مرض بالو؛ تعرف على الأعراض والأسباب وطريقة التشخيص والعلاج لهذا الداء

احمد طارق
نشرت منذ 3 أسابيع يوم 11 أبريل, 2024
بواسطة احمد طارق
مرض بالو؛ تعرف على الأعراض والأسباب وطريقة التشخيص والعلاج لهذا الداء

مرض بالو؛ أحد الاضطرابات النادرة التي تصيب الإنسان وتسبب العديد من الأعراض، وله الكثير من الأسماء وفي الغالب ما يؤثر على الجهاز العصبي، سنتعرف في هذا المقال على الأعراض والعلامات المصاحبة ل balo disease، كما سنتعرف على طرق تشخيصه وعلاجه، وسوف نختم المقال ببعض النصائح للوقاية منه والعديد من الأسئلة المهمة حوله.

ما هو مرض بالو؟

الاسم العلمي للمرض التهاب المادة البيضاء للدماغ حول المحور
أسماء أخرى مرض بالو _ تصلب بالو المركز _ التهاب الدماغ المحيطي المتحد المركز
تصنيف المرض أمراض مناعية ذاتية
التخصص الطبي المعالج عدة اختصاصات معالجة
أعراض المرض صداع _ مشاكل كلام _ تغير سلوك
درجة انتشار المرض  نادر
الأدوية المعالجة مثبطات المناعة _ مضادات الصرع _ الكورتيكوستيروئيدات

مرض بالو هو واحد من الأنواع النادرة والمتطورة من داء يسمى التصلب المتعدد (MS)، ويتميز مرض التصلب العصبي المتعدد بمهاجمة وإتلاف الأنسجة في المخ والحبل الشوكي، مما يتسبب في التهاب مناطق الأنسجة، ويمكن أن يتلف مرض بالو الأنسجة نفسها ولكنه يسبب أيضاً آفات كبيرة في الدماغ والحبل الشوكي، حيث تبدو الآفات المصاحبة لمرض التصلب العصبي المتعدد مثل البقع الصغيرة، في حين أن الآفات التي في داء بالو تبدو كبيرة وشديدة، ويسمى أحياناً تصلب بالو المركز وأيضاً التهاب الدماغ المحيطي المتحد المركز، والتهاب المادة البيضاء للدماغ حول المحور.

عادة ما يبدأ Balo في مرحلة البلوغ، ولكن من المعروف أنه يؤثر على الأطفال، حيث يمكن أن يتفاقم ويتطور بسرعة، ولا يشعر بعض الأشخاص الذين يعانون منه بالشفاء من الأعراض حتى بعد المعالجة، ويزداد مرضهم سوءاً بمرور الوقت، ولكن هذا ليس هو الحال بالنسبة لكل شخص مصاب بهذه الحالة.

بسبب ندرته، هناك عدد قليل من الإحصاءات أو الدراسات حول انتشار هذا المرض، لكن الكثير من البحث يجرى لتتبع للحالات الفردية بما في ذلك ظهور الأعراض وعلاج المرض، وأفاد تقرير عام 2012 في المجلة الدولية للبحوث الطبية التطبيقية والأساسية أن العديد من حالات المرض، لم يتم اكتشافها إلا بعد وفاة الشخص، ومن المحتمل أن تكون هذه الحالات لدى الأشخاص الذين لم تظهر عليهم أية أعراض أو تقدم المرض أثناء حياتهم.

أسباب الإصابة بمرض بالو

تصلب بالو المركز هو عبارة عن مرض لا يعرف الأطباء والباحثون ما الذي يسببه، ويعتقد معظمهم أنه أحد أمراض المناعة الذاتية، وتحدث حالات المناعة الذاتية عندما يهاجم الجهاز المناعي عن طريق الخطأ الأنسجة السليمة، مما يؤدي إلى التهاب (تورم) في جميع أنحاء الجسم.

غالباً ما يصيب هذا المرض الشباب، بمتوسط ​​عمر يبدأ من 34 عامًا مثل مرض التصلب العصبي المتعدد، وتكون الحالة أكثر شيوعاً عند النساء، قد يكون هناك مكون وراثي مرتبط بمرض بالو. تقول إحدى النظريات أن هذا المرض مرتبط بالعدوى، لكن لم تؤكد أي دراسة ذلك، تستند هذه النظرية إلى فكرة أن بعض أعراض العدوى، بما في ذلك الحمى والصداع الشديد هي أولى أعراض هذه الحالة.

يمكن أن يحدث هذا المرض لوحده دون إصابات مرافقة، ولكنه قد يترافق أيضاً مع مرض التصلب المتعدد، وأفاد تقرير صدر عام 2015، عن حالة امرأة تبلغ من العمر 25 عاماً ظهرت عليها أعراض تشبه السكتة الدماغية، وكانت تعاني أيضًا من آفات دماغية نموذجية من مرض التصلب العصبي المتعدد، وبناءً على نتائج الفحص أكد الأطباء أن المرأة مصابة بمرض بالو ومرض التصلب العصبي المتعدد معاً، كما لاحظوا في الحالات التي يكون فيها المريض مصاباً بكلتا الحالتين، لم يكن مرض بالو بالضرورة شديداً ويكون غير ضار في كثير من الأحيان، ومع ذلك يعتبر مرض التصلب المتعدد من الأسباب التي قد تؤدي لهذا المرض.

العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالمرض

يعتقد أن تصلب بالو المركز يكون أحد الأمراض المرتبطة بالمناعة الذاتية كما ذكرنا، لذلك فعلياً لا يوجد أي عامل واحد أو أشياء أخرى تزيد من احتمال الإصابة به، لكن الأشخاص المنحدرين من أصل جنوب شرق آسيا، وسكان جنوب الصين من والتايوانيون والفلبينيون، قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالمرض لأنه منتشر في بلادهم.

علامات وأعراض مرض بالو

تتشابه أعراض مرض بالو مع أعراض مرض التصلب العصبي المتعدد، قد تشمل هذه:

  • الصداع.
  • النوبات الصرعية.
  • آلام العضلات وتشنجاتها وضعفها.
  • الشلل بمرور الوقت.
  • الحبسة ومشاكل في الكلام.
  • مشكلة في التركيز أو فهم الآخرين.
  • تغير السلوك.

لهذا المرض عدة تظاهرات سريرة فقد وصف العلماء العديد من الأنماط السريرية له، فمثلاً عند بعض المرضى من أنواعه متغير حاد ومحدود ذاتياً ومنتكس ومرض أولي سريع التقدم، ويعتمد العرض والخطورة على موقع الآفات في الدماغ، لكن فى بعض الأحيان تحاكي آفات Balo أعراض الكتلة داخل المخ (الموجودة داخل الدماغ)، مما يتسبب في مشاكل معرفية ونوبات وتغيرات سلوكية وصداع.

تتميز معظم حالات داء بالو بظهور ثابت للأعراض، وتم العثور على الأعراض المبكرة له أيضاً في مرض التصلب العصبي المتعدد، بما في ذلك تقلصات العضلات والشلل، وستبدأ الأعراض العصبية الأخرى في التطور بناءً على أجزاء الدماغ المصابة، قد يستمر بعض الأشخاص المصابين بهذه الحالة في تطوير ضعف عقلي أو تشوهات فسيولوجية (حالات تؤدي إلى خلل في وظائف أعضاء الجسم، مثل الربو والزرق والسكري ).

مضاعفات تصلب بالو المركز

تتضمن أهم 6 مضاعفات محتملة له ما يلي:

الشلل

يمكن أن يؤدي تلف الألياف العصبية في المناطق المتضررة من الدماغ، إلى الشلل أو فقدان الحركة في أجزاء من الجسم.

العجز الحركي

قد يصبح الأشخاص المصابون بهذا المرض، عاجزين عن الحركة أو بطيئين في الحركة.

العجز الحسي

قد يؤدي التلف العصبي إلى فقدان الإحساس أو الشعور بالأطراف، أو في قسم المناطق الجلدية في أجزاء معينة من الجسم.

الصرع

يحدث الصرع عندما يحدث تفاعل كهربائي غير طبيعي في الدماغ، حيث يعاني بعض الأشخاص المصابون به من نوبات صرع.

المشاكل السلوكية والعاطفية

من الممكن أن يحدث تغيرات في الشخصية والمزاج والسلوك، وأمراض أخرى مثل الاكتئاب والقلق والتوتر.

العجز العقلي

قد يؤدي تلف الأعصاب إلى فقدان القدرة على التفكير بوضوح، أو العمل بشكل فعال في الحياة اليومية.

طريقة تشخيص مرض بالو

إن طبيب الأعصاب هو أفضل من يشخص هذا المرض، وسيسأل عن التاريخ الطبي والأعراض، وسيجري أيضًا فحص جسدي لمعرفة مدى جودة تحرك الشخص والبحث عن ضعف عضلات حديث جديدا، لأن ذلك يشكل تحذيرا لحدوث مزيد من اعراض المرض والإصابة به، وسيرغب أيضاً في تحديد ما إذا كان المريض يعاني من أي مشاكل في الذاكرة، أو مشاكل في الإدراك ومدى حسن التحدث.

يمكن إجراء فحص التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) للدماغ والحبل الشوكي للتحقق من وجود آفات، ويمكن أن تساعد اختبارات الدم في التحقق من وجود عدوى، وقد يأخذ الطبيب عينة من السائل النخاعي من أسفل الظهر لفحصها للبحث عن أية مشكلات.

يمكن أيضاً إجراء اختبار الجهد المثير (EP)، ويتضمن ذلك قيام ممرض أو طبيب، بوضع رقع صغيرة على فروة الرأس موصولة بأسلاك بجهاز لقياس نشاط الدماغ، وسيقوم بعد ذلك بالاستماع والمشاهدة والشعور ببعض أنشطة الدماغ باستخدام المنبهات، بما في ذلك أنماط الضوء أو النقرات أو الدفقات الكهربائية القصيرة.

علاج بالو

لا يوجد علاج لمرض بالو ولا توجد أدوية مصممة خصيصاً لعلاج هذه الحالة، ومع ذلك فإن العديد من الأدوية نفسها التي تُعطى لعلاج مرض التصلب العصبي المتعدد، بما في ذلك الكورتيكوستيرويدات يمكنها التحكم في تورم أنسجة المخ والحبل الشوكي، وقد يصف الدكتور أيضاً أدوية للمساعدة في تخفيف الألم وتحسين الحركة (Movement) وتقليل التشنجات العضلية والضعف.

يصف تقرير صدر في مارس 2011 في مجلة الجمعية الأمريكية لتقويم العظام حالة مرض بالو، في امرأة تبلغ من العمر 30 عاماًعولجت بجرعات عالية من المنشطات، حيث وجد لدى المرأة نتائج جيدة مع اختفاء معظم أعراضها العصبية، وأبلغ الأطباء أيضاً عن نتائج التصوير بالرنين المغناطيسي، والتي أظهرت انخفاضاً في عدد آفات الدماغ بعد وقت قصير من بدء العلاج، ويشار إلى أن الجرعات العالية من المنشطات في وقت مبكر يمكن أن تفيد الأشخاص المصابين بهذا المرض.

تشمل العلاجات الأخرى له مرخيات العضلات لعلاج تصلب العضلات والضعف والتشنجات المؤلمة، خاصة في الساقين فإذا كان المريض يعاني من إرهاق شديد، فقد يصف له الطبيب أدوية لتقليل التعب، ويمكن وصف الأدوية الأخرى للاكتئاب والألم ومشاكل النوم وقضايا التحكم في المثانة والأمعاء، وهي حالات غالباً ما ترتبط بكل من مرض بالو والتصلب المتعدد.

قد يوصي الطبيب أيضاً بالعلاج الطبيعي أو الفيزيائي، حيث يمكن أن يفعل المريض في العلاج الطبيعي تمارين الإطالة والتقوية التي توفر الحماية لإدارة ضعف الساق ومشاكل المشي، ويمكن أن يعلم المعالج الفيزيائي المريض على استخدام أدوات الحركة، والأجهزة المساعدة لاستخدامها عند أداء المهام اليومية.

الأدوية التي تستعمل في علاج مرض بالو

تختلف العقاقير التي تستعمل لدى الفرد باختلاف الأعراض الظاهرة عنده، ولكن بشكل عام يمكن أن تستخدام بعض الأدوية لتخفيف الأعراض والتحكم في تقدم المرض، وتشمل هذه الأدوية:

  • الكورتيزون ومثيلاته لتقليل التورم والتهابات الجهاز العصبي المركزي.
  • يمكن استخدام أدوية تثبط نشاط جهاز المناعة مثل الأزاثيوبرين (Azathioprine) والميثوتريكسات (Methotrexate) لتخفيف التهابات الجهاز العصبي المركزي.
  • قد يلزم استخدام الأدوية المضادة للصرع مثل الكاربامازيبين (Carbamazepine) والفالبروات (Valproate) للتحكم في النوبات الصرعية الناجمة عن مرض بالو.

كيفية الوقاية من مرض بالو

لا يوجد حالياً أي وسيلة للوقاية من Balo Disease، حيث أن سبب هذا المرض غير معروف تماماً، ومع ذلك يمكن لبعض الإجراءات المساعدة في الوقاية من بعض المضاعفات المحتملة للمرض، وهي كالتالي:

  • ممارسة الرياضة والحفاظ على نظام غذائي صحي.
  • الحفاظ على وزن صحي.
  • التوقف عن التدخين وتجنب تعريض الجسم للسموم والمواد الكيميائية الضارة.
  • الحفاظ على مستويات السكر في الدم، وضغط الدم والكوليسترول في المستويات الصحية.
  • الحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد.
  • تجنب الإصابة بالأمراض المعدية واتباع إجراءات النظافة الشخصية الجيدة.

هل مرض بالو قاتل؟

تاريخياً كان يُعتبر هذا المرض نوعاً عدوانياً من مرض التصلب العصبي المتعدد، الذي أدى إلى الوفاة في غضون أسابيع إلى شهور من ظهوره، ومع ذلك مع الاستخدام الواسع النطاق للتصوير بالرنين المغناطيسي، يتم تحديد وجود المرض بشكل أسرع، مما يساهم في حدوث العلاج وتقليل احتمال ظهور الأعراض المميتة.

ما هو مرض التصلب المتعدد؟

هو حالة مرضية مزمنة تؤثر على الجهاز العصبي المركزي، ويتسبب في تلف الغلاف الواقي المحيط بالألياف العصبية في الدماغ والنخاع الشوكي، حيث يؤثر هذا التلف على قدرة الجهاز العصبي المركزي على القيام بمهامه الأساسية بشكل صحيح، مما يؤدي إلى ظهور أعراض مختلفة للمرض، وتتضمن الأعراض المشتركة لمرض التصلب المتعدد الضعف العام والتعب، والدوخة، والألم، والتنميل والخدر في الأطراف، والرجفة والضعف في العضلات، والعدوانية والاكتئاب.

ما الرابط بين مرض بالو والتصلب المتعدد؟

لا يوجد تبادل وثيق الصلة بين مرض بالو والتصلب المتعدد، ولكن يعتقد بعض الأطباء أن بالو قد يرافق التصلب المتعدد والتهاب الدماغ، أي يتميز كلا المرضين بوجود التهاب في الجهاز العصبي المركزي، وبالإضافة إلى ذلك لا يوجد أي اختلاف واضح بينهما في الأسباب والعلاج.

في ختام مقالنا حول الداء النادر الذي يسمى مرض بالو؛ فقد تعرفنا على أهم الأعراض التي يمكن أن ترافقه، وكما ذكرنا فإن ل balo disease العديد من الأسماء وغالباً ما يؤثر على الجهاز العصبي، لذلك تعتبر أغلب مضاعفاته خطيرة في حال عدم علاجه في وقت باكر.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة