الأعشاب التكيفية، أشهر 6 أعشاب تتمتع بهذه الميزة وفوائدها الصحية

سلوى حيدر
نشرت منذ 7 أيام يوم 20 أبريل, 2024
بواسطة سلوى حيدر
الأعشاب التكيفية، أشهر 6 أعشاب تتمتع بهذه الميزة وفوائدها الصحية

أشهر الأعشاب التكيفية؛ هذه المواد المكيفة أو الأدابتوجينات ليست حديثة، فقد استعملت على مر التاريخ، في تحسين قدرة الجسم على مقاومة التوتر، وزيادة الطاقة، والانتباه، وتقليل الإعياء. كما أكدت دراسات حديثة فوائدها الكبيرة في علاج الأمراض المزمنة، مثل حالات القلب، والتنفس. وهي آمنة للاستخدام، حتى عند تناولها بكميات كبيرة، ولفترات طويلة. لنتعرف معًا على هذه النباتات الرائعة، وطرق الاستفادة منها.

ما هي الأعشاب التكيفية adaptogens؟

الأعشاب التكيفية؛ أو الأدابتوجينات، هي فئة من الأعشاب، تضم أكثر من 70 نباتًا، أي مواد طبيعية، تدعم توازن وتنظيم وظائف الجسم، وتزيد مقاومته للتوتر والإجهاد (الجسدي، والعاطفي أو النفسي، وحتى السموم البيئية والتلوث). بمعنى آخر؛ تساعد في تقليل تأثير التوتر بطريقة غير محددة، حيث يسبب التوتر تغيرات جسدية خطيرة، تلحق الأذى بالجهاز العصبي، والمناعي، والصماوي endocrine، وهي تنجز مهمتها بدون إرهاق الأعضاء أو الأنظمة الجسدية، وإنما نوعًا ما، عبر دعم الجسم والعقل ككل.

تستخدم الأدابتوجينات لتحسين صحة الغدة الكظرية adrenal system، الجهاز المسؤول عن إدارة الاستجابة الهرمونية للتوتر، كما تحسن قدرة الجسم على المكافحة – بدون صدمات أو إزعاجات أو انهيارات – وأطلق عليها هذا الاسم، بسبب القدرة المذهلة على تكييف وظائفها لتناسب احتياجات جسم الشخص الخاصة.

رغم أن التأثيرات قد تكون غير ملحوظة في البداية، وتحتاج وقتًا لنشعر بها، إلا أنها حقيقية ولا يمكن إنكارها. على عكس العديد من العقاقير الصيدلانية؛ استخدمت المواد التكيفية، على مدى قرون، في الطب التقليدي والآيروفيدي الهندي والصيني بهدف تعزيز سهولة التكيّف في مواجهة التوتر، ومؤخرًا؛ وجدت عدة دراسات دليلًا أن لها فوائد إيجابية، وآمنة بالعموم حتى عند الاستخدام طويل المدى.

تاريخ استخدام الأدابتوجينات

تاريخ الأدابتوجينات

تم دراسة المواد المكيفة وتطويرها للمرة الأولى خلال الحرب العالمية الثانية، حيث تطلع العلماء إلى طريقة صحية لمساعدة ربان الطائرة على العمل بارتفاعات أعلى. اتجه بحثهم أساسًا إلى “حبة خارقة” تجعل القائد يطير بشكل أفضل وأسرع ولفترات زمنية طويلة، وظنوا أنهم وجدوها على شكل المواد المكيفة.

أما الاسم (أدابتوجين) فيعود تاريخ ظهوره إلى عام 1947م تحديدًا، وضعه عالم سوفيتي، حيث احتاج الجنود السوفييت إلى المزيد من المقاومة والتحمل، وساعدت الأدابتوجينات أجسادهم على التركيز، ومواجهة التوتر والتكيف معه، وبطرق طبيعية. وفي دراسات عسكرية نشرها الاتحاد السوفيتي عن استخدام مادة محفزة، تسمى Schisandrachinens، تبين أنها ثمار التوت وبذور، وقد ساهمت في تقليل العطش، والجوع، والإنهاك، كما أنها حسنت من القدرة على الرؤية ليلًا. ومن أوائل الأعشاب التكيفية التي ظهرت إلى النور، كانت الروديولا الوردية، التي تنمو في المرتفعات السيبيرية.

كيف تعمل الأعشاب التكيفية؟

تقوم الأدابتوجينات بتنظيم اختلال التوازن في الجسم طبيعيًا، بشكل يشابه عمل الترموستات thermostat، فعندما تستشعر أن حرارة الغرفة عالية جدًا، فإنها تقوم بتخفيضها. عندما تنخفض الحرارة تقوم بزيادتها. كذلك المواد المكيفة تحقق التوازن عن طريق زيادة الطاقة عند التعب، والمساعدة على الاسترخاء في حال الشعور بالقلق وعدم الراحة. أي تستطيع تهدئة الجسم، والحفاظ على طاقته في نفس الوقت، وبدون مبالغة في تحفيز الأجهزة.

كما تمكّن الخلايا من طرد السموم الناتجة عن عملية الأيض، وتقوية أداء وظائف الجسم، وتحسين نقل الطاقة الخلوي، الذي يدرب الجسم على الانتفاع من الأكسجين والغلوكوز، والدهون والبروتينات بشكل أكثر فعالية. هي تعمل على المستوى الجزيئي، بتنظيم توازن مستقر في الغدد النخامية، والكظرية وتحت المهاد. والمشاركة في الاستجابة للتوتر، حيث تقوم باختراق استجابة الجسم للتوتر. عمليًا؛ عندما تتعرض أجسامنا للضغوطات، فهي تمر بـ 3 مراحل:

  • مرحلة الإنذار.
  • مرحلة المقاومة.
  • مرحلة الإنهاك.

عند مواجهة توتر، مثل رفع الأثقال، يستجيب الجسم بإطلاق هرمونات كالأدرينالين، الذي يحسن أداء العضلات، ويزيد القدرة على التركيز والاهتمام بالمهمة. في مرحلة المقاومة يقاوم الجسم الضغط، لذلك يشعر الشخص بالطاقة والوضوح، ويعود الفضل إلى أن الجسم أعطاه دفعة تعزيز لمواجهة التوتر. ثم؛ عندما يتعب الشخص، يدخل في مرحلة الإنهاك، وفيها تمتد المواد المكيفة إلى “البقعة الحلوة” في المنتصف – مرحلة المقاومة- وتسمح للشخص بالتمتع بالجزء القوي لوقت أطول.

فوائد المواد التكيفية الصحية

أهم فوائد الأعشاب التكيفية

تفيد الأعشاب التكيفية الصحة بعدة طرق، أهمها:

  • المساعدة في التعامل مع الضغط والتوتر، بطريقة أخف.
  • زيادة مقاومة الجسم للإصابات والمرض.
  • التزويد بمصدر أكثر استقرارا من الطاقة النظيفة على المستوى الجسدي والنفسي.

تتمتع معظم هذه الأدابتوجينات بالفوائد التالية:

  • تحمي الأعصاب.
  • تحمي الكبد.
  • مضادة للاكتئاب.
  • تنظم الغدد الصماء.
  • مضادة للالتهابات.
  • تقي القلب.

أشهر الأعشاب التكيفية

يشار إلى أن أكثر من 15 مكونًا كمواد مكيفة، وهي:

  1. الأشوجندة Ashwagandha أو Indian ginseng.
  2. جذر أستراغالوس Astragalus root.
  3. باكوبا مونيري BacopaMonnieri.
  4. كورديسيبس Cordyceps
  5. الريحان holy basil
  6. عرق السوس Licorice.
  7. الماكا Maca أو الجينسينغ البيروفي.
  8. المايتاكي Maitake.
  9. الردويولا الوردية golden root.
  10. الشيزاندرا Schizandra أو (magnolia-vine).
  11. الشيتاكي Shiitake.
  12. الإليوثيرا Eleuthera أوالجينسنغ السيبيري Siberian ginseng.
  13. اليام البري wild yam.
  14. الكودونوبسيس Codonopsis.
  15. الريشي Reishi أو (Ganodermalucidum).
  16. الجينسنغ Ginseng.

الجينسنغ السيبيري أو الإليوثيرو (Eleuthero)

ليس جينسنغ بالمعنى الحقيقي، لكنه يعمل بطرق مشابهة له، فقد وجدت دراسة أنه يساعد في:

  • التخلص من التعب، والاكتئاب، والتوتر.
  • في الطب الصيني التقليدي: يستعمل للتشنج العضلي، وآلام المفاصل، والأرق.
  • في ألمانيا: يستخدم لتحسين التعب المزمن وضعف التركيز، والتعافي بعد المرض.

كما لاحظ أخصائيو الأعشاب الغربيون، أنه:

  • يحسن الذاكرة، والشعور بالراحة.
  • يمكن أن يساعد في الاكتئاب الخفيف.

تبلغ الكمية الموصى بها من الجذور الجافة إلى 2 – 3 غ يوميًا. عادة هو آمن، لكن قد يسبب التهيج أحيانًا، والأرق عند مرضى اضطرابات القلب والأوعية الدموية.

  • لا ينصح الحوامل والمرضعات باستهلاكه.
  • يوصى من يعاني ارتفاع ضغط الدم، بتفقد مستواه عند تناول هذه العشبة.

أشهر الأدابتوجينات والجينسينغ الآسيوي Asian Ginseng

تاريخيًا؛ هو واحد من النباتات الطبية القيّمة في العالم. يقول أخصائيو الأعشاب؛ إنه:

  • يقوي الاستجابة المناعية للجسم.
  • يحسن الطول العمر ونمو الخلايا الطبيعية.
  • يشار إليه كمعزز للشعور بالراحة والسعادة.
  • يحمي ضد أنواع معينة من السرطان.

تتراوح الكمية المناسبة بين 100-200 ملغ يوميًا، من المستخلص القياسي. عادة هذا النبات آمن. لكن قد يسبب الاهتياج، الأرق، خفقان القلب.

  • تناول كميات كبيرة من الكافيين معه، قد يرفع خطر المبالغة بالتحفيز، وإزعاج المعدة.
  • لا يوصى الحوامل والمرضعات بتناوله.
  • ينصح من يعاني ارتفاع ضغط الدم بمراقبة مستوى ضغطه عند أخذه.

أشهر الأعشاب التكيفية والأشوجندة

أشهر الأعشاب التكيفية

استخدمت لآلاف السنين في الطب الآيروفيدي، مثل الجينسنغ الآسيوي. يصفها أخصائيو الطب البديل منذ زمن طويل، كونها مفيدة في:

  • زيادة الحيوية، والطاقة، والتحمل.
  • تعزيز طول العمر، وتقوية جهاز المناعة.
  • ارتفاع ضغط الدم، الأرق.
  • متلازمة الإعياء المزمن.
  • الإنهاك المرتبط بالتوتر الجسدي والنفسي.
  • تحسن وظيفة الغدد الصماء، عبر الغدد الدرقية والكظرية، تتراوح الكمية المناسبة بين 3-6 غ يوميًا للجذر الجاف.

محاذير خاصة بالأشوجندة

  • ينبغي تجنبها أثناء الحمل، خاصة عند تناول مهدئات، أو وجود تهيج أو قرحة معدة شديدة.
  • يجب على الأشخاص الذين يعانون حساسية من نباتات كالبندورة أو الفليفلة والباذنجان، أن يحذروا منها، لأنها قد تسبب لهم تأثيرًا التهابيًا مشابهًا.

الروديولا الوردية (Arctic root)

لها أسماء كثيرة، تنمو في المناخات الباردة بآسيا وأوروبا. وهي عشبة تاريخية مستخدمة في روسيا والدول الإسكندنافية، لعدة أغراض صحية، منها علاج الأمراض الخفيفة مثل الصداع، ونزلات البرد، كما تفيد في:

  • تخفيف الاكتئاب.
  • تنظيم الهرمونات، خاصة ما يتعلق بالكورتيزول، أحد هرمونات التوتر الرئيسية، حيث تنظم توازنه في الجسم، وذلك عن طريق زيادته أو تخفيضه حسب الحاجة.
  • تدعم عملية أيض الطاقة الخلوية، ووظائف الدماغ، وأيضًا صحة القلب.

غالبًا ما يشعر أغلب المرضى الذين يستهلكون الروديولا الوردية أو الجذر الذهبي، بتحسن خلال بضعة أسابيع إلى شهر. تبلغ الكمية الموصى بها بين 200-600 ملغ، يوميًا من المستخلص، بشرط أن يحتوي على 2-3% من الروزافين، و0.8-1% من الساليدروسايد. ينصح من يعاني اضطراب الاكتئاب الرئيسي أو ثنائي القطب بتجنبها. وقد تسبب الأرق عند تناولها بكميات كبيرة.

أشهر الأعشاب التكيفية والكورديسيبس Cordyceps

فطر طبي، يعتقد أنه يفيد:

  • الكبد، والكلى، والقلب.
  • تعزيز طول الحياة، وتحسين ضعف الانتصاب.
  • العمل كمثير جنسي عند النساء.
  • المساعدة في ممارسة الرياضة لوقت زمني أطول، وذلك عند تناوله بانتظام لمدة 3 أسابيع.

؛

الشيزاندرا Schisandra

هي توت أحمر صيني جميل، تعتبر فاكهة خارقة، وتعرف منذ زمن بعيد باسم التوت الخارق، وتشمل على عناصر المذاقات الخمسة الرئيسية، تفيد الشيزاندرا في:

  • تعزيز المناعة، ومقاومة التوتر.
  • الأشخاص الذي يعانون من أرق كلي، وانخفاض في الأداء الجسدي والعقلي.
  • المصابين باضطرابات عصبية محددة، واضطرابات نفسية مثل انفصام الشخصية.
  • تحسين وظيفة الرئتين.

تضمين الأعشاب التكيفية في النظام الغذائي

لا يوجد طريقة صائبة أو خاطئة لاستهلاك أو تضمين الأدابتوجينات في النظام الغذائي، لكن ما يهم هو الحصول على المتممات الغذائية من مصادر موثوقة. من السهل إيجاد مسحوق الأعشاب التكيفية، في مخازن الأغذية الصحية، لكن من الهام ملاحظة أنها تفقد بسرعة نضارتها وقوتها. لذلك يميل أغلبية الناس إلى استهلاكها على شكل كبسولات أو مسحوق، نتيجة أن هذان الشكلان يحافظان على قدراتها لوقت أطول. عمومًا يحتاج الشخص يوميًا إلى حوالي ملعقتين صغيرتين من بودرة العشب التكيفي.

أخيرًا؛ عندما يشعر الأشخاص بالتعب أو التوتر، يلجؤون فورًا إلى تناول الكافيين أو السكر أو كليهما. لكن هذه المصادر الرخيصة للتزود بالطاقة لا تعمل جيدًا في مكافحة التوتر، والتعب والإعياء وغيرها من التأثيرات الجانبية السلبية لمشاغل الحياة. لكن ولحسن الحظ، أن هناك طرقًا أكثر صحة، لمواجهة متاعب اليوم، كالأعشاب التكيفية أو الأدابتوجينات، التي تساعد الجسم على التكيف مع الضغوط والإجهاد، شرط أن تكون جزءًا من نمط معيشي صحي كامل.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق