التوتر الحميد؛ تعرف معنا كيف يمكن أن يكون توتر الشخص إيجابي ومنتج

سالم العلي
نشرت منذ أسبوعين يوم 13 أبريل, 2024
بواسطة سالم العلي
التوتر الحميد؛ تعرف معنا كيف يمكن أن يكون توتر الشخص إيجابي ومنتج

طالما دار الحديث عن التوتر حول ضرره على الصحة النفسية والعقلية. ولئن كان هذا صحيحًا، فإن للتوتر أحيانًا أثرًا محايدًا -أو حتى إيجابيًّا- على نفسية الإنسان. هذا النوع من التوتر الإيجابي يسمى التوتر الحميد. تعرف معنا كيف يمكن أن يكون توتر الشخص إيجابي ومنتج، وأيضًا أبرز 5 طرق لتحويل توترك إلى توتر حميد.

شرح قراءه الأكواد ا…شرح قراءه الأكواد الغير متوافقة مع فهرس

ما هو التوتر الحميد؟

«يمكن تعريف التوتر الحميد على أنه توتر إيجابي»، على حد قول ليندسي برات، وهي مستشارة صحة عقلية ونفسية تقطن في مدينة نيويورك، وهي معالجة نفسية مختصة في القلق والاكتئاب واليقظة والصدمات.

«يحدث التوتر الحميد عندما يكون المرء في طريقه إلى شيء ما لم يبلغه بعد، وفي عقله يقول: أستطيع أن أصل إلى هناك، هذا التحدي يثيرني، بدلًا من أن يقول: يصعب علي هذا، ويخيفني هذا التحدي».

من أفضل الأمثلة على التوتر الحميد: العمل من أجل الحصول على ترقية في العمل أو الخضوع لاختبار استعد له الإنسان جدًّا. تقول أمبر تروبلود، وهي مختصة في علاج الزواج والأسرة في سان دييغو، في كاليفورنيا: «في التوتر الحميد، يؤدي العنصر الموتِّر إلى زيادة مشاعر السعادة والثقة بالنفس، يجعلك التوتر الحميد تشعر بالطاقة لا بالقصور والاستنفاد».

كيف يمكن أن يكون التوتر أمرًا حميدًا؟

يمكن للتوتر الحميد أن يكون عاملًا حافزًا يدفع الإنسان نحو الهدف الذي يريد أن يبلغه. «إن مشاعر الابتهاج والزخم المتزايد عناصر أساسية للتوتر الحميد»، يقول برات. «هذه المشاعر قد تساعد على دفع الإنسان نحو هدفه واجتياز الحاجز بين ما هو عليه وما يستطيع أن يكون عليه».

تشبه هذه الحالة التمارين الرياضية من جهة أنه يساعد على بناء «مناعة ضد التوتر» إذا صح التعبير. «إذا كان جسمك يعاني التوتر النفسي، فإنك تستطيع أن تركز وتبقى هادئًا في الفترات المتوترة في المستقبل».

كيف تعرف إذا كان توترك حميدًا ومنتجًا؟

تخلص من توترك

إذا عانيت التوتر يومًا، فانظر إلى ما يجعلك تشعر به في جسدك. «إن شعور القلق والتوتر أظلَم من شعور التوتر الحميد، يظهر هذا في الجسم وفي العقل على حد سواء» يقول برات. «من علامات القلق: تسارع ضربات القلب، مشكلات في الجهاز الهضمي، قلة النوم وعدم القدرة على التحكم بالأفكار».

أما التوتر الحميد فعلاماته: الطاقة والتحفّز اللذان يظهران في الجسم كله. وقد يؤدي إلى أفكار إبداعية أكثر أو يجعلك تستيقظ أبكر حتى تبدأ يومك من دون مشاعر الخوف أو القلق. ولكن حتى هذا التوتر الإيجابي قد يصبح مشكلة إذا كان كثيرًا. لا بد أن تعطي نفسك قدرًا من الراحة النفسية حتى لا يتحول الأمر إلى توتر مزمن أو قلق طويل الأمد.

تقول تروبلود: «إذا كنت تعاني قدرًا كبيرًا من أي نوع من أنواع القلق، وكان الأمر مرهقًا، فسينتهي بك الأمر إلى التضرر نفسيًّا وعاطفيًّا». أضافت تروبولد: «من المهم أن تعطي نفسك استراحات وملهيات -كأن تهاتف صديقًا أو تركض- حتى يبقى التوتر متقطعًا ولا يعلو بك إلى أنماط مزمنة صعبة من التوتر».

كيف تحول التوتر إلى توتر حميد؟

بالإضافة إلى إعطاء عقلك استراحةً، دونك استراتيجيات أخرى قد تساعدك على الحفاظ على حالة من التوتر الحميد وإيقاف التوتر غير المنتج:

  1. ركز على من تحيط نفسك بهم

تقول تروبلود إن تحديد ما تتعرض إليه أو من تتعرض إليهم -سواء أكانوا بشرًا أو مشاعر سلبية أو عدائية أو منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، يساعد على تقليل التوتر وتحويله إلى توتر حميد. فإذا بدأت بإبعاد السلبية عن حياتك، سيجعل هذا عقلك في مكان قوي إيجابي.

  1. التمارين الرياضية

يطلق النشاط الجسمي الإندورفينات في الجسم ويضخ أكسجينًا أكثر إلى الدماغ، وهو ما قد يساعد على إدارة القلق والاكتئاب.

  1. استخدام مكمّل القنّب

تظهر الدراسات أن الزيت المستخرج من القنب (Cannabis) يمكن أن يساعد على علاج الأعراض النفسية للقلق، وإن منتج الكانابيدول واحد من أهم المنتجات المفيدة من القنب، وقد أظهر أيضًا أنه يزيد في نشاط المنطقة الدماغية التي تخفف التوتر في دراسة تصوير دماغ.

ويبدو أن السر إنما هو في الطريقة التي تستطيع بها الكانابينويدات على موازنة النظام الكانابينويدي الداخلي في جسمنا، وهو شبكة من الخلايا التي تحافظ على التوازن في الجسم وتلعب دورًا في كل شيئًا بدءًا من الخصوبة إلى الرغبة في الطعام إلى إدارة التوتر.

  1. التزم بحمية صحية

تقول تروبلود: «إن الإكثار من السكر أو زيادة مدخول الكحول إلى الجسم يجعله غير قادر على التعامل مع الموتّرات النفسية». حاول الانتقال إلى الأغذية الكاملة غير المصنّعة عندما تستطيع.

  1. اخرج من المنزل

تقول تروبلود: إن قضاء وقت في الطبيعة له أثر كبير على مستويات التوتر العامة. أظهر البحث العلمي أن المشي في الغابات يقلل مستويات الكوليسترول ومعدل نبضات القلب ويقلل من استجابة قاتل أو اهرب.

يبدو أن التوتر له دائمًا أثر سلبي، ولكن يمكن أحيانًا استخدامه أداةً لإيقاد الإنتاجية وتحسين الصحة. فإذا أعطيت نفسك استراحات عقلية وأحطت نفسك بالأشياء التي تلهمك، وعوّدت جسمك على التعامل الحسن مع الأوقات الحرجة، استطعت أن تقلب الطاولة على التوتر وتجعله من التوتر الحميد .

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة