هرم ماسلو للحاجات الإنسانية

إلهام معلا
نشرت منذ 6 أيام يوم 13 أبريل, 2024
بواسطة إلهام معلا
هرم ماسلو للحاجات الإنسانية

هرم ماسلو للحاجات الإنسانية هي نظرية هامة ظهرت في القرن العشرين الماضي، حيث تأتي أهميتها من كونها أول نظرية تضع هرم أولويات الإنسان بترتيب يحدد تلبية الحاجات والدوافع من أسفل الهرم، حتى يتمكن الإنسان من الإنتقال للحاجات الأعلى. على الرغم من الانتقادات لماسلو إلا أن هرم الاحتياجات النفسية يستخدم في أغلب مجالات عمل الإنسان، ويستخدم هرم ماسلو في التعليم وفي الإدارة بشكل ملحوظ.

شرح قراءه الأكواد ا…شرح قراءه الأكواد الغير متوافقة مع فهرس

من هو مؤلف نظرية هرم ماسلو؟

أبراهام ماسلو واضع نظرية الاحتياجات الإنسانية، هو عالم نفس أمريكي، وأيضاً طبيب نفسي وفيلسوف، اشتهر بوضعه العديد من النظريات الهامة،حصل أبراهام ماسلو على درجة البكالوريوس في علم النفس، بعد ذلك نال درجة الدكتوراة في الفلسفة، توفي في 8 حزيران (يونيو)، عام 1970م، وكان عمره يناهز 62 عاماً، في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، إثر نوبة قلبية.

هرم ماسلو للحاجات الإنسانية

قدم ماسلو في العام 1943م، ورقة بحثية بعنوان “نظرية الدوافع الإنسانية”، والتي عرفت بهرم ماسلو للحاجات الإنسانية، وهي نظرية سيكولوجية. إلا أن ماسلو طور نظريته ونشرها كاملة في العام 1954م. قسم ماسلو الاحتياجات الإنسانية لخمسة أنواع، ووضعها في ترتيب حسب أولوياتها في مراحل نمو الشخصية منذ الولادة والرضاعة وحتى بلوغ النضج.

التحفيز في نظرية ماسلو

في البداية انتشرت نظرية ماسلو بعنوان نظرية تحفيز الإنسان، والتي كانت رداً على نظرية فريديرك تايلور الملقب بأبو الإدارة العلمية علم 1908م، الذي شبه الإنسان بالآلة التي تشتغل بالوقود، فالإنسان عند تايلور يحفز بالمال، فجاءت نظرية ماسلو رداً على تايلور، ونشر نظريته كاملة في كتابه ” التحفيز والشخصية”، حيث اعتبر ماسلو أن الإنسان يقوم بالسلوك نتيجة وجود دافع يدفعه للتصرف والقيام بسلوك معين، وهذه الدوافع ناتجة عن ميل الإنسان الدائم لإشباع حاجاته كي يشعر بالراحة والاستقرار والأمان.

تسميات نظرية ماسلو

عرفت نظرية ماسلو بالعديد من الأسماء نذكرها على سبيل المثال:

  • نظرية الدوافع الشخصية.
  • نظرية التحفيز والشخصية.
  • هرم ماسلو للحاجات الإنسانية.
  • هرم أولويات الإنسان.
  • نظرية الحاجات.

ترتيب الحاجات الإنسانية في هرم ماسلو

هرم ماسلو للحاجات الإنسانية

رتب ماسلو هرمه حسب تدرج الحاجات الإنسانية، حتى سمي هرم أولويات الإنسان، حيث رتبت من الأسفل إلى الأعلى كما يأتي:

  1. الحاجات الفيزيولوجية أو الجسدية.
  2. الحاجة إلى الأمان.
  3. الحاجات الاجتماعية.
  4. الحاجة إلى التقدير.
  5. الحاجة لتحقيق الذات.

كما أن ماسلو عمل على تصنيف الحاجات الإنسانية إلى صنفين أساسين هما:

  • احتياجات النقص: تضم الحاجات الأربعة الأولى (الجسدية – الأمان- الاجتماعية- التقدير).
  • احتياجات النمو: تضم الحاجة إلى تحقيق الذات.
  • الاحتياجات الفيزيولوجية (الجسدية)

هرم أولويات الإنسان يبدأ بالحاجات الفيزيولوجية التي تشكل الأساس في التدرج الهرمي. كما تمثل الحاجات البيولوجية لبقاء الإنسان على قيد الحياة، مثل الماء والطعام والهواء والجنس والنوم والمسكن. وفقاً لنظرية ماسلو للحاجات الإنسانية يتوجب على الإنسان أن يشبع حاجاته في المستوى الأول حتى يتمكن من النهوض والتفكير بالحاجات التي تليها. فعندما يكون الإنسان جائع لا يفكر في البحث عن الأمان أو عن التقدير مثلاً.

علاوة على ذلك إن الشخص الذي لم يتمكن من إشباع حاجاته الفيزيولوجية لفترات طويلة، قد يقوم في المستقبل بإشباع حاجاته بشكل مفرط، ومن أمثلة ذلك في الواقع، الشخص الذي عانى الفقر في مراحل حياته الأولى، عندما يصبح غنياً في فترة ما يتجه لتبذير أمواله سواء على المأكل أو المشرب أو الملبس وكذلك الزواج.

  • حاجات الأمان في هرم ماسلو

في هرم الاحتياجات النفسية لماسلو تظهر الحاجة للأمان بعد إشباع الحاجات الفيزيولوجية، حيث يبدأ الإنسان بالتفكير في الأشياء الآتية:

  1. السلامة الجسدية من أي اعتداء أو عنف أو أذى.
  2. الأمان الوظيفي والاستقرار في العمل.
  3. الأمن المالي (الإيرادات والموارد)، وتحقيق الاستقرار في الدخل.
  4. الأمان العائلي.
  5. الأمن الصحي.
  6. أمن الممتلكات الشخصية.

ومن الجدير بالذكر أنه في حالات الحرب أو الكوارث أو العنف …الخ، تأخذ حاجات الأمان ترتيباً أولياً في سلم الهرم، وذلك لأن الإنسان الذي لا يشعر بالأمان في بيئة ما، فإنه سوف يفكر ويعمل على البحث عن الأمان قبل تفكيره في الطعام أو في تلبية أي من الحاجات الجسدية الأخرى وإن كانت تبقيه على قيد الحياة.

  • الحاجات الاجتماعية

الترتيب الثالث في هرم ماسلو للاحتياجات النفسية هو للحاجات الاجتماعية كالحب والانتماء، فالإنسان كائن اجتماعي بطبعه، بالتالي فهو لديه حاجة للانتماء والقبول في مجموعات اجتماعية سواء كانت كبيرة كالنوادي والمنظمات والمجتمعات الافتراضية…، أو مجموعات صغيرة كالأسرة وجماعة الأقران. وتشمل الحاجات الاجتماعية:

  1. العلاقات العائلية والروابط الأسرية.
  2. علاقات الصداقة.
  3. علاقات العاطفة والحب.

تكون هذه الحاجات قوية في مرحلة الطفولة والمراهقة.

  • الحاجة إلى التقدير

الحاجة إلى التقدير في هرم ماسلو للاحتياجات النفسية تعني الحاجة لتحقيق المكانة الاجتماعية والشعور بالاحترام والثقة. وهي في الحقيقة مقسمة إلى قسمين:

  • الحاجة إلى احترام الآخرين: كالشعور بالاهتمام والمكانة بينهم، وكذلك الشهرة والهيبة.
  • الحاجة إلى احترام الذات: وهي حاجة أسمى تشمل الحاجة للشعور بالقوة والثقة والكفاءة، إضافة إلى الشعور بالحرية والاستقلالية.
  • الحاجة لتحقيق الذات

هي الحاجة العليا في هرم أولويات الإنسان، حيث يسعى الإنسان لتحقيق ذاته، من خلال تحقيق قدر معين من الإنجازات، وقد أشار ماسلو إلى أن الحافز لدى الإنسان يبنى على حاجة الشعور الإيجابي، نتيجة قيام الإنسان بتحقيق النجاح والوصول إلى إنجاز ما. فالأشخاص الذين حققوا طموحاتهم ووصلوا لإنجاز ما، هم أشخاص لديهم شعور بالتقدير لذاتهم. حسب ماسلو 2% فقط من البشر يمكنهم الوصول إلى هذا المستوى والشعور بتقدير الذات.

تصنيفات هرم ماسلو للحاجات

  أولاً: تصنيف احتياجات النقص

سميت احتياجات النقص نتيجة لحرمان الإنسان منها، وبالتالي بسبب هذا الحرمان يتولد لدى الإنسان دافع من أجل إشباعها وتحقيقها. يزداد الدافع ويصبح أقوى داخل الإنسان كلما ازداد حرمانه وطالت مدة احتياجات النقص لديه. على سبيل المثال حاجة الإنسان للطعام، كلما حرم الإنسان من الطعام وطالت مدة حصوله عليه. يزداد الحافز والدافع الذي يولد في داخله من أجل السعي والبحث عن الطعام لإشباع الحاجة. أما في حال طالت مدة الحرمان، ووصل الإنسان إلى درجات عالية من الجوع. قد تكون النتيجة تحول الإنسان إلى شخص خطير يجره حافزه للقيام بأي شيء للحصول على الطعام دون وجود أي رداع أخلاقي يمنعه من ذلك.

ثانياً: تصنيف احتياجات النمو

في هرم ماسلو للاحتياجات النفسية تختلف هذه الاحتياجات عن حاجات النقص، فهي تنبع من رغبة داخلية لدى الإنسان للنمو. فبعد إشباع حاجات النقص، يصبح الإنسان مستعداً لتحقيق أعلى حاجة في هرم أولويات الإنسان وهي تحقيق الذات. ولكن كثيراً ما توجد العديد من العقبات التي تحول دون وصول الإنسان لتحقيق ذاته. تضم هذه العقبات الظروف الخارجية التي تعيق تقدم الإنسان لبلوغ حاجاته مثل: (فقدان أحد الأقارب، أو خسارة الوظيفة والأمان……). لذلك قد يعلق الإنسان في المستويات الأدنى محاولاً تحقيق حاجاته الدنيا، لذلك قال ماسلو بأنه فقط قلة قليلة من الناس تصل لمرحلة تحقيق الذات.

هرم ماسلو المعدل

عمل ماسلو بعد فترة على تعديل هرم الحاجات الإنسانية، حيث قام بإضافة مجموعة من الاحتياجات وضعها بين المستويين الرابع والخامس بين حاجات التقدير وحاجة تحقيق الذات. أصبح هرم ماسلو يتكون من ثمانية مستويات وفق الشكل الآتي:

المستوى الأول: الحاجات الفيسيولوجية.

الثاني: الحاجة للأمان.

الثالث: الحاجات الاجتماعية.

الرابع: الحاجة للتقدير.

الخامس: الحاجات الإدراكية أو المعرفية مثل الحاجة للإبداع والحاجة إلى فهم الأمور والتعلم والاستكشاف، والفضول، وبالعموم الاشخاص عند هذا المستوى يكون لديهم نشاط وطلب عالي على القدرات المعرفية.

السادس: الحاجات الجمالية كالبحث عن الجمال وتحقيق التوازن والتقدير، حيث يرى ماسلو أن الإنسان في سعيه لتحقيق ذاته يحتاج لصور جميله أو تجارب جديدة تكون ممتعة. لذلك يجب على الناس الانغماس في جمال وروعة الطبيعة، حيث ينتج عن هذا المستوى التواصل مع الطبيعة والشعور بشعور حميم مع الطبيعة والجمال.

السابع:  الحاجة إلى تحقيق الذات.

الثامن: الحاجة إلى التعالي. يمكن أن نسميها العلو أيضاً، ويكون التحفيز والدوافع هنا لتلبية احتياجات عن طريق قيم تتجاوز النفس الإنسانية. على سبيل المثال السعي وراء العلم، ومساعدة الآخرين والإيمان.

نقد نظرية هرم ماسلو

تعرضت نظرية ماسلو للكثير من الانتقادات. خاصة لأن هرم أولويات الإنسان حدد ترتيب معين للحاجات الإنسانية مفترضاً أن على الإنسان أشباع حاجات المستوى حتى ينتقل للمستوى الأعلى. نذكر من هذه الانتقادات على سبيل المثال:

  • بعض الناس يكون ترتيب الحاجات لديها مختلف عن ترتيب ماسلو للحاجات، فعلى سبيل المثال الشخص المبدع تكون حاجته لتحقيق الذات في أول مستويات الهرم Pryamid، في حين يهتم آخرون بالحاجة للتقدير وآخرون بالحاجة للأمان.
  • يفترض ماسلو من خلال نظريته أن الإنسان يقوم بإشباع حاجة تلو الأخرى أي أنه ينتقل من مستوى لآخر، علماً أن الإنسان يمكنه في كثير من الأحيان إشباع أكثر من حاجة في آن واحد.
  • هناك الكثير من الناس رغم اشباعهم لحاجة ما يصرون على طلب المزيد، وهذا مناقض للنظرية التي تقول بالانتقال للمستوى الأعلى فور إشباع الحاجة.
  • لم يحدد ماسلو في هرم الحاجات مقدار الإشباع الذي يحتاجه الإنسان لينتقل بعده للمستوى الأعلى.
  • تصنيف ماسلو لايمكن اعتباره عالمياً وذلك لاختلاف الحاجات عبر الثقافات وكذلك الفروق الفردية وتوفر المواد والموارد.

هرم ماسلو في التعليم

في الواقع نظرية هرم ماسلو للحاجات الإنسانية نالت شهرة واسعة. طبقت في العديد من مجالات الحياة، في الإدارة وتحفيز الموظفين والتطوع والتعليم، ومن الجدير بالذكر أن هرم ماسلو طبق على مدينة دبي، وسنأتي على ذكر  أهم الاستخدامات وهي هرم ماسلو في التعليم :

يعد هرم ماسلو للحاجات الإنسانية من أكثر النظريات ارتباطاً بالتعليم، حيث يوجد العديد من الحاجات التي يقوم الطالب بتلبيتها ليتمكن من التعلم. وكلما زادت حاجته للتعلم كلما عمل على تلبيتها، وكلما تمكن من التعلم بشكل أفضل. تكون حاجات الطلاب في كل مستوى وفق الآتي:

  • مستوى الحاجات الجسدية: يكون الطلاب بحاجة للطعام والملبس والمأوى ليتمكنوا من التعلم.
  • مستوى حاجات الأمان: يحتاج الطلاب في هذا المستوى إلى الشعور بالأمان داخل البيئة التي ينهلون منها العلم دون أن يكون هناك أي معيقات أو تهديدات. حيث لا يمكن للطالب أن يتعلم وهو خائف.
  • مستوى الحاجات الاجتماعية: في هذه المستوى من هرم الاحتياجات النفسية يشعر الطلاب بالحاجة للانتماء والحب والتواجد ضمن مجموعة أو مجموعات متعددة تحوي طلاب آخرين يتنافسون فيما بينهم.
  • الحاجة للتقدير: بعد تلبية حاجات المستويات السابقة يكون الطالب في هذا المستوى بحاجة للحصول على العلامات العالية، ليتمكنوا من الشعور بالإنجاز وبالتالي الحصول على التقدير من قبل الآخرين، مما يزيد في ثقتهم بأنفسهم وكذلك بتقديرهم لذاتهم.
  • المستوى الخامس تحقيق الذات: عند الوصول لهذا المستوى يكون الطالب بحاجة لتحقيق إمكاناته الشخصية وإبداعاته. كأن يسعى لتنفيذ تجربة ما أو قراءة العديد من الكتب، أو حتى الخصول على علامة كاملة في أحد الاختبارات.

تحفيز الطلاب

هرم ماسلو في التعليم له دور كبير في تحفيز الطلاب. من خلال الدوافع اللازمة لتلبية الاحتياجات الموجودة في تسلسل الهرم، تمكنهم من تحقيق أقصى قدر ممكن من التعلم، وكلما وصل الطالب إلى أعلى مستوى في الهرم كلما كان الدافع أكبر ، وكلما زاد الحافز وزاد مقدار التعلم المراد الحصول عليه.

ذوي الاحتياجات الخاصة

ما تجدر الإشارة إلى أن هرم ماسلو  في التعليم ينطبق بشكل كبير على الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، والطلبة ذوي التصنيف الخاطئ. يستخدم معهم هرم ماسلو في التعليم خاصة في حاجات المستويات الدنيا أو تصنيف الاحتياج، لذا من المهم الفصل بين الطلاب الذين يحتاجون لتلبية احتياجاتهم الأساسية فقط، وبين أولئك الطلبة الذين يصلون للمستويات العليا من الحاجات ويتمكنوا من بلوغ تنصيف النمو. حتى تسهل عملية التعلم على الطلاب وعلى الكادر التدريسي.

هرم ماسلو للحاجات الإنسانية نظرية هامة، تدخل في الكثير من مجالات حياة الإنسان، رغم الانتقادات التي طالت هذه النظرية إلا أنها ماتزال من أهم النظريات المتعلقة بحاجات الإنسان.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق