العلاج بالصدمات الكهربائية؛ إليك أبرز الأسباب والمضاعفات عند استخدامها

العلاج بالصدمات الكهربائية هوأحد الوسائل العلاجية المستخدمة في علاج الأمراض النفسية وحالات الاكتئاب، والمعروف أيضاً العلاج بالرجات الكهربائية. يتم به تحفيز والتحسين من كهربائية الدماغ، وبناءاً على ذلك تحسين المزاج لدى مرضى القلق والاكتئاب. لكن التساؤل المطروح، كيف تم اكتشاف هذه الطريقة؟ وما هي أبرز المضاعفات لاستخدامها؟ تابع القراءة لتعرف المزيد.

شرح قراءه الأكواد ا…شرح قراءه الأكواد الغير متوافقة مع فهرس

نظرة عامة للعلاج بالصدمات الكهربائية

لتوضيح وشرح العلاج بالصدمات الكهربائية، حرى بنا التطرق إلى الأسباب والتوقيت الذي يجب فيه استخدام العلاج بالصدمات الكهربائية. في بادئ الأمر لوحظ تحسن في مزاج المرضى النفسيين المصابين بالاكتئاب والحالات المزمنة، بعد تعرضهم لنوبات الصرع. من هذا المنطلق اقترح العلماء تعريض بعض التيارات الكهربائية للمخ، تحت تأثير التخدير العام، بإشراف فريق طبي مختص بذلك تفادياً لحدوث الآثار الجانبية المحتملة. كما يتم اللجوء لهذه الحالة في حال فشل الأدوية في الشفاء وتحسين الحالة.

طريقة العلاج بالصدمة الكهربائية

كيفية العلاج بالرجات الكهربائية

تتم هذه الطريقة كما تحدثا تحت تأثير التخدير العام، يقوم بها الطبيب بتوصيل أسلاك في جبهة المريض على أحد الجانبين المتحكمين بالأطراف، الأيسر أو الأيمن. غالباً ما تتم على الطرف الأيمن. يتم من خلالها تحفيز مرور تيار بقوة 0.9 أمبير. يتعرض المريض لتشنجات شديدة للعضلات خلال ثواني، ومن ثم حدوث نوبة الصرع لمدة لا تتجاوز الدقيقتين.

تتم هذه العملية مرتين في الأسبوع لمدة 3 إلى 8 أسابيع، حسب حدة الحالة. كما سيشعر المريض بفقدان ذاكرة مؤقت قبل وبعد العملية.

لمذا يتم اتخاذ هذا الإجراء؟

يمكن لإجراء الصدمات الكهربائية electroshock أن يوفر تحسينات في كثير من الحالات النفسية العقلية. مما يلي 5 من الأسباب التي تستدعي إجراء هذا العلاج:

الاكتئاب الشديد الحاد و الاضطراب ، الذي يصاحب أفكار انتحارية للمريض
الإصابة بالكآبة والقلق اللذان لم تستجب للعلاج الدوائي المعتاد
للسيطرة على تصرفات المريض النفسي الطائشة في المجتمع وتعريض نفسه وغيره للخطر، كالابتهاج الغير طبيعي أو الهوس والوساوس ، والاضطراب ثنائي القطب.
في حالة الخرف المصاحب للعدوانية وصعوبة العلاج
الجامود أو ما يسمى التشمع، حيث يفقد بها المريض الحركة أو الاستجابة لأي مؤثر خارجي نتيجةً لتفاقم أعراض الفصام والكآبة.

المبادئ التوجيهية للعلاج بالصدمات الكهربائية

خطوات العلاج بالصدمة الكهربائية

حرى بنا ذكر كيفيه الاستعداد لاجراء هذه الطريقة . مما يلي بعض التوجيهات الواجب اتباعها قبل اجراء هذه العملية وأثنائها وبعدها . قد تستغرق العملية كاملة إلى 10 دقائق على الأكثر، من وقت التحضير إلى الافاقة والتعافي.

الاستعداد قبل العملية

للاستعداد قبل اجراء العملية على المريض معرفة بعض الأمور التي سيقوم بها الطبيب فقد يخضع إلى بعض القيود والتحضيرات لها من ضمنها

سيخضع المريض لمراقبة العلامات الحيوية (vital sign) وفحص شامل للرئة والقلب
فحص شامل للدم
تخطيط لكهربائية القلب
سيوسأل المريض على تاريخه المرضي وجودة ذاكرته
الصيام قبل خضوع المريض للتخدير العام، فيجب عليه الالتزام ببعض القيود الغذائية.
سيتم تجهيز الكانيولا في يد المريض لإدخال الأدوية اللازمة المعالجة والمخدرة
كما ستحضر الأسلاك وتوصل بجبهة المريض من جهة واحدة إما اليمين أو الشمال

أثناء العملية

أما عن الأدوية والإجراءات التي ستتم أثناء العملية. فسنتطرق إليها بالتفصيل، حيث يخضع المريض إلى التخدير العام، وسيحدث أثناء نومه التالي:

يعطى المريض دواء مرخي للعضلات وواقي للأسنان منعاً للضغط أو عض اللسان
يراقب ضغط الدم لدى المريض والأكسجين

بعد بضع ثواني متقدر ب 60 ثانية تحث نوبة قصيرة عن طريق جهاز ECT، يسجل من خلالها النشاط الدماغ ويرسم ويراقب بمخطط بياني لكهربائية الدماغ. بعد دقائق يحدث زوال تدريجي لتأثير المخدر العام والدواء المرخي للعضلات. بعدها ينقل المريض إلى غرفة الانعاش و تراقب وظائفه الحيوية ثانية.

بعد العملية

مما لاشك فيه، سيشعر المريض ببعض التشويش وفقدان للذاكرة مؤقت لبضع دقائق بعد العلاج بالصدمات الكهربائية، وستراقب الوظائف الحيوية مرة أخرى. يمكن للمريض استعادة نشاطاته اليومية بعد عدة ساعات من الإجراء. تحث الدراسات في الولايات المتحدة إلى ضرورة إجراء هذه العملية مرتين إلى 3 مرات في الأسبوع، لمدة 3 إلى 4 أسابيع . كما يعتمد تكرار العلاج بالصدمات الكهربائية على حدة الأعراض.

بمجرد ظهور استجابة، وتحسن لأعراض المريض، يتم إيقاف العلاج بالصدمات الكهربائية electroconvulsive therapy، بشكل عام تبدأ الأعراض بالتحسن بعد جلستين من العلاج.

مضاعفات العلاج بالصدمات الكهربائية

الآثار الجانبية من اللجوء للعلاج بالرجة الكهربائية

كما هو الحال في أي إجراء وعلاج فلابد من وجود آثار جانبية ومضاعفات نتيجة لهذه العملية. قد تكون هذه الآثار إما مؤقتة أو دائمة. سنتحدث عن الآثار الممكنة الحدوث سواء قصيرة المدى أم طويلة المدى عند العلاج بالصدمات الكهربائية:

المضاعفات القصيرة المدى

ألم في العضلات
صداع
إرهاق عام ووهن وإعياء
تشويش في الذهن خصوصا عند الكبار في السن و يتلاشى في غضون 30 دقيقة بعد العملية
غثيان واقياء أحياناً بسبب التخدير العام

الآثار الطويلة المدى

لم يذكر أي مقدار محدد من المضاعفات الطويلة المدى على جسم المريض عند العلاج بالصدمات الكهربائية، كأي تلف في الدماغ أو سكتات دماغية أو خرف بعد المعالجة. لكن الأثر الوحيد الذي ممكن أن يبقى و هو الممكن الحدوث بنسبة كبير فقدان الذاكرة، هذا الأثر له تأثير بنسيان أحداث الماضي، قد تعود جزئياً أو كلياً.

40% من المرضى الذين يتعالجون بالصدمات الكهربائية يشعرون بفقدان مؤقت بالذاكرة. قد تختفي هذه المشكلة في غضون شهرين من آخر جلسة. فقد ينسى المريض الشخص المرافق والأسماء والمحادثات.

ماذا يحدث في حال عدم المعالجة في التخليج الكهربائي؟

على المريض التعاون مع الطبيب المختص . فعدم تلقي العلاج بالتخليج الكهربائي قد يسبب آثاراً أكبر حدة من تأثير العلاج ذاته ، من تلك الآثار:

حدوث إصابة نفسية طويلة المدى وصعبه العلاج
زيادة فرص الانتحار وخطر الوفاة
حدوث احتمالية بإصابة جسدية خطيرة نتيجة عدم تناول الطعام الشراب

متى يبدأ مفعول العلاج بالصدمات الكهربائية؟

تختلف استجابة المريض للعلاج بالصدمة الكهربائية على حسب حدة الأعراض، فعند المرضى الذين يعانون من كآبة شديدة مصاحبة لأفكار انتحارية قد تستغرق 4 إلى 6 أسابيع لظهور تحسن في مزاج المريض، أما عند المرضى الأقل حدة في أعراض الكآبة ، فغالباً ما يكون التحسن بأقل من الفترة المذكورة.