الاحتراق النفسي؛ تعرف إلى الأعراض والأسباب وكيفية التعامل معه

د - عبير سليمان
نشرت منذ 3 أيام يوم 14 أبريل, 2024
الاحتراق النفسي؛ تعرف إلى الأعراض والأسباب وكيفية التعامل معه

يعد الاحتراق النفسي Psychological Burnout، أو الإرهاق المهني، أو الإجهاد العاطفي حالة من الخلل النفسي، والجسدي، والعاطفي، تحدث غالباً عندما يعاني المصاب من الاستنزاف، والضغط النفسي، ما يتسبب في عدم القدرة على تلبية الأهداف، والطموحات، تعرف إلى الأعراض والأسباب وكيفية التعامل معه.

شرح قراءه الأكواد ا…شرح قراءه الأكواد الغير متوافقة مع فهرس

ما هو الاحتراق النفسي؟

تبعاً لمنظمة الصحة العالمية WHO، الاحتراق النفسي هو حالة من الاضطراب النفسي، والعاطفي، والعقلي، حيث ينشأ نتيجة الإجهاد المستمر لفترات طويلة في العمل.

كما ينشأ عن العلاقات التي تبوء بالفشل ولاسيما العلاقات الرومانسية وغيرها. يشعر فيه المريض بعدم القدرة على إنجاز المهام، وتحقيق الرغبات التي كان يأمل بها. كما يقلل هذا الاجهاد العاطفي من الإنتاجية، أيضاً يتسبب في شعور المريض بالعجز المتزايد، والاستهزاء، والسخرية.

أعراض الإصابة بالاحتراق النفسي

جميعنا يمر أحياناً بحالة يشعر فيها بفقدان الشغف، والعجز حتى عند القيام من فراش النوم. هذا الإجهاد العاطفي لا يصيب المرء فجأة، بل يحدث تدريجياً. في البداية تكون الأعراض خفيفة نوعاً ما، لكنها تزداد شيئاً فشيئاً.

لذا يتوجب عليك متابعة الأعراض التي تشعر بها، إذا إنها تعد إشارة حمراء لأخذ الحيطة، والانتباه. لأنك لو انتبهت بالفعل لهذه الأعراض، وقللت من المجهود المبذول، قد يساعدك في تخفيف حدة ظهور هذه الأعراض بشكل كبير. أما إذا تجاهلتها، فسوف تفقد حياتك تدريجياً. ومن بين تلك الأعراض ما يلي:

الأعراض الجسدية Physical signs للاحتراق النفسي مثل:

  • الإحساس بالتعب.
  • الخمول معظم الوقت.
  • أو نقص المناعة.
  • زيادة فرص الإصابة بالأمراض.
  • آلام العضلات Muscle pain.
  • الأعراض العاطفية Emotional signs
  • أو الشعور بالفشل.
  • خيبة الأمل.
  • عدم الرضا بإنجاز الأعمال.
  • أو الشعور بالوحدة.
  • العزلة الإجتماعية.

الأعراض السلوكية Behavioral signs مثل:

  • عدم تحمل المسئولية.
  • التشاؤم.
  • السلبية دائماً.
  • استغراق المزيد من الوقت لإنجاز عمل معين.
  • تصدير شعور الإحباط للآخرين.
  • أيضاً عدم الانتظام في أداء الأعمال.
  • تعاطي الكحوليات، أو المخدرات أحياناً.

أسباب الإصابة بالإرهاق المهني

غالباً ما ينشأ الاحتراق النفسي هذا نتيجة الإرهاق من الوظيفة، وكي نكون في الصورة بالطبع أي إنسان يشعر بالتقليل من قيمة نفسه معرض لخطر الإصابة بالاحتراق المهني.

بدءًا من الموظف الذي لم يحظى بأي أجازات على مدار السنة، إلى الأم المنهكة في أعمال المنزل، التي ترعى الجميع. ليس وحده الإرهاق من العمل يساعد على ظهور أعراض الاحتراق النفسي، إذ هناك العديد من العوامل التي تساهم في تفاقم هذا الإرهاق النفسي ومنها:

أسباب متعلقة بنمط الحياة

يساهم نمط الحياة إلى حد كبير في الاحتراق النفسي، ومثال على ذلك ما يلي:

  • الانخراط في العمل لساعات طويلة، ولاسيما مع تحمل أعباء الحياة.
  • عدم أخذ قسط كاف تحديداً من النوم، والراحة.
  • عدم تلقي الدعم تحديداً عند القيام بالأعمال الجيدة.
  • العمل في بيئة مليئة بالفوضى، أو تحت تأثير ضغط عالٍ.
  • قلة العلاقات الاجتماعية الداعمة، أو الصداقات.
  • العلاقات الفاشلة وبالأخص العاطفية، أو الرومانسية.
  • تحمل العديد من المسؤوليات، دون الحصول على مساعدة أحد.

أسباب متعلقة بسمات الشخصية

من الممكن أن تساهم سمات الشخصية في الإرهاق النفسي، ومثال على ذلك ما يلي:

  • النظرة المتشائمة عن النفس، والعالم:
    • إذ يساهم التطير، أوالفأل السيء، والخوف المستمر مما هو آتٍ، في دخول الشخص في متاهات مستمرة من القلق، والتردد المستمر، وبالتالي الاجهاد النفسي.
  • الرغبة الدائمة في السيطرة، وعدم تفويض الآخرين:
    • إذ تساعد هذه السمات على تحمل الكثير من المسؤوليات، مما يتسبب في الضغط النفسي، والاحتراق الداخلي.
  • هوس المثالية والكمال:
    • لأن سعيك دائماً وراء الكمال يفسد عليك الشعور بلذة أي إنجاز تقوم به، ويتركك في حيرة عظيمة. كأنك في بحر مترامي الأطراف، كلما حاولت الوصول إلى أحد اطرافه قذفتك أمواجه بعيداً.

مراحل الإصابة بالاحتراق النفسي

من الممكن أن يؤثر الإرهاق على أي شخص في الحياة، لكنه أكثر شيوعاً بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم من 25 إلى 40 سنة.

حسب الدراسة التي أجرتها جامعة ولاية ويبونا، بالإضافة إلى الكثير من الأبحاث النفسية، هناك 5 مراحل للإرهاق النفسي. كما هو الحال مع سائر البشر، تختلف الأعراض من شخص لآخر، لكن هذه المراحل الخمس من الممكن ملاحظتها بوضوح كالتالي:

مرحلة العسل Honeymoon phase

عندما تسند إلينا وظيفة جديدة، غالباً ما نبدأ بالشعور بالرضا الوظيفي العالي، بالإضافة إلى الإلتزام، والجدية في العمل.

بالطبع تبدأ هذه المرحلة بضغوطات متوقعة من الإقبال على العمل الجديد، لكن من المهم تنفيذ المهام، والواجبات على أكمل وجه، بالإضافة إلى التأقلم الإيجابي.

لذلك إذا أنشأنا استراتيجيات إيجابية دائماً، واستطعنا أن نتأقلم على العمل، بالفعل يمكننا أن نبقى في فترة العسل هذه إلى أجل غير مسمى.

وتشمل هذه المرحلة على الأعراض التالية:

  • ارتفاع مستويات الإنتاج.
  • الإبداع المستمر.
  • أيضاً قبول المسئوليات بسهولة.
  • الشعور بالرضا الوظيفي.

بداية التوتر Onset of stress

تبدأ هذه المرحلة الثانية من الاحتراق النفسي، خاصةً بالإحساس بأن بعض أيام العمل تكون أكثر صعوبة عن غيرها، وبالتالي يتسبب في فقدان التفاؤل، بالإضافة إلى الأعراض التالية:

  • القلق Anxiety.
  • الإعياء المستمر Fatigue.
  • النسيان Forgetfulness.
  • التهيج Irritability.
  • طحن الأسنان ليلاً Grinding teeth.
  • سرعة ضربات القلب Heart palpitations.
  • إهمال الواجبات الشخصية General neglect of personal needs.
  • تغير في الشهية Forgetfulness.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • قلة ساعات النوم، أو قلة جودة النوم.

القلق المزمن Chronic stress

هذه المرحلة الثالثة من الإرهاق النفسي، تتغير فيها مستويات التوتر؛ نتيجة التحفيز، والتعرض للتوتر بشكل مكثف، ومن بين أعراض تلك المرحلة مثلاً:

  • الغضب.
  • العدوانية.
  • الإرهاق المزمن.
  • ضعف الرغبة الجنسية.
  • كثرة تناول الكحول، والمخدرات، والكافيين.
  • الشعور دائماً بالذعر، والتهديد.
  • انعدام الشغف.
  • الشعور بالوحدة، أو بالعزلة الإجتماعية.
  • الهروب من المسئوليات.

الاحتراق Burnout

هذه هي المرحلة الرابعة من الاحتراق النفسي، فيه تصبح الأعراض حرجة للغاية، وهنا عندما نشير إلى الاحتراق النفسي، أعني هذه المرحلة بالأخص. إذ إنه لابد من التدخل في هذه المرحلة، تجنباً لتفاقم المشكلة، ومن بين أعراض تلك المرحلة ما يلي:

  • مشاكل مزمنة في المعدة.
  • الصداع.
  • التغيرات السلوكية.
  • الشعور بالفراغ من الداخل.
  • عدم الثقة بالنفس.

الاحتراق الكيميائي Habitual burnout

تعد هذه هي المرحلة الخامسة من الإجهاد العاطفي، ما يعني تأصل أعراض الإرهاق النفسي، مما يجعلك تتطرق إلى مشكلات عاطفية، وجسدية، بدلاً من الإجهاد النفسي في كثير من الأحيان.

ومن بين الأعراض الشائعة في هذه المرحلة ما يلي:

  • الإحساس بالتعب العقلي، والجسدي المزمن.
  • أيضاً الشعور بالحزن المزمن.
  • مرض الاكتئاب.

كيفية التعامل مع الاحتراق النفسي

سواء كنت تشعر بعلامات الإرهاق الأولية، أو كنت تجاوزت نقطة الانهيار، فإن محاولة الاستمرار ودفع الإجهاد العاطفي لن تزيد المشكلة إلا سوءً.

حان الوقت حالياً للتغلب على هذه العقبة، ومساعدة نفسك في التغلب على هذا الشعور السيء، والشعور بالإيجابية ورجوع الثقة بالنفس. كما يتطلب التعامل مع هذا الاضطراب النفسي اتباع نهج ثلاثة آر (Three “R” approach)، وهي كالتالي:

  • التعرف (Recognize):
      • تشمل علامات التحذير من الوقوع في الاحتراق النفسي.
  • اعكس (Reverse):
    • حاول إصلاح الضرر، ولاسيما التماس الدعم، وإدارة التوتر، والقلق.
  • المرونة (Resilience):
    • اهتم بصحتك ولاسيما العقلية، والجسدية، وخصوصاً دعم قدرتك على الصمود.

نصائح يجب اتباعها للوقاية من الاحتراق النفسي

إليك أهم 7 نصائح للوقاية منه:

  • التواصل الإجتماعي:
    • بالطبع يعد الاتصال بالآخرين هو الحل الفعال للتخلص من مشكلة التوتر، لأن التحدث وجهاً لوجه، هو أحد الطرق الفعلية لتهدئة الجهاز العصبي، وتخفيف التوتر.
  • حاول أن تكتشف بعض القيم في عملك؛ كي تجدد شغفك تجاهه.
  • خذ وقتاً كافياً من الراحة:
    • عن طريق أخذ عطلات من العمل، بالإضافة تحديداُ إلى ممارسة تمارين الاسترخاء وبالأخص تأمل اليقظة الذهنية (اليوجا).
  • احرص على أخذ قسط كافي من النوم يومياً:
    • إذ يساعد النوم في تجديد الأنسجة التالفة نتيجة العمل طوال اليوم،كما أنه يعيد للإنسان همته، وحيويته، وتحديداً يشعر الفرد بالراحة.
  • تجنب الكافيين، وأيضاً التدخين، والكحوليات.
  • احرص على تناول الأطعمة الغنية بالأوميجا 3 ولاسيما سمك التونة، أو الرنجة، والسردين، والماكريل، والمكسرات.
  • أخيراً حافظ على وزنك مثالي:
    • وذلك عن طريق الحد من الأطعمة الكثيرة، ولاسيما الكربوهيدرات، والدهون.

ما الفرق بين التوتر والإرهاق المهني؟

غالباً ما ينشأ الإجهاد العاطفي، عن التوتر، لكن يزول التوتر بزوال السبب، أعني أنه بمجرد زوال الضغوطات النفسية، والمسئوليات. عندها يزول التوتر نهائياً.

بينما في الإرهاق المهني يشعر فيه المريض بفقدان الشغف تجاه الواجبات بالأخص، كما يشعر بالفراغ، وأيضاً عدم الاهتمام بالآخرين، ومن الجدول التالي يتبين لنا الفرق بين التوتر والاحتراق النفسي:

وجه المقارنة التوتر الاحتراق النفسي
المشاركة يتميز بالمشاركة المفرطة. بينما يتميز بفك الترابط مع الآخرين.
المشاعر مبالغ في رد الفعل. تكاد تكون منعدمة، مع الشعور باليأس، والعجز.
ينتج عنه فقدان الطاقة. فقدان الحافز، والأمل.
أعراضه الجانبية مرض القلق. الاكتئاب، والعزلة.
الضرر الأساسي مثلاً يلحق بالجسد.  عاطفي.
البقاء قيد الجياة من الممكن أن يقتلك قبل الأوان. يخيل إلى المريض أن الحياة لا تستحق العيش.

مقالات ذات صلة:

  • الإسعافات الأولية للحروق
  • الحروق في الكلاب
  • مرض اكتئاب المراهقين

إذا كنت تعاني من أعراض الاحتراق الداخل Psychological Burnout، حاول أن تأخذ قسطاً كافياُ من الراحة، بالإضافة إلى الأرشادات السابقة؛ من أجل التخلص من هذه الأعراض.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق