حمى الحمام عند الخيول (Pigeon Fever in horses)، ويطلق عليها داء السل الكاذب أو حمى الأراضي الجافة وهي حالة شديدة العدوى في الخيول تسببها بكتيريا الوتدية الكاذبة، تتميز أعراض هذا المرض بتورم هائل في عضلات الصدر مما يعطي مظهرََا منتفخََا مثل الحمام لذا أُطلق عليه هذا الإسم. فيما يلي تعرف إلى أهم أعراض السل الكاذب الوتدي وطرق علاجه.
نبذة تعريفية عن حمى الحمام عند الخيول
حمى الحمام عند الخيول مرض مُعدي ينتقل للخيول عن طريق الذباب خاصةً ذباب قرن الماشية، الذي يحمل دائمََا بكتيريا الوتدية الكاذبة ويقوم بمهاجمة الخيول والماشية. يتغذى هذا الذباب على الدم وتؤدي لدغاته المستمرة إلى نقل العدوى للخيول مسببةً تكوين خراجات تحت الجلد، والتي تؤدي إلى انتفاخ عضلات الحصان الصدرية، وهذا المرض لا يهدد الحياة إذا تم علاجه، ولكنه قد يؤدي إلى بعض المضاعفات الخطيرة التي يمكن أن تؤدي إلى الموت.
“قد يهمك: الجرب عند الخيول“
أسباب حمى الحمام في الخيول
المسبب الرئيسي لمرض حمى الحمام عند الخيول هو البكتيريا الوتدية الكاذبة (corynebacterium pseudotuberculosis). يمكن أن تعيش هذه البكتيريا في البراز أو التبن أو نشارة الخشب لمدة تصل إلى شهرين، كما يمكن أن تعيش في التربة لمدة تصل إلى ثمانية أشهر. لا تزال طريقة دخول البكتيريا لجسم الحصان موضوعََا للبحث ولكن من المتعارف عليه أن المرض ينتقل إلى الحصان عن طريق التلامس من حصان إلى آخر أو الاتصال المباشر بالتربة الملوثة، ويُعتقد أن لدغات الحشرات هي السبب الرئيس لانتقال مرض حمى الحمام عند الخيول.
بناء على مجموعة من الأبحاث اكتشف العلماء أن هناك ثلاث أنواع من الذباب يعتقد أنها الناقل الرئيس للمرض، منها: الذبابة المنزلية house fly، والذباب المستقر stable fly، وذبابة القرن horn fly. هناك أبحاث أخرى تؤكد أن الحشرات لا تحمل البكتيريا ولكنها تساعد فقط في نشر البكتيريا من حصان إلى حصان.
“قد يهمك: اضطراب رعاش العضلات في الخيول“
أعراض حمى الحمام عند الخيول
تختلف شدة الأعراض باختلاف عوامل مختلفة، مثل: العمر وصحة الجهاز المناعي والتغذية، وتبلغ فترة الحضانة للمرض من بداية دخول البكتيريا للجسم من 3 – 4 أسابيع، ومن أهم أعراض حمى الحمام في الخيول:
- تورم في عضلات الصدر.
- خراج كبير مرئي يعطي مظهرََا يشبه الحمام.
- جيوب صديدية تحت الجلد.
- العرج.
- الألم الشديد.
- الصلابة.
هناك ثلاث أنواع من حمى الحمام عند الخيول، وهي:
- النوع الخارجي: يسبب خراجات صديدية على منطقة البطن والصدر.
- النوع الداخلى: قد يسبب خراجات داخلية، كما أن البكتيريا الوتدية تؤثر على الأعضاء الداخلية، مثل الرئتين، والكبد، والكلى، والأعضاء الأخرى.
- التهاب الأوعية الليمفاوية التقرحي: أخطر الأنواع ويشكل تهديدََا للحصان، إذ يؤثر على الجهاز الليمفاوي.
“تعرف على: تسمم الخيول بنبات زهرة الشيخ“
طرق تشخيص Pigeon Fever in horses
عند ملاحظة أي عرض من الأعراض السابق ذكرها يجب على مالك الخيول استدعاء الطبيب البيطري لفحص الحصان وتقييم حالته. يقوم الطبيب البيطري بعمل فحص شامل للجسم، وأيضََا يفحص حالة الجلد، كما يمكن اقتراح عمل اختبارات الدم لتقييم وظيفة الأعضاء الداخلية، والتأكد من وجود العدوى. الموجات فوق الصوتية هي أفضل طريقة للبحث عن مصدر العدوى.
قد يكون تشخيص الخراجات الداخلية صعبََا ويعتمد على العلامات السريرية والاختبارات المعملية بما في ذلك اختبار الأجسام المضادة، والتصوير بالموجات فوق الصوتية، ومزرعة البكتيريا. أما في حالة الخيول المصابة بالتهاب الأوعية الليمفاوية التقرحي يتم الحصول على عينات الدم والأجسام المضادة.
“قد يهمك: التهاب الدماغ الأولي عند الخيول“
كيفية علاج حمى الحمام عند الخيول
يختلف العلاج من حالة إلى أخرى، ولكن معظم الحالات المباشرة في حالة الخراجات الخارجية يمكن علاجها باستخدام الكمادات الساخنة. في معظم الحالات يفضل الطبيب البيطري الوخز الجراحي للصديد بدلََا من ترك الخراج مفتوحََا، مع تجميع المادة المصابة لمنع الصرف من تلويث التربة وإصابة المزيد من الخيول.
يمكن استخدام الأدوية المضادة للالتهاب (NSAIDs) قبل أو بعد تصريف الخراج لتخفيف الألم، ولكن المضادات الحيوية لا تفيد في حالات الخراجات الخارجية وقد تطيل وقت العلاج، أما في حالات الخراجات الداخلية قد تحتاج الخيل إلى العلاج بالمضادات الحيوية على المدى الطويل.
في حالات التهاب الأوعية الليمفاوية التقرحي يجب معالجة الخيول بالمضادات الحيوية لمنع العرج المتبقي أو تورم الأطراف. تستخدم المضادات الحيوية بمفردها عن طريق الوريد أو بالاشتراك مع مضادات الميكروبات عن طريق الفم حتى يتحسن العرج تدريجيََا، ويستمر تناول المضادات الحيوية عن طريق الفم لمنع الانتكاس. غالبََا ما ينصح بالعلاجات الفيزيائية في هذه الحالة، ومن أمثلة العلاج الفيزيائي: المشي اليدوي، والعلاج المائي، ولفائف الساق.
“اطلع على: قصور البنكرياس الإفرازي عند القطط“
رعاية الخيل المصاب بمرض حمى الحمام
من المتعارف عليه أن الرعاية الصحية للخيول المصابة وطرق الإدارة الصحيحة للمرض هامة جدََا لمنع انتشار هذا المرض المعدي، ويجب على مقدم الرعاية الصحية اتباع هذه الخطوات:
- عند تنظيف الخراج يجب تصريف المادة المصابة حتى لا تلوث التربة وتنقل العدوى بين الخيول.
- الحفاظ على الجرح نظيف وصحي، مع غسله وتطهيره.
- الحفاظ على نظافة البيئة المحيطة بالخيول، وأيضََا نظافة المعدات.
- وضع خطة للتحكم في الحشرات الناقلة للمرض والذباب.
- عند تقديم الرعاية للحصان يجب ارتداء القفازات التي تستخدم لمرة واحدة، مع غسل الأيدي بشكل متكرر.
“اقرأ أيضًا: مرض القلاع عند الخيول
الوقاية من مرض حمى الحمام عند الخيل
إن الطريقة المثلى لمكافحة مرض حمى الحمام عند الخيول هي اتباع طرق الوقاية. تتضمن أهم 7 طرق للوقاية من هذا المرض:
- استخدام طارد الذباب خاصة على الخيول ذات الجروح المفتوحة أو الخراجات النافذة.
- وضع برامج منتظمة لإدارة الروث والصرف الصحي من أجل السيطرة على أعداد الحشرات.
- الحجر الصحي ومراقبة الخيول الجديدة بحثََا عن علامات العدوى قبل دخولها إلى الخيول المتواجدة بالمزرعة.
- عزل الخيول المصابة كلما أمكن ذلك.
- تعقيم اليدين عند التعامل مع الخيول المصابة مع ارتداء الملابس والقفازات الواقية.
- تعقيم وتطهير المناطق المحتمل أن تكون ملوثة بالصديد من الخراجات.
- فحص الحقول والمراعي عن الحواف الحادة أو الأشياء التي يمكن أن تسبب جروحََا لجلد الحصان والتي يمكن أن تكون مصدر للعدوى لاحقََا.
هل يوجد لقاحات حالية ضد مرض حمى الحمام عند الخيول؟
لا توجد لقاحات ضد هذا المرض في الوقت الحالي، ولكن هناك احتمالية بقلة إصابة الخيول التي تتعافى من هذا المرض مرة أخرى.
متي يتعافي الحصان المصاب بمرض حمى الحمام؟
تشخيص مرض حمى الحمام عند الخيول جيد جدََا إذ تتعافى الخيول المصابة في غضون 2 – 3 أسابيع من بداية العلاج.
هل مرض حمى الحمام عند الخيول مُعدي للإنسان؟
نعم، يمكن للبشر الإصابة بمرض حمى الحمام عند التعامل المباشر مع الخيل المصاب، لذا يجب توخي الحذر عند التعامل مع الخيول المصابة، مع أخذ التدابير اللازمة لمكافحة هذا المرض.
“تعرف على: الوذمة الخبيثة في الخيول“
في نهاية هذه المقالة، تعرفنا إلى حمى الحمام عند الخيول (Pigeon Fever in horses)، كما تعرفنا إلى أهم أسباب وأعراض هذا المرض، وأيضََا ذكرنا أهم خطوات الوقاية من العدوى، وضرورة الاعتناء بتطهير الأماكن حول الخيول خاصةً الخيول المصابة بالجروح وأيضََا ضرورة مكافحة الحشرات وذلك لأن الوقاية خير من العلاج.
عذراً التعليقات مغلقة