عملية تحويل مسار الاثني عشر؛ هي إحدى العمليات الجراحية لإنقاص الوزن، والتي صممة لعلاج الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة، فهو يجمع بين إجرائين جراحيين، إذ تعتبر duodenal switch، أكثر جراحات علاج البدانة تعقيداً ولكنها أيضاً الأكثر فاعلية، كما أنها إجراء فعال بشكل خاصة عند مرضى السكري من النوع 2.
معلومات عن عملية تحويل مسار الاثني عشر
هي عملية لإنقاص الوزن تعمل على تعديل بناء المعدة والأمعاء الدقيقة، فهي تجمع بين استئصال المعدة (إزالة جزء من المعدة) مع تحويل مسار الأمعاء أي جعل المسار الذي يسلكه الطعام عبر الأمعاء أقصر، أي وصل مخرج المعدة بالقسم الأخير من العفج، وهذا يحد من كمية الطعام التي يمكن لمعدة الشخص استيعابها، وكذلك ينقص مقدار التغذية التي يمكن أن تمتصها الأمعاء الدقيقة من الطعام، كما أن ذلك يقلل من هرمونات الجوع التي تنتجها المعدة والأمعاء الدقيقة بشكل طبيعي.
لماذا يتم إجراء عملية تبديل العفج؟
قد يوصي الطبيب بإجراء هذه الجراحة لعلاج الوزن الزائد إذا كان المريض يعاني من السمنة الشديدة، وهذا ما يعني أنه معرض لخطر كبير أو أنه يعاني بالفعل يعاني من أمراض مرتبطة بالسمنة، وتشمل الأمور التي من الممكن أن تتطلب هذا الإجراء ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول وارتفاع نسبة السكر في الدم، وهي نذير لأمراض القلب وأمراض الكلى والسكري.
قد يطلب الدكتور أيضاً إجراء عملية تحويل مسار الاثني عشر إذا كانت السمنة، والحالات ذات الصلة بها أكثر شدة مثل ارتفاع ضغط الدم الشديد وسكر الدم المرتفع بشكل كبير، إذ يؤدي تبديل الاثني عشر إلى فقدان الوزن بشكل أكثر من جميع إجراءات علاج البدانة، كما أنه يحسن بشكل كبير من المتلازمات الأيضية ويعالجها، مثل مرض السكري من النوع 2.
مقارنة بين عملية تحويل مسار الاثني عشر وإجراءات علاج السمنة الأخرى
يتم إجراء تبديل الإثني عشر بشكل أقل شيوعاً من جراحات السمنة الأخرى لأنه أكثر تعقيداً وأكثر خطورة، إذ إنها تنطوي على مزيد من القطع والغرز في الجهاز الهضمي، وتزيل المزيد من الجهاز الهضمي أكثر من الإجراءات الأخرى، وهذا يجعل الأمر أكثر خطورة إلى حد ما بالنسبة للمضاعفات سواء أثناء العملية وبعدها، ومع ذلك فإن تبديل الاثني عشر هو أيضاً أكثر طرق جراحات إنقاص الوزن فعالية.
عملية تحويل مسار الإثني عشر مقابل تكميم المعدة
تبديل الاثني عشر هو عملية جراحية من جزأين تبدأ بعملية تكميم المعدة، في الواقع يتم إجراء عملية تكميم المعدة في الأصل باعتبارها الجزء الأول من تحويل مسار الاثني عشر، وعملية تكميم المعدة تصغر المعدة إلى كم أنبوبي صغير، أي تصبح حوالي 75٪ من حجمها الأصلي، والجزء الثاني من تبديل الاثني عشر، هي وصل مخرج المعدة بنهاية العفج وتجاوز قسم كبير منه أو إزالته، إذ ينتج عن هذا الجزء الثاني فقدان وزن أكبر من عملية استئصال المعدة وحدها، ولكنه يؤدي أيضاً إلى آثار جانبية أكثر.
ما هو مقدار الوزن الذي يمكن أن يخسره المريض بعد عملية تحويل مسار المعدة؟
يبلغ متوسط فقدان الوزن بعد إجراء عملية تحويل مسار الاثني عشر 80٪ من الوزن الزائد خلال فترة عامين، وهذا أعلى بكثير من متوسط فقدان الوزن مقارنة مع أنواع جراحة السمنة بشكل عام، والذي يتراوح من 50٪ إلى 60٪. الأشخاص الذين أجروا جراحة تبديل الاثني عشر يحافظون أيضاً على فقدان الوزن على المدى الطويل، وتظهر الدراسات أن متوسط فقدان الوزن المستمر، يكون بنسبة 70٪ من الوزن الزائد على مدى عشر سنوات.
ما مدى فعالية عملية تحويل مسار الاثني عشر؟
تحقق جراحة تحويل الاثني عشر أو تحويل مسار المعدة المصغر، نسبة نجاح تصل إلى 90٪ في إنقاص الوزن، وهذا يعني أن 90٪ من الناس يفقدون ما لا يقل عن 50٪ من وزنهم الزائد، وإن معظمهم يخسر أكثر.
كما يستطيع ما يصل إلى 90٪ من المصابين بداء السكري من النوع 2 التوقف عن تناول الأدوية بعد عملية تبديل الاثني عشر، وبسبب معدل نجاحها العالي يختار بعض الأشخاص الذين يفشلون في إنقاص وزنهم، بعد إجراء جراحات السمنة الأخرى ، القيام بعملية تحويل مسار الاثني عشر.
الحالات المرتبطة بالسمنة التي يمكن أن تساعد عملية تحويل مسار الاثني عشر في علاجها
تزيد السمنة من مخاطر الإصابة بالأمراض في كل أجهزة الجسم تقريباً، وتساعد عملية تحويل مسار الاثني عشر في تقليل مخاطر وآثار الإصابة بهذه الأمراض، بما في ذلك:
أمراض القلب والأوعية الدموية
ارتفاع ضغط الدم وأمراض الشرايين، وأمراض الأوعية الدموية والنوبات القلبية أو السكتة الدماغية.
أمراض الجهاز التنفسي
مثل الربو وانقطاع النفس الانسدادي النومي ومتلازمة نقص التهوية المرافقة للسمنة.
أمراض التمثيل الغذائي
ارتفاع نسبة الدهون في الدم ومقاومة الأنسولين ومرض السكري.
أمراض الجهاز الهضمي
تشمع الكبد الدهني غير الناجم عن شرب الكحول.
الأمراض التناسلية
متلازمة تكيس المبايض والعقم.
آلام العضلات والعظام
إجهاد الظهر والتهاب المفاصل الحاملة للوزن.
السرطان
خاصة سرطان القولون والمستقيم وسرطان الكبد.
الإجراءات قبل عملية تحويل مسار الاثني عشر
إذا كان الطبيب يعتقد أن المريض مرشح جيد للجراحة، فسوف يقوم بالعديد من الفحوص، ومن المحتمل أن يشمل ذلك:
- الاختبارات الطبية القياسية مثل التحاليل للتأكد من أن الشخص في حالة جيدة لإجراء الجراحة.
- فحص مستويات الكحول والتبغ في الدم والعلاج لمساعدة المريض على الإقلاع عن التدخين إذا لزم الأمر.
- الفحص النفسي أو الاستشارة للتأكد من أن المريض مستعد عقلياً وعاطفياً للتغيرات الكبيرة في الحياة القادمة.
- إثبات أن المريض حاول وفشل في إنقاص الوزن بوسائل أخرى.
بمجرد استيفاء هذه المعايير وتحديد موعد الجراحة، سيضع الدكتور المريض على نظام غذائي قبل الجراحة لبضعة أسابيع، إذ إن فقدان القليل من الوزن قبل الإجراء سيجعل الأمر أكثر أماناً.
كيف يتم إجراء عملية تحويل مسار الاثني عشر؟
يمكن إجراء جراحة تبديل الاثني عشر كجراحة مفتوحة تقليدية أو جراحة بالمنظار، وتعتبر طريقة التنظير البطني أقل توغلاً، حيث تستخدم أدوات ضيقة من خلال شقوق صغيرة بدلاً من فتح تجويف البطن، وغالباً ما يفضل الجراحون والمرضى استخدام تقنيات الجراحة طفيفة التوغل عندما يكون ذلك ممكناً، ولكن قد يحتاج بعض الأشخاص إلى جراحة مفتوحة لعلاج حالتهم، ففي بعض الأحيان قد يحتاج المريض الجراحة التي تبدأ بالتنظير البطني، بعد ذلك تتحول إلى جراحة مفتوحة.
إن عملية تحويل مسار الاثني عشر هي عملية جراحية من خطوتين تبدأ بعملية تكميم المعدة، إذ يُجري بعض الأشخاص عملية تكميم المعدة كإجراء مستقل ولكن إذا أجريت كجزء من تبديل الاثني عشر فسيقوم الجراح بإزالة جزء أقل قليلاً من المعدو أي حوالي 65٪. يمكن إجراء الخطوة التالية في العملية، وهي المجازة المعوية في نفس الجراحة أو كجراحة ثانية في وقت لاحق، وقد ينصح الجراح بإجراء عمليتين جراحيتين منفصلتين، إذا كان يعتقد أن هذا سيكون أكثر أماناً للمريض بناءً على حالتك.
هناك طريقتان يمكن استعمالهما من أجل إجراء هذه الجراحة هما، التبديل الأصلي (التحويل المراري البنكرياس أو تحويل مسار البنكرياس والقنوات الصفراوية) والمفتاح الاثني عشري المعدل (الحلقي)، وسيخبر الطبيب المريض بكافة المعلومات عن كلا الإجرائين وسيقوم بعمل مقارنة له بينهما، في حال قرر المريض إجراء العمل الجراحي.
ماذا يحدث بعد إجراء عملية تحويل مسار الاثني عشر؟
سيكون لدى المريض مواعيد زيارة للطبيب في العام التالي إلى عامين بعد إجراء الجراحة، وكذلك يوجد مواعيد دورية لبقية حياته، سيكون أول عامين أكثر فترات إنقاص الوزن فعالية، حيث ينقص الوزن بشكل كبير، وخلال هذا الوقت سيراقب الطبيب تقدم صحة المريض باستمرار.
كما سيخضع المريض لفحوصات دم منتظمة للتحقق من وجود نقص التغذية لبقية حياته، وسيتعين عليه أيضاً تناول المكملات الغذائية اليومية مدى الحياة، وهذا ضروري لمنع حدوث سوء التغذية.
مزايا عملية تحويل مسار الاثني عشر
تمتلك هذه الجراحة العديد من المزايا، مما يجعلها طريقة مفصلة لبعض الأطباء، وأهم 6 ميزات لهذا الإجراء:
- لها أعلى معدل نجاح لجميع جراحات السمنة مع أكبر خسارة للوزن بشكل عام.
- تحسن حال الجوع والتمثيل الغذائي ومستويات الدهون في الدم والسكر في الدم على المدى الطويل.
- شفاء كامل لمرض السكري من النوع 2.
- ترك المعدة أكبر قليلاً من الإجراءات الأخرى مما يسمح بتناول وجبات أكبر بقليل.
- نادراً ما تسبب متلازمة الإغراق لذلك لا يتعين على المريض تجنب السكر أو الدهون تماماً.
- تجعل حياة الشخص أطول مع تقليل خطر الموت لأي سبب مرافق للسمنة بشكل ملحوظ.
المضاعفات طويلة المدى والآثار الجانبية المحتملة لعملية تحويل مسار الاثني عشر
هنالك العديد من المضاعفات المرتبطة بإجراء هذه العملية، لكنها لا تحدث بمعدل كبير للأفراد الذين يقومون بهذا الإجراء، ومن أهم هذه المضاعفات:
سوء التغذية
هذا هو الخطر الأكثر أهمية لعملية تحويل مسار الاثني عشر، ومع ذلك يمكن الوقاية منه وعلاجه طالما أن الطبيب والمريض يظلان منتبهين للمخاطر، إذ أن الآن بعد أن أصبحت الأمعاء الدقيقة لدى المريض غير قادرة على امتصاص الكثير من العناصر الغذائية من الطعام، سيتعين عليه تناول المكملات الغذائية يومياً، وسيستمر الطبيب أيضاً في فحص المريض بشكل دوري لتحرث نقص التغذية لبقية حياته.
من الممكن حدوث سوء التغذية حتى عند تناول المكملات الغذائية، ولكن طالما أن الطبيب مراقب للمريض، فيمكن معالجة حالته.
الإسهال
هو أحد الآثار الجانبية الأخرى لسوء الامتصاص في الأمعاء الدقيقة، إذ لن تتمكن الأمعاء الدقيقة من هضم الطعام تماماً، كما كان من قبل أو استخراج نفس (Same) القدر من الماء منه، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث براز رخو وخروج غازات كريهة الرائحة، كما يزداد عدد مرات التبرز اليومية، ويجد بعض الناس أن هذه الآثار الجانبية تتلاشى بعد أن تتكيف أجهزتهم الهضمية مع الجراحة.
ارتداد الصفراء
يمكن أن تتسبب عملية تحويل مسار الاثني عشر التي تؤثر على البواب، وهو الفتحة الموجودة بين المعدة والأمعاء الدقيقة في حدوث خلل وظيفي، فإذا لم ينغلق صمام البواب بشكل صحيح، فإن إحدى النتائج المحتملة هي ارتداد الصفراء، هذا يعني أن العصارة الصفراوية التي ترسلها المرارة إلى الأمعاء الدقيقة للمساعدة في هضم الطعام يمكن أن تنعكس على المعدة، ويمكن أن يؤدي ارتجاع الصفراء إلى تآكل بطانة المعدة، مما يؤدي إلى التهاب وقرحة المعدة.
حصى في المرارة
يؤدي فقدان الوزن السريع إلى إرسال حمولة كبيرة من الكوليسترول إلى الكبد لاستقلابه، وعندما يرسل الكبد الصفراء إلى المرارة فإنها تحمل معها الكولسترول الإضافي، إذ يمكن أن يتراكم هذا الكوليسترول في المرارة، مكوناً حصوات مرارية من الكوليسترول، لكن لا تتسبب حصوات المرارة دائماً في حدوث مشكلات، ولكنها قد تكون خطيرة إذا خرجت وعلقت في القنوات الصفراوية.
هل عملية تحويل مسار الاثني عشر أفضل من تكميم المعدة؟
إحصائياً يحقق تبديل الاثني عشر أفضل نتائج فقدان الوزن بشكل عام مقارنةً بالمجازاة المعدية وتكميم المعدة، وفي المتوسط يمكن للمرضى الذين أجروا عملية تبديل مسار الاثني عشر، أن يتوقعوا خسارة 80 إلى 100٪ من وزنهم الزائد.
ما هي جراحة المعدة الأكثر أماناً؟
تكميم المعدة هو الأكثر استخداماً والأكثر أماناً في عالم السمنة، وكما هو الحال مع أي عملية جراحية كبرى، فإن لعمليات إنقاص الوزن مخاطر محتملة على صحة الإنسان.
كم تستغرق عملية تحويل مسار الاثني عشر؟
عادة ما تستغرق بين ساعتين إلى ثلاث ساعات.
إن عملية تحويل مسار الاثني عشر؛ والتي تعرف باسم duodenal switch، هي واحدة من أكثر الجراحات فعالية في العالم من أجل إنقاص الوزن، لكن يحتمل أن يحدث بعدها العديد من المضاعفات التي قد تكون خطيرة على صحة الإنسان.
عذراً التعليقات مغلقة