الجرب عند الخيول؛ (Mange in Horses) المعروف أيضًا بمرض (Scabies ،Acariasis) هو حالة شائعة في الأحصنة قديماً، إلا أن الطب المتطور وأساليب الرعاية الحديثة جعلت هذا المرض نادر الوجود في الخيول. فالجرب الأكثر شيوعًا حالياً هو الجرب المشيمي الناجم عن طفيلي Chorioptes Bovis، الذي يعيش فوق جلد الحصان ويتغذى على الرواسب الموجودة عليه. لذلك سوف تعرف في هذا المقال ما هي أهم أعراض الجرب عند الخيول وأسبابه وطرق علاجه.
ما هو الجرب في الخيول؟
الجرب عند الخيول عمومًا هو اضطراب جلدي طفيلي. تعتمد العلامات على نوع الجرب الذي يعاني منه الحصان، ولكن الأعراض الأساسية هي الحكة والطفح الجلدي والتهيج. يعتبر الجرب معديًا، لذا إذا كان لديك خيل واحد مصاب بالجرب، فمن الأفضل علاج خيولك جميعًا.
يشير الجرب إلى إصابة جلد الخيول والماشية بأنواع مختلفة من العث الطفيلي الذي يتغذى عن طريق ثقب الجلد أو الحفر فيه، حسب نوع العث. حيث يتسبب كل نوع في حدوث تهيج، ولكن يسهل القضاء على بعضها أكثر من غيرها. بالإضافة إلى العلاجات التي تقتل العث، قد تكون هناك حاجة للعلاج بالمضادات الحيوية لمساعدة جلد الحصان على الشفاء. من المرجح أن تتأثر الخيول الكبيرة التي تعاني من نقص المناعة والخيول الصغيرة جدًا بالجرب أكثر من الخيول البالغة وذات الصحة الجيدة.
يظهر الجرب عند الخيول عموماً خلال المواسم الباردة عند توفر المعاطف الطويلة لعزل الخيول وعند زيادة الرطوبة أيضاً التي ينجذب إليها العث للخيول. كما تنتشر العدوى بسهولة في الخيول التي تعيش في أماكن قريبة ومزدحمة.
“قد يهمك: اضطراب رعاش العضلات في الخيول“
أعراض الجرب عند الأحصنة
يمكن أن تختلف أعراض الجرب عند الخيول (Mange in Horses) قليلاً، اعتمادًا على نوع الطفيلي المنتقل للخيل. ومع ذلك نستطيع القول بأن الأعراض الأساسية هي نفسها، ولكن الاختلاف يكمن في المكان الذي اختار العث أن ينتشر فيه. عادة ما تظهر أعراضه بعد فترة قصيرة من الإصابة، وتشمل الآتي:
- حكة مفرطة جداً.
- الاحتكاك بالأشياء.
- التهيج.
- القروح والقشور.
- قشور على الشعر.
- التهابات في مناطق الجلد المصابة.
- ثني الساقين.
- ساق متورمة (في حالات الإصابة الشديدة).
وينتج عن الحكة شديدة رد فعل تحسسي من الخيل بسبب العث، لذلك قد يركل الحصان أو يحتك بالأشياء أو يتدحرج أو يعض نفسه أو يفرك نفسه على الأسوار أو الأشجار (Tree)، مما يتسبب في مزيد من تلف الجلد.
“تعرف على: تسمم الخيول بنبات زهرة الشيخ“
أسباب الجرب في الخيل
مرض الجرب عند الخيول هو حالة جلدية تسببها العث المجهري. والعث عبارة عن طفيليات خارجية ذات ثمانية أرجل تعض أو تحفر في جلد الجواد وتسبب حكة شديدة. يمكن أن تنتقل أيضاً إلى الإنسان. وهناك أنواع معينة من العث لها ميل نحو أماكن معينة من الجسم مثل منطقة الأذن، رسغ القدم، بين الساقين، أو في أي مكان آخر على الجسم.
“قد يهمك: التهاب الدماغ الأولي عند الخيول“
أنواع الجرب عند الخيول
هناك أربع أنواع مختلفة من الجرب تصيب الخيول:
الجرب المشيمي
تسببه أنواع الطفيل (Chorioptes bovis)، المعروف أيضًا باسم جرب الساق. أكثر أشكال الجرب في الخيل وينتشر عند الخيول ذات الشعر الطويل والوزن الثقيل. يسبب هذا النوع حكة شديدة في الساقين غالباً وتشتد لتسبب تورمًا شديدًا وعرجًا.
الجرب القارمي (الثاقب)
أشد أشكال الجرب عند الخيول يسببه (Sarcoptes scabiei var equi). العلامة الأولى هي الحكة الشديدة، تليها آفات قشرية، خاصة على الرأس والرقبة والكتفين. في هذا النوع من الجرب، لا تتأثر المناطق التي فيها الكثير من الشعر والأطراف السفلية أيضاً. يصبح الجلد المصاب ملتهباً، أو سميكًا، وقد يغطي مناطق كبيرة من الجسم. من المحتمل أن يصيب هذا النوع من العث أيضاً الكلاب والخنازير والقطط والأغنام وأنواع أخرى مختلفة. وإذا لم يتم علاجه، سيحدث تدهور الصحة والضعف وفقدان الوزن.
الجرب الصدفي
يسببه طفيل يدعى (Psoroptes ovis and P. cuniculi)، يصيب الخيول في الأجزاء كثيفة الشعر، بما في ذلك عرف الفرس والذيل والذقن ولكنه نادر الوجود عند الخيول.
الجرب الدويدي أو الأحمر
يطلق عليه أيضاً جرب ديموتكس السطحي: يسببه عث من فصيلة (Demodex)، حيث يصيب بصيلات الشعر والغدد الدهنية. هناك نوعين من الجرب الدويدي وهما (D. equi) الذي ينتقل في جميع أنحاء جسم الحصان، والآخر(D. caballi) الذي يقتصر على الجفون ومنطقة الأنف وحولها فقط. لا يعتبر مرض مشترك أي لا يمكن انتقاله من فصيلة حيوانية إلى أخرى. الخيول التي تعاني من نقص المناعة هي الأكثرعرضة للخطر. لا يسبب الجرب الدويدي حكة شديدة، وغالبًا ما يتم حلها دون علاج، خاصةً إذا تم تحسين الحالة الصحية العامة للخيل.
“اطلع على: قصور البنكرياس الإفرازي عند القطط“
تشخيص Mange in Horses
قد يكون الفحص البدني للجلد المصاب هو التشخيص الوحيد الذي يطلبه الطبيب البيطري لتحديد مسار العلاج. اعتمادًا على موقع الآفات، قد يقوم الطبيب البيطري أيضًا بإجراء كشط الجلد للكشف عن أنواع معينة من العث تحت المجهر. كما أن البحث عن عث الساركوبتس قد يكون صعباً بسبب وجوده بأعداد منخفضة نسبياً.
علاج الجرب في الخيل
لوحظ أن أبرز وأفضل 3 طرق لعلاج الجرب عند الخيول هي كالتالي:
قص الشعر
تعتبر تجربة قص أو حلق أي شعر طويل للتخلص من جميع المناطق التي يختبئ فيها العث. فهي طريقة مفيدة للقضاء على الجرب عند الخيول. كما ستحتاج إلى تنظيف المنطقة جيدًا بالصابون والماء الدافئ قبل تطبيق أي علاجات.
الشامبو والعلاجات الموضعية
هناك أنواع شامبو طبية تؤدي لقتل العث المسبب للجرب عند الخيول، مثل كبريتيد السيلينيوم، والشامبو الحال لطبقات الجلد المتقرنة. كما يوجد محاليل موضعية يتم تطبيقها بواسطة قطن أو إسفنج أو ترش مكان الإصابة، كمحلول الكبريت والليمون.
استخدام الأدوية
عادة ما يصف الطبيب البيطري الأدوية التالية لعلاجه:
- المبيدات الحشرية ومبيدات الطفيليات مثل بيرمكتين (Permectrin) أو أميتراز (Amitraz)، وهي خيارات جيدة للتخلص من معظم عث الجرب.
- أدوية اللاكتونات كبيرة الحلقات مثل إيفرمكتين (Ivermectin) وموكسيديكتين (Moxidectin) كافية ولكنها قد لا تكون فعالة في التخلص من الجرب المشيمى.
- إبرينومكتين (Eprinomectin)، فيبرونيل (Fipronil)، مفيدة للعدوى التي تصيب حصانًا أو اثنين، لكنه ليس مع مجموعة كاملة من الخيول.
- استخدام حقن دورامكتين (ديكتوماكس) عن طريق العضل (وهو دواء بيطري موافق عليه من قبل منظمة الغذاء والدواء أو إدارة الغذاء والدواء لمعالجة الطفيليات).
- مضادات الهيستامين لتخفيف أعراض الحكة والحساسية.
في حالة القطيع، يجب معالجة جميع الخيول للتخلص من العث تمامًا، وقد تتطلب الآفات الجلدية الشديدة تناول مضادات حيوية لعلاج الالتهابات البكتيرية الثانوية.
“اقرأ أيضًا: مرض القلاع عند الخيول
الشفاء من الجرب عند الخيول والتعامل معه
يمكن أن ينتشر الجرب بسهولة من حصان إلى حصان عن طريق الاتصال الجسدي، ويمكن أن يعيش عث الجرب لفترات قصيرة في ظروف دافئة ورطبة في وسادات السرج والبطانيات والأشياء الأخرى التي قد يتلامس معها الحصان. ومن المحتمل أن يتخلص الخيل من الحكة في غضون أسابيع قليلة. قد تستغرق الآفات الشديدة وقتًا أطول للشفاء تمامًا.
الوقاية من الجرب
إن الحفاظ على نظافة خيلك هو المفتاح لتجنب العديد من المشاكل الصحية والأمراض. ولكن هناك عدة نصائح يوصى بتطبيقها لتفادي عدوى الجرب عند الخيول وهي كالتالي:
- أن يكون هناك مستلزمات خاصة بكل خيل يحظر مشاركته مع بقية الخيول.
- عند جلب أي خيول جديدة إلى الإسطبل يتم فحصها بعناية وعزلها في حال الشك بوجود مرض الجرب أو أي من الأمراض.
- تطهير حلبة الفروسية والإسطبل وغسل جميع فرش الحصان وسرجه لمنع انتشار العث. ومن المهم ارتداء القفازات أثناء فترة العلاج مع الحرص على عدم نقل العدوى إلى الحيوانات الأخرى.
ما هي مدة تطبيق محلول الكبريت والليمون لمعالجة الجرب عند الخيول؟
عادة ما يتم وصف العلاجات الموضعية مثل الشامبو ومحلول الكبريت والليمون حيت يتم تطبيقها على الخيول من 12 إلى 14 يومًا على حدة.
هل تحتاج الخيول المصابة بالجرب إلى حقن عضلية؟
عادة ما يتم إعطاء الأدوية الفموية والموضعية، ولكن قد تكون الخيول بحاجة إلى الحقن العضلية لمعالجة الجرب عندها.
هل تلعب التغذية دورًا في الجرب عند الخيول؟
قد تلعب التغذية دوراً في إدارة الجرب الدويدي ولكن ليس مع الجرب القارمي. حيث تلتقط الخيول العث القارمي عن طريق الاتصال المباشر مع خيل موبوء، وتحسين تغذية الخيل لن يغير من خطر الإصابة.
يشير الجرب عند الخيول (Mange in Horses) عمومًا إلى حالة جلدية نادرة تسببها أنواع مختلفة من العث الجلدي ويؤثر على جميع سلالات الخيل. ينتج عنه حكة شديدة ومزعجة، وتؤدي إلى آفات جلدية تدريجية كتلف الجلد المصاب وخدشه والتهابه. قد تنتشر هذه الآفات إلى جسم الحصان كله، وهذا يؤدي إلى الشعور بعدم الراحة وفقدان الشهية والهزال. تتوفر العديد من العلاجات الموضعية والجهازية لعلاج هذا المرض غير الشائع ولكنه شديد الْخَطَر إذا أُهمل وتُرك دون علاج.
عذراً التعليقات مغلقة