علاج الخوف من الناس؛ 3 طرق يمكن الاعتماد عليها لتخطي الأنثروبوفوبيا

خيرية جابر
نشرت منذ أسبوعين يوم 14 أبريل, 2024
بواسطة خيرية جابر
علاج الخوف من الناس؛ 3 طرق يمكن الاعتماد عليها لتخطي الأنثروبوفوبيا

علاج الخوف من الناس يعتبر أمر ضروري لأن كل الأمور الحياتية تسير عن طريق التواصل مع الآخرين. وهذا الخوف قد يؤدي إلى العديد من العوائق في الحياة التعليمية والمهنية، وبالتالي قد يؤدي إلى حصول العديد من التأثيرات السلبية على المستقبل. والخوف من الناس هو عبارة عن فوبيا تسمى الأنثروبوفوبيا (anthropophobia)، وهذه الحالة تعتبر جزء من اضطراب القلق الاجتماعي. والعلاجات هي نفسها يتم اعتمادها لأنواع عديدة من الفوبيا. فما هي طرق علاج الخوف من مواجهة الناس؟

شرح قراءه الأكواد ا…شرح قراءه الأكواد الغير متوافقة مع فهرس

التأمل الواعي

يمكن اعتماد التأمل الواعي (mindfulness meditation) من أجل علاج الخوف والتوتر من الناس. بحيث ينشأ هذا الخوف الاجتماعي نتيجة لوضع أحكام وأفكار مسبقة عن المواقف قبل أن تحصل. مثلاً قد يخاف الأشخاص الذين يعانون من القلق الاجتماعي من ما قد يظنه الآخرين عنهم، أو من الرفض. أي بشكل عام هم يخافون من أفكار الآخرين عنهم حتى لو لم تكن حقيقية، وهم كذلك يقومون في الوقت نفسه بخلق صورة سلبية عن أنفسهم، لذلك يعانون من هذا الخوف والرهاب ويتجنبون الناس في حالات كثيرة.

التأمل الواعي يمكن أن يساعد على تخفيف التوتر، وزيادة الثقة بالنفس، والحد من الاكتئاب. أما المبدأ الأساسي لهذا النوع من التأمل هو تدريب الدماغ على التركيز على الحاضر فقط، أي على اللحظة التي يعيشها الآن. بحيث يعي الفرد كل الأفكار والمشاعر الموجودة في ذهنه في اللحظة الحاضرة، ولكن يأخذ دور المراقب فقط لهذه الأفكار من دون وضع أي حكم عليها. وهذا الأمر يساعد على تهدئة الفرد، وزيادة نسبة الوعي والتركيز لديه. كما يساعده على تحليل هذه الأفكار والمشاعر ببطء بطريقة أفضل والتصرف بالشكل المناسب حسب الموقف الحاصل، وهذا يؤدي إلى الحد من ارتفاع نسبة القلق لديه. ويمكن القيام بهذا التأمل في المنزل، ويحتاج لبضعة دقائق يومياً فقط.

العلاج المعرفي السلوكي

العلاج المعرفي السلوكي

التدخل المعرفي السلوكي يعتبر من أهم العلاجات المستخدمة للأشخاص الذين يعانون من القلق والخوف الاجتماعي، ويمكن استخدامهه في علاج الأنثروبوفوبيا. وهذا العلاج مبني على مبدأ تغيير أنماط التفكير عند الأشخاص المصابين بأي نوع من الفوبيا، ويستخدم لعلاج أنواع عديدة من الاضطرابات النفسية الأخرى أيضاً. أما من أجل علاج الخوف من الناس يوجد أكثر من طريقة واحدة يمكن الاعتماد عليها ضمن إطار العلاج المعرفي السلوكي، وقد يتم تطبيقها إما على صعيد فردي فقط، أو في مجموعات صغيرة، وهذه الطرق هي التالية:

العلاج بالتعرض للمخاوف

العلاج بالتعرض (exposure therapy) يهدف إلى جعل الأفراد يواجهون المواقف التي يخافون ويهربون منها. ولكن يتم الأخذ بعين الاعتبار مدى استعدادية المصابين بهذا الخوف للمواجهة، وذلك لتجنب ارتفاع نسبة التوتر والضغط النفسي عندهم إلى مستويات عالية. فيبدأ المعالج النفسي بالتخطيط معهم، ووضع قائمة بالمخاوف، فتكون تلك التي تسبب النسبة الأقل من القلق في مقدمة القائمة ويتم البدء بها. ومن ثم بعد الاعتياد عليها يتم الانتقال إلى مواجهة المواقف والمخاوف التي تشكل تحدي أكبر بالنسبة لهم. ويمكن التعرض لهذه المخاوف بالطرق التالية:

  • التخيل، بحيث يقوم المعالج برواية حدث معين ويقوم المصاب بتخيل نفسه وهو يتفاعل مع الآخرين حسب القصة المروية.
  • لعب الأدوار، أي يمكن تأدية دور ما يعبر عن الموقف الذي يسبب القلق.
  • مواجهة المواقف مباشرة بالحياة الواقعية مع مجموعة صغيرة من الناس أولاً.

يمكن اعتماد الطرق الثلاثة المذكورة، ولكن يجب الاستمرار في تطبيقها حتى يتم التخلص من القلق والخوف. ومن الضروري أيضاً جعل المصاب بهذا الخوف يندمج في هذه التجارب، ويجب أن يركز جيداً في الموقف لكي يدرك كل شيء من حوله ليعرف أسباب خوفه، وليرى النتيحة السلبية لهذه المخاوف عليه، وهذا لكي يتمكن من تخطيها في المرات القادمة. ويعتبر هذا النوع من العلاجات فعال جداً في علاج الخوف من الناس وتخفيف الأعراض المرافقة لهذا القلق.

إعادة الهيكلة المعرفية

إعادة الهيكلة المعرفية

الهدف من اعتماد هذه الطريقة في علاج الخوف من الناس هو حث الفرد على تغيير طريقة تفكيره التي تسبب له الخوف والتوتر. كما ذكر سابقاً، في الكثير من الأحيان يكون الخوف ناتج عن توقعات وأفكار سلبية ومسبقة للحدث أو الموقف الاجتماعي. ولكن كل هذه الأمور تكون مجرد تصورات في ذهن المصاب بالقلق الاجتماعي عن النتائج السلبية التي قد يتعرض لها في حال مشاركته في النشاطات الاجتماعية. مثلاً قد يخاف من ردود الفعل السلبية من الآخرين، والانتقادات القاسية، أو قد يظن أنه يسبب لنفسه الإحراج. أما عند اعتماد هذه الطريقة من أجل علاج الخوف من الناس، يطلب من المصاب التالي:

  • تحديد حدث أو موقف اجتماعي يسبب القلق.
  • تحديد الأفكار السلبية التي يتم التفكير بها تلقائياً عن الحدث، وذلك قبل، خلال، وبعد حصوله.
  • يطلب من الشخص الذي يعاني من الخوف الاجتماعي عمل نشاط تجريبي، أي المشاركة في نشاط يعرضه لنفس الموقف الذي يخافه.
  • يقوم بعد ذلك بتحليل وتقييم الموقف عن طريق مقارنة أفكاره مع الأمور التي حصلت فعلياً على أرض الواقع.
  • يتم استبدال التوقعات السلبية عن الموقف بأخرى تتلاءم أكثر مع النتيجة الفعلية التي ستحصل.

تمارين الاسترخاء

يمكن الاعتماد على العديد من التقنيات والتمارين التي تساعد على الاسترخاء من أجل علاج الخوف من الناس، ولكن يجب استخدامها إلى جانب العلاجات الأخرى السابقة. وهذه التمارين تساعد الأشخاص المصابين بأي نوع من الفوبيا على التحكم بمشاعرهم بسرعة في حالة أصابتهم نوبات القلق والتوتر.

تطوير المهارات الاجتماعية

تطوير المهارات الاجتماعية

من أجل علاج الخوف من مواجهة الناس، يمكن العمل على تطوير بعض المهارات الاجتماعية عند الأفراد. وذلك لأن بعض ردات الفعل السلبية تجاههم من المجتمع قد تكون ناتجة عن ضعف في هذه المهارات، مثلاً قد يكون لديهم مشاكل في مهارات المحادثة، أو التواصل البصري. ولكن تجدر الإشارة أيضاً إلى أن هذه المشاكل قد تحصل نتيجة التوتر الحاصل، وليس بسبب نقص المهارات. ويمكن إيجاد حل لكل هذه الأمور، والعمل على تطوير المهارات المطلوبة من خلال العديد من النشاطات التي يعطيها المعالج. وقد تكون هذه الواجبات عبارة عن تمارين سلوكية معينة يجب القيام بها، ومن ثم يقوم المعالج بالتنبيه عن بعض الملاحظات، لتصحيح السلوك في المرات القادمة.

غالباً تتضمن هذه الطريقة العمل على الأساليب الأخرى في علاج الخوف من الناس مثل العلاج بالتعرض، وإعادة تشكيل المعرفة.

علاج الخوف من الناس بالأدوية

يوجد بعض الأدوية التي قد يصفها الطبيب بعد تشخيص المشكلة وأسبابها، وهذه الأدوية قد تساعد على تخفيف نسبة التوتر في بعض المواقف. ولكن العلاجات النفسية الأخرى القائمة على التحدث ومواجهة المخاوف تعتبر أساسية لتطوير الشخصية، وحل المشكلة على المدى البعيد.

يمكن الاعتماد على العديد من الطرق من أجل علاج الخوف والتوتر من الناس، أو الأنثروبوفوبيا، وقد تكون العلاجات إما دوائية، أو نفسية. ولكن من المهم وجود التحفيز الكافي والإصرار على تخطي هذه المخاوف، وذلك لأن العمل الجاد مطلوب، وكذلك لأن العلاج يحصل تدريجياً ويحتاج إلى بعض الوقت.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق