علاج القلب المجروح؛ أبرز 15 استراتيجية لرعاية الذات ومداواة الإنسان المحطم

نور حلوم
نشرت منذ أسبوعين يوم 14 أبريل, 2024
بواسطة نور حلوم
علاج القلب المجروح؛ أبرز 15 استراتيجية لرعاية الذات ومداواة الإنسان المحطم

علاج القلب المجروح (broken heart treatment)، يكون عبر اتباع استراتيجيات الرعاية الذاتية، بعد ما تعرضت له من ألم شديد لفراق حبيب أو صديق أو موت قريب أو خسارة وظيفة، مما أوقعك في حسرة، ندم، قلق، ضيق عاطفي شديد، وشعور بالاختناق يشبه الأنفاس الأخيرة قبل الموت. لذلك تعرف على أبرز 15 استراتيجية لرعاية الذات ومداواة الإنسان المحطم.

من هو الإنسان المحطم؟

يعيش الإنسان في عالم من المد والجزر، ويواجه العديد من الأحداث، منها ما يفرحه ومنها ما يحزنه. لكن حين تكون حالة الحزن شديدة ومعقدة وخانقة، ينتج عنها الإنسان المحطم صاحب القلب المجروح. ويحدث ذلك عندما تكون الصدمات شديدة سواء على الصعيد العاطفي أو العائلي أو المهني، بحيث لا يستطيع الإنسان تقبلها والمضي في حياته.

صفات الإنسان المجروح

صفات الإنسان الذي يعاني من كسر القلب

كما سبق وذكرنا، يعيش الإنسان المجروح حزناً عميقاً يفطر قلبه لأشطار، كذلك تظهر لديه عدة صفات:

  • الندم على الحب والعطاء لشخص لا يستحق.
  • الألم وكأن سكيناً أصاب قلبه.
  • الاختناق وهو أشبه ما يكون بمفارقة الروح للجسد.
  • القلق من المستقبل.
  • الحسرة على الماضي.
  • الضيق النفسي الحاد، ويرافقه ألم الصدر.
  • اليأس الشديد وكأن العالم انتهى وما من فرصة حياة جديدة سعيدة.

استراتيجيات علاج القلب المجروح (Broken heart treatment)

من المعروف أن الوقت كفيل بأن ينسي المرء ما اختبره من آلام، لكن طبعاً عامل الوقت وحده لا يكفي، عليك أن تحاول شفاء القلب المكسور عبر دعم نفسك، تلبية احتياجاتها وحماية صحتك العاطفية. فيما يلي أبرز 16 طريقة فعالة للشفاء:

شرح قراءه الأكواد ا…شرح قراءه الأكواد الغير متوافقة مع فهرس

دع نفسك تحزن

من الخطأ كبت المشاعر لما تسببه من أمراض نفسية وجسدية على المدى البعيد. صحيح أن الشعور بالحزن والتعبير عنه يختلف من شخص لآخر، إلا أنه من الضرورة أن تدع نفسك تعيش حزنك، وحدتك، غضبك، شعورك بالذنب، أو غيرها من المشاعر السلبية.

اعتن بصحتك النفسية

نظراً لما تمر به من أزمة عاطفية حزينة، ليس سهلاً عليك تلبية احتياجاتك الشخصية. لكن عليك الحذر لأن للحزن تأثير سلبي على صحتك البدنية، حيث أن الآلام الجسدية والعاطفية تنتقل عبر المسارات ذاتها في الدماغ.

دور تمارين التأمل

بالنتيجة، إن تمارين التنفس والتأمل والرياضة تساعدك في الحفاظ على طاقتك، كذلك ثابر على تناول الطعام الصحي وشرب الماء. إضافة إلى ذلك، كل شخص يتأقلم مع الخسارة بصورة مختلفة عن الآخر. حيث أن البعض يعيش حزنه منفرداً مع دعم المقربين فقط، والبعض الآخر على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي.

اكتب احتياجاتك

قم بكتابة قائمة باحتياجاتك اليومية، التي يمكن أن تكون بعض الأفعال البسيطة: شراء البقالة أو مكالمة هاتفية أو الاعتناء بالحديقة. في المقابل، استخدم بطاقات الملاحظات لتكتب ما تحتاج من دعم ملموس أو عاطفي، اكتفي بملاحظة واحدة على كل بطاقة وأعطها لمن يريد مساعدتك أو اجعله يختار البطاقة التي يريدها، مما يخفف عليك عبء التعبير لكل شخص يسألك.

اذهب إلى الخارج

أظهرت الأبحاث أن الخروج لساعتين أسبوعياً في الهواء الطلق، يساعد في تحسين صحتك الجسدية والعقلية. إن كنت تستطيع الذهاب إلى أماكن طبيعية ومشاهدة المناظر الجميلة، فهذا أمر في غاية الروعة، أما في حال لم تستطع يمكنك الاكتفاء بالمشي المنتظم في الحي السكني.

استمع إلى البودكاست أو اقرأ كتب المساعدة الذاتية

كن على يقين، لست وحدك من عاش تجربة الحزن هذه، لذلك إن الاستماع لتجارب الآخرين يخفف عنك الشعور بالوحدة. كذلك إن قراءة الكتب أو الاستماع إلى بودكاست حول الخسارة هو وسيلة داعمة لك لفهم مشاعرك والتعامل معها.

مارس نشاطًا يمنحك السعادة

لا تدع يومك يمر دون أن تقوم بفعل شيء يعطيك شعوراً إيجابياً ويرفع هرمونات السعادة، مثل لقاء صديق أو مشاهدة عرض كوميدي أو تناول مشروبك المفضل في الحديقة أو على الشرفة مع الاستماع للمذياع أو للموسيقى التي تحبها. واظب على تحديد مواعيد الأنشطة الممتعة لمساعدة نفسك في شفاء القلب المكسور.

اطلب مساعدة المتخصصين

طلب مساعدة المعالج النفسي

لا تجعل الصمت يخدرك ويمنعك عن التعبير عما تشعر به للآخرين، يصعب فعل ذلك، لذا لا تتردد في الحصول على بعض المساعدة من المتخصصين. حيث أن الجلسات النفسية تفيدك في التعامل مع آلامك، وفي تطوير قدرات التأقلم لديك، ذلك في حال كان حزنك أكبر من أن تتحمله لوحدك.

ابن عادات جديدة

بعد أن سمحت لنفسك بأن تحزن واهتممت باحتياجاتك، ابحث عن روتين جديد ومارس عادات مختلفة، ذلك في سبيل مداواة قلبك المحطم وتعويض خسارتك. لا تنسى أن العادات الجديدة تمنحك نبضاً جديداً وتدفعك للخروج من دائرة الحزن.

لا تخفف من الألم

إن خجلك أو شعورك بالذنب من مشاعرك يهدر من طاقتك، بدلًا من ذلك، ركز جهودك في محاولة التحسن والشفاء. ويكون ذلك عبر منح نفسك ما بين 10 و15 دقيقة يومياً لمعرفة وتحرير مشاعرك، مما يجعلها تقلل ظهورها تدريجياً خلال يومك.

تعاطف مع ذاتك

كثيراً ما تدفعنا الأزمة التي نمر بها لجلد الذات والحكم السلبي عليها، وهذا أمر غاية في الخطورة وأحد أهم المعرقلات في علاج كسر القلب. لذلك عليك التعاطف مع ذاتك ومعاملتها باحترام وحب.

خصص وقتاً للراحة

مما لا شك فيه أن وضع جدول يومي بالأنشطة أمر هام ومفيد لتشتيت انتباهك عن حزنك، لكن عليك أيضاً تخصيص وقت للراحة وللتعامل مع مشاعرك ضمن هذا الجدول، ذلك أن الكبت النفسي سيجعل علاج القلب المجروح صعباً وطويلاً.

ابن ذكريات وتقاليد جديدة

عندما تنتهي علاقة أو نفقد أحد أفراد الأسرة، نشعر أننا فقدنا سنيناً من التقاليد والذكريات. لذلك عليك منح الأصدقاء والعائلة الفرصة لمساعدتك في خلق طقوس جديدة ولحظات حلوة، بالأخص في العطلات الرئيسية والأعياد.

اكتب ما تشعر به

تعد الكتابة طريقة رائعة في تنظيم مشاعرك والتخلص منها، وذلك عندما يصعب عليك مشاركتها مع الآخرين. بالتالي اجلس مع ذاتك، وقم بتدوين كل تلك المشاعر في سبيل تحرير قلبك من الضيق والأحاسيس السلبية الخانقة.

جد نظام دعم

حاول أن تجد بيئة آمنة عبر الانخراط في مجموعات داعمة، سواء عبر الحضور الشخصي المنتظم أو عبر الإنترنت، وذلك بهدف مساعدتك في التأقلم مع ما تمر به من تحديات. كما وتزيد الفائدة في علاج القلب المجروح إن شاركت مشاعرك مع من عاش نفس المواقف التي واجهتها.

تواصل مع ذاتك

من الممكن أن تسبب لك الخسارة أو التغيير الكبير الشك بهويتك وكينونتك. بالنتيجة، حاول التواصل مع ذاتك سواء عن طريق التمارين الرياضية أو النزهات في الطبيعة أو ممارسة معتقداتك الروحية، لم لذلك من أهمية في التعرف على نفسك من جديد وعلاج القلب المجروح.

نصائح عند اتباع طرق شفاء كسر القلب

أشياء مهمة في رحلة شفاء كسر القلب

أثناء محاولة علاج القلب المجروح، كن واقعياً في توقعاتك وخذ النصائح التالية بعين الاعتبار، من أهم طرق شفاء كسر القلب:

  • التحقق من مدى تأثير الحزن على حياتك: عند موت أحد أفراد أسرتك يكون الحزن واضحاً، لكن بنفس الوقت هناك حزن آخر دفين في أعماقك يتمثل بفقدان العلاقة أو ببدء مرحلة جديدة.
  • ما من تاريخ انتهاء صلاحية للحزن: امنح نفسك الوقت الكافي للشفاء، حيث أنه ما من جدول زمني موحد للجميع. تحرك وفق مشاعرك والآلام النفسية (Psychological pain) كل يوم بيومه دون أن تتجنبها.
  • وجود أوقات سعيدة: إن موت الأحبة لا يعني نهاية الأوقات السعيدة في الحياة، لذا تجنب الشعور بالذنب في لحظات الفرح، لأن البقاء في حالة ذهنية سلبية لن يغير الموقف.
  • لا بأس بعدم كونك بخير: مهما كانت طبيعة الأزمة التي تواجهها، لا تحبس مشاعرك في قلبك فتحطمه أكثر، واعلم أنه من الطبيعي ألا تكون على ما يرام على الدوام.
  • محاولة قبول الذات لعلاج القلب المجروح: ضع في الحسبان أن القلب المكسور بحاجة لوقت غير محدد للشفاء، لذا لا تعلي سقف توقعاتك وحاول تقبل ذاتك وواقعك الجديد.

في الختام، من منا لم يمر بفترة عصيبة في حياته، فقد فيها الأمل وتمنى الموت وربما عاشه من خلال بعض الأعراض الجسدية. لكن قوة الإنسان تكمن في التحرر من حزنه، واعتبار الألم فرصة لتغيير حياته ومعتقداته للأفضل. لذلك يكمن سر علاج القلب المجروح في تعزيز إيمانك بالله وبأقداره ونسف التعلق بالأشخاص والأشياء مهما كانت غالية على قلبك، ثم باتباع استراتيجيات الرعاية الذاتية لأنها بمثابة طرق شفاء كسر القلب.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق