون والسعرات الحرارية، كما يرتبط الإفراط في تناول الطعام وزيادة الوزن والسمنة ارتباطًا وثيقًا بمقَاومة الخلايا للأنسولين.

يمكن للدهون الحشوية، وهي دهون البطن التي تتراكم حول أعضاء الجسم، أن تطلق العديد من الأحماض الدهنية الحرة في الدم، بالإضافة إلى الهرمونات الالتهابية التي تحفز مقاومة الخلايا للإنسولين.

على الرغم من أن هذه الحالة أكثر شيوعًا بين الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن، إلا أن الأشخاص ذوي الوزن المنخفض أو الطبيعي معرضون أيضًا للإصابة بهذه الحالة.

عوامل أخرى

زيادة استهلاك الفركتوز

يرتبط تناول الفركتوز المرتفع (من السكر المضاف وليس الفاكهة) بمقاومة الخلايا للأنسولين لدى الفئران والبشر.

الالتهابات

قد تؤدي زيادة الإجهاد التأكسدي والالتهابات في الجسم إلى الإصابة بهذه الحالة.

الخمول

يزيد النشاط البدني من حساسية الخلايا للأنسولين، بينما يتسبب الخمول في الإصابة بمرض مقَاومة الأنسولين.

بكتيريا الأمعاء

تشير الدلائل إلى أن حدوث خلل في البيئة البكتيرية في الأمعاء يمكن أن يسبب التهابًا؛ يؤدي إلى تفاقم مقاومة الأنسولين ومشاكل التمثيل الغذائي الأخرى.

العوامل الوراثية والاجتماعية

علاوة على ذلك، قد تساهم العوامل الوراثية والاجتماعية المختلفة في زيادة نسبة حدوث هذا الخلل. حيث يعتبر السكان السود واللاتينيون والآسيويون هم الأكثر عرضة للإصابة بمقاومة الخلايا للأنسولين.

تشخيص مقاومة للأنسولين

يمكن للطبيب استخدام عدة طرق لتحديد ما إذا كنت مصابًا بمقاومة الأنسولين أم لا، على سبيل المثال:

اختبار مستوى الإنسولين في الدم

تعتبر مستويات الأنسولين العالية في الدم في الصيام مؤشرات قوية على وجود هذه الحالة.

يُقدِّر اختبار دقيق إلى حد ما يسمى HOMA-IR مقاومة الأنسولين من مستويات السكر في الدم ومستويات الأنسولين.

اختبار مستوى السكر في الدم

هناك أيضًا طرق لقياس التحكم في نسبة السكر في الدم بشكل مباشر، مثل اختبار تحمل الجلوكوز عن طريق الفم، ولكن هذا يستغرق عدة ساعات.

اختبار الكوليسترول

انخفاض مستويات الكوليسترول الجيد (HDL) وارتفاع الدهون الثلاثية في الدم هما علامتان أخريان مرتبطتان بشدة بهذه الحالة.

الحالات المرضية

يزداد خطر مقاومة الأنسولين بشكل كبير إذا كنت تعاني من زيادة في الوزن أو السمنة، خاصة إذا كان لديك كميات كبيرة من دهون البطن.

يمكن أن تشير حالة جلدية تسمى الشواك الأسود، والتي تتضمن وجود بقع داكنة على الجلد إلى مقاومة الخلايا للإنسولين.

علاقة مقاومة الأنسولين بصحة القلب

ترتبط مقاومة الخلايا للأنسولين بشدة بأمراض القلب، والتي تعتبر السبب الرئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم.

في الواقع، يعاني الأشخاص الذين يعانون من مقاومة الأنسولين أو متلازمة التمثيل الغذائي من خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 93٪.

وترتبط العديد من الأمراض الأخرى بمقاومة الخلايا للأنسولين أيضًا، بما في ذلك:

طرق لتقليل مقَاومة الأنسولين

من السهل إلى حد ما تقليل مقاومة الأنسولين، ومن المثير للاهتمام أنه يمكنك التغلب على هذه الحالة تمامًا عن طريق تغيير نمط حياتك واتباع أبرز 11 طريقة للوقاية منه:

  •  ممارسة الرياضة:

قد يكون النشاط البدني هو أسهل طريقة لتحسين حساسية الخلايا للأنسولين، آثار هذا النشاط قد تكاد تكون فورية.

  • خسارة دهون البطن:

خسارة دهون البطن تستهداف الدهون التي تتراكم حول الأعضاء الرئيسية، عن طريق ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي.

  • الإقلاع عن التدخين:

يمكن أن يتسبب تدخين التبغ في مقَاومة الخلايا للأنسولين، لذلك يساعد الإقلاع عن التدخين في تقليل مخاطر الإصابة بمقَاومة الإنسولين.

  • الحد من تناول السكريات:

حاول تقليل تناولك للسكريات المضافة، خاصة من المشروبات المحلاة بالسكر.

  • اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن:

تناول نظامًا غذائيًا يعتمد في الغالب على الأطعمة الكاملة غير المصنعة، وتضمين المكسرات والأسماك الدهنية في النظام الغذائي

  • تناول المكملات الغذائية:

قد يعزز البربرين من حساسية الأنسولين ويقلل نسبة السكر في الدم. قد تكون مكملات المغنيسيوم مفيدة أيضًا.

تشير بعض الأدلة إلى أن قلة النوم تسبب مقاومة الأنسولين، لذلك يساعد تحسين جودة النوم على تقليل خطر الإصابة بمقاومة الخلايا للأنسولين.

  • الحد من التوتر والإجهاد:

يساعد التحكم في مستويات التوتر والإرهاق في تقليل مقَاومة الأنسولين، قد يكون التأمل مفيدًا بشكل خاص في هذه الحالة.

ترتبط مستويات الحديد العالية في الدم بمقاومة الأنسولين. بالنسبة للرجال والنساء بعد انقطاع الطمث، قد يؤدي التبرع بالدم إلى تحسين حساسية الأنسولين.

  • الصيام المتقطع:

قد يؤدي اتباع نظام الصيام المتقطع هذا إلى تحسين حساسية الخلايا للأنسولين.

  • الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات:

من الجدير بالذكر أن الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات قد تحارب متلازمة التمثيل الغذائي وداء السكري من النوع 2 من خلال تقليل مقاومة الخلايا للإنسولين.

ومع ذلك، إذا كانت نسبة الكربوهيدرات منخفضة جدًا كما في حالة النظام الغذائي الكيتوني، فقد يتسبب ذلك في نوعًا غير ضار يسمى بمقاومة الأنسولين الفسيولوجية للحفاظ على نسبة السكر في الدماغ.

قد تكون مقاومة الأنسولين أحد الأسباب الرئيسية للعديد من الأمراض المزمنة اليوم. ومع ذلك، يمكنك تحسين هذه الحالة من خلال اتباع نمط الحياة البسيط، مثل فقدان الدهون وتناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق