إصابات الدماغ الرضحية في الخيول؛ تعرف إلى أعراض الإصابة وكيفية العلاج

تحدث إصابات الدماغ الرضحية في الخيول (Traumatic Brain Injury in Horses) في أي مرحلة عمرية للخيل، ويوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى إصابة رأس الحصان. إذا تعرض الحصان لهذه الإصابات لا بد من إستشارة الطبيب البيطري على الفور لتجنب نتائج ومضاعفات الكدمات الرضحية في الخيل، مثل: كسر الجمجمة، أو تلف الأنسجة الرخوة في الدماغ. تعرف معنا إلى أعراض الإصابة وكيفية العلاج.

نبذة عن إصابات الدماغ الرضحية في الخيول

تنتج إصابات الدماغ الرضحية في الخيول (TBI) عن تعرض رأس الحصان لصدمة أو خبطة أو هزة عنيفة تؤدي إلى تلف الدماغ وأنسجته الرخوة كالأوعية الدموية أو الأعصاب الموجودة داخل الرأس. تعد إصابات الدماغ الرضحية (TBI) عادةً من الحالات الطارئة التي تتطلب استدعاء الطبيب البيطري على الفور، ويجب توخي الحذر عند التعامل مع الحصان المصاب ونقله إلى مكان نظيف ومبطن وبارد لاحتمالية ظهور بعض الأعراض العصبية عليه.

قد تظهر أعراض إصابات الدماغ الرضحية في الخيول مشابهة لأعراض بعض الأمراض العصبية الأخرى، ولكن تحدث المشاكل العصبية الأخرى في الخيول نتيجة تعرض الحصان لعدوى أو سموم أو أمراض خلقية، بينما تنجم إصابة الدماغ الرضحية عادةً عن خبطة في رأس الحصان.

“قد يهمك: الجرب عند الخيول“

أعراض إصابات الدماغ الرضحية في الخيول

تختلف أعراض خبطات وإصابات الدماغ الرضية باختلاف شدة الضربة أو الصدمة، ويشمل ما يلي أهم 10 أعراض للإصابة:

1. الإغماء، أوفقدان الوعي(Fainting episode).
2. النوبات العصبية (Seizures).
3. نزيف من الأنف (الرعاف) أو الأذنين.
4. صعوبة في التنفس، والبلع.
5. استلقاء الحصان على الأرض مع عدم الرغبة في النهوض (down horse).
6. الهبوط، وعدم التوازن أو إمالة الرأس.
7. العمى المفاجئ وشلل العصب الوجهي (Facial-nerve paralysis).
8. حركة العين غير الطبيعية.
9. حدقة العينين غير متساوية في الحجم.
10. الترنح، مشية غير طبيعية.

قد تؤدي إصابات الدماغ الرضحية في الخيول إلى كسر في الجمجمة أو إصابة أنسجة الدماغ الرخوة، لذا يفضل الاتصال بالطبيب البيطري على الفور. تبدو الأعراض أكثر وضوحًا في حالات كسر الجمجمة ولا بد من علاج هذا الكسر. بينما في حالة إصابة الأنسجة الرخوة فقط دون كسر لا تُلاحظ الأعراض في البداية. قد تتسبب بعض الإصابات الدماغية في حدوث تغير طفيف في مشية الحصان أو الهبوط غير الملاحظ مما يؤدي أحيانًا إلى التشخيص الخاطئ.

“قد يهمك: اضطراب رعاش العضلات في الخيول“

أسباب الإصابات الدماغية في الخيول

تحدث إصابات الدماغ الرضحية في الخيول نتيجة للعديد من الأسباب، تشمل ما يلي:

• الركل في الرأس من حصان آخر.
• الاصطدام بجسم ثابت وصلب، مثل: شجرة.
• الضرب بجسم متحرك، مثل: شاحنة أو سيارة.
• القتال، وحدوث هزة دماغية عنيفة.
• حوادث المقطورة.
• السقوط والحوادث التي تؤدي إلى الارتجاج في المخ خاصةً في خيول السباق.

“تعرف على: تسمم الخيول بنبات زهرة الشيخ“

تشخيص Traumatic Brain Injury in Horses

يعتمد تشخيص إصابات الدماغ الرضحية في الخيول على معرفة تاريخ الحالة والحادث الذي تعرض له الحصان، والفحص الجسدي للحصان المصاب. قد يشتبه الطبيب البيطري في إصابة الدماغ الرضية في حالة ظهور أحد العلامات السريرية للإصابة خاصةً بعد تعرض الحصان لضربة أو صدمة شديدة في الرأس. يحتاج التشخيص النهائي والدقيق للإصابات الدماغ الرضحية في الخيول إلى إجراء بعض الاختبارات الإشعاعية، مثل:

• التصوير المقطعي المحسوب (computed tomography)

يُجرى هذا الاختبار خلال 24 ساعة الأولى من الإصابة لتحديد الضرر الذي لحق بأنسجة المخ عن طريق البحث عن وجود كدمات وإصابات في الدماغ. يوضح التصوير المقطعي (CT) أيضًا الكسور الموجودة في عظام الرأس والرقبة.

• التصوير بالرنين المغناطيسي (magnetic resonance imaging)

يستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) بعد 24 – 72 ساعة من إصابات الدماغ الرضحية في الخيول للكشف عن وجود تورم أو التهاب في الدماغ والأنسجة الرخوة، كما أنه أفضل أداة لفحص الأضرار التي لحقت بالأعصاب والأوعية الدموية داخل الدماغ.

• الصور الإشعاعية للجمجمة (Radiographs of the skull)

تستخدم الصور الإشعاعية للجمجمة لتحديد الكسور في عظام الجمجمة أو تجاويف الجيوب الأنفية.

• التنظير الداخلي Endoscopy

يستخدم التنظير الداخلي في الجيوب الأنفية بحثًا عن وجود نزيف.

يجب إجراء هذه الاختبارات في مستشفى للخيول تحت تأثير التخدير الكلي (general anesthesia) وإشراف الطبيب البيطري. يعاني الحصان الذي تظهر عليه الأعراض العصبية نتيجة إصابات دماغية رضحية صعوبة متزايدة في التعافي من التخدير الكلي. قد يطلب الطبيب أيضًا إجراء بعض فحوصات الدم والسائل النخاعي للمساعدة في التشخيص، وتشير نتائج فحوصات الدم إلى إصابة الحصان بفقر الدم نتيجة النزيف، أو إلىوجود عدوى، كما يستخدم اختبار السائل النخاعي لتقييم تلف الأعصاب.

“قد يهمك: التهاب الدماغ الأولي عند الخيول“

علاج إصابات الرأس في الخيول

ينبغي عدم التباطئ في علاج إصابات الدماغ الرضحية في الخيول واستدعاء الطبيب البيطري سريعًا لخطورة الموقف. يجب على الطبيب البيطري أولًا التأكد من وجود الحصان في مكان أمن، والاستعانة بالأدوية التي تعمل على وقف النزيف والنوبات العصبية للحصان المصاب، وتقليل درجة حرارة الجسم بتشغيل المرواح واستخدام الماء البارد على جسم الحصان المصاب.

يعتمد العلاج على المحاليل الوريدية الداعمة للخيل المصاب باستخدام القسطرة الوريدية (IV catheter) التي يوضع بها مجموعة من الأدوية للعلاج والحفاظ على حياة الحصان، تشمل هذه الأدوية:

1. أدوية مضادة للالتهابات والألم، مثل: فلونيكسين ميجلومين (flunixin meglumine) أو بانامين (Banamine)، وبوتورفانول (butorphanol).
2. محلول ملحي (hypertonic saline)، أو محلول المانيتول (mannitol) لتقليل تورم الدماغ.
3. السوائل الوريدية (IV fluids) للحفاظ على نسبة الرطوبة في جسم الحصان، والوقاية من الجفاف.

يفضل نقل الحصان المصاب بإصابات الدماغ الرضحية إلى المستشفى لمتابعة الحالة المرضية والعلاجات الإضافية. يشمل ذلك عمل بعض تحاليل الدم لمراقبة مستويات السكر في الدم ونسبة الرطوبة والالتهابات. يجب أيضًا مراقبة ضغط الدم ومستويات الأكسجين. قد يُجري الطبيب عملية جراحية لإصلاح كسور العظام إذا لزم الأمر.

تستخدم عادةً مضادات الالتهاب ومضادات الأكسدة، مثل: بعض الفيتامينات (E,B,C)، وثنائي ميثيل سلفوكسيد (DMSO) في علاج إصابات الدماغ الرضحية في الخيول. أثبتت هذه الأدوية نجاحها وفاعليتها في علاج إصابات الدماغ، وذلك على عكس الستيروديات (steroids) أو الأدوية المنشطة التي استخدمت أيضًا للعلاج ولكنها ارتبطت بنتائج سيئة لدى المرضى من البشر، ولا يوصي باستخدامها في الخيول.

“اطلع على: قصور البنكرياس الإفرازي عند القطط“

التعافي من إصابات الدماغ الرضحية في الخيول

يعتمد التعافي من إصابات الدماغ الرضحية في الخيل على مكان الإصابة وشدتها. غالبًا ما تتعافى الخيول ذات الإصابات الخفيفة والبسيطة وتعود إلى حالتها الطبيعية سريعًا، لكن بعض الخيول الأخرى قد يكون لديها ضرر دائم يغير حياتها. يصل معدل البقاء والتعافي إلى نسبة 62%، وتقل احتمالية تعافي الخيول التي ظلت مستلقية على الأرض لمدة 4 ساعات أو أكثر بعد الإصابة.

ينصح بعدم إعادة الحصان المصاب إلى العمل لمدة شهر على الأقل بعد الإصابة، ثم يمكن إعادته للعمل تدريجيًا. يجب أن يظل الحصان في بيئة آمنة خلال فترة التعافي، ولا بد من وضع فراش مبطن وآخر إضافي في الكشك الخاص به، ولا ينبغي تركه بمفرده في المرعى. إذا كان الخيل يعاني عدم التوازن والتناسق أو تأثيرات دائمة في مستوى البصر، لا بد من تقاعد هذا الحصان. يمكن الوقاية من إصابات الدماغ باستخدام الخوذات المبطنة للخيول والتي تمنع على الأرجح إصابات الدماغ الرضحية وكسرالجمجمة عند السقوط أو التعرض لحادث.

كيف يمكن معرفة أن الحصان يعاني الارتجاج؟

لن يتصرف الحصان الذي يعاني من ارتجاج في المخ بشكل طبيعي، فقد يكون لديه حالة عقلية متغيرة أو استجابة جسدية متأخرة أو غائبة، مثل: فقدان البصر والتوازن.

هل يمكن أن يصاب الحصان بتلف في الدماغ؟

نعم، تحدث إصابات الدماغ الرضحية وتلف الدماغ في الخيول عند تعرضها لحادث واصطدام الرأس بجسم ثابت.

هل تتعافى الخيول من المشاكل والأمراض العصبية؟

نعم، إذا تم تشخيص الحصان وعلاجه على الفور فقد يتعافى تمامًا، لكن الحالات الشديدة والمزمنة قد تسبب عجزًا عصبيًا دائمًا.

“قد يهمك: الشتر الداخلي عند الخيول“

في الختام، تبين لنا أن إصابات الدماغ الرضحية في الخيول (Traumatic Brain Injury in Horses) من الإصابات الخطيرة التي قد تنهي حياة الخيل نتيجة النزيف، وتدمير الجهاز العصبي المركزي (الدماغ، والحبل الشوكي)، لذلك يجب توخي الحذر وعدم التهاون في علاج الخيل بعد تعرضه للصدمات الدماغية خاصةً عند ظهور الأعراض العصبية.